كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم السبت، عن تفهمات سرية يتم تنفيذها في هذه الأيام بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.

وبحسب الصحيفة العبرية، فإن هذه ليست اتفاقية أو صفقة رسمية ، لكنها تفاهمات بدون اتفاقية موقعة بين إيران والولايات المتحدة ، والتي تعطي كل من البلدين ما يريده الطرف الآخر دون أن يلتزم أي منهما رسميًا وعلنيًا بالوفاء بالجزء الخاص بهما من الصفقة.

وقالت الصحيفة إن إسرائيل هي "الضحية" في هذه التفهمات، مشيرة إلى أن تل أبيب حاولت منع تلك لكنها لم تتمكن من ذلك.

وأضافت الصحيفة أن هذه التفهمات ستوقف تهافت إيران في تخصيب اليورانيوم إلى مستوى وكمية تسمح لها بامتلاك أسلحة نووية في وقت قصير ، مقابل تنازلات ومزايا اقتصادية ستمنحها لها الولايات المتحدة لتيسيرها اقتصادياً.

وأوضحت الصحيفة أن اتفاق التفاهم غير المكتوب هذا أيضًا يضم جوانب أخرى تشمل ضبط شحنات الأسلحة الإيرانية إلى روسيا، وكبح الحملة التخريبية التي تشنها إيران ضد ناقلات النفط التي تبحر في الخليج العربي ، ومنع إلحاق الأذى بالعسكريين الأمريكيين في العراق ودول أخرى في الشرق الأوسط.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الاتفاقية، التي لم يصرح بها أي من الطرفين علناً ، تمنح الولايات المتحدة أولا وقبل كل شيء الاستقرار في الشرق الأوسط، مما يمكن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الآن من التوقف عن الخوف من اندلاع حرب في الشرق الأوسط نتيجة بدء إيران بتخصيب اليورانيوم مستوى 90٪.

ووفقا للصحيفة فأنه "إذا حدثت هذه الخطوة أو كانت متوقعة في المستقبل، فقد تؤدي إلى هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية في إيران - وهو ما يمكن ، بحسب واشنطن ، جر الولايات المتحدة إليه باعتباره نتيجة حرب شاملة ستندلع في الشرق الأوسط".

وتابعت "في الوقت الذي تدور فيه حرب في أوكرانيا ، تتمنى الولايات المتحدة وحلف الناتو ألا يكون هناك صراع نشط في العالم يجب أن يشاركوا فيه".

كما تتلقى الولايات المتحدة ميزة أخرى، من هذه التفهمات وهي بحسب الصحيفة "تجديد مكانتها كقوة رائدة في الشرق الأوسط ، وهذا هو رد واشنطن على موطئ قدم الصين الذي تطوره كجزء من المنافسة العالمية بين القوى".

وقالت الصحيفة إن المثير للاهتمام أن التفاهمات بين الولايات المتحدة وإيران ، والتي بدأ تنفيذ بعضها بالفعل ، ولدت نتيجة لمفاوضات فاشلة جرت سراً تحت رعاية عمان وقطر بين البلدين.

وأضافت " على أي حال ، الإيرانيون مستعدون لإطلاق سراح المواطنين الإيرانيين الأمريكيين الخمسة الذين اعتقلوهم ، لكنهم لن يسمحوا لهم بمغادرة طهران حتى تفرج الولايات المتحدة عن الستة مليارات دولار المجمدة في كوريا الجنوبية".

ورجحت الصحيفة أن هناك وسطاء ، معظمهم من العرب ، يتنقلون بين طهران وواشنطن ويتأكدون من تنسيق تنفيذ الإجراءات ، وإبلاغ كل جانب عندما يكون الطرف الآخر مستعدًا للقيام بخطوة مضادة، مشيرة إلى تسريبات لـصحيفة "وول ستريت جورنال" التي تفيد بأن إيران أبطأت معدل تخصيب اليورانيوم ، بل وبدأت في تخفيف كميات اليورانيوم التي خصبتها إلى مستوى 60٪.

في المقابل، قالت الصحيفة إن الولايات المتحدة تتغاضى بالفعل عن تصدير النفط الإيراني إلى الصين وروسيا، وأن إيران أبطأت وخفضت  كميات وأنواع الأسلحة التي ترسلها إلى روسيا  حتى يتمكن من استخدامها في أوكرانيا.

لماذا تنزعج اسرائيل؟

قالت الصحيفة أن التفاهمات المتبادلة التي تترجم إلى أفعال على الأرض التي يفعلها الإيرانيون والأمريكيون تجاه بعضهم البعض تثير القلق في إسرائيل.

وأضافت"من الواضح أن الولايات المتحدة ستذوب مبالغ كبيرة إضافية من الأموال لإيران - الأمر الذي سيسمح للحرس الثوري بتمويل فروعه ، وخاصة الميليشيات العراقية وحزب الله في لبنان ، ليس فقط لتحسين الوضع الاقتصادي للشعب الإيراني ، ولكن أيضًا لإعطاء زخم لطموحات طهران في الهيمنة في الشرق الأوسط".

