رقصة البطة العرجاء الأخيرة.. آخر محاولات بايدن لدعم أوكرانيا وسط مستقبل غير مؤكد تحت حكم ترامب
تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رغم موافقة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن على استخدام أوكرانيا للصواريخ بعيدة المدى داخل روسيا، فإن هذا القرار قد يتم التراجع عنه قريبًا ضمن قرارات أخرى اتخذها بايدن وتنتظر دخول الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض فى ٢٠ يناير المقبل.
بينما يستعد الرئيس الأمريكي جو بايدن لمغادرة منصبه، كثف جهوده لتعزيز إرثه في السياسة الخارجية، وخاصة فيما يتعلق بدعم أوكرانيا.
يمثل تفويض بايدن للصواريخ، المعروفة باسم ATACMS، نقطة تحول مهمة في السياسة الأمريكية تجاه الحرب بين روسيا وأوكرانيا. منذ بدء الغزو قبل أكثر من عامين، كان بايدن حذرًا بشأن توفير الأسلحة الهجومية، خوفًا من إثارة صراع أوسع نطاقًا. ومع ذلك، مع نفاد الوقت وقرب عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يبدو بايدن عازمًا على تعظيم القدرات العسكرية لأوكرانيا قبل يناير.
في قمة مجموعة العشرين، قال بايدن، فى حضور وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف: "إن الولايات المتحدة تدعم بقوة سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها".
التأثير العسكري للقرارعلى الرغم من الطبيعة البارزة لخطوة بايدن، يشكك المحللون في أن الصواريخ ستغير مسار الحرب بشكل كبير. ومع وجود مخزونات محدودة، من غير المرجح أن تحدث الصواريخ فرقًا كبيرًا في ساحة المعركة. وبدلًا من ذلك، قد تعمل كرادع لدول مثل كوريا الشمالية لإرسال رسالة إليها مفادها أن المزيد من المساعدة لروسيا قد يكون له عواقب خطيرة.
فى هذا السياق، قال جون جيه سوليفان، السفير الأمريكي السابق لدى روسيا، "لن تغير هذه الخطوة المد في كورسك، لكنها خطوة في الاتجاه الصحيح". ويرى الخبراء أيضًا أن هذه الخطوة رمزية لالتزام بايدن بمساعدة أوكرانيا في حربها ضد العدوان الروسي.
سباق مع الزمنويؤكد قرار بايدن على الشعور بالإلحاح داخل إدارته. ومع تولي ترامب، الناقد الصريح للمساعدات الأمريكية لأوكرانيا، منصبه، فإن فريق بايدن يسارع إلى تسريع الدعم العسكري والمالي الذي وافق عليه الكونجرس بالفعل.
ووصف ويليام ب. تايلور الابن، السفير الأمريكي السابق في أوكرانيا، اللحظة بأنها محورية، قائلًا: "تدرك إدارة بايدن أن لديها قدرًا محدودًا من الوقت لإحداث تأثير. وهذا ما سيتذكره الناس عن بايدن، إذا أعطى الأوكرانيين كل ما هو ممكن للسماح لهم بالفوز".
ومع ذلك، أثار نهج بايدن في توفير الأسلحة الهجومية انتقادات. فقد نظر الأوكرانيون، المحبطون من الصراع المطول، إلى قراراته على أنها بطيئة للغاية وغير كافية لإنهاء الحرب بشكل حاسم.
التحولات الجيوسياسيةيأتي قرار بايدن وسط تحولات جيوسياسية أوسع نطاقًا، مع تحوط بعض حلفاء الولايات المتحدة لرهاناتهم. تواصل البرازيل، التي استضافت قمة مجموعة العشرين، تعميق العلاقات مع الصين من خلال تحالف البريكس. وسلط اجتماع الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا مع الزعيم الصيني شي جين بينج الضوء على المنافسة المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين على النفوذ في مناطق مثل أمريكا الجنوبية.
إن عودة ترامب تلوح في الأفق بشكل كبير وتؤثر على جهود بايدن. اشتهر ترامب بموقفه "أمريكا أولًا"، وانتقد مرارًا وتكرارًا تورط الولايات المتحدة في أوكرانيا، مقترحًا أن رئيسها، فولوديمير زيلينسكي، يجب أن يتفاوض مع روسيا. لم يمر احتمال عكس ترامب لسياسات بايدن دون أن يلاحظه زعماء العالم. "حتى قبل الانتخابات، كانت هذه النتيجة في ذهن كل زعيم"، حسبما لاحظ جوش ليبسكي من المجلس الأطلسي.
