الانقسامات حول تمويل المناخ تتكشف مع اقتراب كوب29 من نهايته
تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT
باكو"وكالات": خرج الانقسام والسخط إلى العلن اليوم الخميس في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب29) في باكو بعد أن طرح مقترح لاتفاق مالي عالمي جديد خيارين مختلفين بينهما هوة واسعة دون أن يرضي أحدا.
والهدف الرئيسي لكوب29 هو الاتفاق على قيمة الأموال التي يجب على الدول المتقدمة الغنية أن تقدمها للدول النامية الفقيرة لمساعدتها في التصدي لتغير المناخ والجوع والفقر، وهو ما يمثل ركيزة أساسية في جهود الحد من الأضرار الناجمة عن ارتفاع درجات حرارة الكوكب.
لكن جهود التوصل إلى اتفاق للتمويل شهدت تحركا بطيئا في المؤتمر الذي تستضيفه عاصمة أذربيجان، وظهرت المسودة الأحدث للنص التفاوضي متأخرة بضع ساعات عن الموعد المحدد مع دخول المندوبين، نظريا، الساعات الثماني والأربعين الختامية.
ومع اقتراب الموعد المقرر لنهاية المؤتمر غداً الجمعة، أظهرت الوثيقة الجديدة أن نقاطا كثيرة تتعلق بقضايا رئيسية لم يتم حسمها، مثل ما هو المبلغ السنوي ومن الذي سيدفع وكم.
وقال مفوض المناخ بالاتحاد الأوروبي فوبكي هوكسترا "من الواضح أن الوضع الحالي غير مقبول".
وقال كبير المفاوضين عن بنما خوان كارلوس مونتيري جوميث لرويترز "كل هذا يتحول إلى مشهد مأساوي، عرض مهرج، لأنه حين نصل إلى اللحظة الأخيرة نحصل دائما على نص شديد الضعف".
وقال خبراء اقتصاد في المحادثات الأسبوع الماضي إن الدول النامية تحتاج إلى تريليون دولار سنويا على الأقل بحلول نهاية العقد للتصدي لتغير المناخ.
وتقلصت الوثيقة المؤلفة من عشر صفحات إلى أقل من نصف حجم النسخة السابقة بعد حذف بعض الخيارات، لكنها عكست المواقف المتعارضة والقائمة سلفا قبل المؤتمر لتكتلات الدول المتقدمة والنامية.
وركز أحد الخيارين على ضمان أن تكون الأموال في صورة منح أو ما يعادلها شكلا، وأن مساهمات البلدان النامية لبعضها البعض، في إشارة إلى مانحين محتملين كبار مثل الصين، لا تشكل رسميا جزءا من الهدف.
أما الخيار الآخر الذي كرر موقف البلدان الأكثر ثراء، فقد استهدف توسيع أنواع التمويل التي تحتسب في الهدف السنوي النهائي، وليس فقط المنح من البلدان المتقدمة، بل يشمل مساهمات دول أخرى.
وتجنب الخياران تحديد إجمالي الأموال التي تسعى البلدان إلى استثمارها كل عام، وترك مكان الرقم علامة "إكس".
وقال لي شو الخبير في دبلوماسية المناخ "نحن بعيدون عن خط النهاية... نص التمويل الجديد يقدم موقفين متباعدين لا يوجد تقارب كبير بينهما".
وأضاف "الأمر المحوري هو أن النص يفتقر إلى رقم يحدد حجم تمويل المناخ في المستقبل، وهو شرط أساسي للتفاوض بحسن نية".
ولعل هذا لم يكن مفاجئا لأن الدول المانحة الرئيسية ومنها دول من الاتحاد الأوروبي قالت إنها تريد وضوحا أكبر لهيكل وقاعدة المساهمين قبل المناقشة المعلنة للمبلغ الذي يمكنها المساهمة به.
