آمنة الكتبي (دبي) 
أكد عدد من الخبراء والمتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي أن الإمارات سباقة في تدشين استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي ساهمت في تطوير شامل للخدمات الحكومية، وتحسين جودة حياة الناس ودعم جميع المجالات التنموية.

وأشار سعيد الفلاسي، مدير «مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي»، إلى أن تبني فرص وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في اقتصاد المستقبل المتنوع القائم على المعرفة والابتكار والتكنولوجيا في دولة الإمارات سيعزز تنافسية الاقتصاد الوطني ويضمن مرونته وحيويته واستدامة نموه من خلال رفع مستوى الإنتاجية وتسريع وتيرتها، وتعزيز قدرات البحث والتطوير في الدولة، وترسيخ الابتكار في العمل الحكومي، وتعزيز الاستباقية والجاهزية للمستقبل.


أوضح أن «مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي» الذي تشرف عليه مؤسسة دبي للمستقبل، يواصل العمل على إرساء دعائم منظومة متكاملة لتصميم مستقبل الذكاء الاصطناعي في دبي ودعم ممكّناته على مستوى الدولة من خلال سلسلة مبادرات وبرامج نوعية تتخصص في موضوعات الذكاء الاصطناعي، أحدثها فعالية «خلوة الذكاء الاصطناعي» التي عقدت برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، في يونيو الماضي، واستضافت 1000 مسؤول وخبير في الذكاء الاصطناعي من مختلف أنحاء العالم لبحث مستقبله وفرصه الواعدة.
وأشار إلى دور «مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي» التابع لمؤسسة دبي للمستقبل والهادف إلى تطوير عمل حكومي، باعتباره الأفضل عالمياً في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يعزز جاهزية الجهات الحكومية للتحولات القادمة في مختلف القطاعات.
ولفت سعيد الفلاسي إلى أهمية دور «خطة دبي السنوية لتسريع تبني استخدامات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي» التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم في أبريل 2024 لتشكيل خريطة طريق متكاملة لتبني الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المتقدمة في كافة القطاعات والمجالات ذات الأهمية للمستقبل.
وأوضح أن الكثير من تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي هي أدوات متاحة في متناول الجميع اليوم، عبر نموذج المصادر المفتوحة، وهي فرصة للشباب والمبدعين والمبتكرين وروّاد الأعمال وأصحاب المشاريع الناشئة لاختصار الوقت والجهد والتكاليف، وتسريع تصميم نماذج أولية وبيئات اختبارية افتراضية لأفكارهم الإبداعية وابتكاراتهم ومشاريعهم الواعدة.
مليون خبير
بين سعيد الفلاسي أن برنامج «مليون خبير لأوامر الذكاء الاصطناعي» يبني القدرات، ويمكّن المواهب المحلية، ويزودها بالمهارات الأساسية المطلوبة للاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي واستخدامه في مختلف القطاعات ودعم الابتكار والإبداع وريادة الأعمال، من خلال توظيف فرصه وإمكاناته.
وقال إن المبادرات الاستباقية والاستراتيجية في دولة الإمارات تسهم في تحويل تحديات الذكاء الاصطناعي إلى فرص، وترسخ نهج الإيجابية في تعاملنا مع كل جديد على مستوى التكنولوجيا والابتكار وتصميم المستقبل الذي نطمح إليه في دولة الإمارات.
وأضاف أن فرص الذكاء الاصطناعي واعدة فعلاً، وتشير تقديرات إلى توقع مساهمة الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد العالمي بـ 15.7 تريليون دولار بحلول عام 2030، بما يمكنه تحقيق زيادات في الناتج المحلي الإجمالي، يمكن أن تصل حتى 26% في الدول التي تحسن توظيف الذكاء الاصطناعي.
وقال الفلاسي: لتطبيقات الذكاء الاصطناعي تأثيرات عميقة متوقعة في المستقبل القريب على قطاعات حيوية، ومنها التعليم، حيث سيشكل الذكاء الاصطناعي عنصراً مسانداً للمتعلمين يسرّع أبحاثهم المعرفية والأكاديمية، ويختصر الوقت والجهد للوصول إلى خلاصات ملايين البيانات المتوافرة على شبكة الإنترنت العالمية في دقائق قليلة، ويمكّن الملايين حول العالم، لا سيما في المجتمعات النامية والنائية والأقل حظاً، من الحصول على فرص تعليمية مماثلة لغيرهم رغم نقص الإمكانات والتمويلات، وهو ما قد يسرّع سد فجوة المعرفة والمهارات ويرسخ إمكانات التعلم المستمر مدى الحياة.
البيانات الضخمة
أشار الفلاسي إلى أن الذكاء الاصطناعي يساعد اليوم في تسريع الوصول إلى تشخيصات دقيقة للحالات الطبية والمساهمة في ابتكار حلول وأمصال وعلاجات ولقاحات للعديد من الأمراض عبر تحليل البيانات الضخمة لمليارات الحالات والسجلات الطبية. كما يلعب بالفعل دوراً أساسياً اليوم في تصميم حلول التنقل الذكي والمستدام لمدن ومجتمعات المستقبل الذكية. ودبي ودولة الإمارات اليوم مختبر عالمي ريادي لتقنيات التنقل الذكي القائم على الذكاء الاصطناعي والمركبات ذاتية القيادة المعتمدة على شبكات بيانات مدن المستقبل الواعية معلوماتياً. وأكد الفلاسي أن الذكاء الاصطناعي سيحدث تحولات جذرية خلال السنوات القليلة المقبلة، ليس فقط على مستوى الدولة بل العالم أجمع، لا سيما في قطاعات حيوية، مثل سلاسل التوريد، والصناعة الخضراء، والتجارة الرقمية، والخدمات اللوجستية، والتنقّل المستدام، ومراكز البيانات، والتقنيات الزراعية، والجراحات الدقيقة، وعلاجات الأمراض المستعصية، والبحث والتطوير.

