الإمام الفيلسوف محمد بيصار.. محطات في حياة شيخ الأزهر الـ 47
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
يحتفي الأزهر الشريف اليوم، الأحد، بذكرى ميلاد الشيخ محمد عبدالرحمن بيصار الفقيه الأشعري الشافعي، وفي السطور التالية نستعرض بعضًا مما ورد في سيرته.
يعد الشيخ محمد عبد الرحمن بيصار، شيخ الأزهر الأسبق، أحد العلامات المضيئة في تاريخ مشيخة الأزهر، وهو أشعري شافعي، ومن أعلام الفلسفة الإسلامية، وتلميذ مفتي الديار المصرية الشيخ محمد عبده.
وُلِدَ الدكتور محمد عبد الرحمن بيصار، بمدينة السالمية، مركز فوة، بمحافظة كفر الشيخ فى 20 من أكتوبر سنة 1910م ، حفظ القرآن الكريم وجوَّده ثم التحق بمعهد دسوق الدينى، وبعد نجاحه بمعهد دسوق ألحقه والده بمعهد طنطا ليكمل فيه دراسته الثانوية، ثم التحق بكلية أصول الدين وتخرَّج فيها بتفوق سنة 1949م.
وتم تعيينه مُدرِّسًا بها، وفى نفس العام اختاره الأزهر في بعثة تعليمية إلى إنجلترا فانتقل بين الجامعات الإنجليزية حيث نهل منها العلم الكثير، ثم استقر بكلية الآداب بجامعة أدنبره، ونال منها الدكتوراه بتفوق، وعاد بعدها أستاذًا بكلية أصول الدين.
فى آخر يناير سنة 1398هـ / 1979م صدر قرار بتعيين الشيخ الإمام محمد عبد الرحمن بيصار شَيْخًا للأزهر بعد وفاة الشيخ الإمام عبد الحليم محمود، وقام بتأليف لجنة كبرى لدراسة قانون الأزهر ولائحته التنفيذية ليستطيع الأزهر الانطلاق في أداء رسالته العَالَمية الكبرى، ونظرًا لثقافته العلمية الواسعة عهدت إليه الحكومة السودانية إنشاء الدراسات العليا بجامعة أم درمان الإسلامية، فأقامها على أسس علمية، إن دلت فإنما تدل على عقلية علمية واسعة وثقافة واعية متنوعة.
وبدأ الشيخ الإمام محمد عبد الرحمن بيصار عمله فى مشيخة الأزهر بدراسة قانون تطوير الأزهر ولائحته التنفيذية لتعديله بما يحقق له الانطلاق دون معوقات فى أداء رسالته الداخلية والعالمية، فنجح فى إرساء قواعد المنهج الفلسفى والعلمى فى الأزهر، ونهض به نهضة سجلها التاريخ له.