وتابعت: "إن مجرد وجود مذكرة التفاهم غير المكتوبة مع إيران يحد من حرية إسرائيل في التصرف في البلاد. يتعلق هذا بشكل أساسي بالمناطق التي يتولى الموساد مسؤوليتها ، والتي تهدف إلى تعطيل البرنامج النووي الإيراني ، وما لا يقل خطورة ، برنامج الأسلحة المتطورة الذي تعمل الصناعة الإيرانية على تطويره بقوة ، كماً ونوعاً ، مما يثير القلق. عندما تقوم الولايات المتحدة وإيران بإيماءات إيجابية تجاه بعضهما البعض ، يجب على إسرائيل أن تحرص على عدم إلقاء اللوم عليها في واشنطن نتيجة أنشطتها في إيران كمشجع للحرب".

وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من التبادل الاستخباري الحميم القائم بين الولايات المتحدة إسرائيل ، إلا أن واشنطن لا تخبر تل أبيب دائمًا بالحقيقة الكاملة أو يؤكدون ما توصلت إليه المخابرات الإسرائيلية فيما يتعلق ببرنامج الأسلحة النووية والصاروخية الإيراني، خشية أن تستخدم الحكومة الإسرائيلية الحالية معلومات تدين إيران لمهاجمتها.

ولفتت "بشكل عام ، لا تثق إدارة بايدن في الحكومة الإسرائيلية الحالية، وهذا أيضًا هو السبب في أن إسرائيل فقدت تمامًا في الأشهر الأخيرة قدرتها على التأثير على تحركات واشنطن".

وأكدت الصحيفة أن التفاهمات التي يتم التوصل إليها حاليا بين إيران والولايات المتحدة تم التوصل إليها خلال الحكومة الإسرائيلية الحالية وليس خلال فترة تغيير الحكومة التي سبقتها.

 وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد صرح بأن أى اتفاق مكتوب أو غير مكتوب بين إيران والولايات المتحدة لن يقيدوا يدي إسرائيل، مما يعني أن الجيش الإسرائيلي سيهاجم إيران إذا تجاوز الإيرانيون الخط الأحمر من وجهة نظر إسرائيل وليس من وجهة نظر واشنطن.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل تخصيب اليورانيوم اسلحة نووية الشرق الاوسط الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

وثيقة تكشف عن تحول محتمل في سياسة إسرائيل بشأن توزيع المساعدات إلى غزة

في خضم تصاعد المطالبات الدولية لتكثيف إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، كشفت وكالة "أسوشيتد برس" عن وثيقة تفيد بأن إسرائيل تدرس تعديل سياستها المتعلقة بتوزيع المساعدات، بما يسمح لمنظمات الإغاثة الدولية بالبقاء مسؤولة عن توزيع المواد غير الغذائية، في حين تُسند عملية توزيع الغذاء إلى مؤسسة جديدة مدعومة من الولايات المتحدة تُدعى "مؤسسة غزة الإنسانية".

تصعيد غير مسبوق بين رئيس «الشاباك» الجديد ورئيس الأركان بسبب غزةخلافات حادة داخل جيش الاحتلال حول خطة توزيع المساعدات في غزةجيش الاحتلال يوسّع عملياته البرية في غزة بانضمام لواء المظليينهيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة: نتنياهو يختار التصعيد على حساب الرهائنمشهد يفطر القلوب.. أمٌ وطبيبة فلسطينية تستقبل جثامين أطفالها التسعة في غزةبرنامج الأغذية العالمي: أكثر من 70 ألف طفل في غزة يواجهون سوء تغذية حادوفاة 58 بسبب سوء التغذية و242 لنقص الغذاء والدواء في غزةيديعوت أحرونوت: تأجيل تفعيل آلية توزيع المساعدات الأميركية في غزة لأسباب لوجستية

الوثيقة، المؤرخة بتاريخ 22 مايو الجاري، وُجهت من رئيس المؤسسة جيك وود إلى وحدة تنسيق أعمال حكومة الاحتلال الإسرائيلي في المناطق الفلسطينية، وهي الجهة العسكرية التي تدير آلية دخول المساعدات إلى غزة. وتؤشر الوثيقة إلى اتفاق مبدئي بين الطرفين على إبقاء توزيع الأدوية ومواد الإيواء والنظافة تحت إشراف الأمم المتحدة، بينما تتولى المؤسسة الإشراف على توزيع الغذاء، رغم إقرارها بعدم امتلاكها للبنية التحتية الكافية لذلك.