أخبار ذات صلة دعوة إماراتية للتكاتف ووحدة الكلمة لدعم القضية الفلسطينية 20.000 طرد مساعدات إنسانية في «الإمارات معك يا لبنان»

رائدة عالمياً 
وقال خالد العوضي، مؤسس شركة رمال إنترنت الأشياء: «إن دولة الإمارات من الدول الرائدة عالمياً في تبني وتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بعدما اتخذت الدولة خطوات كبيرة في هذا المجال، ومن أبرزها إطلاق استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي لتصبح الدولة رائدة عالمياً في هذا المجال بحلول 2031، مع التركيز على تطبيق هذه التكنولوجيا في قطاعات حيوية، مثل النقل والصحة والتعليم، مما يعزز مكانة الإمارات وجهة رائدة للتكنولوجيا المتقدمة في المنطقة والعالم».
وأضاف: «أتوقع أن يشهد الذكاء الاصطناعي تحولات كبيرة في مجالات مختلفة، حيث ستصبح الخدمات أكثر راحة وسهولة في الاستخدام»، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي قادر على تحليل البيانات بمستوى أكثر دقة. 
وأوضح أن الإمارات أول دولة في العالم تنشئ وزارة مخصصة للذكاء الاصطناعي، ما يعكس التزامها بأن تكون في صدارة المستفيدين من الثورة التكنولوجية الرابعة، إلى جانب إنشاء الجامعات المتخصصة في هذا المجال، وعلى رأسها جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، التي تأسست لتكون مركزاً عالمياً للبحث والتطوير في هذا المجال.