الإمام الفيلسوفتخصص فضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد عبد الرحمن بيصار في الفلسفة الإسلامية، ودرس جوانب هذه الفلسفة دراسة علمية دقيقة، وتعمق في بحث وجوه الخلاف بين الفلاسفة وعلماء الكلام والصوفية، وسجَّل هذه البحوث في كتبه ومحاضراته، وخرج من هذه الدراسات بنتائج هامة لخصها في بحث ممتع ألقاه في المؤتمر الخامس لمجمع البحوث الإسلامية المنعقد في 28 من فبراير سنة 1970م، وكان عنوان البحث: «إثبات العقائد الإسلامية» تتلخص في ثلاثة مناهج وهي: «منهج المتكلمين» الذين يعتمدون على النص مع احترامهم للعقل، و«منهج الفلاسفة» الذين يعتمدون أوَّلا على العقل مع إيمانهم بالنص، و«منهج الصوفية» الذين يعتمدون على الرياضة الروحية والمجاهدة النفسية، وخلص من نتائج بحثه إلى أن الحرية الفكرية التي منحها الإسلام لأتباعه في شؤون عقيدتهم تأتي تحت ضوابط أساسية، هي: حث القرآن الكريم الإنسان على التأمل والتفكير في ملكوت السموات والأرض، وإشادة الإسلام بفضل العلم والمعرفة وتعظيمه لشأن العلماء، ورد شبهات الوافدين على الإسلام والمنحرفين عنه بمنطق عقلي رشيد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بيصار الفلسفة الإسلامية الشيخ محمد عبده قانون الأزهر الشیخ محمد عبد
إقرأ أيضاً:
ملتقى موسع للوافدين مع قيادات جامعة الأزهر ومستشارة الإمام الأكبر
شهدت قاعة مجلس جامعة الأزهر بمدينة نصر ملتقى موسعًا جمع قيادات الجامعة برئاسة الدكتور سلامة جمعة داود، الذي افتتح الملتقى بكلمة ترحيبية أعرب فيها عن سعادته بلقاء طلاب الأزهر الوافدين من مختلف الجنسيات، مشيدًا بدورهم في إثراء التنوع الثقافي والفكري داخل الجامعة، ومؤكدًا أن الأزهر الشريف يوليهم اهتمامًا كبيرًا ويحرص على توفير بيئة تعليمية وثقافية تليق بمكانته التاريخية والدولية.
وأوضحت الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشئون الوافدين رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب، أن هذا اللقاء يُعد جزءًا من فعاليات ملتقى "ثقافات الشعوب"، الذي ينظمه المركز بالتعاون مع لجنة الطالب الوافد بالمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، بمشاركة أكثر من 200 طالب وطالبة من مختلف الجنسيات، في تجربة ثرية للحوار الثقافي، واللقاء الأبوي بين القيادات وأبنائهم الوافدين، مشيرة إلى أن مثل هذه اللقاءات تسهم في تعميق الانتماء وتعزز قيم الاحترام المتبادل، وتفتح المجال أمام الطلاب الوافدين للمشاركة الفاعلة في القضايا الأكاديمية والاجتماعية والثقافية، وأن الملتقى يأتي تنفيذًا لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بضرورة الاستماع للطلاب وتلبية متطلباتهم.
وناقش الدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث المشرف العام على المستشفيات، مع الوافدين مشروع التأمين الصحي الشامل للطلاب الوافدين لأول مرة، موضحًا آليات تنفيذه وأهدافه في ضمان رعاية صحية متكاملة؛ للاهتمام بالجوانب الصحية للطلاب، إضافة إلى الخدمات الأكاديمية.
وألقى الأستاذ الدكتور محمد عبد المالك، نائب رئيس الجامعة لشئون الوجه القبلي، كلمة أكد فيها أهمية رعاية الوافدين واهتمام الأزهر الشريف بهم واستعداد فروع الجامعة لتلبية متطلباتهم، والتشرف بخدمتهم باعتبارهم طلاب العلم الذين أوصى بهم الرسول صلى الله عليه وسلم.
وعبر الأستاذ الدكتور محمد فكري خضر، نائب رئيس الجامعة لفرع البنات، عن تقديره لمشاركة الطالبات الوافدات في الحوار، مؤكدًا اهتمامه بمشاكلهن ومقترحاتهن والعمل على توفير بيئة جامعية آمنة ومحفزة على التفوق والتميز.
وأكد الأستاذ الدكتور سيد بكري، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، أن باب مكتبه مفتوح دائمًا للطلاب، وأنه يضع مقترحاتهم وتوصياتهم موضع الاهتمام والتنفيذ الفعلي، مشيرًا إلى أن مشاركة الطلاب في عرض المقترحات والمتطلبات تساعد في صياغة الحلول على الوجه الأمثل.
واستكمل الأستاذ الدكتور رمضان عبد الله الصاوي، نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون الوجه البحري، الحديث مؤكدًا حرصه على متابعة شئون الطلاب الوافدين بالوجه البحري وتذليل العقبات التي قد تواجههم، وأن الاستماع لمقترحاتهم يُعد خطوة أساسية نحو إيجاد حلول عملية ومستدامة للعملية التعليمية.
