سامح عسكر*: حقيقة سقوط الطائرة الأمريكية في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT
بعد بيان المتحدث العسكري اليمني، وضح لماذا وكيف سقطت الطائرة الأمريكية في البحر الأحمر..
القصة أن هجوما جويا كبيرا للولايات المتحدة السبت على اليمن، تزامن مع قصف يمني بالصواريخ الجوالة والمسيرات على حاملة الطائرات “هاري ترومان” والتي يبدو أنها كانت على مسافة قريبة من اليمن لضمان قوة الهجوم وعدم التزود بالوقود.
القصف اليمني تركز على الحاملة لإفشال الهجوم، فقامت المدمرات الأمريكية بالدفاع عنها خشية إصابتها وسقوط (كل الطائرات المهاجمة) لليمن في البحر، أو مرورها بأزمة هبوط في دول عربية مجاورة، ومكمن هذه الأزمة في:
– لن تقبل أي دولة عربية هبوط أي مقاتلة أمريكية ضربت اليمن فيها، خشية انتقام أنصار الله بقصف هذه الدولة أو قصف القواعد الأجنبية فيها، وهذا الذي دفع أمريكا لاستدعاء حاملات الطائرات منذ بداية الحرب لتعويض نقص المطارات والقواعد العربية.
-إصابة أي مدرج هبوط للحاملة، ولو إصابة طفيفة، يعني عدم قدرة الطائرات الأمريكية على الهبوط فوق الحاملة، وزمن اتخاذ القرار بشأن ذلك سريع للغاية، والوقت لا يسعف الأمريكيين لاتخاذ البديل، سواء بالتفاوض مع دولة عربية أو دول في القرن الأفريقي.
– الصواريخ اليمنية دقيقة ومتطورة، سبق وأن أصابت قطعاً بحرية أمريكية كبيرة باعتراف القيادة المركزية، وهذا يجعل من أي هجوم يمني على الحاملة خطر كبير على عشرات الطائرات المقاتلة، مما يستدعي وجود دفاع جوي قوي ومحكم يبدو أن ضخامة الهجوم اليمني كان أكبر من الدفاع الافتراضي، فطلبوا العون من المقاتلات التي كانت تشارك في الضربة.
تفسير سقوط الطائرة إف 18 يكون بأحد احتمالين بناء على ذلك:
الأول: بنيران أمريكية صديقة، وهذا احتمال ضعيف، حيث تتمتع المقاتلات الأمريكية بنظم اتصال متطورة منها iff المعروف بتمييز العدو من الصديق، إضافة لنظم ملاحة جوية آمنة تجعل من الصعب إصابتها بالخطأ، فلو فرضنا أن شدة الهجوم اليمني وكثافته دفعوا الأمريكيين بإطلاق نار عشوائي، فهذا يعني وجود خلل بتلك النظم من أساسه، وأن ما قيل أن طائرات الجيل الرابع الأمريكية والتباهي بقوتها محض وهم.
الثاني: بنيران يمنية، وهذا هو الأرجح، حيث وفي ظل القصف الكبير على الحاملة انسحبت المقاتلات للدفاع، وفي ظل الانسحاب غير المنظم تصبح المقاتلات عرضة للضربات الأرضية، واليمنيون يملكون بعض الدفاع الجوي الذي يحقق ذلك سبق وأن أسقطوا به 12 طائرة مسيرة من طراز MQ-9.
بالعموم: كنت أول من بشّر بفشل العدوان الأمريكي الإنجليزي على اليمن، وعددت الأسباب العلمية لذلك، وكشفنا نقاط ضعف الخصم، ولست بوارد تكرارها، فهي محفوظة في الأرشيف لمن يشاء الاطلاع عليها.
وما يمكن قوله في هذه الأجواء، أن اليمن كانت وستظل رقما صعبا، ليس لطبيعة شعبها المثابر والشجاع فحسب، ولكن لموقعها الجغرافي المميز وتضاريسها وبيئتها وثقافتها، التي جعلت من اليمن (كهف مغلق) غير معروف، والمعلومات الصادرة منه شحيحة للغاية، ممكن يجعل من أي عدو وغازي لهذا الشعب (محارب أعمى) لا هو قادر على إصابة هدفه بدقة، ولا هو قادر على تفادي ضربات الخصم القوية.
كاتب وباحث مصري
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي
إقرأ أيضاً:
"كأننا في حرب شبحية".. تفاصيل أول مواجهة ميدانية بين صنعاء والمدمرة الأمريكية
حاملة طائرات أمريكية (وكالات)
في شهادة غير مسبوقة، كشف قائد أمريكي تفاصيل "الرعب الحقيقي" الذي عاشته البحرية الأمريكية خلال أول مواجهة مباشرة مع هجمات قوات صنعاء في البحر الأحمر، مشيرًا إلى أن تلك اللحظات كانت بمثابة اختبار وجودي لم يسبق له مثيل.
ونقلت صحيفة بيزنس إنسايدر عن الكابتن جاكوب بيكيلهايمر، القائد التنفيذي السابق للمدمّرة الحربية يو إس إس ستوكديل، أن اللحظة التي تم فيها رصد صواريخ ومسيّرات قادمة من اليمن في أواخر سبتمبر 2024 كانت "فوق كل تدريب عسكري خضناه"، مؤكدًا أن السفينة كانت أمام تهديد مباشر وحقيقي، لا محاكاة فيه ولا مجال للخطأ.
اقرأ أيضاً دواء سكري قديم يفاجئ العلماء: هل يكون سلاحا جديدا ضد السرطان؟ 26 مايو، 2025 5 علامات في ساقيك قد تنقذك من كارثة صحية صامتة.. اعرفها الآن 26 مايو، 2025وأوضح بيكيلهايمر أن المدمرة – وهي من الطراز المتقدم "أرلي بيرك" – كانت في مهمة لتأمين الممرات الملاحية، قبل أن تتحول مياه البحر الأحمر إلى ساحة اشتباك فعلي مع قوات أنصار الله، الذين فرضوا إيقاع المواجهة بأسلحة دقيقة وتكتيكات مدهشة أربكت الأنظمة الدفاعية المتطورة للسفينة.
التقرير أشار إلى أن تلك المواجهة مثّلت نقطة تحوّل في استراتيجية البنتاغون، حيث بات واضحًا أن اليمن لم يعد مجرد "خطر إقليمي محدود"، بل خصم قادر على فرض معادلة ردع بحري مع واحدة من أقوى القوات البحرية في العالم.
وأضاف أن البحر الأحمر، الذي كان يُنظر إليه سابقًا كممر آمن، بات اليوم جبهة ملتهبة تجبر واشنطن على إعادة التفكير في شكل وجودها العسكري، ومفهوم الهيمنة البحرية في وجه خصم يمتلك عنصر المفاجأة وتكنولوجيا هجومية قادرة على قلب الموازين.