من عبدالغفور البرعي إلى سعد الدالي شخصيات خالدة لـ نور الشريف في ذكرى رحيله الثامنة
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
فنان ليس له مثيل صاحب المشوار الفني الطويل والممتع، والخالد في الأذهان، فهو عمود من أعمدة الفن العربي ليس المصري فقط، صاحب أداء متميز ومنفرد وشخصيات متعددة قدمها لنا بكل هدوء ووقار معهود.
إنه النجم الكبير نور الشريف الذي تحل اليوم ذكرى وفاته الثامنة، بعد رحيل جاء مبكرًا ليذهب جسده لكن تظل روحه وأعماله تمتعنا حتى الآن.
نشأة نور الشريف:
ولد نور الشريف عام 1946 في حي السيدة زينب وتوفي والده بعد عام واحد من مولده، وتركته والدته بعد ذلك مع أعمامه هو وأخته الوحيدة وتزوجت.
التحق نور الشريف بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج عام 1967، وبدأ مشواره الفني في سن مبكر وقدم أكثر من 150 فيلم جانب الدراما.
شخصيات قدمها نور الشريف أثرت بشكل كبير مع الجمهور:
قدم نور الشريف خلال مشواره الفني الكبير والمميز عدة شخصيات أحبها الجمهور ورسوخها في ذاكرتهم، ولعل أهم هذه الشخصيات.
"كمال" في فيلم العار:
قدم نور الشريف خلال أحداث الفيلم شخصية كمال الاخ الاكبر وذراع والده اليمين والذي يعلم عن أعمالهم كل كبيرة وصغيرة، وتنقلب حياة العائلة رأس على عقب عندما يسافر الأب تاجر العطارة المعروف إلى إتمام صفقة كبيرة من المخدرات يضع فيها كل ثروته، ليلقي مصرعه عند عودته، ويقرر كمال إخبار العائلة عن مصدر وثروتهم وتتوالى الأحداث.
"عبدالغفور البرعي".. في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي":
شخصية يعرفها ويعشقها الجميع كبار وصغار على مختلف أجيال، عمل متكامل تجتمع عليه العائلة مهما تم عرضه على القنوات دون ملل، شخصية عبدالغفور الرجل العصامي الذي بدأ من صبي يعمل عند أحد تجار الخردة في القاهرة، إلى صاحب أكبر محلات الخردة في الشرق الأوسط، ونشاهد خلال الأحداث علاقته بعائلته وأولاده وكبار السوق.
"سعيد ابو الدهب".. فيلم جري الوحوش:
العمل يناقش قضية الصراع بين الدين والعلم، وكيفية تقبل الإنسان لقدره و حياته مهما وجد فيها من متاعب وصعوبات، والفيلم تم عرضه عام 1987، وشارك نور الشريف البطولة كلٱ من محمود عبدالعزيز، حسين فهمي، نورا، هدى رمزى.
"سعد الدالي".. مسلسل "الدالي":
تناول العمل شخصية رجل الأعمال سعد الدالي الذي يفقد ابنه بسبب أعداءه في السوق، ليكتشف بعد ذلك أن أكبر عدو له هو عائلته، يحاول خلال الأحداث محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وشارك في بطولة المسلسل كلٱ من نور الشريف، سوسن بدر، صلاح عبدالله، وفاء عامر، سامح الصريطى، مجموعة كبيرة من النجوم الشباب.
"عادل عرابي".. مسجون ترانزيت:عرض الفيلم أول مرة عام 2008 وتدور أحداثه في إطار تشويقي درامي حول علي والعميد عادل عرابي، الذي عاد لينتقم لقضية قتل حدثت منذ عشر سنوات، ويشارك في بطولة الفيلم كلًا من أحمد عز، نور الشريف، إيمان العاصي، وغيرهم، ومن إخراج ساندرا نشأت.
وفاة نور الشريف:
وقد رحل نور الشريف عن عالمنا في 11 أغسطس 2015 بعد صراع مع مرض السرطان.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
الإمام زيد عليه السلام .. نهضة قرآنية خالدة وامتداد حي لثورة كربلاء في وجدان اليمنيين
لم تكن ثورة الإمام زيد بن علي عليهما السلام مجرّد موقف سياسي عابر أو حركة احتجاجية آنية، بل كانت نهضة قرآنية أصيلة انطلقت من قلب الوعي الإسلامي، مستندة إلى قيم الحق والعدل، ومرتبطة بروح الإسلام المحمدي الأصيل، الإمام زيد، حفيد الإمام الحسين بن علي عليهما السلام، لم يخرج طمعًا في دنيا أو سعيًا إلى سلطان، وإنما خرج لأمرٍ عظيم، حيث حمل زيدُ لواء الثورة امتدادًا لكربلاء، ووقف موقف الشرف والتحدي في وجه الانحراف والظلم، مجسدًا بذلك قيم الإسلام في أرقى معانيها.يمانيون / تقرير / طارق الحمامي
في اليمن، لم تكن صلة أهل الإيمان والحكمة بالإمام زيد عليه السلام ، مجرّد علاقة عاطفية أو مذهبية، بل كانت علاقة التزامٍ بمنهج، ووفاءٍ لمشروع نهضوي قرآني، تجذر في وعي الأمة اليمنية منذ قرون، حمل اليمنيون لواء الإمام زيد، واعتنقوا مدرسته الفكرية والجهادية، واحتضنوا تراثه قولًا وفعلاً، حتى أصبح نهج الإمام زيد يمثل لهم هوية ثقافية وروحية، ودليلًا عمليًا في مواجهة التحديات والظلم عبر العصور.
