مركز الحبتور للأبحاث يحتفل بمرور عام على تأسيسه بحضور مميز من قادة الفكر والثقافة
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
احتفل مركز الحبتور للأبحاث بمرور عام على تأسيسه، في حفل مميز أقيم بالعاصمة المصرية القاهرة، بحضور نخبة من رموز الفكر والثقافة، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين وكبار الإعلاميين والخبراء المتخصصين من مصر والوطن العربي. يُعد المركز منبراً فكرياً وبحثياً ريادياً في تناول القضايا السياسية، الاقتصادية، والأمنية التي تواجه المنطقة.
شهد الحفل حضور السيد خلف بن أحمد الحبتور، مؤسس المركز ومؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة الحبتور، الذي ألقى كلمة سلط فيها الضوء على أهمية الأبحاث في خدمة المجتمعات العربية. كما حضر الحفل السيد عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، والسفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق لجمهورية مصر العربية، والدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي، والمستشار محمود فوزي، وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي المصري.
بدأ الحفل بعرض فيلم تسجيلي يستعرض أبرز إنجازات المركز خلال العام الأول، مسلطاً الضوء على دوره في دعم الأبحاث والدراسات ذات التأثير في المشهد العربي. أعقب الفيلم كلمة للدكتور مصطفى الفقي، الذي شكر الحضور، وأثنى على السيد خلف الحبتور لدعمه المستمر لنشر المعرفة والفكر. وقال الفقي: "اختار الحبتور أن يوظف هذا المركز في خدمة اللغة العربية، وهي مبادرة كريمة تعبر عن هويتنا وعن لغتنا. فاللغة هي عماد القومية. عندما نتحدث عن القومية العربية، فهي ليست فقط وحدة الدين أو الثقافة العامة، بل وحدة اللغة. إن اللغة هي المعيار الذي يستند إليه الجميع. لدينا لغة ثرية قادرة على مواكبة العصور، ولهذا فإن الاهتمام باللغة العربية أمر أساسي لابد أن نعتني به".
أعقب ذلك كلمة السيد خلف الحبتور، الذي أكد فيها أهمية مراكز البحوث في المنطقة وأهمية دعمها لتقديم حلول مبتكرة للتحديات المعاصرة. وقال الحبتور: "فخور بعمل المركز بعد مرور عام، وقد اخترت مصر لتأسيسه لأنها منبع العلم والفكر، ولأننا من خلال هذا المركز نخدم عالمنا العربي". كما شدد الحبتور على ضرورة التحدث باللغة العربية، قائلاً: " علينا أن نبدأ بأنفسنا وعائلاتنا، لأن الحفاظ على لغتنا هو مسؤوليتنا جميعاً".
إطلاق مبادرة "أمن اللغة، أمن العرب" لتسليط الضوء على التحديات التي تواجه اللغة العربية في العالم العربيأعلنت بعد ذلك الدكتورة عزة هاشم، المدير البحثي للمركز، عن إطلاق مبادرة بعنوان "أمن اللغة، أمن العرب: مبادرة الحبتور للحفاظ على اللغة العربية". واستعرضت في كلمتها الوضع الراهن للغة العربية، وتطرقت إلى أسباب تراجعها في المجتمعات العربية وتأثير ذلك على الأمن القومي العربي.
أقيمت جلسة نقاشية موسّعة أدارها الدكتور عيسى بستكي، رئيس جامعة دبي، بمشاركة نخبة من المتخصصين الذين استعرضوا أبعاد قضية تراجع اللغة العربية وتأثيراتها على مختلف المجالات:
· الأستاذ كرم جبر، الصحفي والإعلامي المصري: تناول التداعيات السياسية والإعلامية الناتجة عن تراجع اللغة العربية.
· الدكتور حلمي النمنم، وزير الثقافة المصري السابق، تطرق إلى تأثير التراجع الثقافي على الهوية العربية ودور المؤسسات الثقافية في تعزيز اللغة.
· الدكتورة نيفين مسعد: أستاذة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، استعرضت سبل مواجهة التحديات ورسم استراتيجيات للنهوض باللغة. العربية.
