مواجهة شطرنج عسكرية.. حسابات إسرائيلية معقدة لمهاجمة إيران
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
قال إيهود إيلام، وهو باحث متخصص في شؤون الأمن القومي الإسرائيلي، إن "إسرائيل وإيران كان شريكين حتى عام 1979، ثم بعد الثورة الإسلامية في إيران بدأ صراع بينهما، والآن تقترب طهران من إنتاج أسلحة نووية، وهي مصدر قلق كبير لتل أبيب، لأن إيران هددت بتدمير إسرائيل".
وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها، وتمتلك تل أبيب ترسانة نووية لم تعلن عنها رسميا وغير خاضعة للرقابة الدولية، فيما تقول طهرن إن برنامجها النووي مصمم للأغراض السلمية، بما فيها توليد الكهرباء.
وأضاف إيلام، في تحليل بموقع "مودرن دبلوماسي" الأمريكي (Modern diplomacy) ترجمه "الخليج الجديد"، أنه "قد تبدأ حرب نووية بين إيران وإسرائيل لأسباب عديدة، بما في ذلك الحسابات الخاطئة من جانب أحد الطرفين أو كلاهما، وستكون التداعيات على الدولتين مروعة، لذلك يجب على إسرائيل أن تحاول منع إيران من امتلاك أسلحة نووية، لكن كحل أخير، قد يقصف سلاح الجو الإسرائيلي المواقع النووية الإيرانية".
ولفت إلى أنه "في أوائل أغسطس/ آب الجاري، أقر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأنه في أعقاب الأزمة السياسية (جراء خطة الحكومة لتعديل القضاء)، رفض بعض قوات الاحتياط الخدمة. وهذا يضر باستعداد الجيش، وإذا استمر سيؤثر على فرص إسرائيل في إلحاق ضرر كبير بالمواقع النووية الإيرانية".
اقرأ أيضاً
إيران داخل ترسانة الدفاعات السورية.. مخاوف إسرائيلية وتداعيات إقليمية
كيه سي- 46
كما "تبعد إيران أكثر من ألف كيلومتر عن إسرائيل، لذا فإن الطيران الإسرائيلي يحتاج إلى ناقلات جوية جديدة من طراز "كيه سي- 46" (KC - 46)، لكن من المتوقع أن ترسها الولايات المتحدة إلى إسرائيل في 2025"، بحسب إيلام.
وأردف: "ربما تحاول إسرائيل الهجوم بالاعتماد على الناقلات القديمة جدا، لكنها ستجعل المهمة أكثر تعقيدا وخطورة، وقد تفقد الطائرات بسبب نفاد الوقود".
ولفت إلى أن "إيران تمتلك "إس- 300" (S-300) الروسي، وهو نظام دفاع جوي متطور قد يسقط الطائرات الإسرائيلية ويعطل عملياتها، لكن قد تتغلب إسرائيل على بطاريات هذا النظام دون أن تفقد الكثير من الطائرات".
واستدرك: "غير أن إيران تسعى للحصول على "إس-400" (S-400) وهو نظام متقدم للغاية، مما يجعل من الصعب على إسرائيل مهاجمة إيران، لكن طهران قد تستغرق عامين لاستيعاب النظام الجديد، لذا يجب أن تهاجم إسرائيل خلال العامين".
إيلام اعتبر أن "ذلك يعتمد على حسابات مثل هل تستطيع مقاتلات الشبح الإسرائيلية "إف-35" (F-35) التعامل مع "إس-400"؟ وما هي التكلفة؟ خاصة وأن إسرائيل حساسة للغاية بشأن الضحايا، بمَن فيهم أسرى الحرب، لكنها مهمة حاسمة لدرجة أن إسرائيل قد تكون على استعداد لدفع ثمن باهظ".
وزاد بأن "إيران تمتلك مقاتلات قديمة مثل "ميج- 29" و"إف- 14"، وقد تحصل في أقرب وقت على مقاتلات أفضل مثل "سيخوي- 35"، وهي مقاتلة ذات قدرة عالية".
واستدرك: "مع ذلك قد يكون من الأسهل على طائرات "إف-35" و"إف-151" و"إف-161"، التابعة لسلاح الجوي الإسرائيلي، التعامل مع "سيخوي- 35".. صحيح أن تزويد إيران بـ"سيخوي-35" يضيف بعض الضغط على إسرائيل للهجوم قبل أن تحصل عليها إيران، لكنه ضغط أقل مقارنة بحصول طهران على نظام "إس-400".
اقرأ أيضاً
إيران تتوصل إلى تقنية صواريخ كروز أسرع من الصوت.. هل يجب أن تخشى إسرائيل؟
سيخوي- 35
وتمتلك إيران، كما تابع إيلام، مواقع نووية محصنة جيدا مثل تلك الموجودة في فوردو، فيما يمتلك الجيش الأمريكي "إم أو بي" (MOP)، وهو جهاز اختراق الذخائر الضخمة، لتدمير حماية تلك المنشآت".
واستدرك: "لكن في 2023، تبني إيران موقعا نوويا جديدا من المحتمل أن يكون من الصعب على السلاح الأمريكي اختراقه، وعلى كل حال لم تحصل إسرائيل على "إم أو بي"، ولديها قنابل خارقة أصغر بكثير".
