أثار دعم الولايات المتحدة الأميركية وحلف الناتو أوكرانيا في عام 2022 أكبر مواجهة بين موسكو والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 عندما أوشك الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة على الدخول في حرب نووية. يقول دبلوماسيون روس وأميركيون إن العلاقات بين أكبر قوتين نوويتين في العالم تدهورت لأدنى مستوياتها فقط خلال أكثر أيام الحرب الباردة توترا.



وقال المسؤولون الروس وعلى رأسهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل الانتخابات الأميركية، إنه أيا كان الفائز بالرئاسة الأميركية فلن يحدث فرقا بالنسبة لموسكو.

وفي خطاب النصر، شدد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أمام حشد من مؤيديه في مقر حملته الانتخابية بولاية فلوريدا على أنه سينهي الحروب في العالم، بما في ذلك الحرب الروسية الأوكرانية، قائلاً: "لن أبدأ الحروب، بل سأنهيها".

وكان رفض ترامب الإفصاح عما إن كان قد تحدث -بعد انتهاء ولايته السابقة - مع الرئيس الروسي كما ورد في كتاب الصحفي بوب وودورد لكنه قال إن الحديث معه "أمر حكيم" بالنسبة للولايات المتحدة. وذكر أن بوتين يحظى باحترام كبير في روسيا، وأشار أيضا إلى علاقاته الطيبة مع زعيمي الصين وكوريا الشمالية، وأضاف "روسيا لم تحظ قط برئيس يحترمونه بهذا القدر". وبعد انتخاب ترامب، قال الكرملين في بيان إن ترامب أدلى ببعض التصريحات المهمة حول رغبته في إنهاء حرب أوكرانيا خلال حملته، لكن الوقت فقط هو الذي سيخبر ما إذا كانت تلك التصريحات ستفضي إلى إجراء فعلي. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، لست على علم بأي خطط للرئيس بوتين لتهنئة ترامب على فوزه مشيرا إلى أن العلاقات مع واشنطن وصلت إلى أدنى مستوياتها التاريخية.

وأضاف: "قلنا مرارا إن الولايات المتحدة قادرة على المساهمة في إنهاء هذا الصراع. لا يمكن أن يتم ذلك بين عشية وضحاها، ولكن الولايات المتحدة قادرة على تغيير مسار سياستها الخارجية.. هل سيحدث هذا، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف.. سنرى بعد تنصيب الرئيس الأميركي في كانون الثاني المقبل.

وقال كيريل دميتريف رئيس صندوق الثروة السيادي الروسي المصرفي السابق في غولدمان ساكس والذي كانت له اتصالات سابقة مع فريق ترامب ، إن فوز ترامب قد يكون فرصة لإصلاح العلاقات. ومع ذلك سبق وأبدى نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف تخوفاً من أن يتعرض ترامب لعملية اغتيال إذا حاول وقف الحرب في أوكرانيا، لذلك لن يستطيع القيام بذلك.

فماذا يقول السفير الروسي السابق في لبنان الكسندر زاسيبكين؟

إن فوز ترامب قد يسهل افتراضياً ، كما يقول زاسيبكين لـ"لبنان24"، إنهاء الحرب على الساحة الأوكرانية لأنه وعد ببذل الجهود من أجل التوصل إلى المصالحة بين موسكو وكييف من خلال التواصل مع الرئيس بوتين وفلاديمير زيلينسكي، إلا أن الجانب الروسي يبدي شكوكاً في تحقيق هذا الهدف لأن نظام كييف تخلى عن مشروع اتفاق اسطنبول واتخذ قراراً برفض التفاوض مع روسيا، ومنذ ذلك الوقت أصبح الحسم العسكري مطروحاً دون أية توقعات بالعودة إلى التفاوض، وفي هذا الصدد يتساءل الجانب الروسي ما هي الأدوات التي يريد الرئيس ترامب استخدامها للوصول إلى اتفاق، واذا كان المقصود إيقاف المساعدات العسكرية لأوكرانيا فهذا جيد، لكن الدولة العميقة في الولايات المتحدة على ما يبدو لن تسمح لترامب بذلك، وإذا قرر ترامب الاستمرار في سياسة الرئيس السابق جو بايدن وتقديم المزيد من السلاح لأوكرانيا للضغط على روسيا، فلن ينجح بسبب صمود روسيا، وإذا حاول إيجاد حل وسط، فموقف روسيا معروف ويتمثل باستعدادها الدائم للبدء بالمفاوضات على أساس مشروع اتفاق اسطنبول وذلك أخذاً في الاعتبار مستجدات الأوضاع على الميدان، لكن من الواضح أن زيلينسكي لن يوافق على ذلك وفي هذه الحالة سوف يواصل الجيش الروسي تقدمه كما يحدث الان حتى قبول أوكرانيا بالشروط الروسية بما في ذلك الموافقة على انضمام أربعة مناطق جديدة إلى روسيا.

