الكشف عن تفاصيل جديدة بشأن تفجيرات البيجر ضد حزب الله اللبناني
تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT
كشفت صحيفة "معاريف" العبرية، اليوم الأحد، عن تفاصيل جديدة تتعلق بتفجيرات "البيجر" التي استهدفت حزب الله اللبناني، قبيل العملية العسكرية البرية وتوسيع الحرب الإسرائيلية إلى لبنان، وما تخللها من اغتيال قيادات وازنة في الحزب بينهم الأمين العام حسن نصر الله.
وأشارت الصحيفة إلى أنه "سيُعرض في برنامج التحقيقات "60 دقيقة" على شبكة CBS الأمريكية، وسُيبث في إسرائيل عبر شبكة سلكوم TV، قصة عملاء من جهاز الموساد الذين تقاعدوا مؤخرًا وكانوا جزءًا من عملية البيجر وأجهزة الاتصال ضد حزب الله".
وأوضحت أنه "سيظهر في المقابلة لأول مرة ويكشفون تفاصيل جديدة عن العملية السرية التي استمرت عشر سنوات"، منوهة إلى أنه "في نهاية أحد المقاطع، قال أحد العملاء إنه عندما انتهوا من إعداد العملية، كانوا قد انتقلوا بالفعل للعمل على التحضير للعملية التالية".
رسالة ردع
وتابعت: "القرار بنشر هذه المعلومات والبث للملايين من المشاهدين في الولايات المتحدة والعالم هو لإرسال رسالة خاصة إلى قادة النظام في طهران، والحوثيين وكل أعضاء المحور. إسرائيل ستصل إليهم جميعًا بشكل إبداعي من أماكن لم يتوقعوها، وتقطع أيديهم في أفضل الأحوال، وفي أسوأ الأحوال، حياتهم".
وبيّنت "معاريف" أن "الهجوم بأجهزة البيجر هو واحدة من أكثر العمليات تعقيدًا التي نفذتها الاستخبارات في العالم. في جميع أنحاء العالم، كانت هناك دهشة من القدرة، والابتكار، والتعقيد في عملية الموساد. كانت العملية استراتيجية حيث استطاعت إسرائيل، بنقرة زر واحدة، تعطيل ما بين خُمس إلى ربع قوة حزب الله العسكرية".
ولفتت إلى أن "الهجمات كانت مصحوبة بسلسلة من الانفجارات المنسقة لآلاف أجهزة البيجر ومئات أجهزة الاتصال لعناصر حزب الله في لبنان وسوريا. وقعت الهجمات على البيجر وأجهزة الاتصال في 17-18 سبتمبر من هذا العام، وكانت بمثابة بداية لتحركات ميدانية عسكرية".
وأفادت بأن "العملية نفذها الموساد. في هذه العملية، قُتل ما لا يقل عن 59 شخصًا في لبنان وسوريا (منهم أربعة مدنيين)، وأصيب حوالي 4500 شخص، منهم مئات في حالة خطيرة أو حرجة. في وقت العملية، كان عدد مقاتلي حزب الله يقدر بحوالي عشرين ألفًا. بدأت العملية منذ عشر سنوات عندما بدأ الموساد في التخطيط لتلغيم أجهزة الاتصال التابعة لحزب الله".
وقالت الصحيفة: "تم تلغيم آلاف أجهزة الاتصال "ووكي توكي" بالمتفجرات. ولكن في الجيش الإسرائيلي، أدركوا أن تفعيل المتفجرات يمكن أن يتم فقط خلال معركة شرسة، عندما تكون الأجهزة موجودة في صدريات القتال على أجسام المقاتلين. بحث رئيس الموساد دادي برنياع عن طريقة للوصول إلى عدد كبير من الإرهابيين وإصابتهم، ليس فقط في ساحة المعركة، ولكن أيضًا عندما يرتدون الجينز والتيشيرتات".
تنفيذ العملية
وتابعت: "ثم ظهرت فكرة تصنيع أجهزة بيجر يمكن وضعها في حزام البنطال وعندما يتلقون رسالة مشفرة، يتم تفعيلها في توقيت يقرره الإسرائيليون".
وأشارت إلى أنه "في عام 2022، بدأ القسم التقني في الموساد بتنفيذ العملية. هنا يمكن للمرء أن يتخيل مدى الابتكار والإبداع الذي يتمتع به رجال الموساد. قاموا بتأسيس شركة فرعية لشركة تايوانية تصنع أجهزة البيجر، حيث تم إخفاء هوية من يقف وراء الشركة وهم رجال الموساد. وتم تصنيع أجهزة البيجر في إسرائيل. كانت أجهزة البيجر الجديدة هي الأكبر، والأثقل، والأبشع التي تم تصنيعها في عالم أجهزة البيجر".