وقال إنه "بعد الضربة الإسرائيلية على إيران، يمكن للأخيرة الرد بعدة طرق، إذ تمتلك إيران "سيخوي- 35"، وهي طائرة هجومية بعيدة المدى، لكنها قديمة جدا وقد يعترضها سلاح الجو الإسرائيلي قبل أن تصل إلى هدفها".
وزاد إيلام بأن "إيران تتمتع بفرص أفضل فيما يتعلق بصواريخ كروز والطائرات بدون طيار التي تسببت في 14 سبتمبر/ أيلول 2019 في أضرار جسيمة لمنشآت النفط السعودية، وقد تضرب إيران مواقع مماثلة في إسرائيل".
وأردف: "كما يمكن لإيران إطلاق صواريخها الباليستية بعيدة المدى. ومن المفترض أن تعترضها أنظمة "آرو" الإسرائيلية المضادة للصواريخ. وفي أغسطس/ آب 2020، اختبرت إسرائيل بنجاح صاروخ "آرو 2" (Arrow 2) في إسقاط صاروخ محاكاة بعيد المدى كان بمثابة صاروخ باليستي إيراني".
وأضاف أن "أقوى حليف لإيران هو حزب الله، وهي جماعة مقرها لبنان بالقرب من إسرائيل، وتمتلك 150 ألف صاروخ وقذيفة يمكنها ضرب جميع أنحاء إسرائيل، كما قد يشن حزب الله غارات برية على شمالي إسرائيل (...) وبشكل عام، يجب على إسرائيل مهاجمة إيران فقط إذا لم يكن يوجد خيار أفضل وإذا كانت إيران على وشك إنتاج أسلحة نووية".
اقرأ أيضاً
رئيس لجنة الخارجية والأمن بالكنيست: إسرائيل قد تقبل تفاهما نوويا بين أمريكا وإيران
المصدر | إيهود إيلام/ مودرن دبلوماسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل إيران سلاح نووي هجوم الولايات المتحدة على إسرائیل على إس
إقرأ أيضاً:
الزُبيدي من الضالع: الجنوب رأس حربة في مواجهة مشروع إيران في اليمن والمنطقة
أكد عضو مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس قاسم الزُبيدي، أن ثورة 14 أكتوبر الخالدة كانت وستظل شعلة النضال ومصدر الإلهام لكل الأحرار، مجددًا العهد بالسير على درب الشهداء حتى استعادة دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة، على أسس الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية.
جاء ذلك خلال كلمته الجماهيرية في المهرجان الحاشد الذي شهدته محافظة الضالع، الإثنين، بمناسبة الذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، بحضور قيادات سياسية وعسكرية ومدنية وجماهير غفيرة من مختلف مديريات المحافظة وعدد من محافظات الجنوب.
وقال الزُبيدي في مستهل كلمته: "من هنا، من الضالع مهد الثورة ومصنع الرجال، نُجدد العهد لشهدائنا وجرحانا وشعبنا العظيم بأننا ماضون بثباتٍ على درب استعادة وبناء دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة، على أسس الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية، وبإرادةٍ لا تلين."
وأضاف أن محافظة الضالع ستظل رمزًا للنضال وأيقونة للبطولة الجنوبية التي تحطمت على صخرتها أوهام الغزاة، مشيرًا إلى أن ثورة أكتوبر لم تكن حدثًا سياسيًا عابرًا، بل حالة وعي وطني عميق وإيمان بعدالة قضية الجنوب.
وتطرّق الزُبيدي في كلمته إلى مسار الحوار الوطني الجنوبي، مؤكدًا أنه شكّل محطة فاصلة في مسيرة النضال، تُوّجت بإقرار الميثاق الوطني الجنوبي الذي أسس لمرحلة جديدة من التلاحم وبناء الدولة الجنوبية على قواعد صلبة من العدالة والمواطنة المتساوية.
وشدد رئيس المجلس الانتقالي على أن المجلس سيظل نصيرًا لقضايا شعب الجنوب ومعبّرًا عن تطلعاته نحو الاستقلال والتنمية والاستقرار، مؤكداً التمسك بحق الجنوب في استعادة دولته المستقلة وفق إرادة أبنائه وخياراتهم الحرة.
وفي رسالته إلى الشركاء في معركة التصدي للمشروع الحوثي الإرهابي، أكد الزُبيدي أن الجنوب كان وسيبقى رأس حربة في مواجهة المشروع الإيراني في اليمن والمنطقة، مشيرًا إلى أن المجلس الانتقالي يواصل جهوده ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لحماية الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب وتأمين الممرات البحرية الدولية.
وأضاف أن المجلس الانتقالي الجنوبي سيظل شريكًا استراتيجيًا مسؤولًا في دعم جهود السلام والاستقرار في المنطقة، مثمنًا دعم الأشقاء في السعودية والإمارات للشعب الجنوبي في مختلف المجالات السياسية والإنسانية والتنموية.
وأكد أن الرهان الحقيقي للمجلس الانتقالي هو على الشباب الجنوبي باعتبارهم الركيزة الأساسية لبناء الدولة المنشودة، مضيفًا: "لن نحيد عن دربنا، ولن نخذل تضحيات شهدائنا، فالنصر قريب بإذن الله، والاستقلال قادم لا محالة بعون الله وتوفيقه، ثم بإرادة وعزيمة أحرار الجنوب."