وبالعودة إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية، فيمكن القول بحسب زاسيبكين، أن أكثرية الخبراء الروس لا يتوقعون تغييرات كبيرة في السياسة الأميركية على الساحة الأوكرانية بغض النظر عن شخصية صاحب البيت الأبيض، وإذا طرأ أي تغيير في المستقبل فسيكون لأسباب موضوعية تتصل بأن الولايات المتحدة لم تعد قادرة بشكل خاص والمعسكر الغربي بشكل عام على مواصلة المواجهة مع الأقطاب الأخرى ، لذلك قد تلجأ إلى إنهاء هذه المرحلة والانتقال إلى تنقية الأجواء وإعادة ترتيب العلاقات لتأمين الاستقرار والتنمية المستدامة

وبحسب زاسيبكين، من الممكن التكهن أن إدارة واشنطن قد تحاول افتعال المشاكل بين الأقطاب الأخرى مثلا بين روسيا والصين، لكنها سوف تفشل خاصةً أمام النمو السريع لقدرات مجموعة البريكس.



المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة والصين تستأنفان محادثاتهما التجارية في لندن

بدأت اليوم الاثنين محادثات تجارية رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة والصين في قصر لانكستر هاوس بلندن، في محاولة لإعادة إحياء الاتفاق الأولي الذي تم التوصل إليه في جنيف الشهر الماضي، والذي هدّأ مؤقتًا التوترات بين البلدين بسبب فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوم جمركية عالية على البضائع الصينية، ردت عليه بكين بفرض رسوم على البضائع الأميركية.

وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية أمس الأحد "ستعقد الجولة المقبلة من المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في بريطانيا يوم الاثنين… إننا أمة تدعم التجارة الحرة ولطالما كنا واضحين بأن الحرب التجارية ليست في مصلحة أحد، ولذلك نرحب بهذه المحادثات".

ويشارك في المحادثات وفد أميركي يقوده وزير الخزانة سكوت بيسنت ووزير التجارة هوارد لوتنيك والممثل التجاري الأميركي جيميسون جرير، فيما سيرأس وفد الصين نائب رئيس مجلس الدولة خه لي فنغ.

ويأتي هذا التطور بعد أربعة أيام من اتصال هاتفي أجراه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنظيره الصيني شي جين بينغ، في أول تواصل مباشر بينهما منذ تنصيب ترامب في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، أعرب خلاله الطرفان عن استعدادهما لاستئناف التعاون الاقتصادي وتخفيف القيود.

إعلان

وخلال الاتصال الذي استمر لأكثر من ساعة، طلب شي من ترامب التراجع عن الإجراءات التجارية التي ألحقت الضرر بالاقتصاد العالمي وحذره من اتخاذ خطوات تتعلق بتايوان من شأنها أن تمثل تهديدا، وفقا لتفاصيل صدرت عن الحكومة الصينية.

لكن ترامب قال على وسائل التواصل الاجتماعي إن المحادثات ركزت في المقام الأول على التجارة وأدت إلى "نتيجة إيجابية للغاية" بما يمهد الطريق لاجتماع اليوم الاثنين في لندن.

وتتهم كل من واشنطن وبكين الطرف الآخر بالتراجع عن اتفاق جنيف في مايو/أيار الماضي، والذي نصّ على خفض مؤقت للرسوم الجمركية التي تجاوزت 100%.

وكانت الصين قد أعلنت السبت الماضي عن موافقتها على بعض طلبات تصدير المعادن النادرة، دون تحديد البلدان أو القطاعات المستفيدة. ويُعد هذا التلميح خطوة أولى لإعادة تدفق المواد الخام الحيوية التي تسيطر عليها الصين عالميًا، والمستخدمة في صناعات دقيقة كالدفاع والطاقة والسيارات الكهربائية.

قلق أميركي من تباطؤ الإمدادات

وقال كيفين هاسيت، رئيس المجلس الاقتصادي الوطني الأميركي، أمس الأحد عبر شبكة سي بي إس: "نحن نصرّ على عودة تدفق المعادن النادرة والمغناطيس دون تأخير، كما كانت قبل أبريل/نيسان الماضي، دون أن تعيق التفاصيل التقنية هذا الانسياب. وقد بات هذا واضحًا للجانب الصيني."

ويحاول الطرفان معالجة توتر تصاعد منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني، إذ فرضت واشنطن رسومًا إضافية على واردات صينية، وردّت بكين بتقييد صادرات حيوية. كما شملت الخلافات قضايا أخرى تتعلق برقائق الذكاء الاصطناعي، وتأشيرات طلاب صينيين، ومنع تصدير مكونات حساسة إلى شركات صينية كبرى.

