هل تكشف "الصناديق السوداء" لغز الطائرة الأذربيجانية المنكوبة؟
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
لا يزال لغز سقوط الطائرة الأذربيجانية غامضاً، وربما يقترب من الحلّ، بعد انتشال الصناديق السوداء للطائرة المنكوبة، والتي من الممكن أن تكشف تفاصيل الكارثة، التي أودت بحياة العشرات.
وقال مسؤول لشبكة "سي إن إن" الأمريكية إن المؤشرات الأولية تشير إلى أن نظاماً روسياً مضاداً للطائرات ربما أسقط طائرة الركاب، التي تحطمت في كازاخستان، وأضاف أن المؤشرات تشير إلى أن نظاماً روسياً ضرب طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية، قبل أن تتحطم بالقرب من مدينة أكتاو.
وهذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها الولايات المتحدة تقييماً لتحطم الطائرة الأذربيجانية، والذي أسفر عن مقتل 38 شخصاً على الأقل، من أصل 67 شخصاً كانوا على متنها.
وقال مسؤول أمريكي إنه إذا تم تأكيد المؤشرات الأولية في النهاية، فقد تكون حالة من الخطأ من قبل السلطات الروسية في تحديد هوية الطائرة، وربما أطلقت وحدات روسية مدربة بشكل سيئ النار بإهمال ضد ما اعتقدت أنها طائرات مسيّرة أوكرانية.
وحث المسؤولون من أذربيجان وكازاخستان وروسيا على عدم التكهن بشأن الحادث، حتى انتهاء التحقيقات.
ومن المتوقع أن يصل مسؤولون برازيليون وممثلون عن شركة "إمبراير" المصنعة للطائرة إلى كازاخستان، اليوم الجمعة، بحسب وكالة أنباء أذربيجان الرسمية.
كواليس الكارثة
وفقاً لموقع تتبع الرحلات الجوية Flightradar24، انطلقت الطائرة، يومالأربعاء الماضي، في الساعة 7:55 صباحاً بتوقيت أذربيجان المحلي، وتحطمت بعد حوالي ساعتين ونصف.
ولم يوضح المسؤولون على الفور سبب عبور الطائرة لبحر قزوين، في حين تقع باكو وغروزني في الغرب وأكتاو في الشرق.
وأفادت وكالة أنباء كازينفورم الحكومية في كازاخستان، أمس الخميس، أنه تم العثور على صندوق أسود ثان في موقع التحطم، وهو ما تأمل السلطات أن يوفر معلومات مهمة لمساعدة المحققين في تحديد ما حدث.
وقال وزير النقل الكازاخستاني مارات كاراباييف إن مركز التحكم الكازاخستاني تلقى إشارة من روسيا قبل حوالي 45 دقيقة من تحطم الطائرة، تفيد بتحويل مسار الرحلة.
وقال كاراباييف إن الرسالة الروسية قالت إن الطائرة كانت تعاني من عطل في أنظمة التحكم الخاصة بها، وأن الطاقم قرر الطيران إلى أكتاو بعد تلقي تقارير عن سوء الأحوال الجوية. وأضافت في وقت لاحق إن "خزان أكسجين انفجر في مقصورة الركاب، مما تسبب في فقدان الركاب للوعي"، وفقاً لكاراباييف.
وأضاف كاراباييف إن طاقم الخطوط الجوية الأذربيجانية قام بمحاولتي هبوط في مطار أكتاو، لكن الطائرة انحرفت عن مسارها، وفقدت الاتصال بها عندما تحطمت.
وقال موقع Flightradar24 في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن الطائرة "تعرضت للتشويش، والتلاعب بنظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس" بالقرب من غروزني".
وأضاف أن تشويش نظام "جي بي إس" يمكن أن يعيق بشكل كبير قدرة الطائرة على التنقل والتواصل، مما يخلق مخاطر أمنية محتملة.
A U.S. official told CNN early indications suggest a Russian anti-aircraft system may have downed an Azerbaijan Airlines jet on Wednesday, @MarkHertling and @milesobrien join @jimsciutto to talk about what investigators need to learn. pic.twitter.com/apG50TLKi6
— Anderson Cooper 360° (@AC360) December 27, 2024 ما سبب الحادث؟أظهرت مقاطع فيديو وصور للطائرة بعد تحطمها ثقوباً في جسمها، تبدو مشابهة للأضرار الناجمة عن الشظايا أو الحطام، ولم يتم تأكيد سبب هذه الثقوب.
وذكرت وكالة "أذرتاك" أن شركة الخطوط الجوية الأذربيجانية أبلغت في البداية أن الحادث نجم عن اصطدام الطائرة بسرب من الطيور. وقالت وكالة النقل الجوي الفيدرالية الروسية أيضاً إن الطائرة تحطمت بعد اصطدامها بالطيور.
ومع ذلك، نفى أندريه كوفالينكو، رئيس مركز مكافحة التضليل الأوكراني، وهو جزء من مجلس الأمن القومي والدفاع في أوكرانيا، هذا الأمر.
