كتابات تتحدى الحرب: عن أسبوع التربية الخاصة
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
هذا النص الذي بين يديكم سقناه من تخصصنا في (social work ) وراعينا فيه ان يغطي الجوانب المهمة من حيث التعريف بالمناسبة، مع تسليط الضوء على التحديات، وتقديم حلول عملية مع رسالة أمل في النهاية. ومع ذلك، وقد حاولنا تحسينه بإضافة المقدمة التعريفية ألازمه ليتكامل النص بشكل أفضل ويبدأ بتوضيح السياق التاريخي لأسبوع التربية الخاصة *أسبوع التربية الخاصة هو مناسبة سنوية تهدف إلى تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها الأشخاص ذوو الصعوبات التعليمية والتطورية، وتعزيز الوعي بأهمية دعمهم ودمجهم في المجتمع.
"يرجع تاريخ الاحتفال بأسبوع التربية الخاصة إلى جهود قادة في مجال التعليم وعلم النفس، الذين عملوا على رفع مستوى الوعي حول أهمية تقديم الدعم المتخصص للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. بمرور الوقت، أصبح هذا الأسبوع منصة عالمية لتبادل الخبرات، وطرح الحلول، وتقديم الدعم للأسر والمعلمين.
في خضم التحديات التي يفرضها واقعنا اليوم، تبرز مناسبات مثل أسبوع التربية الخاصة وشهر التوعية بالصعوبات المختلفة كوقفات إنسانية تلزمنا بمراجعة مسؤولياتنا تجاه أنفسنا ومجتمعاتنا. هذه ليست مجرد أحداث للتذكير، بل دعوة عميقة للتفكير في دورنا في خلق بيئة شاملة وداعمة للجميع، ولا سيما للأطفال الذين يواجهون صعوبات خاصة مثل التوحد، اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، عسر القراءة، التثلث الصبغي 21، وغيرها.
هذه التحديات ليست مجرد صعوبات، بل هي فرص لنا جميعًا لنتعلم عن معاني الإنسانية الحقة. إنهم أطفال لم يختاروا أن يأتوا إلى هذا العالم بظروف مختلفة، لكنهم يحملون في داخلهم مواهب وقدرات تنتظر أن يتم اكتشافها وصقلها. الأمر يحتاج فقط إلى قلوب ترى ما وراء الظاهر، إلى كلمة طيبة، أو ابتسامة صادقة، أو لمسة حنان تسندهم وتزرع فيهم الثقة بأنهم قادرون على تحقيق الإنجازات.
**تحية للأبطال الخفيين:
هذه مناسبة عظيمة لنتأمل في الجهود اليومية التي يبذلها أولياء الأمور. هؤلاء الأبطال الخفيون الذين لا يظهرون على الشاشات ولا يتحدث عنهم الإعلام كثيرًا، يحملون على عاتقهم همومًا عظيمة. بصبرهم الذي لا ينضب وبمحبة لا تعرف الحدود، يسعون لتوفير حياة كريمة لأطفالهم، محاولين تخطي كل العقبات المجتمعية والتعليمية والنفسية.
من أجلهم، ومن أجل كل طفل يكافح ليصنع لنفسه مكانًا في هذا العالم، علينا أن نتبنى مسؤولية حقيقية وفعالة. هنا تكمن أهمية مشاركتنا جميعًا في الجهد الجماعي نحو بيئة أكثر شمولية وإنسانية.
**كيف نساهم؟
1.نشر الوعي:
المعرفة هي الخطوة الأولى. علينا أن نعمل على توعية المجتمع بهذه الصعوبات، ونكسر الحواجز النفسية والاجتماعية التي تواجه هذه الفئة. التحدث عن هذه القضايا علنًا هو بداية الحل.
2.تعزيز التعليم الشامل:
دعم المبادرات التي تهدف إلى دمج الأطفال ذوي الصعوبات في المدارس والمجتمعات هو استثمار في المستقبل. علينا أن نضمن توفير الوسائل التعليمية الملائمة والمناهج التي تتيح لهم التعلم بطريقة تناسب احتياجاتهم.