سباق الابتكار
أكد الدكتور محمد عبد الظاهر، أستاذ الإعلام، الرئيس التنفيذي لمؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي للبحث والاستشراف (AIJRF)، أن دولة الإمارات وصلت إلى مرتبة متقدمة على المؤشرات العالمية في سباق الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأكد أن دولة الإمارات في صدارة دول العالم من حيث جذب المهارات البشرية الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو ما انعكس على حجم هذا القطاع في الدولة، وهذا بفضل توفير البنية التحتية الذكية، علاوة على البيئة التشريعية الجاذبة للشركات العالمية، وآخرها إعلان شركة مايكروسوفت ضخ 1.5 مليار دولار في G42 للاستثمار في قطاع الذكاء الاصطناعي في أبوظبي. وفيما يتعلق برؤية الإمارات 2071، أكد الظاهر أن قطاع الاقتصاد الرقمي يعد من أهم ركائز رؤية الإمارات 2071، وبالتالي فإن أي استثمارات في قطاع الذكاء الاصطناعي تُعد رافداً أساسياً يدعم الاقتصاد الوطني، لافتاً إلى أن الاستثمار الجيد في الذكاء الاصطناعي سوف يساهم في تقليل التكلفة التشغيلية للعديد من القطاعات، وبالتالي زيادة حجم الاستثمارات الفعلية، ويساهم في أن تكون دولة الإمارات المركز العالمي الأول للاستثمارات في الذكاء الاصطناعي.
تحليل البيانات 
أكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي للبحث والاستشراف أن استراتيجية الإمارات الوطنية للذكاء الاصطناعي، والتي أطلقتها الحكومة منذ أكثر من 7 سنوات، حققت العديد من الإنجازات في أكثر من قطاع حيوي داخل الدولة، موضحاً أن الاستراتيجية تسعى إلى تحقيق اعتماد المؤسسات الحكومية والخدمية داخل الدولة على الذكاء الاصطناعي في تقديم أفضل الخدمات وتحليل البيانات بمعدل 100% بحلول عام 2031، وأضاف: «هناك العديد من الفرص والمجالات التي ستصبح أكثر جذباً للاستثمارات في قطاع الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي»، مشيراً إلى أن الفرص كبيرة أمام دولة الإمارات للاستثمار في قطاع البيانات الضخمة عالمياً، وقطاع الحوسبة السحابية، وأيضاً قطاع الخدمات الحكومية الأكثر ذكاء، حيث لدى الدولة الخبرة والتجارب الرائدة في ذلك المجال، ويمكن أن تكون مصدراً لتلك الخدمات على مستوى العالم.
تحسين جودة الحياة
فيما يتعلق بدور تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الحياة، أكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي، أن الرهان الأكبر في استخدام أدوات وحلول الذكاء الاصطناعي هو تيسير حياة البشر، لافتاً إلى أن الذكاء الاصطناعي يمهد الطرق لتقديم الخدمات بأقل جهد، وبأقل تكلفة، وفي أسرع وقت، وهذا هو أساس بناء حياة جيدة مرفهة، وتلك الخدمات نراها يومياً ونلمسها في دولة الإمارات وفي أكثر من قطاع، وهو ما يعزز جودة الحياة بصورة كبيرة يلمسها الجميع. 
بيئة الابتكار
حول دور الشركات الناشئة في تعزيز بيئة الابتكار في الذكاء الاصطناعي، قال إن قطاع ريادة الأعمال له الدور الكبير في دفع نمو استثمارات الذكاء الاصطناعي، ومن خلال المؤشر العالمي لصحافة الذكاء الاصطناعي للعام الماضي، وجدنا العديد من المؤسسات الإعلامية الخاصة، والناشئة داخل الدولة استطاعت دمج العديد من أدوات وحلول الذكاء الاصطناعي في عدة مجالات، وساهمت في انتعاش القطاع بصورة كبيرة سواء من حيث فرص الاستثمار أو من حيث توفير فرص عمل كبيرة داخل القطاع.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات الذكاء الاصطناعي التكنولوجيا الاقتصاد الوطني مؤسسة دبي للمستقبل دبي حمدان بن محمد بن راشد الذکاء الاصطناعی فی فی الذکاء الاصطناعی أن الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی فی دولة الإمارات فی هذا المجال العدید من على مستوى فی قطاع من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

