سلط مسؤولون إعلاميون الضوء على التحولات الجذرية التي يمر بها الإعلام في الوقت الراهن مع التطورات المتسارعة وتغير أنماط استهلاك المحتوى لدى الجمهور.
وأكدوا في حديثهم لوكالة أنباء الإمارات “وام” خلال مشاركتهم في فعاليات اليوم الأول من الكونغرس العالمي للإعلام 2024 المنعقد في أبوظبي، أن الواقع الجديد في استهلاك المحتوى الإعلامي يتطلب إعادة صياغة سياسات التحرير والإنتاج الإعلامي لمواكبة اهتمامات الجمهور المتجددة.


وأوضحوا أن المحتوى الإعلامي اليوم لم يعد مجرد وسيلة لإيصال المعلومة، بل أصبح أداة إستراتيجية لتحقيق التفاعل، والتأثير، وضمان استدامة المؤسسات الإعلامية.
وأشاروا إلى أن اهتمامات الجمهور باتت أكثر تنوعاً، وتتطلب محتوى جاذبا ما وضع ويضع المؤسسات الإعلامية أمام تحدي في تحقيق التوازن بين تقديم محتوى يحقق معدلات انتشار واسعة ويحافظ على المصداقية والقيمة الثقافية في الوقت نفسه، خاصة في ظل هيمنة “الترند” على المشهد الرقمي.
وقال سليمان الهتلان، مؤسس “الهتلان ميديا” ومقدم برنامج “حديث العرب” على قناة سكاي نيوز عربية، إن الجمهور متنوع في توجهاته بين الباحث عن المعرفة، والباحث عن الشهرة، وحتى أولئك الذين يسعون وراء الترفيه السطحي، مؤكداً أن هذا التنوع يفرض على المؤسسات الإعلامية دوراً أكبر في تحديد طبيعة المحتوى وتأثيره على تشكيل الرأي العام.
وأكد أن المؤسسات الإعلامية ليست مطالبة بالسير وراء الأرقام أو المشاهدات التي فرضتها “السوشيال ميديا”، بل عليها التركيز على القضايا التي تهم الأجيال الحالية والمستقبلية، والمادة الجيدة تحتاج إلى وقت لتثبت وجودها، والمطلوب هو التوازن بين الجاذبية والعمق.
وتحدث الهتلان عن التحديات التي تواجه الإعلام في ظل الهيمنة المتزايدة للمحتوى السطحي على المنصات الرقمية، مؤكدا أن المؤسسات الإعلامية يجب أن تضع في اعتبارها قضايا الهوية والقيم والمجتمع، مشيراُ إلى أن تجاهل هذه الجوانب يؤدي إلى انحدار مستوى النقاش العام وإحداث تأثير سلبي على الأجيال القادمة.
من جهتها تحدثت نايلة تويني، الرئيس التنفيذي لمجموعة النهار الإعلامية، عن التحولات الجذرية التي يشهدها القطاع الإعلامي في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة، ودور المؤسسات الإعلامية في تلبية تطلعات الجمهور المتغيرة.
وأكدت في حديثها لـ”وام” أن البقاء في صدارة المشهد الإعلامي يتطلب مرونة وتطورا مستمرين.
وقالت إن المؤسسات الإعلامية اليوم تواجه تحديات متزايدة نتيجة التطور التكنولوجي وظهور “السوشيال ميديا”، ما يحتم عليها التغيير والتكيف بسرعة مع المتغيرات، وإذا لم نتطور لن نستطيع الاستمرار.
أوضحت أن المطلوب من المؤسسات الإعلامية اليوم هو التوازن بين تقديم محتوى جذاب ومتنوع وبين الحفاظ على المهنية والمصداقية التي يجب أن تظل جوهر العمل الإعلامي.
بدوره أكد محمد الحمادي، رئيس تحرير “جسور بوست”، أن المحتوى يؤثر بشكل مباشر على أية وسيلة إعلامية، والجمهور بات يبحث عن الإعلام الذي يقدم المعلومة التي تهمه وبقالب قادر على المنافسة وجذب الجمهور.
وأوضح الحمادي في حديثه لـ”وام” أن التحدي بات كبيراً أمام المؤسسات الإعلامية، التي باتت مطالبة بالتأقلم مع الواقع الجديد عبر تطوير المحتوى واستخدام أدوات التكنولوجيا الحديثة، مع الحفاظ على المصداقية والموضوعية، لافتا إلى أن الجمهور أصبح أكثر انتقائية فيما يستهلكه من محتوى.
وأشار إلى أن الاعتماد المتزايد على “الترند” لتحقيق الأرقام الكبيرة هو سلاح ذو حدين.
وتطرق الحمادي إلى دور الذكاء الاصطناعي في الإعلام باعتباره أمر لا يجب تجنبه أو مواجهته، مؤكداً أن المؤسسات الإعلامية التي تتبنى الذكاء الاصطناعي ستكون في المقدمة.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: المؤسسات الإعلامیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

مكتبة الإسكندرية تستضيف البودكاسترز باسل ألزوار وكريم ريحان بمعرض الكتاب الدولي

على هامش فعاليات معرض الكتاب الدولي بمكتبة، أقيمت ندوة اليوم  تحدث  فيها الإعلامي باسل ألزارو وصديقه كريم ريحان عن البدايات الأولى لفكرة "بودكاسترز"، التي انطلقت من غرفة بسيطة في الولايات المتحدة بأدوات متواضعة ومايكروفون فقط، قبل أن تتطور لتصبح واحدة من أبرز منصات البودكاست في العالم العربي.

