الكونغرس العالمي للإعلام يناقش تغيّر أنماط استهلاك المحتوى الإعلامي
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
سلط مسؤولون إعلاميون الضوء على التحولات الجذرية التي يمر بها الإعلام في الوقت الراهن مع التطورات المتسارعة وتغير أنماط استهلاك المحتوى لدى الجمهور.
وأكدوا في حديثهم لوكالة أنباء الإمارات “وام” خلال مشاركتهم في فعاليات اليوم الأول من الكونغرس العالمي للإعلام 2024 المنعقد في أبوظبي، أن الواقع الجديد في استهلاك المحتوى الإعلامي يتطلب إعادة صياغة سياسات التحرير والإنتاج الإعلامي لمواكبة اهتمامات الجمهور المتجددة.
وأوضحوا أن المحتوى الإعلامي اليوم لم يعد مجرد وسيلة لإيصال المعلومة، بل أصبح أداة إستراتيجية لتحقيق التفاعل، والتأثير، وضمان استدامة المؤسسات الإعلامية.
وأشاروا إلى أن اهتمامات الجمهور باتت أكثر تنوعاً، وتتطلب محتوى جاذبا ما وضع ويضع المؤسسات الإعلامية أمام تحدي في تحقيق التوازن بين تقديم محتوى يحقق معدلات انتشار واسعة ويحافظ على المصداقية والقيمة الثقافية في الوقت نفسه، خاصة في ظل هيمنة “الترند” على المشهد الرقمي.
وقال سليمان الهتلان، مؤسس “الهتلان ميديا” ومقدم برنامج “حديث العرب” على قناة سكاي نيوز عربية، إن الجمهور متنوع في توجهاته بين الباحث عن المعرفة، والباحث عن الشهرة، وحتى أولئك الذين يسعون وراء الترفيه السطحي، مؤكداً أن هذا التنوع يفرض على المؤسسات الإعلامية دوراً أكبر في تحديد طبيعة المحتوى وتأثيره على تشكيل الرأي العام.
وأكد أن المؤسسات الإعلامية ليست مطالبة بالسير وراء الأرقام أو المشاهدات التي فرضتها “السوشيال ميديا”، بل عليها التركيز على القضايا التي تهم الأجيال الحالية والمستقبلية، والمادة الجيدة تحتاج إلى وقت لتثبت وجودها، والمطلوب هو التوازن بين الجاذبية والعمق.
وتحدث الهتلان عن التحديات التي تواجه الإعلام في ظل الهيمنة المتزايدة للمحتوى السطحي على المنصات الرقمية، مؤكدا أن المؤسسات الإعلامية يجب أن تضع في اعتبارها قضايا الهوية والقيم والمجتمع، مشيراُ إلى أن تجاهل هذه الجوانب يؤدي إلى انحدار مستوى النقاش العام وإحداث تأثير سلبي على الأجيال القادمة.
من جهتها تحدثت نايلة تويني، الرئيس التنفيذي لمجموعة النهار الإعلامية، عن التحولات الجذرية التي يشهدها القطاع الإعلامي في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة، ودور المؤسسات الإعلامية في تلبية تطلعات الجمهور المتغيرة.
وأكدت في حديثها لـ”وام” أن البقاء في صدارة المشهد الإعلامي يتطلب مرونة وتطورا مستمرين.
وقالت إن المؤسسات الإعلامية اليوم تواجه تحديات متزايدة نتيجة التطور التكنولوجي وظهور “السوشيال ميديا”، ما يحتم عليها التغيير والتكيف بسرعة مع المتغيرات، وإذا لم نتطور لن نستطيع الاستمرار.
أوضحت أن المطلوب من المؤسسات الإعلامية اليوم هو التوازن بين تقديم محتوى جذاب ومتنوع وبين الحفاظ على المهنية والمصداقية التي يجب أن تظل جوهر العمل الإعلامي.
بدوره أكد محمد الحمادي، رئيس تحرير “جسور بوست”، أن المحتوى يؤثر بشكل مباشر على أية وسيلة إعلامية، والجمهور بات يبحث عن الإعلام الذي يقدم المعلومة التي تهمه وبقالب قادر على المنافسة وجذب الجمهور.