خلوة الجاهزية الرقمية تناقش النماذج المستقبلية وتعزيز التكامل

نظمت اللجنة العليا للتحول الرقمي الحكومي الدورة الثالثة من خلوة الجاهزية الرقمية لحكومة دولة الإمارات، بمشاركة نحو 1000 قيادي ومسؤول حكومي في الوزارات والجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، وممثلي أهم الشركات الوطنية والعالمية، لمناقشة أبرز التطورات والنماذج الرقمية الحكومية المستقبلية، وحلول تعزيز التكامل الرقمي في خدمة المجتمع، وسبل تعزيز الجاهزية الحكومية في العصر الرقمي الجديد.

شهدت الخلوة إطلاق النسخة الثانية لتقرير حالة التحول الرقمي الحكومي في دولة الإمارات، الذي تناول منجزات التحول الرقمي في الوزارات والجهات الحكومية الاتحادية والقطاعات الحيوية، بما فيها الاقتصاد، والخدمات المالية، والموارد البشرية، والصحة، والتعليم، والمجتمع، والثقافة والشباب، وخدمات الجنسية والإقامة والشؤون الخارجية، والأمن والعدل، والبنية التحتية والطاقة والخدمات اللّوجستية، والبيئة.

أطلقت الخلوة برنامج قيادات التحول الرقمي من هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية. وشهدت توقيع مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون الرقمي عبر القطاعات، وعقد اجتماع رفيع للقيادات الرقمية في دولة الإمارات.

وهدفت خلوة الجاهزية الرقمية إلى تعزيز التكامل والتعاون الرقمي بين الجهات الاتحادية والمحلية، والقطاع الخاص وشركات التكنولوجيا، واستعراض الحلول الرقمية الحكومية الرائدة في دولة الإمارات، وبحث التوجهات الرقمية العالمية المستقبلية، والنماذج الرقمية الناشئة وتكنولوجيا المستقبل المستدامة، واستشراف وتصميم مفاهيم جديدة للعمل الرقمي الحكومي ذي الأثر الإيجابي في المجتمع.

شراكة استراتيجية

ونظمت الخلوة بشراكة استراتيجية مع هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، والهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، وبالتعاون مع شركة e& شريك التحول الحكومي، وشركة «بريسايت» شريك التحول الرقمي، وبدعم «مايكروسوفت» و«سيرفيس ناو» شريكي تكنولوجيا الحكومات، في منصة تجمع القيادات الحكومية لتبادل التجارب والاطلاع على أفضل الممارسات في تعزيز الجاهزية والتنافسية الرقمية لحكومة دولة الإمارات.

لقاء استثنائي

وأكدت عهود الرومي، وزيرة الدولة للتطوير الحكومي والمستقبل رئيسة اللجنة العليا للتحول الرقمي الحكومي، أن خلوة الجاهزية الرقمية لقاء استثنائي يجمع الوزراء والمسؤولين الحكوميين وقادة التحول الرقمي، والشركاء الاستراتيجيين من القطاع الخاص، ونخبة العقول والخبرات الحكومية من مختلف إمارات الدولة، وتمثل جهداً وطنياً تكاملياً هادفاً لتعزيز الجاهزية الرقمية الحكومية ومنظومة العمل الحكومي.

وقالت إن تسارع تطور التكنولوجيا وتعاظم أثرها بشكل غير مسبوق، أسهما في تغيير مقاييس ريادة الدول، التي لم تعد ترتكز على حجم الموارد أو الثروات وحسب، بل بمستوى الابتكار، وسرعة تبني وتطوير التكنولوجيا المتقدمة، والقدرة على مضاعفة أثر الحلول المبتكرة في المجتمع والاقتصاد والعالم.

