القصة الكاملة لأزمة الاختلاسات والسرقات المالية في نقابة المحامين
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
خلال الـ48 ساعة الماضية، شهدت نقابة المحامين تحركات مهمة وقرارات غير مسبوقة لمواجهة أزمة الاختلاسات والسرقات المالية، التي ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي منذ الثلاثاء الماضي، والتي أثارها موظف بنقابة المحامين الفرعية في بني سويف، ما دفع مجلس النقابة العامة برئاسة عبدالحليم علام نقيب المحامين، إلى اتخاذ مجموعة من القرارات العاجلة، بشأن الواقعة وفتح باب البحث والاطلاع على ميزانيات النقابات الفرعية ككل، تمهيدا لعرضها على الجمعية العمومية للمحامين لاسيما وأنها لم تعرض منذ قرابة 5 أعوام.
البداية كانت يوم الثلاثاء الماضي مع تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي وعدد من المحامين، مقطع فيديو لأحد الموظفين في نقابة محامين بني سويف الفرعية، يتهم فيه البعض بالاختلاس من أموال النقابة، ما أدى إلى عجز 750 ألف جنيه في الميزانية، ما استدعى دعوة نقيب المحامين عبدالحليم علام، هيئة مكتب النقابة العامة لاجتماع عاجل، وإحالة نقيب بني سويف للتحقيق، وتكليف وكيل النقابة الفرعية بأعمال النقيب الفرعي لحين انتهاء التحقيق، والتحفظ على الأموال الموجودة بحوزة موظف النقابة الفرعية، وتكليف لجنة التحقيق النقابية بإبلاغ النيابة العامة بنتيجة تحقيقها.
وتوالت عقب ذلك ردود الفعل من المحامين على مواقع التواصل الاجتماعي، محذرة من خطورة الوضع في النقابات الفرعية، وسط مطالبات بفتح تحقيقات موسعة في الواقعة والوقائع المشابهة لها.
ميزانيات المحامينومساء الأربعاء، ترأس نقيب المحامين اجتماع هيئة مكتب النقابة العامة، الذي أسفر عن صدور عدد من القرارات غير المسبوقة، منها إلزام النقابات الفرعية على مستوى الجمهورية بتقديم ميزانيات عن أعوام (2019 وحتى 2024)، وتشكيل لجنة فنية لفحص الميزانيات، وتشكيل لجنة نقابية للتحقيق في الوقائع المنسوبة إلى النقابة الفرعية ببني سويف، ومخاطبة الجهاز المركزي للمحاسبات لإرسال لجنة لفحص الأوراق المالية الخاصة بنقابة بني سويف.
النقابات الفرعية للمحامينلم تقتصر قرارات هيئة مكتب المحامين على واقعة بني سويف، بل طالت عددا من النقابات الفرعية الأخرى في «سوهاج وقنا والمنيا ومقر النقابة العامة بالقاهرة»، حيث تم إحالة الموظفة المسؤولة عن تصديقات العقود بالنقابة الفرعية بسوهاج، للنيابة العامة بتهمة الاستيلاء على أموال تصديقات العقود لصالحها وآخرين، كذلك إحالة مديرة نقابة قنا الفرعية للنيابة العامة في اتهامها بالاستيلاء على أموال الراغبين في القيد بالنقابة، وذات الامر بالنسبة لموظف الدمغة «عبدالحميد م» في اتهامه بالاستيلاء على أموال الدمغة.
أما في النقابة الفرعية بالمنيا، جرى إحالة وكيل النقابة لمجلس تأديب لاستلامه ملفات وأموال راغبي القيد بالمخالفة لتعليمات النقابة.
وتوالت عقب ذلك الإشادة من قبل المحامين على قرارات هيئة المكتب على صفحة النقابة العامة على فيس بوك، فقال محمد زغلول المحامي بالنقض بالمنيا: «قرارات صحيحه وتدل على النزاهة والخوف على مال النقابة العامة والفرعيات، وتطهيرها من كل أنواع الفساد من المتربحين في أموال المحامين في العلاج والتعاقدات مع مراكز الأشعة والتحاليل والمستشفيات وفي جميع الخدمات المتاحة للمحامين».
من جانبه، قال الدكتور وحيد الكيلاني المحامي بالنقض، تعليقا على قرارات نقيب المحامين: «نقابة المحامين تشرق في ثوب جديد ولغة لم نعتد عليها قط، ندعو النقيب العام الضرب بيد من حديد وكل محامٍ شريف خلفه، نتتظر البقية وبذلك تكون قد طهرت النقابات الفرعية من أي مختلس مهما كان صفته أو منصبه».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: نقابة المحامين فساد اتهامات القيد في نقابة المحامين النقابات الفرعیة النقابة الفرعیة النقابة العامة نقابة المحامین نقیب المحامین بنی سویف
إقرأ أيضاً:
باريس يتوّج بدوري الأبطال وقطر تحتفل.. القصة الكاملة
بعد 14 عاما من الاستثمارات الضخمة والحملات التسويقية العالمية، تحقق أخيرا الحلم الذي راود الملاك القطريين منذ استحواذهم على نادي باريس سان جيرمان عام 2011.