ركزت الجلسة على الآثار السياسية والأمنية المرتبطة بتراجع للغة العربية في المجتمعات العربية، وتطرقت إلى دور الإعلام والثقافة في مواجهة هذا التحدي بما يضمن استعادة اللغة مكانتها كعنصر أساسي في الحفاظ على الهوية العربية.
وفي ختام الجلسة، تم فتح باب النقاش للحضور ووسائل الإعلام، حيث قُدّمت تساؤلات ومداخلات أثرت النقاش حول المبادرة وأهميتها في سياق التحديات التي تواجه المجتمعات العربية.
على هامش الحفل، صرّح إسلام كمال غنيم، الرئيس التنفيذي للمركز، قائلاً: “نحن فخورون بما حققناه خلال العام الأول، ونسعى لمواصلة مسيرتنا من خلال مبادرات نوعية تسهم في مواجهة القضايا الملحّة في عالمنا العربي، وفي مقدمتها قضايا اللغة والثقافة".
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مركز الحبتور المجتمعات العربية وسائل الإعلام الهوية العربية المجتمعات العربیة اللغة العربیة
إقرأ أيضاً:
الريسوني: دخلت مرحلة التقاعد المهني.. لكن معارك الدين والثقافة لا تعرف التقاعد
أعلن الدكتور أحمد الريسوني، الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عن دخوله في مرحلة التقاعد المهني النهائي، بعد مسيرة حافلة امتدت لعقود في مجالات التعليم والدعوة والبحث العلمي، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن العمل الفكري والثقافي والدعوي “لا يعرف التقاعد”، بل سيستمر فيه ما بقي له من عمر وصحة، وفق تعبيره.
وفي تصريحات له بالرباط، قال الريسوني: "الحمد لله على تيسيره هذا الرجوع وهذا الاستقرار إن شاء الله بالمغرب، بعد رحلات طويلة عبر عدة دول وجامعات خلال العشرين سنة الماضية. الآن، دخلت في تقاعد نهائي، ولكنه تقاعد وظيفي ومهني فقط، أما العمل العلمي والدعوي والالتزام داخل الحركة، فهذه أمور لا تتقاعد".
من "المحبرة إلى المقبرة"
أكد العالم المغربي البارز أن التزامه تجاه العلم والدعوة سيظل مستمراً، مشيراً إلى أن هناك مشاريع علمية يعمل عليها بشكل شخصي، إلى جانب مبادرات مشتركة مع الحركة الإسلامية ومركز المقاصد للدراسات والبحوث، مضيفاً: "هذه هي الأمور التي يقال فيها: من المهد إلى اللحد، ومع المحبرة إلى المقبرة".
واعتبر الريسوني أن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة مساهمة فكرية في “المعارك الثقافية” التي تخوضها المجتمعات الإسلامية، قائلاً: "هناك معارك ثقافية حامية الوطيس، وهناك هجوم شرس يستهدف تغيير المجتمع واقتلاع جذور التكوين الإسلامي والوجود الإسلامي".
وشدد على أن هذه المعارك لم تعد مستترة كما في الماضي، بل أصبحت "مصرّحًا بها"، موضحًا: "هناك إرادة قوية للهجوم على الثقافة الإسلامية، وعلى العقيدة الإسلامية، وعلى النموذج الإسلامي للحياة. وهذا ما سأحاول أن أنهمك فيه ما تبقى من الصحة والعمر، وبالله التوفيق".
وتأتي تصريحات الريسوني بعد عودته للاستقرار في المغرب، إثر أكثر من عشرين عامًا من التنقل والعمل الأكاديمي والدعوي في عدد من الدول والمؤسسات العلمية، بينها السعودية وقطر وماليزيا وتركيا. وقد شغل خلال هذه السنوات مناصب بارزة، أبرزها رئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بين عامي 2018 و2022، خلفًا للعلامة الشيخ يوسف القرضاوي.
يُعرف الريسوني بكونه أحد أبرز منظّري الفكر المقاصدي المعاصر، وقد أثارت مواقفه الفكرية والسياسية جدلًا واسعًا في الساحة المغربية والعربية، خاصة في ما يتعلق بمواقفه من قضايا التطبيع والهوية الإسلامية والحريات.