كشف عبد القادر فايز، مدير مكتب الجزيرة في طهران، عن وجود انقسام داخل أروقة صنع القرار الإيراني حول كيفية الرد على اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله .

وتمكن جيش الاحتلال الإسرائيلي الجمعة من اغتيال نصر الله، في غارة جوية الجمعة، شنتها مقاتلات إسرائيلية من طراز "إف-35" على موقع بمنطقة حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، المعقل الرئيسي لحزب الله.

وأشار فايز في مداخلة مع الجزيرة إلى أن القرار النهائي لم يُحسم بعد في طهران، مع وجود رأيين متباينين يتنازعان المشهد السياسي والأمني في إيران، وذلك في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة مقتل نصر الله.

وأكد فايز أن إيران تنظر إلى اغتيال الأمين العام لحزب الله باعتباره "قضية أمن قومي بالدرجة الأولى"، مشددا على أن العلاقة بين إيران وحزب الله تتجاوز كونها مجرد تحالف تقليدي، بل هي "حليف عضوي وبنيوي".

وأضاف: "عندما نتحدث عن الجمهورية الإسلامية وهي النموذج الحاكم هنا في إيران، فنحن نتحدث عن قضية كبرى بالنسبة لإيران".

ونقل فايز تصريحات لعباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، الذي قال إن "اغتيال نصر الله لن يبقى دون رد"، مما يشير إلى أن إيران "معنية بالرد على اغتيال بهذا الحجم".

كما أشار فايز إلى تحذير إيراني وجه لمجلس الأمن مفاده أن المنطقة قد تكون "على بعد خطوة واحدة من حرب شاملة واسعة مفتوحة"، وهو ما كان يُفسر سابقا في طهران بأنه "فخ إسرائيلي" يهدف لجر إيران إلى حرب مفتوحة.

أولويات إيران

وتطرق فايز إلى بيان المرشد الأعلى الإيراني، الذي اعتبره "بيانا في الأولويات"، وأوضح أنه ركز على أن بنية حزب الله "ستكون أقوى في المستقبل"، وأن "محور المقاومة وعلى رأسه حزب الله سيلعب دورا جوهريا جدا في تقرير مصير الشرق الأوسط".

وفسر فايز هذا البيان بأنه رسالة مفادها أن "الأولوية الآن ربما تكون ضمن دائرة البقاء في الدرجة الأولى وليس بالضرورة أن تكون ضمن دوائر أخرى".

وكشف فايز عن وجود رأيين رئيسيين داخل دوائر صنع القرار في إيران. الأول يدعو إلى "رد واسع وقاطع لاستعادة الردع في المنطقة"، ويهدف إلى إثبات قدرة إيران على اتخاذ "خطوات ربما جنونية في مقابل ما تصفه بالجنون الإسرائيلي".

ولفت إلى أن هذا الرأي مدعوم من نخبة عسكرية وقطاع من الشارع في طهران وآخرين في البلد، حسب تعبيره.

أما الرأي الثاني فيرى أن "قضية الحرب الشاملة ليست بدعة"، ولكنه يعتقد أن تحويلها لواقع ربما يجب ألا يكون باليد الإيرانية بالدرجة الأولى، هذا الرأي يفسر "العقلانية" الظاهرة في التصريحات الرسمية الإيرانية، حسب فايز.

وأشار فايز إلى وجود انتقادات داخلية للموقف الإيراني المتردد، حيث يرى البعض أن الحرب الشاملة التي تتحدث عنها أميركا وإسرائيل هي بدعة أمنية عسكرية قيدت إيران بشكل كبير في الإقليم.

وأضاف أن هناك من يدعو إلى أن الرد الإيراني يجب أن يغادر مساحة استعراض القوة، ويجب أن يدخل عمليا من خلال استخدام تلك القوة لا استعراضها.

وأكد مدير مكتب الجزيرة في طهران على أن القرار النهائي بيد مجلس الأمن القومي، مشيرا إلى أن البيانات الرسمية الإيرانية حتى الآن لم تتحدث عن رد مباشر من قبل إيران كدولة، بل تشير إلى أن الرد قد يكون "منوطا بمحور المقاومة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی طهران نصر الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

عمان: الجولة الرابعة من المحادثات النووية بين إيران وأمريكا شهدت أفكارا جديدة ومفيدة

أعلن وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، أمس الأحد، أن الجولة الرابعة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، والتي توسطت فيها سلطنة عمان، شهدت طرح أفكار "مفيدة وجديدة"، ما يعكس وجود رغبة متبادلة بين الطرفين للتوصل إلى اتفاق "مشرف".