وبحسب ما أوردته "معاريف"، "تم إدخال مادة متفجرة داخل الأجهزة، وكان من المفترض أن تعمل عند وصول رسالة مشفرة. لقراءة الرسالة، كان المستخدم بحاجة للضغط بأصابع يديه على زرين. فقط عندها يتم فتح الرسالة لعرض محتواها. ولكن هدف الموساد كان جعل الإصابة أكثر صعوبة، بحيث تعطل الجهاز بالكامل ويُفقد المستخدم القدرة على العمل بعد التفجير الذي يُفقد فيه القدرة على استخدام يديه على الأقل. معظم المصابين فقدوا أيضًا بصرهم. وبعضهم كما ذكرنا أصيبوا بجروح خطيرة وفتاكة. وكان هناك عدة عشرات من القتلى".
وتساءلت: "كيف يمكن إقناع حزب الله بشراء هذه الأجهزة القبيحة، الثقيلة، والكبيرة؟ الإجابة بسيطة. رجال الموساد الذين كانوا متخصصين أيضًا في التسويق عرضوا مزايا الجهاز: أنه الأكثر موثوقية، ويمكنه تلقي رسائل حتى تحت الماء، حيث تم عرض الجهاز داخل حوض مائي مليء بالماء. كما أخبروا أن الجهاز هو الأقوى ولا يمكن تحطيمه حتى بضربات مطرقة".
وذكرت أنه "عندما جاء رئيس الموساد لعرض الجهاز على رئيس الوزراء قبل الحصول على موافقته على العملية، أعرب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن شكوكه بشأن قوة الجهاز. سأل نتنياهو إذا كان سيرمي الجهاز على الجدار في مكتبه بقوة، هل سيظل سليمًا أم سيتحطم؟ اقترح رئيس الموساد دادي برنياع عليه أن يجرّب بنفسه. فقام نتنياهو برمي الجهاز بقوة شديدة على الجدار. كانت النتيجة: ثقب في الجدار في مكتب رئيس الوزراء. والذي لا يزال موجودًا حتى اليوم، والجهاز، كما يُقال، لم يتصدع".
وختمت "معاريف" بقولها: "قصة أجهزة البيجر أكبر بكثير من مجرد هجوم تكتيكي. لقد تسببت في حالة من الذعر في طهران، وبيروت، ودمشق، وفي أماكن أخرى في الشرق الأوسط. وقد خلقت معادلة جديدة: عدو إسرائيل لا يعرف من أين، ومتى، وكيف سيتعرض للهجوم. لقد أرسلت إسرائيل رسالة إلى العالم أجمع من خلال هجوم البيجر. اليوم، تُقَوي إسرائيل هذه الرسالة، ومن المهم جدًا الاستماع إلى رجال الموساد الذين يقولون إن عملية البيجر ليست الورقة الأخيرة في أيديهم".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية البيجر حزب الله اللبناني الموساد لبنان حزب الله الاحتلال الموساد البيجر صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أجهزة الاتصال أجهزة البیجر حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
لوّحت بحرب جديدة.. لماذا لم تعد إسرائيل تكترث بتهديدات حزب الله؟
بينما يُوسّع الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية بلبنان، لا يزال حزب الله يطالب الحكومة بأداء مهمتها وتحمل مسؤوليتها، ويلوّح بردود يختلف المحللون السياسيون بشأن مدى قدرة الحزب على تنفيذها.
فبعد سريان ما يسمى اتفاق وقف الأعمال العدائية بين الجانبين، عاودت إسرائيل التهديد بتوغلات جديدة ما لم تنجز حكومة بيروت مهمة نزع سلاح حزب الله الذي أعلن رفضه هذه المسألة مرارا وتكرارا، بل وأكد أمينه العام نعيم قاسم أنه يعمل على إعادة بناء قدراته دفاعا عن لبنان.
وفي حين لم يظهر هذا الحزب أي رد على الضربات الإسرائيلية التي لم تتوقف -منذ توقيع الاتفاق بين الجانبين- والتي وصلت إلى حد اغتيال رئيس أركانه هيثم الطبطبائي الأسبوع الماضي، فإن ثمة من يقول إن حزب الله قادر بل وجاهز لمواجهة أي حرب إسرائيلية جديدة.
غير أن هذه الجاهزية التي يتحدث عنها الحزب ومحللون سياسيون لبنانيون لم تثن إسرائيل عن الإفصاح عن نيتها توسيع عملياتها العسكرية في لبنان حال لم تنه حكومته مهمة نزع السلاح التي كانت محددة بعام واحد من توقيع الاتفاق.
توسيع محتمل للهجماتووفقا للقناة 13 الإسرائيلية، فقد عرض الجيش خطة لتوسيع العمليات العسكرية ضد حزب الله مع انتهاء المهلة التي حددتها واشنطن لنزع السلاح.