3.إظهار التعاطف:
لا يقتصر الدعم على الموارد المادية، بل يشمل أيضًا الدعم النفسي والعاطفي. يمكن للمبادرات الفردية والجماعية أن تصنع فرقًا كبيرًا، مثل تنظيم أنشطة ترفيهية أو برامج دعم نفسي لأسر الأطفال.
4.تشجيع المبادرات المجتمعية:
علينا الاستثمار في برامج تدريبية مخصصة للأسر والمعلمين، وتوفير مساحات آمنة للأطفال لتطوير مهاراتهم واكتشاف إمكانياتهم.
**رسالة أمل ودعوة للعمل:
إن أسبوع التربية الخاصة ليس مناسبة عابرة، بل هو تذكير دائم بأننا نعيش في مجتمع لا يكتمل إلا بشمولية جميع أفراده. إنه رسالة لكل منا بأن نكون جزءًا من الحل، وأن نقف مع هؤلاء الأطفال وأسرهم لنقول لهم: نحن معكم، ندعمكم، ونؤمن بكم.
وختامًا، دعونا نحوّل هذه المناسبة إلى نقطة انطلاق نحو مجتمع أكثر شمولًا وإنسانية، حيث يجد كل طفل الفرصة ليكون قصة نجاح تُكتب بجهودنا المشتركة، وأيدٍ مفعمة بالأمل والإيمان.
عثمان يوسف خليل
osmanyousif1@icloud.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
هجمات انتقامية وحصار ومجاعة.. النزاع في السودان يزداد حدة
في وقت ينشغل العالم بتطورات عدوان الاحتلال الإسرائيلي على إيران، تستمر الأزمة السودانية في التفاقم، وسط تحذيرات أممية من أن الحرب في السودان "تزداد دموية يوما بعد يوم" مخلفة آلاف القتلى، وملايين النازحين.
فقد حذرت بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن السودان من تصاعد حدّة الحرب الأهلية في السودان، مضيفة أن تصاعد حدة الحرب أدى إلى "عواقب مميتة لعدد لا يحُصى من المدنيين العالقين في النزاع".
جاء ذلك خلال عرض قدمته اللجنة أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف، أكدت فيه أن قوات "الدعم السريع" قامت بهجمات انتقامية في السودان وقتلت عشرات المدنيين، خصوصا في حي الصالحة بأم درمان.
أسلحة ثقيلة وسط السكان
وقالت اللجنة، إنها وثقّت تصاعدا في استخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق المأهولة بالسكان، مشيرة إلى أن المساعدات الإنسانية تسُتخدم كسلاح وأن المستشفيات والمرافق الطبية تتعرض للحصار.
وأشارت اللجنة إلى أن طرفي النزاع قد كثفا من استخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق المأهولة بالسكان "حيث تعرض المدنيون في محيط الفاشر للاعتداء والاحتجاز والقتل كما تمت مهاجمة وإحراق قرى ونهب ممتلكات من قبل قوات الدعم السريع".
ولفتت اللجنة إلى أنه "وخلال هجوم واحد من 10 إلى 13 نيسان/أبريل الماضي، قتل أكثر من 100 مدني في حين أسفر قصف آخر لقوات الدعم السريع على الكومة عن مقتل ما لا يقل عن 15 مدنيا".
النزاع لم يقترب من نهايته
وبخصوص جهود حل الأزمة وإنهاء الحرب في السودان، قال رئيس بعثة تقصي الحقائق، محمد شاندي عثمان: "لنكن واضحين: النزاع في السودان لم يقترب من نهايته بعد".
وشدد على أن حجم المعاناة الإنسانية لا يزال يتفاقم، وأيضا تفكّك الحكم وعسكرة المجتمع وتدخل جهات أجنبية، كلّها عوامل تغُذي أزمة تزداد دموية يوما بعد يوم".
ونبه المسؤول الأممي إلى أن الحرب - التي اندلعت في نيسان/أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع – أدت إلى مقتل آلاف السودانيين حتى الآن وإلى نزوح 13 مليون سوداني معرضة إياهم إلى العنف والنهب وتدمير المنازل والمرافق الصحية والأسواق وغيرها من البنى التحتية.