وقال كوفالينكو: "كان ينبغي لروسيا أن تغلق المجال الجوي فوق غروزني، لكنها فشلت في القيام بذلك"، متكهناً بأن السلطات ستحاول التستر على السبب الحقيقي وراء الحادث، بما في ذلك الثقوب في الطائرة، حيث سيكون من "غير الملائم" إلقاء اللوم على روسيا.
ووقع الحادث بعد وقت قصير من هجمات الطائرات بدون طيار الأوكرانية التي ضربت جنوب روسيا، وأدى نشاط الطائرات المسيّرة إلى إغلاق المطارات في المنطقة في الماضي، وأُغلق أقرب مطار روسي على مسار رحلة الطائرة صباح الأربعاء الماضي.
وقال جاستن كرومب، خبير الاستخبارات والأمن والدفاع والرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات المتعلقة بالمخاطر "سيبيلين"، لراديو بي بي سي 4، أمس الخميس، إن إطلاق النار على الطائرة من قبل روسيا هو "أفضل نظرية تناسب جميع الحقائق المتاحة التي نعرفها".
وأضاف كرومب أن الدفاعات الجوية الروسية كانت نشطة في غروزني، في الوقت الذي تضررت فيه الطائرة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الأذربيجانية الروسية الأوكراني أذربيجان روسيا أوكرانيا الحرب الأوكرانية الخطوط الجویة الأذربیجانیة
إقرأ أيضاً:
مؤسسة غزة الإنسانية تكشف وجهها الحقيقي.. قدمت مقترحا لتهجير سكان القطاع
أظهر مقترح اطلعت عليه رويترز أن مؤسسة غزة الإنسانية التي تدعمها الولايات المتحدة عرضت إقامة مخيمات تطلق عليها "مناطق انتقال إنسانية" داخل غزة، وربما خارجها، لإيواء فلسطينيين من القطاع بما يشير إلى رؤيتها "لإنهاء سيطرة حماس على السكان في غزة".
وقال مصدر مطلع إن الخطة التي ستتكلف نحو ملياري دولار، وتبلورت في وقت ما بعد 11 فبراير شباط، لمؤسسة غزة الإنسانية طُرحت بالفعل على إدارة ترامب ونوقشت في الآونة الأخيرة في البيت الأبيض.
وتصف الخطة، التي اطلعت عليها رويترز، المخيمات بأنها أماكن "واسعة النطاق" و"طوعية" حيث يمكن لسكان غزة "الإقامة مؤقتا والتخلص من التطرف والعودة للاندماج والاستعداد لإعادة التوطين إذا رغبوا في ذلك".
وأشارت صحيفة واشنطن بوست في أيار/ مايو إلى وجود خطط لدى مؤسسة غزة الإنسانية لبناء مجمعات سكنية للفلسطينيين غير المقاتلين.
واطلعت رويترز على مجموعة من شرائح العرض الإلكترونية تتطرق إلى تفاصيل دقيقة بشأن "مناطق انتقال إنسانية" بما يتضمن كيفية التنفيذ والتكلفة.
وتدعو الخطة إلى استخدام تلك المنشآت الشاسعة من أجل "اكتساب ثقة السكان المحليين" وتسهيل تنفيذ "رؤية غزة" التي يتبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ونفت مؤسسة غزة الإنسانية، في رد على أسئلة من رويترز، أنها قدمت مقترحا مثل هذا وقالت إن شرائح العرض تلك "ليست من وثائق مؤسسة غزة الإنسانية".
وقالت المؤسسة إنها درست "عددا من الخيارات النظرية لإيصال المساعدات بأمان إلى غزة" لكنها "لا تخطط إلى تنفيذ مناطق انتقال إنسانية".
وأضافت المؤسسة أنها تركز بدلا من ذلك وحصرا على توزيع المواد الغذائية في القطاع.
وقال متحدث باسم إس.آر.إس، وهي شركة تعاقد ربحية تعمل لصالح مؤسسة غزة الإنسانية، لرويترز "لم نجر أي مناقشات مع مؤسسة غزة الإنسانية عن مناطق انتقال إنسانية و’مرحلتنا التالية’ هي إطعام المزيد من الناس. أي إشارة لما هو خلاف ذلك لا أساس لها من الصحة وتشوه نطاق عملياتنا".
وتضمنت الوثيقة اسم مؤسسة غزة الإنسانية على الغلاف واسم إس.آر.إس على العديد من شرائح العرض الإلكترونية.
مخاوف من التهجير
قال ترامب علانية للمرة الأولى في الرابع من فبراير شباط إنه يتعين على الولايات المتحدة "السيطرة" على القطاع المنكوب وإعادة بنائه ليصبح "ريفييرا الشرق الأوسط" بعد إعادة توطين 2.3 مليون فلسطيني في أماكن أخرى.
وأثارت تصريحاته غضب كثير من الفلسطينيين والمنظمات الإنسانية ومخاوف من تهجير السكان قسرا من غزة. وقال العديد من خبراء الشؤون الإنسانية لرويترز إنه حتى لو لم يعد مقترح مؤسسة غزة الإنسانية قيد الدراسة، فإن فكرة نقل جزء كبير من السكان إلى مخيمات لن تؤدي إلا إلى تفاقم هذه المخاوف.