ولفتت إلى أن حكومة الإمارات أنجزت 173.7 مليون معاملة حكومية رقمية عام 2024. فيما بلغ عدد الخدمات الحكومية الرقمية 1419 خدمة، تجاوز عدد المستفيدين منها 57 مليون متعامل، وبلغت نسبة رضا المتعاملين عنها 91%.

وأشارت إلى أن دولة الإمارات نجحت في بناء منظومة رقمية طموحة خلال العقود الثلاثة الماضية، أسهمت في تعزيز ريادتها في مؤشرات التنافسية العالمية، إذ حلت الدولة في المركز الرابع عالمياً في مؤشر نضج الحكومة الرقمية الصادر عن البنك الدولي، وحققت المركز الحادي عشر عالمياً في مؤشر تطور الحكومة الإلكترونية الصادر عن الأمم المتحدة، ومؤشر التنافسية الرقمية الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية.

مرحلة جديدة

وأضافت أن حكومة دولة الإمارات بدأت مرحلة جديدة تتخطى التحول الرقمي، إلى إرساء فكر رقمي شامل متجدد، قادر على مجاراة التقدم السريع للتكنولوجيا، واستيعاب التغيرات الكبرى. وأشارت إلى أن السؤال المستقبلي الأهم يتمثل في طبيعة الدور الجديد للقيادات الحكومية في عصر يصبح فيه تبني التكنولوجيا أمراً محسوماً.

منهجية واضحة

وأكد المهندس ماجد المسمار، المدير العام لهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، أن الهيئة تواصل قيادة هذا التحول بمنهجية واضحة ونتائج ملموسة تعكس جاهزية دولة الإمارات الرقمية. وقال: تم ربط جميع الجهات الاتحادية بالشبكة الاتحادية (FEDNet)، وتفعيل 1500 تكامل رقمي حكومي عبر الرابط الحكومي للخدمات، ما أتاح تنفيذ أكثر من 2.6 مليار معاملة رقمية حتى الآن. كما أسهمت الهوية الرقمية الوطنية في تخطي عدد المستخدمين 11 مليوناً، وإصدار 20 مليون وثيقة رقمية ومشاركة 12 مليون مستند إلكتروني رسمي، بينما قدّم المساعد الحكومي الذكي في عام واحد إجابات عن أكثر من 500 ألف استفسار بدقة فاقت 99.7%، وبأسلوب بشري يعكس فهماً حقيقياً لاحتياجات المتعامل. وأضاف أنه بهذه الممكنات الرقمية، أصبحنا قادرين على تمكين برنامج «تصفير البيروقراطية الحكومية»، الذي حقق نتائج إيجابية ملموسة في مرحلته الأولى، فقد بدأت الجهات الحكومية إلغاء ما لا يقل عن 2000 إجراء حكومي، مع تقليص 50% من الزمن اللازم للحصول على الخدمات.

فرصة مهمة

وأكد اللواء سهيل الخييلي، المدير العام للهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، أن الخلوة فرصة مهمة لتبادل الخبرات والتجارب. ورحلة التحول الرقمي في الهيئة أسهمت في سرعة إنجاز العمليات والخدمات ورفع مستوى الإنتاجية والأداء بما يوائم تطلعات القيادة الحكيمة والتوجهات الحكومية. وهي تنجز 7 ملايين معاملة يومياً، بما يعادل أكثر من 200 مليون معاملة شهرياً بحسب إحصاءات إبريل 2025، ومن بين المعاملات نحو 5 ملايين معاملة يومياً تتم عبر الربط الإلكتروني مع 292 جهة حكومية وخاصة.

وأشار إلى أن تجربة الهيئة في التحول الرقمي تتّسم بالثراء والإبداع والابتكار في طرح الحلول لمواجهة التحديات التي طرأت خلال رحلة التحول.

تحديات متسارعة

وأكد الدكتور محمد الكويتي رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، أن الأمن السيبراني دعامة رئيسية لمسيرة التحول الرقمي المستدام، وتحقيق الجاهزية الرقمية عبر ضمان استمرارية الخدمات الرقمية وكفاءتها في ظل بيئة تشهد تحديات متسارعة وتحولات متنامية.

