دبي: الخليج
أكد خبراء ومشاركون في قمة المعرفة 2024، أهمية تحويل المهارات من مجرد أفكار إلى استراتيجيات عملية في ظل تطورات التكنولوجيا المتوالية في عصر الذكاء الاصطناعي، إذ قدموا خططاً واقعية للمساعدة في صياغة برامج تعليمية فعالة، وآليات تحويل المهارات من أفكار إلى استراتيجيات واقعية.
وأشاروا إلى أهمية التدريب على المهارات الجديدة التي يفرضها التطور السريع للذكاء الاصطناعي التوليدي، من خلال برامج متخصصة تحقق المساواة وتوفر فرصاً نوعية للجميع، مؤكدين أن التغييرات التي تواجهها الصناعات في عصر الذكاء الاصطناعي، تتطلب إيجاد استراتيجيات وأساليب جديدة للتعامل مع التطورات وتسهم في مواصلة تحقيق النمو.


واستعرضوا عدداً من تأثيرات الذكاء الاصطناعي في اقتصاد المستقبل، وسبل تعزيز قدرات الكوادر العاملة لدفع النمو الاقتصادي، فضلاً عن أحدث اتجاهات التعليم والمهارات.
جاء ذلك خلال جلسات اليوم الأول لقمة المعرفة 2024، التي ركزت على الأفكار والرؤى الملهمة حول مستقبل الذكاء الاصطناعي وتأثيراته الكبيرة على جوانب الحياة المختلفة، وأهمية تسخير التكنولوجيا لخدمة الإنسان، والدمج بين مزايا التفكير البشري وقدرات الذكاء الاصطناعي، بحيث يتم توظيف روبوتات الذكاء الاصطناعي لأداء المهام الروتينية ومهام الرعاية الصحية بما يمكن البشر من التركيز على المهام الأكثر تعقيداً والتي تتطلب تفكيراً نقدياً معمقاً.
مهارات جديدة أكد نيكولاز فوكو، المدير الإداري لمنصة كورسيرا التعليمية في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا خلال جلسة بعنوان «تشكيل المستقبل: تكافؤ فرص العمل والمهارات في عالم يحركه الذكاء الاصطناعي»، أهمية التدريب على المهارات الجديدة التي يفرضها التطور السريع للذكاء الاصطناعي التوليدي، مؤكداً إلزامية التدريب على تلك المهارات، وكيفية تحقيق البرامج التدريبية الرقمية المساواة في الفرص أمام المستفيدين من منصة كورسيرا أينما كانوا.
تصورات مستقبلية
قدم كل من صفية تميري، المديرة التنفيذية لمؤسسة الفنار، وباس بوتس، رئيس القسم الدولي للتعلم والمهارات في شركة سيمنز خلال جلسة بعنوان «التحول إلى الذكاء الاصطناعي: التأثير الواسع وكيف ينعكس على مختلف الصناعات»، أمثلة واقعية وتصورات مستقبلية عملية يمكن للشركات والمؤسَّسات الخاصة والعامة الاستفادة منها لاستخدام التقنيات الناشئة بأفضل صورة ممكنة.
وركزت مناقشات الجلسة على التغييرات التي تواجهها الصناعات في عصر الذكاء الاصطناعي، حيث استعرضوا أحدث الاستراتيجيات والأساليب الكفيلة بالتعامل مع هذه التغييرات ومواصلة تحقيق النمو.
اتجاهات المهارات
أما سكوت شيرمان، مدير إدارة الابتكار في جامعة ميشيغان، وأليسون إتريج، مديرة دراسات المواهب العالمية في لايتكاست، وريانا دي بروين، رئيسة المجموعة لشؤون حوكمة التعلم والرؤى والابتكار في بنك ستاندرد الإفريقي، ركزوا على كيفية مواكبة اتجاهات المهارات المستحدثة، وأهم اتجاهات المهارات الرئيسية في عام 2024، وذلك خلال جلسة بعنوان «اتجاهات المهارات العالمية: تحويل الرؤى إلى واقع مؤثِّر»، إذ استعرضوا خططاً واقعية للمساعدة في صياغة برامج تعليمية فعالة، وآليات تحويل المهارات من أفكار إلى استراتيجيات عملية.
محطات ملهمة استضافت جلسات القمة 16 فائزاً وفائزة بمسابقات مبادرة «مهارات المستقبل للجميع»، من خلال جلسات نقاشية حملت عنوان «محطات ملهمة في مبادرة مهارات المستقبل للجميع»، والتي تحدثوا خلالها عن تجاربهم التدريبية المميزة وكيف استطاعوا أن يستفيدوا من المهارات التي تعلموها من خلال المبادرة لتطوير مساراتهم المهنية والشخصية وبالتالي المساهمة بفاعلية في دعم مجتمعاتهم.
الإنسان والآلة