وقد شهد الملتقى مناقشة موسعة لأهم القضايا التي تواجه الوافدين، والمقترحات التي تسهم في تسريع الإجراءات الإدارية، وتفعيل الربط الإلكتروني بين الكليات والإدارات المختصة، كما ساد الملتقى التفاعل الكبير بين الطلاب والقيادات، حيث اتسم الحوار بالصراحة والانفتاح، ووعدت قيادات الجامعة بمتابعة تنفيذ ما تم طرحه من مقترحات تخدم الوافدين.
وقد حرص نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث المشرف العام على المستشفيات قبل ختام الملتقى على التواصل المباشر مع عمداء الكليات خلال اللقاء للحل الفوري لبعض المشكلات، كما دعا عدد من المختصين لحضور الملتقى والإجابة عن جميع الأسئلة وتدوين الملاحظات والمقترحات؛ حيث حضر الملتقى أ. د. محمد فرج، مستشار رئيس الجامعة للتحول الرقمي، د. حامد هلال، الأستاذ المساعد بكلية العلوم، د. حسام شاك، مدير المركز الإعلامي للجامعة، أ. حامد سعد، نائب مدير المركز الإعلامي، د. أحمد كشك، منسق الأنشطة الطلابية، أ. طاهر مجدي، مدير التنسيق بالإدارة العامة لشئون التعليم.
وفي ختام الاجتماع، قام الحضور بجولة داخل الحرم الجامعي بمدينة نصر، شملت: زيارة المكتبة المركزية لجامعة الأزهر التي تُعد من أكبر المكتبات الأكاديمية في مصر بما تضمه من آلاف المراجع والمصادر العلمية في شتى التخصصات، وقاعات مطالعة مجهزة بأحدث التقنيات لدعم البحث العلمي، واستمعوا إلى شرح واف لمحتويات المكتبة من أ. أحمد فتحي، مدير المكتبة المركزية، وأ. عاطف المتولي، مدير إدارة الرسائل الجامعية، مؤكدين أن المكتبة وإدارتها برئاسة أ. أسامة أمين، مدير عام المكتبات، ترحب بطلاب العلم، وتقدم لهم كل ما يخدم أبحاثهم ورسائلهم، كما استمعوا لمعلومات عن سفارة المعرفة من أ. مصطفى رفاعي وأ. مروة مبينين لهم الخدمات التي تقدم لطلاب الجامعة بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية، ثم التقطوا الصور التذكارية مع مديري المكتبة، وأ. رحاب عبد الرحمن، مدير إدارة الخدمات المالية والإدارية.
كما تضمنت الجولة زيارة كلية التربية – قسم التربية الفنية، حيث شاهد الطلاب المعارض الفنية والإبداعات التي أعدها الطلاب، والتي عكست تنوع خلفياتهم الثقافية وثراء مواهبهم الفنية، مقدمين الشكر للدكتور جمال الهواري، عميد الكلية، والدكتور محمد العربي، رئيس قسم التربية الفنية، وللسادة الدكاترة: صالح عبد النعيم، وليد مجدي.
وقد أحدث الملتقى والزيارات الميدانية تأثيرًا بالغًا في نفوس المشاركين؛ إذ عبّر الطلاب عن تقديرهم الكبير لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، ولقيادات الجامعة واهتمامها بقضاياهم، ولمستشارة شيخ الأزهر، وأكدوا أن هذه التجربة عززت ثقتهم في أن صوتهم مسموع، وأن مقترحاتهم محل تقدير وتنفيذ، فيما أكدت قيادات الجامعة على أن هذه الفعاليات ستظل نهجًا مستمرًّا لترسيخ التواصل والتعاون بين الجامعة وطلابها الوافدين، بما يسهم في إعداد جيل واعٍ قادر على الإسهام الفاعل في خدمة مجتمعاته.