 وجاء تصريح البوسعيدي في منشور عبر منصة "إكس"، في وقت تواصل فيه سلطنة عمان دورها كوسيط إقليمي في هذا الملف الشائك.

وأضاف وزير الخارجية العماني أن الجولة القادمة من المفاوضات ستُعقد بعد أن يُجري الجانبان مشاورات داخلية مع قيادتيهما، في مؤشر على وجود نقاشات جدية تتطلب موافقات رفيعة المستوى قبل الانتقال إلى المرحلة التالية من التفاوض. 

وتؤكد التصريحات العمانية الدور الذي تلعبه مسقط في تقريب وجهات النظر بين طهران وواشنطن، خصوصًا في ظل التوترات الإقليمية وتداعيات البرنامج النووي الإيراني على الأمن في المنطقة.

وكان الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، قد أكد في تصريحات سابقة أن بلاده منخرطة في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة بهدف إثبات أن برنامجها النووي ذو طابع سلمي، وأن إيران لم ولن تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية. 

وأضاف أن بلاده لن تتنازل عن حقها في تطوير الطاقة النووية السلمية تحت أي ظرف، ما يعكس تمسك طهران بموقفها التقليدي رغم الضغوط الدولية المتزايدة.

إيران تؤكد: مفاوضات مباشرة مع واشنطن لإثبات سلمية البرنامج النووياكسيوس: انتهاء الجولة 4 من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة في عُمانمسؤول رفيع المستوى: الولايات المتحدة متحمسة لنتائج المفاوضات مع إيرانإيران والولايات المتحدة تستأنفان الجولة الرابعة من المحادثات النوويةإيران تستعد لتسليم منصات صواريخ إلى روسيا وسط انتقادات لـ ترامبفتح 360 .. روسيا تحصل على دعم من إيران لشن هجوم شرس ضد أوكرانياويتكوف: تخصيب إيران اليورانيوم خط أحمر بالنسبة للولايات المتحدة

في السياق ذاته، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، الجولة الرابعة من المحادثات بأنها "صعبة لكنها مفيدة"، مشيرًا إلى أنها ساعدت في تقريب الفهم بين الجانبين، ومثّلت فرصة للبحث عن حلول عقلانية وعملية للقضايا العالقة. ويُعد هذا الوصف مؤشراً على وجود فجوات لا تزال قائمة، لكنها ليست مستعصية على الحل في حال توفر الإرادة السياسية.

خلفية: جهود متعثرة منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق
تأتي هذه التطورات في سياق محاولات إحياء الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، والذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 2018، معيدًا فرض العقوبات على طهران. ومنذ ذلك الحين، تتأرجح المفاوضات بين الانفراج والتعثر، وسط تزايد الضغوط الأوروبية وتحذيرات من اقتراب إيران من عتبة القدرة النووية.

طباعة شارك عمان المحادثات النووية إيران أمريكا طهران سلطنة عمان

مقالات مشابهة

  • غداة الجولة الرابعة.. فرض عقوبات أميركية جديدة على إيران
  • عباس يقرر رفع الحظر عن عمل قناة الجزيرة في الضفة الغربية
  • «صناع القرار الدولي».. كاتب سياسي يوضح دلائل زيارة ترامب للمملكة
  • يتابع مباراة سيراميكا كليوباترا.. الأهلي يحسم التعاقد مع مدير فني جديد
  • عمان: الجولة الرابعة من المحادثات النووية بين إيران وأمريكا شهدت أفكارا جديدة ومفيدة
  • إيران تصف جولة المفاوضات الرابعة مع واشنطن بـ"الصعبة"
  • استئناف مباحثات واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي الإيراني
  • عشية "محادثات مسقط".. عراقجي يصرح حول "النووي الإيراني"
  • طهران: تصريحات “ويتكوف” تؤكد سياسية واشنطن المدمنة على إيذاء الشعب الإيراني
  • من الرياض إلى الدوحة.. إيران تمهّد لطاولة مسقط