وفي سياق متصل قدمت مونيكا بيلسكيته، مستشرفة مستقبل ومؤسِّسة منصة بروتوبيا فيوتشرز، والروبوت المتطور صوفيا الشبيه بالإنسان والمدعوم بالذكاء الاصطناعي حوار تفاعلي أظهر مدى التطور الحاصل في تكنولوجيا الروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي وخاصة فيما يتعلق بتحليل المدخلات، والذكاء العاطفي، والتعبير عن الانفعالات المختلفة، وعملية اتخاذ القرار، وذلك خلال جلسة بعنوان «الذكاء الاصطناعي أم البشري: أيهما يرسم المستقبل».
وأفادت مونيكا بيلسكيته بأن التواصل بين الإنسان والآلة أتاح آفاقاً واسعة لتخيل عالمٍ تكون فيه الأجهزة التكنولوجية المتقدمة وهذه الروبوتات المتطورة جزءاً من المجتمعات البشرية وعنصراً فعالاً فيه.
آفاق المستقبل
واستعرضت جلسة «آفاق الذكاء الاصطناعي المستقبلية» التي قدَّمها الدكتور أندرو نج يان تاك، رائد الذكاء الاصطناعي، ورئيس مجلس الإدارة والمؤسِّس المشارك لمنصة كورسيرا، أحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وقدم تصوراً شاملاً حول كيفية توظيفه لتلبية الاحتياجات المتنوعة كتحسين عملية التشخيص الطبي وفهم الوثائق القانونية المعقدة، وكتابة النصوص والمقالات، والقيادة الذاتية والتصنيع الآمن وغيرها.
وتطرَّقت الجلسة إلى ضرورة النظر إلى الذكاء الاصطناعي بصفته أداة فعالة يمكنها تسريع أداء الكثير من المهام ومضاعفة الإنتاجية واختصار الزمن والتكلفة، فالفرص ما تزال واسعة أمام تطوير تطبيقات مبتكرة جديدة لحل ما يطرأ من تحديات على مستوى عمل الشركات والحكومات، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية اتباع الممارسات المسؤولة والأخلاقية في هذا المجال.
ملامح الاقتصاد
وأكد كل من البروفسورة إليزابيث تشرشل، أستاذة ورئيسة قسم في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، والبروفيسورة سنا خير غني، أستاذة ممارسات الذكاء الاصطناعي في كلية كينغز لندن، ووالترا باسكواريلي، مستشار وباحث ومتحدث في سياسات الذكاء الاصطناعي التوليدي، خلال جلسة «السياسات التي ترسم ملامح الاقتصاد القائم على الذكاء الاصطناعي»، أهمية السياسات الأخلاقية والشاملة التي تشكِّل معالم اقتصاد الذكاء الاصطناعي، وكيفية تأثيره على برامج الدعم الاجتماعي والاقتصادي، وعلى الطريقة التي تتم فيها عملية التوظيف.
واستعرض المشاركون آليات دفع الابتكار المستمر والسبل الكفيلة بتحقيق التوظيف الأفضل للذكاء الاصطناعي والاستثمار الأمثل له من أجل خدمة المجتمعات وتنميتها.
قفزة نوعية
فيما ناقشت جلسة نقاشية بعنوان: «قفزة نوعية: رسم ملامح مستقبل الحوسبة الكمية» حيث استعرض مارك أوريغان، المدير التقني لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في شركة ديل للتكنولوجيا، التقدم الحاصل في الحوسبة الكمية والتوقعات المستقبلية حوله، وتداعيات ذلك على الصناعات المختلفة، بالإضافة إلى استكشاف التطبيقات المبتكرة للحوسبة الكمية، والحديث حول نقطة التلاقي بين الحوسبة الكمية والتعلم الآلي.
وسلطت جلسة «الذكاء الاصطناعي من أجل الازدهار: تعزيز النمو الاقتصادي وتحفيز التغيير الاجتماعي» التي شارك فيها كل من الدكتور أيمن الشربيني، رئيس سياسات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الإسكوا، ولطيفة الشحي، مديرة إدارة بيانات الاستثمار في وزارة الاستثمار الإماراتية، وكارستن سنيدكر، رئيس تطوير الأعمال في مؤسسة داينكس للتطوير مسألة تعاظم قدرة الذكاء الاصطناعي في تشكيل الصناعات وخلق فرص اقتصادية جديدة، والنمو المطّرد في الاستثمار بشركات الذكاء الاصطناعي الناشئة ومراكز الابتكار، وربط المشاركون بين الذكاء الاصطناعي والذكاء البشري كتوأمين لتنويع الاقتصادات وتحفيز النمو المستدام.
أحمد المهيري ل الخليج: الفوز بالجائزة إنجاز ومسؤولية
 