وأشار إلى أن مجلس الأمن السيبراني يواصل في إطار رؤية متكاملة تنسجم مع توجهات اللجنة العليا للتحول الرقمي الحكومي، بناء منظومة دفاعية رقمية مستدامة، حيث أطلق المجلس مبادرات وطنية نوعية.

وفي سياق متصل، أكَّد مسعود محمود، الرئيس التنفيذي ل «إي آند الإمارات»، أن خلوة الجاهزية الرقمية تتجاوز مفهومَ توفُّر التقنيات لتجسِد رؤية شاملة تقوم على تشريعات مرنة، وشراكات ذكية، ومواهب مدرّبة، وهو ما جعل الإمارات نموذجاً عالمياً للتحوُّل الذكي. وأوضح أن البنى التحتية التقليدية لم تعد كافية، ما يتطلب ابتكار أنظمة ذكية تُواكِب تعقيدات العصر الرقمي، خاصةً مع تسارُع اعتماد الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح شرياناً حيوياً لقطاعات عدة، مؤكداً أن دور المؤسسات التكنولوجية هو ترجمة هذا التقدم إلى حلول تعزِّز جودة الحياة وكفاءة الاقتصاد.

الاستثمار في المواهب

وقال خالد مرشد، الرئيس التنفيذي ل «إي آند إنتربرايز»، إن تجربة الإمارات أثبتت قدرة المؤسسات المحلية على تحقيق الريادة العالمية في التحول الرقمي، بفضل الرؤية الاستباقية للقيادة والاستثمار في الشراكات والمواهب. وشدد على أن التكامل بين الحكومات والمؤسسات ضرورة لبنى تحتية ذكية قادرة على مجاراة تسارُع الذكاء الاصطناعي.

التحول الشامل

قال توماس برامودهام، الرئيس التنفيذي لشركة «بريسايت» شريك التحول الرقمي لخلوة الجاهزية الرقمية «نفخر بكوننا الشريك الرسمي للتحول الرقمي لهذا الحدث، وكوننا شركة إماراتية وطنية، فإن رسالتنا هي دفع الذكاء الاصطناعي الذي يقود التحول الشامل. وحلول الشركة في الذكاء الاصطناعي المطورة في دولة الإمارات والمطبقة في قطاعات استراتيجية، تحقق أثراً ملموساً، لكن دور الشركة يتجاوز التكنولوجيا، إلى الشراكة في الفكر والابتكار وتمكين الذكاء التطبيقي.

وأطلقت هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية ضمن فعاليات الخلوة برنامج قيادات التحول الرقمي، وهو برنامج تنفيذي موجه لقيادات الحكومة الاتحادية من المديرين التنفيذيين ومديري إدارات التحول الرقمي، لتزويدهم بالمهارات والمعارف والخبرات اللازمة لقيادة جهود التحول الرقمي الشامل في الوزارات والجهات الحكومية.

وفي إطار استراتيجيتها لتنفيذ الدورة الثانية لخطتها لتصفير البيروقراطية، وقعت الهيئة الاتحادية للضرائب أربع مُذكِّرات تفاهم مع كلٍ من«مايكروسوفت» و«زوهو كوربوريشن بي تي إي. إل تي دي»، و«حلول تالي للبرمجيات»، و«سيجنت للبرمجيات»، للاستفادة من إمكانيات منصة «مايكروسوفت ديناميكس 365 للمالية والعمليات»، واتفاقية لتنفيذ آلية للربط المباشر بين منصة الهيئة للخدمات الضريبية الرقمية «إمارات تاكس» والأنظمة المُحاسبية المُعتمدة لدافعي الضرائب، لتعزيز التكامُل الرقمي وتحسين تجربة المُتعاملين عبر إرساء شراكات استراتيجية فعَّالة مع القطاع الخاص.