وفي العصر الراهن، جاءت المسيرة القرآنية المباركة لتجدد هذا النهج، وتعيد بعث مدرسة الإمام زيد في الواقع اليمني بروحٍ عملية معاصرة، لتجعل من الثورة الزيدية منبرًا لصياغة مشروع تحرري نهضوي يعيد للأمة وعيها وكرامتها.
الإمام زيد بن علي عليه السلام ونهضته القرآنية
الإمام زيد كان حاملًا لمشروع قرآني متكامل، رأى أن لا حياة كريمة للأمة إلا بالعودة إلى القرآن، ومواجهة الانحراف السياسي والديني ، وثورته لم تكن معزولة عن مبادئ الإسلام، بل كانت تطبيقًا عمليًا لقوله تعالى: “كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر” ، ورفض الإمام زيد مبدأ “الرضا بالأمر الواقع”، ودعا إلى التغيير من منطلقات قرآنية لا مساومة فيها على الحق والعدالة.
ثورة الإمام زيد امتداد حي لثورة الإمام الحسين عليهما السلاماستلهم الإمام زيد من جده الحسين عليه السلام روح التضحية، وورث منه روح التحدي والثبات أمام الظلم ، فكانت كربلاء الحافز الوجداني والفكري لثورة الإمام زيد، حيث صاغ خطابه السياسي والديني استنادًا إلى المبادئ التي استشهد من أجلها الحسين ، كما جسّد الحسين موقف “هيهات منا الذلة”، جاء الإمام زيد ليؤكد أن “السكوت على الظلم خيانة لله ولرسوله”.
الإمام زيد في وجدان اليمنيينتبنى اليمنيون الفكر الزيدي منذ وقت مبكر، فوجدوا فيه منهجًا واضحًا للحياة والعدل والحكم ، وتحول الإمام زيد إلى رمز تحرري في الثقافة اليمنية، وتوارثت الأجيال اليمنية حبّه ومبادئه حتى أصبحت جزءًا من الهوية الوطنية والدينية ، ولم يكن الإمام زيد مجرد إمامٍ فقهي أو شخصية تاريخية، بل كان مشروعًا نهضويًا يعيش في ضمير اليمنيين، وحافظ اليمنيون على نهج الإمام زيد عليه السلام عبر المدارس الدينية، والمناهج الفقهية، والحركات الجهادية، وعلى روح الثورة الزيدية ، كما قام العلماء والمجاهدون في اليمن عبر العصور بنقل تراث الإمام زيد وتفسير خطابه في ضوء المتغيرات الاجتماعية والسياسية ، وكذلك الثورات اليمنية ضد الاستعمار والاستبداد كانت تستلهم من الإمام زيد مقولته الخالدة: “والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت”.
المسيرة القرآنية وتجديد نهج الإمام زيد في الواقع المعاصرجاء المشروع القرآني بقيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ليجدد نهج الإمام زيد، ويبعثه من جديد كمنهج حياة ومقاومة ، وأعادت المسيرة القرآنية ترتيب الأولويات في ضوء الرؤية الزيدية الثورية، وربطت العمل السياسي والاجتماعي بالجهاد القرآني الواعي ، في كل الجبهات ، الإعلامية، التربوية، السياسية، العسكرية ، كانت روح زيد الإمام حاضرة، وكان خطابه المبدئي هو المرجعية ، كما دعا الإمام زيد إلى نصرة المستضعفين، جاء المشروع القرآني ليصوغ رؤية شاملة لنهضة الأمة وفق منطلقات زيدية قرآنية.
خاتمة
إن الإمام زيد بن علي عليهم السلام ليس مجرّد صفحة في كتاب التاريخ، بل هو روحٌ ثائرة تسري في عروق الأمة الحيّة، ومشروعٌ قرآنيٌ خالدٌ لا يموت، واليمن، التي حملت هذا المشروع منذ قرون، تواصل اليوم السير على دربه، عبر المسيرة القرآنية التي بعثت مبادئه من جديد، وجعلت من الثورة الزيدية منارةً في درب الأمة نحو الحرية والعزة والاستقلال.
مسؤول أممي يرجح عودة ملايين الأفغان لبلادهم ويحذر من التداعيات