أكد ملتقى سيدات الأعمال بين الشارقة وأوروبا، الذي نظمته غرفة تجارة وصناعة الشارقة في العاصمة البلجيكية بروكسل بالتعاون مع الرابطة النسائية الأوروبية، أن تسريع التمكين الاقتصادي للمرأة يسهم في تحقيق التنمية المستدامة، ويدعم حصول سيدات الأعمال على الموارد والخبرات الضرورية لتأسيس وتوسيع مشاريعهن الريادية، في ظل الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص وعلى ضوء الدور الذي تلعبه غرف التجارة لدعم مثل هذه الجهود، بتوفير منصات التواصل وتبادل المعرفة، واستكشاف فرص التمويل المستقبلية التي تمنح سيدات الأعمال إمكانيات لتوسيع نطاق أعمالهن بطرق مبتكرة ومستدامة.

جاء ذلك خلال فعاليات النسخة الثانية من الملتقى الذي عُقد امس بحضور سعادة حليمة حميد العويس عضو مجلس إدارة غرفة الشارقة، وسعادة محمد السهلاوي، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى مملكة بلجيكا ودوقية لوكسمبورغ الكبرى والاتحاد الأوروبي، وسعادة أنطوان ديلكورت، سفير مملكة بلجيكا لدى الدولة وسعادة يوليا ستارك – رئيسة جمعية المرأة الأوروبية (EWA)، وبمشاركة عدد من كبار المسؤولين وممثلي الجهات الحكومية في إمارة الشارقة ومن ضمنها مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع)، ومجلس سيدات أعمال الشارقة، والمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، ونخبة من رائدات وسيدات الأعمال الإماراتيات والأوروبيات.

وشهد الملتقى توقيع مذكرات تفاهم بين عدة جهات من الشارقة والرابطة النسائية الأوروبية، بينها مذكرة تفاهم وقعتها غرفة تجارة وصناعة الشارقة، استهدفت تعزيز العلاقات التجارية وتنمية التعاون الاقتصادي المشترك، وتسهيل تبادل الوفود التجارية والمعلومات الاقتصادية، ودعم سيدات الأعمال وتشجيع الاستثمارات الثنائية، وزيادة الأنشطة المشتركة بين القطاع الخاص في إمارة الشارقة والشركات الأوروبية.

وأكدت سعادة حليمة حميد العويس في كلمتها بالملتقى أن دولة الإمارات ملتزمة بتعزيز دور المرأة في الاقتصاد وتنظر إلى تمكين المرأة كمحرك أساسي لاقتصاد قوي ومتنوع ومرن، يدعم المزيد من النمو الاقتصادي الذي تحققه مختلف إمارات الدولة، والذي تسهم فيه المرأة إسهامًا كبيرًا من خلال أكثر من 25,000 سيدة أعمال إماراتية مسجلات لدى غرف التجارة والصناعة، يتحملن مسؤولية إدارة استثمارات تزيد قيمتها عن 16 مليار دولار في الأسواق المحلية والدولية، مشيرة إلى أن إمارة الشارقة رائدة في جهود التمكين الاقتصادي للمرأة وفي جذب الاستثمارات وتنظيم الفعاليات الدولية التي تروج لبيئة الأعمال في الإمارة وبنيتها التحتية الجاذبة للاستثمارات الأجنبية.

وأشارت إلى أن ملتقى سيدات الأعمال بين الشارقة وأوروبا الذي بادرت غرفة تجارة وصناعة الشارقة بتنظيمه بالتعاون مع الرابطة النسائية الأوروبية، يمثل منصة حيوية لتمكين رائدات الأعمال من الإسهام في زيادة التعاون الاقتصادي بين الإمارات وأوروبا، وترسيخ آلية لبناء شراكات مستقبلية مستدامة تسهم في النمو الاقتصادي والابتكار لدى الجانبين، بالإضافة إلى دور الملتقى في تحفيز سيدات الأعمال للاستثمار في قطاعات اقتصادية جديدة، وتزويدهن بالمعارف والمهارات الأساسية التي تمكنهن من تنمية واستكشاف أسواق جديدة لمشاريعهن وتعزيز النمو المتبادل، والسعي لابتكار حلول رائدة تحول التحديات إلى فرص.