واستشرفت الخلوة المستقبل الرقمي، والأدوات والحلول الكفيلة بتعزيز جاهزية الجهات الحكومية لمتطلبات العصر التكنولوجي الجديد، في جلسات حوارية وتفاعلية وورش شارك فيها عدد من المسؤولين الحكوميين والقيادات الرقمية وقادة القطاع الخاص وخبراء عالميون.

وشارك مسؤولون في حكومة دولة الإمارات قصص نجاح ريادية في تسريع التحول الرقمي، في جلسة بعنوان «القيادة الرقمية.. تجارب حكومية رائدة»، تحدث فيها المهندس شريف العلماء، وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول، وخليل الخوري، وكيل وزارة الموارد البشرية والتوطين لعمليات سوق العمل والتوطين، وخالد البستاني، مدير الهيئة الاتحادية للضرائب.

وناقشت جلسة حوارية رئيسية بعنوان «الحكومات الرقمية.. الإنسان أولاً»، تجارب التحول الرقمي الحكومي المرتكز على المتعامل، تحدث فيها كل الشيخ سعود بن سلطان القاسمي، مدير دائرة الشارقة الرقمية، ووسام لوتاه، مدير الحكومة الرقمية في دائرة التمكين الحكومي في أبوظبي، ومطر الحميري، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي الرقمية، ومحمد الزرعوني، نائب المدير العام لقطاع الحكومة الرقمية في هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية.

وأكد الشيخ سعود بن سلطان القاسمي أن «خلوة الجاهزية الرقمية تعكس التزام دولة الإمارات بتعزيز التكامل الرقمي، وصناعة مستقبل حكومي أكثر ذكاءً ومرونة.

وقال نعمل على ترسيخ المرونة المؤسسية الشاملة، حيث تتحوّل المبادرات إلى منظومات، وتصبح الغاية هي البوصلة، وذلك عبر إرساء بنية تحتية ذكية تتكامل بسلاسة مع مختلف الجهات المحلية والاتحادية والخاصة، بما يسهّل رحلة المتعامل، فهو الحكم في نهاية الأمر. كما نؤمن بأن التحوّل الحقيقي توجّهه قيادة تستشرف وتُحدث فرقاً في مجتمع لا يُقاس إلا بما يُنجز وما يُحدث من أثر. نسعى لأن نرسّخ الذكاء والتفكير الاستباقي في العمل الحكومي، وأن نحوّل طموحاتنا الرقمية إلى أثر ملموس يشعر به كل فرد في الدولة».

وقال وسام لوتاه «تشكل الخلوة منصة استراتيجية لدعم جهودنا واستراتيجياتنا الوطنية في بناء حكومة المستقبل، التي تبتكر وتعمل من أجل الإنسان. وفي الفضاء الرقمي المتسارع، بات الذكاء الاصطناعي ليس خياراً ثانوياً، بل أداة رئيسية لتلبية الاحتياجات المتطورة لمجتمعات المستقبل، ولذلك نسعى في الدائرة التي تتولى تنفيذ «استراتيجية حكومة أبوظبي الرقمية 2025 - 2027» لأن نكون أول حكومة تعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي في العالم بحلول عام 2027».

تكامل الجهات الأساس

وقال مطر الحميري «لقد كرست خلوة الجاهزية الرقمية خلال السنوات الأخيرة من مسيرة التحول الرقمي في دولة الإمارات مكانتها محطة سنوية مهمة تسهم في إحداث نقلات نوعية. ونحن نرى أن التكامل بين الجهات هو الأساس لبناء منظومة رقمية شاملة، فنحن جميعاً ننطلق من أهداف مشتركة يقع في مقدمتها تعزيز الريادة العالمية لدولة الإمارات برقمنة الحياة وصولاً إلى سعادة الإنسان».