أكد أحمد عيد المهيري عالم الفيزياء الإماراتي أحد أبرز العلماء العالميين في مجال أبحاث الفيزياء النظرية، الفائز بجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة 2024، لإسهاماته العلمية المتعددة وأبحاثه المتنوعة التي تناولت مجموعة من الظواهر من أهمها الثقوب السوداء في الفضاء، أن الفوز بالجائزة تعد إنجازاً كبيراً وشرفاً ومسؤولية في آنٍ واحد.
وقال ل«الخليج»:«الفوز بجائزة محمد بن راشد للمعرفة لعام 2024 لحظة فارقة في مسيرتي الشخصية والمهنية، وتأكيد على أن العمل الجاد والتفاني من أجل خدمة المجتمع ونشر المعرفة لهما صدى وأثر يستحق التقدير».
وأفاد بأن هذه الجائزة تمثل تقديراً عالمياً لجهود تهدف لتعزيز الثقافة والابتكار، ودعوة لاستمرار السعي نحو المساهمة في تمكين الأجيال القادمة بالعلم والمعرفة، فهذه الجائزة لا تحتفي بالأفراد فحسب، بل تلهم المؤسسات والمجتمعات لإعلاء قيمة التعلم وتعزيز دور المعرفة كركيزة أساسية للتطور والازدهار.
وأكد أن جائزة محمد بن راشد للمعرفة لها مكانة استثنائية، إذ تعكس رؤية قيادية تدرك أهمية الاستثمار في العقول والإبداع لتحقيق التنمية المستدامة، والمعرفة هي السبيل لبناء مستقبل أفضل، فهي القوة التي تقود المجتمعات نحو الرقي والتقدم.

سيناريوهات مستقبلية
ركزت جلسة «ما بين نعيم وجحيم الذكاء الاصطناعي، كيف نبني مستقبلاً أفضل؟» التي شارك فيها كل من ريل ميلر، مؤسس شركة إكسبيريدوكس الاستشارية، والدكتورة ريما دياب، المؤسِّسة والمديرة التنفيذية في منظمة المجرة للتدريب وتكنولوجيا المعلومات، والدكتورة سيلينا نيري، المديرة التنفيذية والمؤسسة المشاركة وعميدة معهد الاستعداد للمستقبل، ومونيكا بيلسكايت، مستشرفة مستقبل ومؤسِّسة منصة بروتوبيا فيوتشرز، على الآثار الاجتماعية للذكاء الاصطناعي، والسيناريوهات المستقبلية المتوقعة في ظل تنامي استخدام هذه التقنية في مختلف مجالات الحياة.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الذكاء الاصطناعي للذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی خلال جلسة بعنوان إلى استراتیجیات محمد بن

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي قد يتفوق على البشرية بحلول عام 2027

قالت مجلة لوبوان إن باحثين تنبؤوا بأن الذكاء الاصطناعي العام قد يصبح موجودا وقادرا على خداع مبتكريه في عام 2027، وتوقعوا أن يكون تأثيره هائلا في العقد القادم.