وأوضح الحمادي في حديثه لـ”وام” أن التحدي بات كبيراً أمام المؤسسات الإعلامية، التي باتت مطالبة بالتأقلم مع الواقع الجديد عبر تطوير المحتوى واستخدام أدوات التكنولوجيا الحديثة، مع الحفاظ على المصداقية والموضوعية، لافتا إلى أن الجمهور أصبح أكثر انتقائية فيما يستهلكه من محتوى.
وأشار إلى أن الاعتماد المتزايد على “الترند” لتحقيق الأرقام الكبيرة هو سلاح ذو حدين.
وتطرق الحمادي إلى دور الذكاء الاصطناعي في الإعلام باعتباره أمر لا يجب تجنبه أو مواجهته، مؤكداً أن المؤسسات الإعلامية التي تتبنى الذكاء الاصطناعي ستكون في المقدمة.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: المؤسسات الإعلامیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
فرقة البلد الموسيقية تطرب جمهور مسرح وزارة الإعلام
ألحان الموشحات بطابع عماني -
تغطية- شذى البلوشيةتعانقت الألحان وارتفعت الموسيقى في أرجاء مسرح وزارة الإعلام مساء أمس، لتصنع حالة فنية بديعة أسرت الجمهور وأخذتهم إلى عوالم الطرب العُماني الأصيل. فقد أهدت فرقة البلد الموسيقية للموشحات العُمانية الحاضرين أمسيةً استثنائية، قدمت خلالها باقة من المقطوعات الراقية من إبداع العازف والباحث مسلم الكثيري، ترافقه أنامل وأصوات أفراد الفرقة الذين صاغوا معًا لوحة موسيقية تفيض جمالًا وتناغمًا. كانت الألحان تقود الجمهور في مسارٍ موسيقي اختارته بعناية، فذلك المزج البديع بين روح الموشحات وخصوصية النغمات العُمانية أضفى على الأمسية بهاءً واضحًا أطرب الحضور وأسر أسماعهم. وجاءت البداية مع الموشح الوطني «يا شعلة المجد»، لتتوالى بعدها النفحات الطربية عبر موشح «يا نسيم الريح»، وموشح «قتيل هواك»، ثم الموشح الوطني «مرمى السماء»، تلاه موشح «غنى فؤادي»، وموشح «طار الفؤاد»، وموشح «بروحي البان»، قبل أن تختتم الأمسية بموشح «كلما زرتُ حبيبًا»، في ختامٍ ترك أثره العذب في نفوس الحاضرين.
وتفاعل الجمهور بحماسة مع الأصوات التي علت بأغنيات الحفل، حيث شارك في الأداء كلٌّ من: زيانة سيف، ومي الجابرية، وأحمد كوفان، ويونس العامري، وأحمد الحبسي، وجميلة الصورية، في أداءٍ تنوّع بين المفرد والجماعي، ليصعد معه منحنى التفاعل الجماهيري لحظة بعد أخرى. وقد ازدانت اللوحة الفنية بمشاركة الموسيقيين على مختلف الآلات، ليكتمل المشهد بنغماتٍ أطربت الحضور وأضفت على الأمسية دفئها وبهائها. تجدر الإشارة إلى أن فرقة البلد الموسيقية تعد أول فرقة موشحات عُمانية، تأسست بهدف تأليف موشحات جديدة، وهو المشروع الأساسي للفرقة إلى جانب التأليف الموسيقي للآلات الموسيقية وتلحين أغاني طرب عُمانية جديدة، وتأسست الفرقة في عام 2020، وفي عام 2023 تمت إعادة تشكيلها رسميًّا وتسجيلها لدى وزارة الثقافة والرياضة والشباب، وتضم الفرقة عددا من الموسيقيات والموسيقيين الموهوبين في مجال العزف والغناء، وتؤدي ألحان مؤسسها ورئيسها الموسيقي والباحث مسلم الكثيري الحائز على جائزة الآغا خان الموسيقية الدولية الخاصة لعام 2022.