وقد تدهورت العلاقات التجارية مجددًا في الأشهر الماضية بعد أن فرضت إدارة ترامب رسومًا جمركية إضافية على المنتجات الصينية، وردّت بكين بتقييد صادرات المعادن النادرة والمغناطيس، في حين انتقدت الصين قيود واشنطن على رقائق الذكاء الاصطناعي من شركة "هواوي"، وبرمجيات تصميم الشرائح، ومحركات الطائرات، وتأشيرات آلاف الطلاب الصينيين.

بيسنت (يسار) ونائب وزير المالية الصيني لياو مين خلال لقائهما في جنيف الشهر الماضي (رويترز) آمال محدودة رغم الاتصالات المباشرة

وعلى الرغم من الإشارات الإيجابية التي نتجت عن الاتصال بين ترامب وشي، فإن التفاؤل في "وول ستريت" ظل محدودًا. فترامب، الذي وعد بإعادة تشكيل العلاقات التجارية الأميركية، لم يُبرم حتى الآن سوى اتفاق واحد جديد، مع المملكة المتحدة وفقا لبلومبيرغ.

إعلان

وينتهي قرار ترامب بتجميد الرسوم على السلع الصينية في أغسطس/آب المقبل، وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، تخطط الإدارة لإعادة فرض الرسوم التي أُعلن عنها في أبريل/نيسان الماضي، والتي قد تتجاوز النسبة الحالية البالغة 10%.

وأوضح جوش ليبسكي، رئيس قسم الاقتصاد الدولي في مجلس الأطلسي في حديث للوكالة، أن فشل اتفاق جنيف ناتج عن الغموض: "لقد تُركت العديد من البنود مفتوحة للتأويل، ودفع الطرفان الثمن خلال الأسابيع التالية. الآن، يريد الجانبان فقط العودة إلى ما تم الاتفاق عليه في سويسرا، ولكن بتفاصيل أوضح بشأن ما يُرخّص وما يُمنع."

الجولة الحالية من المحادثات أكثر تعقيدًا من مفاوضات جنيف السابقة بحسب خبراء بلومبيرغ (شترستوك) فرصة لتحقيق المكاسب

ومع تزايد الضغوط الاقتصادية الداخلية في الصين، مثل الانكماش المستمر ومعدلات البطالة المرتفعة، يبدو أن بكين ترى في استئناف المحادثات فرصة لتحقيق مكاسب ملموسة.

وفي تعليق نشرته وكالة الأنباء الرسمية "شينخوا"، وُجّه انتقاد لواشنطن بسبب التعامل مع القضايا الاقتصادية من منظور أمني، محذّرة من أن "هذا التفكير سيُشكل العقبة الأكبر أمام التعاون المتبادل إذا لم يتم تصحيحه."

ورغم النقد، أبقت الوكالة الصينية الباب مفتوحًا لتحسّن العلاقات، مؤكدة أن "الولايات المتحدة والصين تتقاسمان مصالح مشتركة واسعة النطاق، وأن جوهر العلاقة الاقتصادية بينهما يقوم على المنفعة المتبادلة."

وفي لفتة رمزية، نقلت الخارجية الصينية عن ترامب ترحيبه بالطلاب الصينيين في الجامعات الأميركية، قائلًا إن "استقبالهم سيكون شرفًا له."

لكن المحللين في بلومبيرغ إيكونوميكس، ومنهم آدم فارار ومايكل دينغ، حذروا من أن الجولة الحالية من المحادثات ستكون أكثر تعقيدًا من سابقاتها.

وأوضحوا في تقريرهم أن "الفرص السهلة لتحقيق اختراقات أصبحت نادرة هذه المرة، ومع وجود ملفات حساسة على الطاولة، سيكون من الصعب الخروج بنتائج ملموسة."

إعلان

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي يدعو الولايات المتحدة وأوروبا إلى اتخاذ “رد ملموس” ضد روسيا
  • ترامب: الصين تسرق من الولايات المتحدة منذ سنوات ونريد فتح أسواقها
  • الانحدار الثقافي في الولايات المتحدة يهدد مستقبل الديمقراطية
  • الولايات المتحدة والصين تستأنفان محادثاتهما التجارية في لندن
  • محادثات تجارية في لندن بين الولايات المتحدة والصين
  • بدء تنفيذ قرار ترامب بحظر دخول مواطني 12 دولة إلى الولايات المتحدة
  • زيلينسكي: بوتين يريد لأوكرانيا "الهزيمة الكاملة"
  • الصين توافق على تصدير بعض المعادن النادرة قبل المحادثات مع الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة تنشر 2000 جندي من الحرس الوطني في لوس أنجلوس
  • خبير عسكري أمريكي: دعم الغرب لأوكرانيا "هذيان مكلف" وزيلينسكي يقود بلاده نحو الهاوية