من جهتها سلطت سعادة يوليا ستارك رئيسة جمعية المرأة الأوروبية (EWA) الضوء على العلاقة الوثيقة بين الاستدامة والمساواة بين الجنسين على اعتبار أن المساواة أساس التقدم البشري لأنها لا تقتصر على فئة معينة، بل تشمل 50% من سكان العالم، مشيرة إلى أهمية التمكين الاقتصادي للمرأة والذي من المتوقع أن يسهم في توفير 13 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، ولا سيما أن النساء يمثلن 80% من القوة الشرائية عالميًا، وأضافت أن الدراسات أظهرت أن الشركات الناشئة التي تقودها النساء تحقق ضعف الإيرادات التي تحققها الشركات التي يقودها الرجال، ودعت في الختام إلى إطلاق العنان لإمكانات المرأة في ريادة الأعمال والابتكار.

من جانبها، قالت سعادة سارة بالحيف النعيمي، المدير التنفيذي لـ (شراع) نؤمن في شراع بأن ريادة الأعمال تتطلب بيئة حاضنة وشاملة تدعم مقوماتها وتستثمر في قدرات روادها ومؤهلاتهم، لذلك في الوقت الذي نحرص فيه على توفير هذه الحاضنة لرواد الأعمال وأصحاب المشاريع والأفكار السباقة في إمارة الشارقة ودولة الإمارات، نشارك في توفيرها على المستوى الدولي أيضاً، ونتطلع إلى تبادل الخبرات والتجارب مع المؤسسات النظيرة في المنطقة والعالم، ومشاركتنا في ملتقى سيدات الأعمال بين الشارقة وأوروبا، جاءت انطلاقاً من إيماننا بأن تمكين المرأة هو أحد الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة، وامتداداً لجهودنا في توفير الموارد والتوجيه، لتمكين سيدات الأعمال من تحقيق المزيد من النجاحات وتوسيع أثرهن في مجتمعاتهن”

بدورها، قالت سعادة مريم بن الشيخ، مديرة مجلس سيدات أعمال الشارقة إن التعاون والتكامل في الأدوار والجهود واحد من المسارات الأكثر فاعلية في إحداث تحولات نوعيّة وكبيرة في الاقتصاد الوطني وحتى العالمي، ونتائجه تتضاعف عند الحديث عن مؤسسات ومشاريع ذات أهداف مشتركة وتطلعات طموحة كالتالي تجمعنا في المجلس مع الرابطة النسائية الأوروبية، ومختلف المؤسسات الاقتصادية والتجارية في إمارة الشارقة، فحرصنا على توسيع حصة سيدات الأعمال في اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، هو خطوة للنهوض بالاقتصاد المحلي، ودعم لمجمل قطاعاته، لذلك نحرص على تمثيل الشارقة في المحافل الدولية، لنفتح آفاق جديدة من التعاون والعمل المشترك مع المؤسسات النظيرة في العالم، ونستفيد من تجارب المؤسسات الدولية واستراتيجياتها في تمكين النساء بقطاع الأعمال”.

بدورها، قالت فاطمة المقرب مديرة إدارة العلاقات الدولية في غرفة تجارة وصناعة الشارقة إن النسخة الثانية من ملتقى سيدات الأعمال بين الشارقة وأوروبا شكّل محطة جديدة من التعاون بين الشارقة وبلجيكا، واستمرارًا للنقاشات المثمرة في ظل المشاركة الفعالة لرائدات الأعمال اللواتي يسهمن من خلالها تفاعلهن مع مثل هذه الفعاليات في تعزيز الشراكات الدولية واستكشاففرص الابتكار والتعاون، والتعرف على المبادرات الرئيسية في مجتمع الأعمال ودورها في تطوير تجاربهن في ريادة الأعمال، مشيرة إلى أن جدول وفد الشارقة كان غنيًا بزيارات مثمرة لعدة قطاعات وأن الاستفادة من الملتقى كانت كبيرة وحفزت المشاركات فيه على ترقب الملتقى القادم الذي ستحتضنه الشارقة العام المقبل ليواصل دوره كمنصة ملهمة لرائدات الأعمال وآلية للتواصل وتبادل الخبرات.

