طريقة ماكرة.. هكذا نفذت إسرائيل عملية تفجير أجهزة الاتصال الخاصة بحزب الله
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
يبدو أن الانفجارات المتزامنة لمئات من أجهزة الإشعار التي يحملها أعضاء حزب الله في لبنان جاءت نتيجة تسلل إسرائيلي للسلسلة اللوجستية للحزب الموالي لإيران، وفي حال كان الأمر كذلك فإنه يعد نجاحا كبيرا للأجهزة الإسرائيلية.
وقال مصدر مقرب من حزب الله لوكالة فرانس برس إن “أجهزة الإشعار (بايجر) التي انفجرت وصلت عبر شحنة استوردها حزب الله مؤخراً تحتوي على ألف جهاز”، يبدو أنه “تم اختراقها من المصدر”.
تسلل لوجستي
على منصة إكس، كتب تشارلز ليستر الخبير لدى معهد الشرق الأوسط (MEI) إنه “وفقا لتسجيلات الفيديو … من المؤكد أنه تم إخفاء عبوة بلاستيكية متفجرة صغيرة بجانب بطارية يتم تشغيلها من بعد عن طريق إرسال رسالة”.
وهذا يعني في رأيه أن “جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية المسؤولة عن العمليات الخاصة) اخترق سلسلة التوريد”.
من جانبه تحدث المحلل العسكري إيليا مانييه، ومقره في بروكسل، عن “خلل أمني كبير في الإجراءات التي يتبعها حزب الله”، موضحا أن عملاء إسرائيليين “تسللوا بلا شك إلى عملية الإنتاج وأضافوا عنصرا متفجرا وجهاز تفجير من بعد إلى أجهزة الإشعار من دون إثارة الشبهات”.
وقال مايك ديمينو، الخبير الأمني والمحلل السابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية إن العملاء “تمكنوا من توصيل أجهزة الإنذار في صفوف الحزب … إما من خلال التظاهر بأنهم موردون أو عن طريق حقن الأجهزة مباشرة عند محطة ما ضمن سلسلة التوريد الخاصة بحزب الله عبر استغلال نقاط الضعف (شاحنات النقل والسفن التجارية)”.
وفي فرضية أخرى، قال رياض قهوجي، المحلل الأمني المقيم في دبي، إن “إسرائيل تسيطر على جزء كبير من الصناعات الإلكترونية في العالم، ولا شك أن أحد المصانع التي تمتلكها صنع هذه العبوات الناسفة التي انفجرت اليوم وشحنها”.
نجاح استخباراتي
يمثل هذا الهجوم الدقيق باستخدام أدوات قديمة إلى حد كبير، نجاحاً كبيرا جديدا لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بعد اغتيال الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في نهاية تموز/يوليو في طهران. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز حينها أنه اغتيل بزرع قنبلة قبل شهرين في المبنى.
وقال الخبير مايك ديمينو عن عملية الثلاثاء “إنها عملية تخريب كلاسيكية، عمل استخباراتي في قمة الاتقان”. وذكر على منصة “إكس” أن “عملية بهذا الحجم تستغرق أشهرا، إن لم يكن سنوات، لتنظيمها على أحسن وجه”.
اشتُهرت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بأنها من أقوى الأجهزة في العالم قبل هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر الذي فشلت في إحباطه. وبهذا الصدد قال خبير الدفاع الفرنسي بيار سرفان لوكالة فرانس برس إن “سلسلة العمليات الأخيرة التي نُفذت خلال الأشهر القليلة الماضية تعني أنها سجلت عودة مجلجلة مع رغبة في الردع ورسالة مفادها: أخطأنا لكننا لم نمت”.
ومع ذلك، أشار إلى خطورة أن تسأل عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة “أنتم قادرون على تفخيخ مئات من أجهزة الإشعار الخاصة بحزب الله وتفجيرها في وقت واحد، وغير قادرين على تحرير أبنائنا؟”.
مع تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله، حليف حماس، تحمل عملية الثلاثاء معاني كبيرة.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن عودة سكان شمال البلاد الذين فروا من صواريخ حزب الله، صارت اليوم أحد أهداف حكومته.
وقال عميل المخابرات الإسرائيلية السابق آفي ميلاميد إن هجوم الثلاثاء “القوي” و”الذي تم تنفيذه باستخدام معدات بسيطة للغاية، من المرجح أن يزيد الضغط على قادة حزب الله ويحرجهم”.
وقال مايك ديمينو “إذا كنت تستعد لتدخل بري في لبنان لدفع حزب الله إلى الشمال … فهذا هو بالضبط نوع الفوضى التي ستزرعها قبل ذلك”.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
الشعراوي يكشف اسم القرية التي نزل عليها مطر السوء.. ماهي؟
في خواطره حول تفسير سورة الفرقان، تناول الشيخ محمد متولي الشعراوي قول الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا﴾، مفسرًا الآية الكريمة بأنها تشير إلى مشهد واقعي مرّ به كفار مكة خلال أسفارهم، حيث كانوا يمرون على ديار الأقوام الذين عذبهم الله، ورأوا آثار الهلاك، ومع ذلك لم يعتبروا.
وأوضح الشيخ الشعراوي، أن القرية المقصودة في الآية هي سدوم، قرية قوم لوط عليه السلام، التي أنزل الله عليها "مطر السوء"، أي عذابًا مهلكًا، في صورة حجارة من سجيل كما ورد في آيات أخرى.
وأضاف: ومع ذلك، فإن الكفار كانوا يرون هذه الديار، ويعلمون بما حل بها، لكنهم لم يتفكروا أو يعتبروا لأنهم لا يرجون نشورًا، أي لا يؤمنون بالبعث ولا بالحساب بعد الموت.
ونوه الشعراوي بأن هذه الآثار التي مرّوا عليها ليست مجرّد قصص تُروى، بل شواهد حقيقية على انتقام الله من الظالمين، وقد رأوها في رحلاتهم، كما أكد القرآن في موضع آخر بقوله: ﴿وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾.
وتابع: الغريب أن هؤلاء الكفار كانوا في حياتهم يتصدّون للظلم، كما كان الحال في حلف الفضول بمكة، حيث اجتمعوا لنصرة المظلوم، ومعاقبة الظالم، فإذا كانوا يقرون بعدالة القصاص في الدنيا، فكيف ينكرون وجود دار للجزاء في الآخرة، يُجازى فيها الظالم والمظلوم، خاصة أن كثيرًا من الظالمين ماتوا دون أن يُعاقبوا؟!
وختم الشيخ الشعراوي تفسيره مؤكّدًا أن الإيمان بالبعث والجزاء هو الضمان لتمام العدالة، مشيرًا إلى قول أحدهم: "لن يموت ظالم حتى ينتقم الله منه"، فاعترض عليه آخر وقال: "لكن فلانًا الظالم مات ولم يُنتقم منه"، فردّ عليه قائلًا: "إن وراء هذه الدار دارًا، يُحاسب فيها المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته".