مؤخرا، في سبتمبر من عام ٢٠٢٤، أصدرت منظمة الصحة العالمية توصية باعتماد إعطاء الحوامل تطعيماً ضدّ الفيروس المخلوى التنفسي . و هذا الفيروس، يصيب البالغين بأعراض تنفسية خفيفة، إلا أن إصابة الرضع، وخاصة من هم دون الشهر السادس من العمر، قد تكون شديدة، و هي من أكثر ما يسبِّب إدخال هؤلاء الأطفال إلى العناية المركزة، و كذلك الوفاة في أشهر العمر الأولى.
التوصيات حالياً تتضمن إعطاء الحوامل تطعيمانت ضدّ الإنفلونزا، و ضدّ الكوفيد، وكذلك تطعيماً يشمل الوقاية من أمراض التيتانوس(الكزاز) والسعال الديكى و الخُناق، و يضاف إليهم التطعيم ضدّ الفيروس التنفسي المخلوي.
قد تعارض الأمهات في تعاطى كل هذه التطعيمات في نفس التوقيت، و لذا هناك توصيات بأن تقسم على ثلاث زيارات للطبيب، فى الأسابيع ٢٤، ٢٨، ٣٢ للحمل. إعطاء تطعيمات الكوفيد و الانفلونزا يخفف شدة الإصابة لو حصلت مع الأم، و لكن باقى التطعيمات يقصد بها حثّ الجهاز المناعى للأم، كي ينتج أجساما مضادّة لهذه الفيروسات، و هذه الأجسام المضادّة تعبر إلى الجنين من خلال المشيمة، و بالتالى فإن الطفل المولود حديثاً، يحمل في دمه أجساماً مضادّةً انتقلت إليه من أمه، و هذه الأجسام قادرة على حمايته من الأمراض الخطيرة المشار إليها، والتي كانت ولا تزال تسبب آلاف الوفيات من حديثى الولادة عبر العالم، الطفل يحتاج إلى أن يصل إلى عمر ستة أشهر حتى يصبح قادرا على تكوين الأجسام المضادة الخاصة به لهذه الأمراض، و لذا فإنه بحاجة إلى ما يصله من والدته من هذه الأجسام المضادة، طبعا مع الوقت الذي تنتهى فيه الأجسام المضادة الواردة من الأم في دم الطفل، يكون قد وصل إلى عمر السنة أشهر و بدأ في انتاج ما يخصه من الأجسام المضادة.
هناك قلق مبرر عند الهيئات الصحية من عدم تفاعل الأمهات مع هذه التوصيات، وخاصة بسبب عدد التطعيمات التى ستصل الى أربعة تطعيمات خلال الحمل، و لذا فإن إيصال المعلومات الصحيحة لهن عن التطعيم، ضروري جدا و خاصة من قبل الأطباء المشرفين على الحمل، من حيث كونه آمنا على الأم وعلى جنينها، و من حيث ضرورته للاطفال، ٦٠% من أسباب دخول الأطفال إلى العناية المركزة له علاقة بإصابتهم بأمراض تنفسية يسببها الفيروس التنفسي المخلوي. الإحصائيات تظهر أن هناك ٦,٦ مليون إصابة بهذا الفيروس تحدث في الأطفال الأقل عمراً من ستة أشهر في العالم سنويا ، يموت منهم ٤٥ ألف طفل. و أغلب هذه الاصابات يمكن منعها بتطعيم الأم خلال الحمل. و هكذا نحافظ حياة الطفل، و تحميه من الافتراق عن أمه لدخول المستشفى، مع ما يسبِّب ذلك من قلق للأسرة، وحرمان الأم والطفل من ساعات مهمة من التواصل.
SalehElshehry@
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الأجسام المضادة
إقرأ أيضاً:
حزب صوت الشعب يرفض توصيات اللجنة الاستشارية للأمم المتحدة ويدعو إلى اعتصام سلمي مفتوح
أصدر حزب صوت الشعب بيانًا شديد اللهجة عبّر فيه عن رفضه لتوصيات اللجنة الاستشارية التابعة لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، والتي دعت إلى تشكيل حكومة تنفيذية جديدة بصلاحيات محددة، معتبرًا ذلك محاولة لتدوير الأزمة وإعادة إنتاج نفس الأجسام السياسية المنتهية ولايتها والمتسببة في الانقسام والانهيار السياسي في البلاد.
وأكد الحزب في بيان تلقت شبكة “عين ليبيا” تسخة منه، أن التوصيات تتجاهل المطالب المشروعة للشعب الليبي بإنهاء شامل وفوري لجميع الأجسام السياسية المنتهية الولاية، مشددًا على أن تشكيل حكومة جديدة دون إنهاء هذه الأجسام يعد عبثًا سياسيًا لا يخدم إلا مصالح القوى الخارجية التي تسعى لإدارة الأزمة بدلاً من حلها.
كما عبّر حزب صوت الشعب عن شكوكه في نوايا بعثة الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن الصلاحيات المحددة للحكومة المقترحة لا تطمئن الليبيين، وتؤجل الاستحقاقات الانتخابية، وتغذي مناخ الفساد السياسي، فيما تغييب الإرادة الشعبية يمثل خرقًا واضحًا لمبادئ السيادة والاستقلال.
وحمّل الحزب بعثة الأمم المتحدة المسؤولية المباشرة عن استمرار الانسداد السياسي في ليبيا، واعتبر توصيات اللجنة التفافًا على مطالب الشعب الليبي الجوهرية.
وفي ختام بيانه، دعا حزب صوت الشعب جميع الليبيين والليبيات، والأحزاب السياسية، والنقابات المهنية، والمكونات الاجتماعية إلى تنظيم اعتصام سلمي مفتوح أمام مقر بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا للمطالبة بإنهاء جميع الأجسام السياسية المنتهية الولاية ورفض إعادة تدويرها أو شرعنتها تحت أي صيغة.
وقال الحزب: “لقد آن الأوان لاستعادة الشعب الليبي زمام المبادرة، وسماع صوته للعالم دون وسطاء ولا أوفياء”.
آخر تحديث: 18 يونيو 2025 - 10:00