من جهتهم، قال بعض المفاوضين أيضا إن مقترحات اليوم الخميس لم تحافظ على تعهد ظهر في قمة دبي العام الماضي للاستغناء تدريجيا عن الوقود الأحفوري الذي قوبل بحفاوة حينذاك ووصف بأنه لحظة فاصلة.
وساهمت الأنشطة البشرية، وحرق الوقود الأحفوري بشكل خاص، في زيادة متوسط درجة حرارة الكوكب على الأجل البعيد بنحو 1.3 درجة مئوية منذ ما قبل عصر الصناعة، مما تسبب في حدوث ظواهر كارثية من فيضانات وأعاصير وجفاف وموجات حر شديدة.
وتسعى البلدان إلى الحصول على تمويل أكبر لتحقيق هدف اتفاقية باريس لعام 2015 المتمثل في تقييد ارتفاع درجة حرارة الكوكب عند أقل بكثير من درجتين مئويتين، ويستحسن ألا تتجاوز هذه الزيادة 1.5 درجة مئوية بحلول نهاية القرن.
ويقول علماء المناخ الآن إن العالم سيتخطى على الأرجح هذا الحد الأكثر طموحا الذي قد تحدث بعده تأثيرات مناخية أوخم في العواقب، في أوائل ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين، إن لم يكن قبل ذلك.
وإلى جانب التمويل، شغل مستقبل الوقود الأحفوري الاهتمام في مؤتمر كوب29 وأثار الشقاق منذ اليوم الأول.
فقد هاجم الرئيس الأذربيجاني الهام علييف في الجلسة الافتتاحية المنتقدين الغربيين لصناعة النفط والغاز في بلاده، ووصف هذه الموارد بأنها هبة من الله.
وأشارت المسودة الأحدث لاتفاق دبي إلى "الابتعاد عن الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة" لكنها لم تحدد خطوات تالية واضحة.
وقال أحد المفاوضين الأوروبيين لرويترز إن العمل على تخفيف أو خفض انبعاثات الكربون والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري "تراجع" عما حدث في دبي.
ولمحت وثيقة اتفاق تمويل المناخ إلى مستقبل الوقود الأحفوري، مع صياغة تتحدث عن التخلص التدريجي "من الدعم غير الفعال للوقود الأحفوري... في أقرب وقت ممكن".
وحثت الوثيقة أيضا الشركات على "المساهمة في العمل المناخي واتساق العمليات مع اتفاقية باريس"، عبر جهود مثل الاستثمار في البلدان النامية ودعم نقل التكنولوجيا.
وقال ثريق إبراهيم وزير البيئة في جزر المالديف لرويترز "يتبقى يومان فقط. يتعين علينا الكدح في العمل حتى يكلل هذا المؤتمر بالنجاح".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الوقود الأحفوری
إقرأ أيضاً:
نشأت قبل الأهرامات.. تعرّف على أقدم شجرة بالعالم
تُعد شجرة صنوبر بريستلكون بمنطقة الحوض العظيم في شرق كاليفورنيا بالولايات المتحدة، والمعروفة باسم "ميثوسيلا" (Methuselah)، أقدم كائن حي على وجه الأرض. ووفقا لبيانات حلقات الأشجار، فقد نشأت عمليا قبل بناء الأهرامات في مصر ولا تزال تقاوم متغيرات المناخ والزمن.
وحسب تقرير لمجلة فوربس، يبلغ عمر "ميثوسيلا" 4853 عاما، وذلك يعني أنها كانت راسخة منذ زمن بناء المصريين القدماء لأهرامات الجيزة، وعاصرت إمبراطوريات ظهرت ثم اندثرت، وهي تحمل حتى الآن الرقم القياسي لأقدم شجرة غير استنساخية في العالم (شجرة تنمو ككيان واحد) مع عمر مؤكد.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الصيد الجائر والتغير المناخي يعرّضان الفهود لخطر الانقراضlist 2 of 2كيف يهدد التنقيب عن الذهب غابات الأمازون وسكانها الأصليين؟end of listوطوال عقود من الزمن، احتفظت دائرة الغابات الأميركية بالموقع الدقيق لشجرة "ميثوسيلا" سرا لحمايتها من التخريب، واستمر ذلك حتى عام 2021، عندما تسربت صورة شجرة الصنوبر المعمرة للجمهور.