وبفوز كاسح على إنتر ميلانو الإيطالي بخماسية نظيفة في نهائي دوري أبطال أوروبا الذي أُقيم في ملعب "أليانز أرينا" في مدينة ميونيخ الألمانية، تُوّج النادي الباريسي بلقبه الأوروبي الأول، في لحظة وصفت صحيفة ليمانيتي الفرنسية بأنها تتجاوز الرياضة إلى السياسة والاقتصاد وصورة الدولة في العالم.
14 عامًا من الانتظار.. وخطاب متغير
وأضافت الصحيفة أنه عند شراء النادي عام 2011 عبر شركة قطر للاستثمارات الرياضية (QSI)، كان الهدف المعلن بوضوح هو الفوز بدوري الأبطال، البطولة الأغلى والأكثر هيبة على مستوى الأندية في العالم.
وأشارت الصحفية إلى تغيّرًا في خطاب رئيس النادي ناصر الخليفي خلال الأشهر الأخيرة، حيث لم تعد البطولة الأوروبية تحتل المركز الأول في تصريحاته، ما فسّره البعض بمحاولة لتخفيف الضغوط الإعلامية بعد إخفاقات متكررة في السنوات الماضية.
وتابعت أن الفوز الأخير غيّر المعادلة، إذ أصبح التتويج بمثابة خاتمة ذهبية لمشروع رياضي–سياسي متكامل استغرق أكثر من عقد من الزمن. وبهذا الإنجاز، يكون الخليفي قد تفوق زمنيًا على تجربة مانشستر سيتي الإماراتي، الذي احتاج إلى 15 عامًا للفوز باللقب، فيما لا يزال متأخرًا عن رومان أبراموفيتش الذي أحرز اللقب مع تشيلسي بعد 9 سنوات فقط من شراء النادي.
النجاح على أرض الملعب.. والرمزية على مستوى الدولة
بحسب الصحيفة الفرنسية، فإن الانتصار الرياضي جعل نادي باريس سان جيرمان "السفير الأكثر أناقة لقطر في أوروبا"، وأن العاصمة الفرنسية باتت "الواجهة الدولية لمشروع إمارة صغيرة بحجم طموحات قارة".
وأضافت الصحيفة أن قطر، التي لا يتجاوز عدد سكانها 2.6 مليون نسمة، استخدمت كرة القدم أداة لتعزيز مكانتها الدولية، وهي السياسة التي بدأت في التبلور منذ استضافتها كأس العالم 2022، مرورًا باستثماراتها في الإعلام (beIN Sports)، وصولًا إلى التأثير المتنامي في الأوساط الدبلوماسية الأوروبية.
وفقًا لتقديرات مجلة Forbes، ارتفعت قيمة باريس سان جيرمان من 70 مليون يورو عند شرائه إلى 4 مليارات يورو حاليًا، بينما بلغت إيراداته السنوية حوالي 800 مليون يورو عام 2023، وهذه القفزة الاقتصادية جاءت نتيجة مزيج من النجاحات التجارية، وصفقات الرعاية العالمية، وأسماء النجوم الذين مرّوا عبر النادي أمثال ميسي، نيمار، ومبابي.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية (AFP)، فإن مصدرًا مقربًا من الخليفي وصف شراء النادي بأنه "كان صفقة ناجحة بكل المقاييس"، في حين أكدت الصحيفة الفرنسية أن قطر أنفقت رسميًا نحو 1.4 مليار يورو في هذا المشروع خلال 14 عامًا.
لم يكن الشعار القطري غائبًا عن مشهد التتويج، فخلال المباراة، ظهرت علامة الخطوط الجوية القطرية على اللوحات الإعلانية وملابس اللاعبين، ليس فقط عبر رعاية باريس سان جيرمان بل حتى على قمصان تدريب إنتر ميلانو، في مشهد وصفته صحيفة "ليمانيتي" بجملة: "البيزنس هو البيزنس!".
وأضافت الصحيفة أن نجاح النادي يترافق مع تصاعد دور قطر كوسيط دولي، خاصة في ملفات معقدة مثل الحرب في غزة، حيث تنشط الدوحة على خطوط التفاوض مع حماس وإسرائيل ومصر، واعتبرت أن نجاح باريس سان جيرمان يؤكد أن الإمارة "لم تعد مجرّد دولة صغيرة في الخليج، بل باتت لاعبًا أساسيًا في المشهد الدولي".
ورغم هذا التتويج، لا يخلو المشروع من الجدل. فـناصر الخليفي يواجه تحقيقات في فرنسا حول تضارب مصالح بصفته رئيسًا لكل من نادي باريس سان جيرمان وشبكة beIN Sports، إضافة إلى شبهات بشأن التدخل في منح حقوق بث الدوري الفرنسي، بحسب تقارير صحيفة "لو باريزيان".
لكن وفق تعبير صحيفة "ليمانيتي"، فإن "النتائج هي التي تهم، لا الوسائل"، في إشارة إلى أن النجاح على أرض الملعب قد يكون كافيًا لمنح الشرعية للاستثمار بأبعاده المختلفة.