التحرك الإسرائيلي يأتي في ظل انتقادات متصاعدة من المجتمع الدولي إزاء تدهور الوضع الإنساني في غزة، حيث تجاوز الحصار الإسرائيلي المفروض منذ نحو ثلاثة أشهر حدود منع الغذاء والدواء والوقود، وأدى إلى تفاقم خطر المجاعة التي تهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني. حتى الولايات المتحدة، الداعم الأقرب لإسرائيل، أبدت قلقها من أزمة الجوع المتصاعدة.

تصعيد غير مسبوق بين رئيس «الشاباك» الجديد ورئيس الأركان بسبب غزةخلافات حادة داخل جيش الاحتلال حول خطة توزيع المساعدات في غزةجيش الاحتلال يوسّع عملياته البرية في غزة بانضمام لواء المظليينهيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة: نتنياهو يختار التصعيد على حساب الرهائنمشهد يفطر القلوب.. أمٌ وطبيبة فلسطينية تستقبل جثامين أطفالها التسعة في غزةبرنامج الأغذية العالمي: أكثر من 70 ألف طفل في غزة يواجهون سوء تغذية حادوفاة 58 بسبب سوء التغذية و242 لنقص الغذاء والدواء في غزةيديعوت أحرونوت: تأجيل تفعيل آلية توزيع المساعدات الأميركية في غزة لأسباب لوجستية

وترى الأمم المتحدة أن هذه الخطة تسمح لإسرائيل باستخدام الغذاء "كسلاح"، وتنتهك المبادئ الإنسانية الدولية، وتُضعف من قدرة الوكالات المتخصصة على العمل بفعالية. كما نفت الأمم المتحدة وحركة "حماس" اتهامات إسرائيلية بشأن "سرقة" المساعدات، وهي التهم التي تُستخدم كمبرر إسرائيلي لتقييد عمل منظمات الإغاثة.

تصعيد غير مسبوق بين رئيس «الشاباك» الجديد ورئيس الأركان بسبب غزةخلافات حادة داخل جيش الاحتلال حول خطة توزيع المساعدات في غزةجيش الاحتلال يوسّع عملياته البرية في غزة بانضمام لواء المظليينهيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة: نتنياهو يختار التصعيد على حساب الرهائنمشهد يفطر القلوب.. أمٌ وطبيبة فلسطينية تستقبل جثامين أطفالها التسعة في غزةبرنامج الأغذية العالمي: أكثر من 70 ألف طفل في غزة يواجهون سوء تغذية حادوفاة 58 بسبب سوء التغذية و242 لنقص الغذاء والدواء في غزةيديعوت أحرونوت: تأجيل تفعيل آلية توزيع المساعدات الأميركية في غزة لأسباب لوجستية

الوثيقة تؤكد أن المؤسسة ستقود عملية توزيع الغذاء، لكن سيكون هناك "تداخل مؤقت" مع عمل منظمات الإغاثة الأخرى القائمة منذ فترة طويلة في غزة. وأوضح الخطاب أن المؤسسة، رغم محدودية قدراتها، ستدعم استمرار العمل تحت إشراف الوكالات العاملة ميدانيًا، وأكد المتحدث باسمها أن الاتفاق مع إسرائيل جاء بعد "مناشدات متكررة" لضمان تدفق المساعدات.

ورغم اعتراف المؤسسة بموقف العديد من منظمات الإغاثة الرافض لخطة تقليص دورهم، إلا أنها قالت إنها "ستواصل الدعوة لتوسيع نطاق توزيع المساعدات" والسماح للجهات الفاعلة الإنسانية بالعمل بحرية داخل القطاع.

طباعة شارك حماس إسرائيل الاحتلال غزة قطاع غزة مساعدات غزة

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تستدعي 450 ألف جندي احتياط.. واشنطن تكشف عن اتفاق لـ«وقف إطلاق النار» في غزة
  • صحيفة عبرية: نتائج الغارات الإسرائيلية على اليمن محدودة.. وأمريكا والسعودية فشلتا في إخضاع اليمن
  • واشنطن وطهران.. سباق مع الزمن
  • ساعر: الولايات المتحدة أقرب حلفاء إسرائيل في العالم
  • صحيفة عبرية: أمريكا تضغط على إسرائيل لتأجيل عمليتها الشاملة في غزة
  • زيلينسكي يندد بصمت الولايات المتحدة بعد الهجوم الروسي بالطائرات المسيرة والصواريخ
  • إسرائيل تستدعي سفيرها لدى الولايات المتحدة بسبب تصريحاته عن معارضي نتنياهو
  • اتفاق وشيك بين واشنطن وطهران.. وعقوبات قيد التأجيل
  • صحيفة إسرائيل هيوم نقلا عن مسؤول أمريكي: إدارة ترامب تفكر في تخفيف العقوبات عن إيران كجزء من اتفاق مؤقت
  • وثيقة تكشف عن تحول محتمل في سياسة إسرائيل بشأن توزيع المساعدات إلى غزة