"جرائم دولية"
من جهتها قالت عضو بعثة تقصي الحقائق، منى رشماوي: "أن ما بدأ كأزمة سياسية وأمنية في السودان، قد أصبح الآن حالة طوارئ خطيرة على مستوى حقوق الإنسان والحماية وقد شمل ذلك ارتكاب جرائم دولية تلطخ سمعة جميع المتورطين فيها".
وأضافت: "من الفادح أن تدخل هذه الحرب المدمّرة عامها الثالث دون أي مؤشر على قرب انتهائها، ونحن جميعا نعلم، ولكن ربما يقتضي التذكير، أن المدنيين لا يزالون يتحملون العبء الأكبر من تصاعد العنف والاشتباكات".
وأشارت اللجنة إلى أنها قامت بإجراء 240 مقابلة، وتلقت 110 إجابات مكتوبة، وتحققت من صحة 30 مقطع فيديو، محددّة المواقع الجغرافية لثماني هجمات، وهي تقوم بجمع ملفات تحدّد هوية جناة محتملين.
وذكرت البعثة أنها بدأت بهذا الخصوص تعاونا مع هيئات قضائية معنية، مضيفة أنه "على الرغم من رفض السودان السماح للبعثة بدخول البلاد"، ذهبت البعثة إلى أوغندا وتشاد للتحقيق وأجرت أيضا محادثات رفيعة المستوى مع مسؤولي الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا.
"الإغاثة كسلاح"
اللجنة الأممية كشفت في تقريرها أن الإغاثة الإنسانية "اُستخدمت ولا تزال تستخدم كسلاح، وقد فرضت القوات المسلحة السودانية قيودا بيروقراطية، فيما قامت قوات الدعم السريع بنهب القوافل ومنعت إيصال المساعدات بالكامل".
وحذرت البعثة من أن هذه الأفعال تدفع البلاد نحو المجاعة، خاصة في دارفور، مشيرة إلى أنه في الثاني من حزيران/يونيو الجاري: "قصفت قافلة تابعة للأمم المتحدة بينما كانت في طريقها إلى الفاشر، مما أسفر عن مقتل خمسة من موظفيها".
وأكدت اللجنة أيضا قصف قوات الدعم السريع للمستشفى السعودي في الفاشر عشرات المرّات، كما قصفت طائرة مسيرة تابعة لقوات الدعم السريع مستشفى الأبيض الدولي في شمال كردفان مما أسفر عن مقتل ستة مدنيين وتسبب في إغلاق آخر العيادات الصحية العاملة في المنطقة".
كما تحدثت اللجنة عن ارتفاع كبير في حالات الاغتصاب في مخيمات النازحين القابعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
وشددت اللجنة على أن غياب المساءلة يغذي النزاع، مطالبة "بتحقيق العدالة وأن تكون قضايا العدالة في جوهر أي اتفاق سلام لمعالجة غياب المحاسبة وهو الذي يشكل أحد الأسباب الجذرية للنزاع في السودان" وفق اللجنة.
أسوأ مستويات الجوع
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الخرطوم (أوتشا)، قال الاثنين الماضي، إن السودان يشهد أسوأ مستويات الجوع على الإطلاق، مشيرا إلى أن 638 ألف شخص يواجهون خطر المجاعة.
وقال المكتب الأممي في بيان، إن "الجوع في السودان في أسوأ حالاته، حيث يواجه 638 ألفا مجاعة" مشيرا إلى أن خطة الاستجابة للعام 2025 استهدفت إيصال المساعدات الغذائية إلى 16.5 مليون شخص، تم الوصول إلى.47.5 بالمئة منهم فقط.
ومنذ نيسان/أبريل 2023، يخوض الجيش و"الدعم السريع" حربا خلفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون ناوح ولاجئ، حسب الأمم المتحدة.
وفي الآونة الأخيرة تشهد ولايات كردفان الثلاث "شمال وجنوب وغرب" اشتباكات قوية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع للسيطرة عليها.
وبعد تقدم الجيش وسيطرته على الخرطوم وولاية النيل الأبيض (جنوب)، لم تعد "الدعم السريع" تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب 4 ولايات من أصل 5 بإقليم دارفور.