وناقش الملتقى في جلسته الأولى أهمية التمكين الاقتصادي للمرأة من خلال الشراكة، باعتباره من العوامل الأساسية الفاعلة التي تسهم في تحقيق النمو الاقتصادي الشامل والمستدام، ودور الشراكة في تسريع التمكين من خلال الاستفادة من موارد وخبرات مختلف الأطراف، بما فيها الحكومات والقطاع الخاص.

واستعرضت الجلسة الثانية خيارات التمويل المستقبلية في عالم الأعمال المتسارع، والفرص المتاحة أمام سيدات ورواد الأعمال الطموحين للاستفادة من حلول التمويل المبتكرة لدعم نمو واستدامة الشركات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز فرص نجاحه، وتم خلال الجلستين استعراض نماذج قصص نجاح رائدات أعمال من الإمارات وأوروبا في مجال اتخاذ قرارات الاستثمار والاستعانة بالتسهيلات والفرص المحفزة في بيئة الأعمال في كل من الإمارات وأوروبا.

وتطرق الملتقى لأهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتطوير بيئة أعمال داعمة تعزز الابتكار والاستدامة وتمكن المزيد من سيدات الأعمال من الوصول إلى الموارد، وتعزيز قدراتهن لتأسيس مشاريع ريادية وتوسيع نطاق أعمالهن، بالتعاون مع غرف التجارة في الإمارات وفي مقدمتها غرفة تجارة وصناعة الشارقة التي تسهم بدور حيوي في تعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة من خلال عدة مبادرات تحظى بالرعاية الرسمية على المستويين المحلي والاتحادي.

يشار إلى تنظيم غرفة الشارقة للملتقى يأتي كإحدى ثمار مذكرة التفاهم التي أبرمت بين غرفة الشارقة والرابطة النسائية الأوروبية، وتزامن مع بعثة تجارية موسعة لإمارة الشارقة إلى بلجيكا، احتل فيها التأكيد على أهمية مشاركة المرأة في عالم الأعمال محورًا رئيسيًا، وجاء اختيار بلجيكا لتنظيم الملتقى ليتسق مع اهتمام الجانب البلجيكي بتمكين المرأة في مختلف القطاعات، والذي ينسجم مع رؤية الإمارات لأهمية المشاركة الكاملة والمتساوية للمرأة في جميع المجالات لتحقيق المزيد من التقدم والازدهار والنهوض الشامل.

وشمل برنامج وفد الشارقة زيارة إلى المفوضية الأوروبية وعقد اجتماع مع مفوضية التجارة المسؤولة عن سياسة الاتحاد الأوروبي بشأن التجارة مع الدول التي تقع خارج الاتحاد الأوروبي.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

من نشوة القصف إلى فخ الاستنزاف.. كيف وقعت “إسرائيل” في فخ الحرب التي أرادتها؟

 

 