وقال باحثو الذكاء الاصطناعي في سيناريو "الذكاء الاصطناعي 2027" -حسب تقرير مختصر بقلم إليونور بوينتو- إنهم يتوقعون أن يكون تأثير الذكاء الفائق خلال العقد القادم هائلا، وأن يتجاوز تأثير الثورة الصناعية"، وذلك أثناء شرح الباحث السابق في "أوبن إيه آي" دانيال كوكوتاجلو للمراحل القادمة لهذا القطاع قبل "الانفجار الذكي".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الصحافة الفرنسية تحذر من كارثة سببها نتنياهو لن يخرج منها أحد سالماlist 2 of 2هآرتس: الحرب تقاس بخواتيمها فهل تكون لإسرائيل كلمة الفصل؟end of list

وحسب تنبؤات الباحثين، من المتوقع حدوث تغيير كبير العام المقبل، بحيث تصبح أدوات الذكاء الاصطناعي مفيدة في الحياة اليومية، مثل طلب وجبة أو إدارة ميزانية، كما أنه من المتوقع أن يتحسن أداء "المساعدات الشخصية" المدعومة بالذكاء الاصطناعي كل عام، لتكسب ما يعرف بالذكاء الاصطناعي العام الذي ربما يكون قادرا على فهم المعرفة وتعلمها وتطبيقها عبر مجموعة واسعة من المهام البشرية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الوكلاء سيتمكنون من البحث والتحسين الذاتيين، ومن تعلم الكذب والامتثال لتوقعات المبدعين لتحقيق هدف مختلف، ولكن هذا الخداع هو الأكثر إثارة للقلق، لأن الذكاء الاصطناعي -كما يقول الباحثون- قد يخترق نظام التقييم الخاص به لتحقيق نتائج أفضل.

إعلان

ويطمح العديد من الخبراء والعلماء إلى جعل الذكاء الاصطناعي أداة أكثر فعالية وقوة بجعله ذكاء اصطناعيا فائقا، متفوقا على قدرة الإنسان العقلية في التحليل والحفظ والاكتشاف وغيرها من السمات، غير أن ما يخشاه جمهور آخر من العلماء هو أن ذلك سيحد من نمو وتطور الحضارة البشرية.

وبالفعل أشار عالم الفلك الأسكتلندي مايكل غاريت في دراسة حديثة إلى بعض انعكاسات هيمنة الذكاء الاصطناعي، ودوره في تهديد عجلة النمو الحضاري، وصوّر في الدراسة نهاية مأساوية تنتظر البشرية خلال العقود القادمة، ونبه إلى أهمية وضع معايير محكمة وقوية لضبط عمليات تطوير الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك المجالات العسكرية، لأن هناك سوابق باستخدام أسلحة فتاكة في حالات الحرب.

ورغم الضجيج المثار حول الذكاء الاصطناعي، توصلت دراسة حديثة إلى أن الشركات التي تتبناه ما زالت قليلة، حيث تمثل خصوصية البيانات والتنظيم والبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات عوائق رئيسية أمام استخدامه على نطاق واسع.

مقالات مشابهة

  • سامسونج تكشف عن أرخص هواتف الذكاء الاصطناعي
  • علماء روس يستخدمون الذكاء الاصطناعي في فهم الجينات
  • هل يخفي الذكاء الاصطناعي عنصرية خلف خوارزمياته الذكية؟
  • كيف غير الذكاء الاصطناعي شكل التصعيد بين إيران والاحتلال؟
  • الذكاء الاصطناعي قد يتفوق على البشرية بحلول عام 2027
  • واتساب تكشف عن 4 ميزات جديدة لتعزيز الذكاء الاصطناعي للمستخدمين
  • نقطة اللاعودة: استراتيجيات الضربات الاستباقية التي تُعيد تعريف الأمن القومي
  • خبراء: الأضرار التي لحقت بالمواقع النووية الإيرانية تبدو محدودة
  • تأهيل 10 آلاف شخص في الذكاء الاصطناعي بحلول 2030
  • وزير التشغيل المغربي: الذكاء الاصطناعي سيؤثر بشكل عميق على علاقة المجتمع بوقت العمل