أغنية البجعة الدبلوماسيةكانت رحلة بايدن إلى أمريكا اللاتينية، بما في ذلك التوقف في بيرو والبرازيل، بمثابة جولة وداع بقدر ما كانت دفعة دبلوماسية أخيرة. أثناء حديثه عن حماية غابات الأمازون والجوع العالمي، أقر بوضعه كرئيس ضعيف، قائلًا للقادة، "ليس سرًا أنني سأترك منصبي في يناير".
فى غضون ذلك، حققت روسيا، في أكتوبر الماضى، أكبر مكاسب إقليمية لها منذ أكثر من عامين، حيث توغلت أكثر في منطقة دونباس الشرقية في أوكرانيا. ومع ذلك، جاء هذا التقدم بتكلفة باهظة. فقد لاحظ المسؤولون العسكريون من أوكرانيا وبريطانيا، إلى جانب باحثي هيئة الإذاعة البريطانية، عددًا قياسيًا من الضحايا الروس خلال هذه الفترة. وقد أدى وصول القوات الكورية الشمالية مؤخرًا إلى روسيا إلى تأجيج التكهنات حول ما إذا كانت موسكو قادرة على تعويض خسائرها المتزايدة بشكل كافٍ.
سباق ضد الاستنزاففي حرب استنزاف مثل أوكرانيا، فإن تجديد القوات أمر بالغ الأهمية بقدر خسائر ساحة المعركة. ويقال إن روسيا لديها ٣٣ مليون رجل مؤهل للخدمة العسكرية، مقارنة بستة ملايين في أوكرانيا. وللحفاظ على صفوفها، كثف الكرملين التجنيد، وعرض مكافآت ورواتب كبيرة يمكن أن تحول الوضع المالي لعائلة الجندي، بغض النظر عن مصيرهم.
وبحلول منتصف عام ٢٠٢٤، كان نحو ٩٠٠ رجل ينضمون إلى القوات الروسية يوميًا، وفقا لجانيس كلوج من المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية. وقد سمحت جهود التجنيد لروسيا بتجديد خسائرها وحتى إنشاء وحدات عسكرية جديدة. ومؤخرا، أفاد البنتاجون بأن روسيا جمعت قوة مشتركة من ٥٠ ألف جندي روسي وكوري شمالي للدفاع عن منطقة كورسك.
ما الذي ينتظرنا؟إن هذه الحرب، التي اتسمت بتكاليف بشرية ومادية باهظة، تؤكد على الديناميكيات غير المتوقعة للصراعات الحديثة. ومن المرجح أن يتوقف مصير جهود الحرب الروسية على قدرتها على إدارة خسائرها التي لا يمكن تعويضها وقدرتها على تجنيد المقاتلين في الأشهر المقبلة.
ومع اقتراب رئاسة بايدن من نهايتها، يظل تركيزه واضحًا: تعزيز التحالفات والاستراتيجيات التي حددت سياسته الخارجية. ومع ذلك، يظل السؤال مفتوحا عما إذا كان خليفته سيواصل هذه الجهود.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: بايدن ترامب أوكرانيا الرئيس الأمريكي البيت الأبيض الولایات المتحدة فی أوکرانیا ومع ذلک
إقرأ أيضاً:
روسيا تفتح باب الوساطة بين إيران وإسرائيل وسط تصعيد عسكري خطير وتحركات دولية لاحتواء الأزمة
وسط تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل إلى مستويات غير مسبوقة، تعود روسيا لتطرح نفسها كوسيط محتمل، محاولة استثمار موقعها الجيوسياسي وعلاقاتها مع كلا الطرفين لإخماد نيران مواجهة قد تنفجر في أي لحظة. وبينما تزداد المخاوف من انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة، تتكثف التحركات الدولية، مع دخول الولايات المتحدة على خط الوساطة عبر الرئيس دونالد ترامب، ما يضيف بُعدًا إضافيًا للأزمة المعقدة.