في كتاباته المتعددة، كثيرًا ما حذر نعوم تشومسكي من غواية “القوة” حين تُمارَس بمعزل عن العقلانية السياسية، ومن السرديات الإمبريالية التي تُخفي الحقائق خلف لغة “الردع” و”الدفاع عن الذات”، “إسرائيل”، التي أفاقت على نشوة ضربة خاطفة ضد إيران، سرعان ما بدأت تدفع ثمن إيمانها بأن بإمكانها فرض توازنات الشرق الأوسط عبر هجوم مباغت على دولة إقليمية بحجم إيران، لكن الواقع، كما هو الحال دائمًا في منطق القوة، معقد ومفتوح على انهيارات غير محسوبة.
الهروب من غزة نحو سماء طهران
في بداية الأمر، بدا الهجوم “الإسرائيلي” على المنشآت الإيرانية وكأنه ضربة ناجحة: اغتيالات نوعية، ضربات على البنية التحتية النووية والعسكرية، وتحقيق ما وصفته وسائل الإعلام العبرية بـ”إنجازات لا تُضاهى”، لكن خلف هذا الإطار الإعلامي، تكمن أزمة أعمق: “إسرائيل” تهرب من مأزق غزة إلى معركة أخطر وأعقد مع طهران. والضربات لم تكن فقط ضد المنشآت، بل كانت في جوهرها محاولة لإعادة ضبط معادلة الردع بعد سلسلة من الهزائم الرمزية والاستراتيجية، بدءًا من 7 أكتوبر، مرورًا بالحرب الطويلة والمفتوحة في غزة، وصولًا إلى الخوف من تصاعد جبهة الشمال مع حزب الله.
النشوة كقناع للإنكار
في التحليل النفسي للسلطة، تمثّل النشوة الجماعية لحظة إنكار جماعية. الإعلام العبري، وحتى بعض المعارضين، انخرطوا في التهليل للضربة، وكأنها تعويض جماعي عن الإهانة الوطنية في 7 أكتوبر. لكن فإن “الاحتفال بالقوة لا يُلغي الحاجة إلى مساءلتها”. ما جرى لم يكن انتصارًا بل انزلاق محسوب إلى منطقة الخطر. والفرق بين الحكمة والجنون، أن الأولى تفكر في اليوم التالي، بينما الثانية تتلذذ بلحظة التأثير الفوري.
الفشل في فهم إيران
منذ عقود، تسوّق “إسرائيل” أن إيران “نظام شيطاني” يمكن تفكيكه عبر ضربة ذكية واحدة. وهذا بالضبط ما يُحذّر منه تشومسكي عند الحديث عن “التسطيح الاستشراقي” للعقل الغربي تجاه خصومه، إيران ليست دولة عشوائية، إنها منظومة معقدة ببنية عسكرية وعقائدية واقتصادية متداخلة، وتملك أدوات الرد في الإقليم، وأهم من كل ذلك: ذاكرة حرب طويلة. التجربة الإيرانية مع العراق (1980–1988) لا تزال تلهم العقيدة العسكرية الإيرانية. والشيعة، كما كتب يوسي ميلمان، “يتقنون فن المعاناة”.
الرد الإيراني لم يتأخر فقط لأن القيادة مشوشة، بل لأنه كان يحتاج إلى تأنٍّ استراتيجي، وإلى قرار محسوب بعدم جعل الرد مجرد فعل عاطفي. وعندما أتى الرد، كان بمستوى يجعل النشوة “الإسرائيلية” تبدو استهزاء بالتاريخ والجغرافيا معًا.
أمريكا ليست هنا
من أخطر ما اكتشفته “إسرائيل” هذه المرة، أن الولايات المتحدة –ولو بقيادة ترامب الحليف المعلن– ليست بالضرورة على استعداد لخوض معركة واسعة لأجل “إسرائيل”. وزير الخارجية ماركو روبيو كان واضحًا في نأي واشنطن بنفسها عن الهجوم، وهو موقف يعكس تحولًا عميقًا في المزاج الأمريكي الذي بدأ يتبرم من كلفة التحالف مع “إسرائيل”، لا سيما مع اتساع المعارضة للحرب في غزة، والصدام مع القوى الدولية الأخرى (كالصين وروسيا) حول سياسات الهيمنة.
ترامب قد يهلل للهجوم، لكنه لا يريد أن يُجر إلى مستنقع حرب طويلة في لحظة انتخابية حرجة. وهذا ما يعرفه الإيرانيون جيدًا، لذا يُصعّدون بثقة محسوبة. أما “إسرائيل”، فقد فوجئت بأن “الغطاء الأمريكي” الذي طالما اعتُبر ضمانة للجنون الاستراتيجي، بات مثقوبًا هذه المرة.
الحرب على النظام أم على البرنامج النووي؟