ولتحديد عمر الشجرة، استخدم عالم تحديد عمر الأشجار إدموند شولمان أداة لاستخراج قلب رفيع من شجرة حية من دون قتله. وبتحليل الحلقات المتحدة المركز في القلب، تمكن من حساب ما لا يقل عن 4853 عاما من النمو، وكان هذا عمرا قياسيا مقارنة بالحدود المعروفة لطول العمر الشجري.
ومثلت شجرة الصنوبر العتيقة مفارقة نباتية؛ من خلال النمو ببطء في البيئات المعادية التي تراوح بين البرودة والحرارة، وقدرتها على الازدهار في هذه البيئة القاسية من درجات الحرارة المتجمدة والتربة القاحلة والرياح الدائمة تقريبا.
إعلانفهي كغيرها من أشجار الصنوبر، تستمد قوتها من أكثر طبقات الحجر الجيري والصخور الكربونية هشاشة، مما يعتبر تربة خصبة في المرتفعات العالية. كما أن فروعها الملتوية والمعقدة، التي تشكلها تيارات هواء الجبل السريعة الحركة، توفر الاستقرار وتقلل من خطر الكسر أثناء العواصف.
وتوفر جذور هذه الأشجار الغذاء فقط للجزء المحدد من الفروع التي تعلو مباشرة بشكل فريد، وهذا يضمن أنه عند موت جذر بسبب التعرض، فإن الجزء المقابل من الشجرة فقط يتأثر، فيسمح ذلك لبقية الأشجار بمواصلة النمو.
قد تحمل "ميثوسيلا" اللقب الرسمي لأقدم شجرة في العالم اليوم، إلا أنها تجد منافسة في حديقة أليرس كوستيرو الوطنية في تشيلي، إذ قد تكون شجرة السرو "فيتزرويا كوبريسويد" المعروفة أيضا باسم "غران أبويلو"، أو "الجد العظيم"، وريثا محتملا للقب أقدم شجرة معروفة على وجه الأرض.
وقدر عالم المناخ جوناثان باريشيفيتش استنادا إلى العينات الأساسية الجزئية والنمذجة الإحصائية أن الشجرة يبلغ عمرها 5484 عاما، أي إنها أقدم بنحو أكثر من 6 قرون من "ميثوسيلا"، ومع ذلك لا يزال الادعاء غير مثبت علميا.
وحتى الآن، تعد "ميثوسيلا" أقدم شجرة حية غير مستنسخة تم التحقق منها اليوم، وهي تسرد قصة مرونة الطبيعة، وكيف يتكيف العالم الطبيعي ضد كل الصعاب عبر آلاف السنين.
فمهما كانت أعمارها الدقيقة، فإن هذه الأشجار العتيقة تُخبرنا بالكثير عن مناخنا المتغير، إذ تحمل كل حلقة من حلقاتها بيانات مناخية من سنة نموها، مما يُمكّن الباحثين من إنشاء نماذج مناخية دقيقة تعود لآلاف السنين، بما في ذلك الأدلة على تقلبات درجات الحرارة، وتغير هطول الأمطار، وحتى الانفجارات البركانية الكبيرة.
ولأن الأشجار القديمة مثل "ميثوسيلا" تنمو على ارتفاعات عالية، فإنها قد تكون عرضة لتقلبات طفيفة في درجات الحرارة، مما يجعلها وثيقة تأريخية دقيقة لأنماط الطقس في العالم.
ولا تُقدم الأشجار أدلة على المناخ في الماضي فحسب، بل تلعب دورا حاسما في مكافحة تغير المناخ اليوم. وتساعد الغابات بأشجارها المعمرة على استقرار درجات الحرارة العالمية من خلال احتجاز الكربون المُسبب لاحتباس الحرارة في جذورها وتربتها.