وشارك المؤلف ومستشرف المستقبل بريت كينغ في جلسة «كيف سيعيد الابتكار الرقمي والتكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي تشكيل الحكومات»، رؤاه لمستقبل الحكومات في ظل ثورة تكنولوجية غير مسبوقة يقودها الذكاء الاصطناعي والابتكار الرقمي، وتطرق إلى منظومة التحديات والفرص التي سيحملها التحول الرقمي للحكومات والمجتمعات، والحلول المبتكرة الكفيلة بتوظيف مخرجات هذه المرحلة في إعادة تصميم العمل الحكومي وتعزيز جاهزيته الرقمية والتكنولوجية. ونظمت الخلوة جلسة «نحو 2030: 5 توجهات رقمية تشكل مستقبل الحكومات»، استعرض فيها دين لاشيكا، نائب رئيس التحليل في مؤسسة «غارتنر»، أبرز التوجهات الرقمية التي ستشكل مستقبل الحكومات على المدى القريب، وتشمل تسارع تبني حلول وكلاء الذكاء الاصطناعي، وتطور منصات حوكمة الذكاء الاصطناعي، وظهور مجالات جديدة من ضمنها أمن المعلومات المضللة، وتطور منظومة جديدة لأنظمة التشفير، وأنظمة الذكاء المخفية الشاملة لكل مجالات الحياة والنشاط الإنساني.

وشارك مديرون ورؤساء تنفيذيون لشركات رائدة في القطاع الخاص رؤاهم لأهمية الشراكات الرقمية في تعزيز العمل الحكومي، ضمن جلسة «الشراكات الرقمية الاستراتيجية.. مسرعات التحول الحكومي»، بحثت أثر عصر الذكاء الاصطناعي، في تحويل العلاقة بين الحكومات ومقدمي التكنولوجيا من عقود توريد إلى شراكات استراتيجية عميقة تُشكل جوهر الحوكمة، وتطرقت إلى تحول الجاهزية الرقمية إلى ضرورة للتنافسية الوطنية والكفاءة، وأهمية تعزيز الشراكات بين الحكومات والقطاع الخاص لتعزيز الابتكار والمرونة الحكومية.

وشهدت الخلوة عقد فعاليات متزامنة شملت طاولة مستديرة للقيادات الرقمية، فيما نظمت شركة «إي آند الإمارات» جلسة رئيسية بعنوان «ما بعد الرقمنة.. إعادة بناء الأنظمة الحكومية للمستقبل»، استشرف المتحدثون فيها معالم عصر التكنولوجيا المقبل، وحلول إعادة تشكيل مفهوم العمل الحكومي.

واختتمت الخلوة بجلسة «الطيران والفنادق والمصارف مصدر إلهام للحكومات.. ماذا بعد؟»، تحدث فيها عادل الرضا، نائب الرئيس والرئيس التنفيذي للعمليات في طيران الإمارات، وتوماس ماير الرئيس التنفيذي لمجموعة جميرا.

مقالات مشابهة

  • ندوة: الذكاء الاصطناعي يعيد تصوُّر مستقبل التعليم
  • “دبي الرقمية” تختتم مشاركتها في جيتكس أوروبا وعالم الذكاء الاصطناعي 2025 ببرلين
  • سيف بن زايد: مشروع «Stargate UAE» تجسيد لريادة الإمارات في الذكاء الاصطناعي
  • خلوة الجاهزية الرقمية تناقش النماذج الحكومية الرقمية المستقبلية
  • خلوة الجاهزية الرقمية تناقش النماذج المستقبلية وتعزيز التكامل
  • “دبي للخدمات المالية” تُطلق برنامج خريجي دولة الإمارات
  • سلطة دبي للخدمات المالية تُطلق برنامج خريجي الإمارات
  • غذاء القابضة تستخدم الذكاء الاصطناعي في التحول الرقمي
  • خبراء خلال «اصنع في الإمارات»: الذكاء الاصطناعي يحمل فرصاً هائلة لتسريع الصناعات المتقدمة
  • حمدان بن محمد: الإمارات ترسم ملامح مستقبل تكنولوجي عالمي عابر للقارات