وورد المقترح في عرض تقديمي قال مصدر إنه تم رفعه للسفارة الأمريكية في القدس في وقت سابق من هذا العام.
وقال مسؤول كبير في الإدارة "لا يوجد أي شيء من هذا القبيل قيد الدراسة. ولا يتم تخصيص أي موارد لهذا الغرض بأي شكل من الأشكال".
وأكد المصدر العامل على المشروع أنه لم يتم المضي قدما بسبب نقص التمويل. وسبق أن ذكرت رويترز أن مؤسسة غزة حاولت فتح حساب مصرفي في سويسرا لجمع التبرعات لكن كلا من بنك يو.بي.إس وجولدمان ساكس رفضا العمل معها.
وأكد إسماعيل الثوابتة مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة الذي تديره حماس لرويترز "الرفض القاطع" لمؤسسة غزة وقال إنها "ليست منظمة إغاثة، بل أداة استخباراتية وأمنية تابعة للاحتلال الإسرائيلي، وتعمل تحت ستار إنساني زائف".
مخيمات واسعة النطاق
جاء في العرض التقديمي غير المؤرخ، والذي يتضمن صورا بتاريخ 11 شباط/ فبراير ، أن مؤسسة غزة الإنسانية "تعمل على الحصول على" أكثر من ملياري دولار للمشروع، من أجل "بناء وتأمين والإشراف على مناطق انتقال إنسانية واسعة النطاق داخل قطاع غزة وربما خارجه ليقيم فيها السكان أثناء نزع سلاح غزة وإعادة إعمارها".
ووفقا لمصدرين اثنين مشاركين في المشروع فإن مناطق الانتقال الإنسانية الواردة في العرض التقديمي ستكون المرحلة التالية في عملية بدأت بافتتاح مؤسسة غزة الإنسانية مواقع لتوزيع المواد الغذائية في القطاع في أواخر أيار/ مايو .
وتنسق مؤسسة غزة الإنسانية مع جيش الاحتلال الإسرائيلي وتستخدم شركات أمنية ولوجستية أمريكية خاصة لإدخال المساعدات الغذائية إلى غزة. وتفضلها إدارة ترامب و"إسرائيل" للقيام بالجهود الإنسانية في غزة بدلا من النظام الذي تقوده الأمم المتحدة الذي تقول إنه يسمح للمسلحين بتحويل مسار المساعدات.
وتنفي حماس تلك الاتهامات وتقول إن "إسرائيل" تستخدم الجوع سلاحا ضد الفلسطينيين.
وفي حزيران/ يونيو ، وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على تمويل مؤسسة غزة الإنسانية بمبلغ 30 مليون دولار ودعت الدول الأخرى إلى دعمها أيضا.
وتصف الأمم المتحدة عمليات مؤسسة غزة الإنسانية بأنها "غير آمنة بطبيعتها" وتشكل انتهاكا لقواعد الحياد الإنساني.
ويقول مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إنه سجل ما لا يقل عن 613 حالة قتل في نقاط إغاثة تابعة لمؤسسة غزة الإنسانية وقرب قوافل الإغاثة الإنسانية التي تديرها منظمات إغاثة أخرى منها الأمم المتحدة.
وأظهرت إحدى الصور بالعرض التقديمي التي تحدد الجدول الزمني أن مخيما سيكون جاهزا في غضون 90 يوما من إطلاق المشروع وأنه سيؤوي 2160 شخصا إلى جانب مغسلة ودورات مياه وحمامات ومدرسة.
وقال مصدر يعمل في المشروع إن العرض جزء من عملية تخطيط بدأت العام الماضي وتتصور ما مجموعه ثمانية مخيمات، كل واحد منها يمكنه إيواء مئات الآلاف من الفلسطينيين.
لم يحدد الاقتراح كيفية نقل الفلسطينيين إلى المخيمات، أو أين يمكن بناء المخيمات خارج غزة، لكن الخريطة تظهر أسهما تشير إلى مصر وقبرص بالإضافة إلى نقاط أخرى مكتوب عليها "وجهة إضافية؟"
وجاء في المقترح أن مؤسسة غزة "ستشرف وتنظم جميع الأنشطة المدنية اللازمة للبناء والترحيل والانتقال الطوعي المؤقت".
وردا على أسئلة رويترز، عبر ثلاثة خبراء في المجال الإنساني عن قلقهم بشأن تفاصيل خطة بناء المخيمات.
وقال جيريمي كونينديك رئيس المنظمة الدولية للاجئين والمسؤول الكبير السابق في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الذي راجع الخطة "لا يوجد شيء اسمه نزوح طوعي بين سكان يتعرضون للقصف المستمر منذ ما يقرب من عامين وقطعت عنهم المساعدات الأساسية".
وقال المصدر الذي عمل على التخطيط للمخيمات لرويترز إن الهدف" هو إزالة عامل الخوف" وتمكين الفلسطينيين من "الهروب من سيطرة حماس" وتوفير "منطقة آمنة لإيواء عائلاتهم".