وقال ألزارو: "بدأنا بفكرة بسيطة ومعدات محدودة، لكننا كنا نملك إصرارًا على تقديم محتوى يضيف قيمة فعلية للمستمع". 

وأوضح أن الهدف في البداية كان تقديم محتوى تعليمي في شتى المجالات، قبل أن تتم إضافة الجانب الترفيهي لكسر الملل، وهو ما ساهم في تميز "بودكاسترز" عن غيره من البرامج، خاصة بفضل مساحات الحرية التي يوفرها الارتجال.

الجمهور الرقمي وتفضيل المحتوى العميق

وأشار ألزارو إلى اختلاف اهتمامات جمهور وسائل التواصل الاجتماعي مقارنة بجمهور التلفزيون، لافتًا إلى أن جيل "Z" بات أكثر تفاعلًا مع المحتوى الذي يمزج بين الفائدة العلمية والإطار الترفيهي.

حلقات ناجحة وأسرار اختيار الموضوعات

ومن جانبه، تحدث كريم ريحان عن مقومات الحلقات الناجحة، مشيرًا إلى أن الموضوعات الغريبة أو الخارجة عن المألوف تحقق تفاعلًا كبيرًا، مثل حلقة "سامح سند" و"الدكتورة سمر عبد العظيم" و"وليد السيسي"، إلى جانب الحلقة الأبرز مع "أحمد طارق" التي تجاوزت حاجز المليون ونصف مشاهدة، مؤكدًا أن النجاح فاق التوقعات "لأن الجمهور لم يعتد رؤية هذا النوع من الشخصيات بتلك الطريقة المباشرة".

المحتوى أولًا... الشكل لاحقًا

وأكد ألزارو أن المحتوى هو العنصر الأهم في نجاح أي بودكاست، مشيرًا إلى أن الشكل لا يمثل أولوية في البداية، بل الرؤية والهدف هما ما يصنعان الفارق.

كما تناول اللقاء أبرز المواقف المحرجة التي تعرض لها الثنائي خلال التصوير، بالإضافة إلى عدد من الحلقات التي تم إلغاؤها بعد تسجيلها بسبب عدم ملاءمة الضيف لمستوى البرنامج.

مشاريع مستقبلية وبيئة داعمة للمبدعين

وكشف باسل ألزارو  "للفجر" ضمن أسئلة الجمهور عن مشروعه القادم بإنشاء مجموعة استوديوهات مجهّزة بأحدث تقنيات التصوير والمونتاج، تهدف إلى دعم صُنّاع المحتوى الجدد وتوفير بيئة احترافية تساعدهم على الانطلاق، مع استثناء المحتوى الحصري الخاص بـ "بودكاسترز".

أحمد عدلي وظاهرة "الجدل الكوني"

كما ناقش اللقاء الحلقة المثيرة للجدل مع "أحمد عدلي" الذي وصف بـ "الرجل القادم من ألمانيا"، لما يطرحه من آراء مثيرة للرأي العام حول أسرار كونية. وأوضح ريحان أن الطرح في "بودكاسترز" يتّجه نحو عرض الرأي والرأي الآخر، دون انحياز، مما يفتح بابًا للنقاش المفتوح.

 

من الهواية إلى البيزنس

وشهد اللقاء حوارًا مفتوحًا مع الجمهور حول كيفية تحويل البودكاست إلى مشروع ربحي، وكيفية جذب الرعاة "سبونسر" للبرنامج، إلى جانب الحديث عن خطوات البدء في هذا المجال من الصفر.

وفي ختام حديثه، لـ "الفجر" شدد ألزارو على أهمية التعليم الذاتي في بداية أي تجربة بودكاست، خاصة في حال غياب التمويل، مستشهدًا بتجربته الشخصية التي بدأت بأدوات مستعملة جمعها من أصدقائه، لتتحول لاحقًا إلى مشروع ناجح مدعوم من معلنين وشركات كبرى.

 

مقالات مشابهة

  • مكتبة الإسكندرية تستضيف البودكاسترز باسل ألزوار وكريم ريحان بمعرض الكتاب الدولي
  • أنماط طرائق التفكير السوداني «8»
  • وزير الإعلام السوري يبحث مع “مراسلون بلا حدود” أخلاقيات العمل الإعلامي
  • من يحمي المستثمرين في قطاع الإعلام ؟
  • عماد الدين حسين: من الطبيعي أن يكون لملكية المؤسسة تأثيرا على التناول الإعلامي
  • علي القرني: التكنولوجيا أحدثت تحولاً جذرياً في صناعة الإعلام
  • وزير الإعلام السوري يبحث في برلين تعزيز التعاون الإعلامي مع ألمانيا
  • عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟
  • حلقة عمل تناقش توظيف الذكاء الاصطناعي في تطوير العمل الإعلامي
  • ملتقى بالظاهرة يناقش أهمية الابتكار في تعزيز التنافسية الاقتصادية