بين خطاب نتنياهو الذي توعّد برؤية طائرات “إسرائيلية” فوق طهران، وتصريحات مسؤولي الجيش بأن الهدف هو تدمير البرنامج النووي، ثمة فجوة سردية خطيرة. إذا كانت “إسرائيل” تريد تغيير النظام، فإنها تكرر خطيئة الأمريكيين في العراق: وهم استبدال النظام دون رؤية للبديل. أما إذا كان الهدف فقط وقف التخصيب، فإن الهجوم لم ينجح في تدمير منشأة فوردو، ولم يوقف البرنامج، بل ربما سرّعه.
ومن هنا يأتي خطر الحرب الاستنزافية. فإيران، التي تعي أنها لن تُهزم في ضربة واحدة، قد تُطيل أمد المواجهة، وتجعل منها حربًا متعددة الجبهات والأدوات: صواريخ على تل أبيب، هجمات سيبرانية، اشتباكات في مضيق هرمز، وتصعيد عبر حزب الله والحوثيين والحشد الشعبي.
إسرائيل تواجه نفسها
بعد الهجوم، انهالت الانتقادات من الداخل، فجأة صار نتنياهو في مواجهة مجتمع يكتشف هشاشته: الدفاعات الجوية فشلت، والحكومة لم تهيّئ الناس، وبدأ القادة العسكريون يحذرون من حرب طويلة، فيما المعلقون يتحدثون عن “فخ نصبته إسرائيل لنفسها”. وكأن الحرب، التي أرادها نتنياهو لتكون مخرجًا من ورطة غزة، تحوّلت إلى ورطة أشد وأخطر.
في كل هذا، يبدو أن “إسرائيل” لم تُجرِ الحساب الأساسي الذي تحدث عنه تشومسكي مرارًا: حين تبني قراراتك على وهم التفوق التكنولوجي وتغفل عن التعقيد التاريخي والسياسي والثقافي لخصمك، فأنت تصنع كارثتك بنفسك.
من غزة إلى طهران: لا خطوط رجعة
إن الفكرة القائلة بأن “إسرائيل” يمكنها أن “تُعيد ضبط النظام الإقليمي” عبر القوة، هي في جوهرها استمرار لسردية استعمارية قديمة، وهي أن “الشرق لا يفهم إلا لغة القوة”. هذه السردية لا تزال تحكم العقل “الإسرائيلي”، الذي لم يتعلّم من تجاربه في لبنان ولا في غزة، وها هو الآن يكررها على نطاق أوسع وأخطر.
لكن الفارق أن طهران ليست غزة. والمقاومة هنا ليست فقط صواريخ، بل منظومة ممتدة جغرافيًا وعقائديًا. “إسرائيل” لا تواجه إيران وحدها، بل منظومة ممتدة من العراق إلى اليمن، ومن لبنان إلى سوريا. وهذا ما يجعل هذه المواجهة قابلة لأن تنفلت من السيطرة في أي لحظة.
في الحروب، لا تنتصر النشوة
كما قال ناحوم بارنيع: “الحروب تبدأ بالنشوة… ثم تستمر”. “إسرائيل” في هذه اللحظة ليست في موقع المُسيطر، بل المُرتبك. فالهجوم الذي أريد له أن يُعيد الهيبة، كشف العجز. والضربة التي أريد لها أن توقف المشروع النووي، قد تُسرّعه.
إن لم تُدرك “إسرائيل” هذا الواقع بسرعة، وتقبل بخيار سياسي عاقل، فإنها تقود نفسها إلى مواجهة قد تكون الأعنف في تاريخها. وحينها، سيكون الثمن ليس فقط إخفاقًا استراتيجيًا، بل تصدعً داخلي طويل الأمد، وسقوطًا نهائيًا لوهم “الجيش الذي لا يُقهر”.
“الحروب لا تُخاض لإرضاء الغرور، بل لحماية الناس… وإذا كانت النشوة هي المعيار، فالنتيجة دائمًا كارثة.”

كاتب صحفي فلسطيني

مقالات مشابهة

  • عرض عملة رمزية لمجموعة “بريكس” في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي
  • من نشوة القصف إلى فخ الاستنزاف.. كيف وقعت “إسرائيل” في فخ الحرب التي أرادتها؟
  • «موارد الشارقة» تنظم منتدى «نحو مجتمع مؤسسي رقمي آمن»
  • الاتحاد النسائي ينظم ملتقى الصحة النفسية للمرأة
  • غرفة أبها تنظم ورشة عمل “الميثاق العائلي”
  • رئيس الوزراء اليمني يطلق خطة “100 يوم” لمعالجة الانهيار الاقتصادي وتهاوي العملة
  • ملتقى تعريفي بمبادرة “لعيونك يا حلب” في مدرج كلية الحقوق بجامعة حلب
  • خلال ملتقى المرأة.. الجامع الأزهر يضع روشتة علاجية لجهاد النفس بعد الحج
  • ثمريت تحتضن النسخة الـثانية من ملتقى رواد الأعمال 2025
  • «اجتماعية الشارقة» تطلق ملتقى «كفى عنفاً» لبيئة آمنة للأطفال