كما قالت هيئة البث الإسرائيلية إن إسرائيل أبلغت الحكومة اللبنانية بأنها ستوسع هجماتها، وستذهب إلى مناطق لم تصلها من قبل بسبب الضغط الأميركي.
بيد أن حزب الله مستعد لصد هذه الهجمات المحتملة بشكل حاسم دون الدخول في حرب مفتوحة، برأي أستاذ العلوم السياسية والقانون الدولية علي فضل الله.
وحسب ما قاله فضل الله خلال مشاركته في برنامج "مسار الأحداث" فإن إخلاء منطقة جنوب نهر الليطاني من السلاح ومنصات الصواريخ على يد الجيش اللبناني "أغرت إسرائيل بالتوغل في هذه المنطقة".
ومع ذلك، فسلاح حزب الله لا يزال موجودا وجاهزا للدفاع عن لبنان، كما يقول فضل الله الذي يرى أن تلويح إسرائيل بحرب جديدة يعني أن حربها السابقة فشلت في تحقيق أهدافها.
إعلانوفي المقابل، يرى الكاتب السياسي ساطع نجم الدين أن ما تقوم به إسرائيل حاليا هو المرحلة الأولى من مخطط لا تُعرف نهايته حتى الآن لأنها تتحرك في أرض مفتوحة وبغطاء أميركي مفتوح.
فالحديث عن وجود قوة لدى حزب الله أو إعادة بناء قدراته "لا يعدو كونه دربا من الوهم" حسب نجم الدين الذي يرى أن الحزب "وقّع استسلاما في اتفاق وقف الأعمال العدائية" وأنه "لو كان يملك ردا على إسرائيل لما بقي صامتا حتى اليوم، خصوصا بعد اغتيال الطبطبائي".
فالواقع، كما يراه المتحدث، أن المنظومة الأمنية والعسكرية لحزب الله قد تفككت بشكل كبير، ولم يعد المتبقي منها قادرا على الرد، بدليل أن الاتفاق تم تجديده لأسابيع ثم شهور رغم انتهاك إسرائيل له منذ لحظته الأولى.
وبناء على ذلك، فإن المطلوب حاليا هو البحث عن صيغة جديدة لوقف خطط إسرائيل التي تقوم على منع إعادة إعمار أي منطقة متضررة في الجنوب اللبناني، لأن الاتفاق محل الحديث "لم يعد موجودا" برأى نجم الدين.
ولم يختلف الخبير بالشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى عن الرأي السابق كثيرا، بقوله إن إسرائيل تعتبر ما تقوم به في لبنان حقا لها لأنها تتعامل بمنطق المنتصر الذي يفرض رؤيته للاتفاق.
والدليل على ذلك -وفق مصطفى- أن دعوة الرئيس اللبناني جوزيف عون للتفاهم حول آلية تثبيت الاتفاق لم يتم التعاطي معها حتى على صعيد الإعلام، لأن النظرة العامة في إسرائيل أن حزب الله قد هُزم في حربه الماضية.
اختلاق منطقة عازلةوانطلاقا من هذه الرؤية، تعمل إسرائيل على ترسيخ منطقة عازلة في الجنوب اللبناني أسوة بما تحاول فعله في سوريا وقطاع غزة، بعدما أصبحت المناطق العازلة إستراتيجية أمنية لها بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، كما يقول الخبير بالشؤون الإسرائيلية.
ولا يمكن الحديث عن تغيير هذا الوضع إلا في حالات معينة -برأي مصطفى- وهي: الضغط الأميركي المستبعد حدوثه، أو أن يقوم الجيش اللبناني بنزع سلاح حزب الله فعليا، أو توقيع اتفاقية سلام شاملة مع بيروت بشروط إسرائيل بعد قيام الأخيرة بتفكيك الحزب، أو حدوث تغيير سياسي جذري داخل إسرائيل يتمخض عن رؤية مغايرة لما يجب أن يكون عليه في لبنان.
وعلى هذا، يرى المتحدث أن إسرائيل ستواصل عملياتها داخل لبنان لفرض المنطقة العازلة دون أن تذهب إلى حرب شاملة.
ويبدو هذا الكلام واقعيا بالنسبة للباحث بالدراسات الإستراتيجية والأمن الدولي كينيث كاتزمان الذي يقول إن الولايات المتحدة وإسرائيل متفقتان تماما على ضرورة نزع سلاح حزب الله.
فالموقف الحالي للطرفين -حسب كاتزمان- يقوم على إنهاء قدرة حزب الله على شن حرب جديدة دون إذن الدولة اللبنانية، وعلى هذا فإن إسرائيل ستواصل عملياتها العسكرية بدعم أميركي لفرض المنطقة العازلة ما لم يحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.