الكرملين يعيد طرح مبادرة تخزين اليورانيومأعلن الكرملين أن روسيا لا تزال مستعدة للعب دور الوسيط في النزاع المتصاعد بين إيران وإسرائيل، وأكد أن مقترحاتها السابقة، والتي تشمل تخزين اليورانيوم الإيراني داخل الأراضي الروسية، لا تزال قائمة على الطاولة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن موسكو ترى أن تصاعد الأعمال القتالية زاد من تعقيد المشهد، إلا أن فرص الحل السلمي لم تنتهِ بعد، مشيرًا إلى أن روسيا تحتفظ بقنوات تواصل مفتوحة مع الأطراف كافة.
من جهته، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف أن بلاده تعتبر أن ما تقوم به إيران يدخل ضمن إطار "الدفاع عن النفس"، في ظل ما وصفه بـ"الهجمات الإسرائيلية المتكررة". وأشار إلى أن موسكو تجري مشاورات مع الولايات المتحدة بشأن الأزمة، كما أنها على تواصل مباشر مع كل من طهران وتل أبيب.
ترامب وبوتين.. وساطة محتملة!في تطور لافت، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن انفتاحه على قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدور الوسيط بين إيران وإسرائيل. وأوضح ترامب خلال مقابلة مع شبكة "ABC News"، أن بوتين تواصل معه هاتفيًا وعبّر عن استعداده للتدخل من أجل وقف التصعيد.
وبحسب ما صدر عن الكرملين، فإن الاتصال بين الرئيسين تناول "التصعيد الخطير في الشرق الأوسط"، مما يشير إلى احتمالية تحريك دبلوماسي قوي من الطرفين في الأيام المقبلة.
منذ 13 يونيو، بدأت إسرائيل حملة عسكرية مكثفة استهدفت مواقع عسكرية ونووية داخل إيران، في محاولة لمنع طهران من تطوير برنامجها النووي. وتعد هذه المواجهة أول اصطدام مباشر وواسع النطاق بين الدولتين بعد عقود من الحروب غير المباشرة والضربات المحدودة.
ووفقاً للتقديرات الرسمية، أدت الضربات حتى الآن إلى مقتل 24 شخصًا في إسرائيل، وأكثر من 250 في إيران.
الخبير العسكري سمير فرج: إسرائيل اخترقت الداخل الإيراني
في هذا السياق، اعتبر اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي ومدير إدارة الشئون المعنوية الأسبق، أن ما يحدث الآن هو "اختراق ممنهج" من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي داخل إيران. وأكد أن عملية اغتيال القيادي الفلسطيني إسماعيل هنية بقنبلة داخل منزل تابع للحرس الثوري الإيراني هي أحد الأدلة الدامغة على هذا التغلغل الأمني الخطير.
وأضاف فرج أن الضربة الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت إيران لم تنطلق من المجال الجوي الإيراني بل نُفذت من خارج أراضيه، وتحديداً من فوق الأجواء العراقية، حيث عبرت الصواريخ مسافات طويلة لتصل إلى أهدافها في عمق إيران، مما يشير إلى دقة استخباراتية وخطة عسكرية محكمة.
جهود دولية لوقف التصعيد.. وقلق روسي متزايد
وفي ظل هذا التصعيد، أشار فرج إلى أن روسيا تبذل جهوداً مكثفة لحلحلة الوضع، خشية من انزلاق الأوضاع إلى حرب شاملة. كما تشارك تركيا والدول الأوروبية في المساعي السياسية نفسها، كل من موقعه. وأكد أن الإدارة الأمريكية لا تقف مكتوفة الأيدي، حيث أعرب الرئيس الأمريكي عن أمله في تكرار تجربته الناجحة في وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، لعلها تنجح بين إيران وإسرائيل.
بين وعي الشعوب وحسابات الدول
وسط لعبة معقدة من التحركات الاستخباراتية والتدخلات العسكرية والوساطات السياسية، يبقى الوعي الشعبي عاملاً حاسماً في مواجهة الاختراقات وزعزعة الأمن الداخلي. وفي حين تتسابق الدول الكبرى لنزع فتيل الأزمة، فإن المنطقة بأسرها تقف على مفترق الطرق، إما نحو التصعيد والانفجار، أو نحو التهدئة والحلول السياسية التي تأخرت كثيراً.