أجابت دار الإفتاء على سؤال ورد إليها من أحد السائلين حول "الأشياء التي يمكن أن يفعلها المسلم لتوسعة رزقه وزيادة عطائه".

 وأوضحت الدار، في فتوى لها، أن الله عز وجل والرسول الكريم ﷺ قد بينا وسائل توسعة الرزق بعد الأخذ بالأسباب والسعي الجاد في الحياة.

أهم وسائل توسعة الرزق

1. تقوى الله والتوكل عليه: أشارت الفتوى إلى أهمية تقوى الله والخوف منه، مستشهدة بقول الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا • وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ [الطلاق: 2-3].


2. صلة الرحم: حيث روي عن النبي ﷺ قوله: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» (رواه البخاري).


3. الاستغفار: شددت الفتوى على أهمية الإكثار من الاستغفار، مستشهدة بقوله تعالى: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا • يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا • وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ﴾ [نوح: 10-12].


4. الدعاء المستمر: ذكرت الفتوى حديثًا عن النبي ﷺ حول دعاء يساهم في قضاء الديون، حيث قال: «اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ» (رواه الترمذي).

آراء العلماء حول الرزق والأزمات
الدكتور محمد مهنا، المشرف السابق على الرواق الأزهري، كشف عن أهمية تقوى الله كقانون إلهي لا يمكن تغييره، مستشهدًا بقول الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا﴾.

 وأكد أن التفويض الكامل لله مع الاتكال عليه يفتح أبواب الرزق غير المتوقعة.

كما أشار الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، إلى أن الأزمات الاقتصادية الحالية ترجع إلى ضعف منظومة الأخلاق، مضيفًا أن الرجوع إلى الله عبر التحلي بالصبر والرضا وإحياء القيم الأخلاقية هو السبيل لتجاوز تلك الأزمات. 

وعلّق عاشور على فكرة مقاطعة السلع، موضحًا أنها ليست حلاً، بل يجب أن تكون خطوة لإعادة تهذيب النفس والمجتمع.

الصلاة على النبي وسر البركة في الرزق:
الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أوضح أن قلة البركة في الرزق ترجع إلى إعراض الناس عن الصلاة على النبي ﷺ، مشيرًا إلى قصة من بلاد المغرب حيث استُجيب دعاء امرأة بفضل صلاتها على النبي، ما دفع الشيخ الجازولي لتأليف كتابه "دلائل الخيرات".

وأضاف جمعة أن الصلاة على النبي تنير القلوب وتخفف أعباء الحياة، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: «ما من عبد صلَّى عليَّ صلاة إلا خرج بها ملك حتى يجيء بها وجه الرحمن».

خلاصة:
أكد العلماء أن مفتاح توسعة الرزق يكمن في تقوى الله، صلة الرحم، الاستغفار، الإكثار من الدعاء، والصلاة على النبي ﷺ.

 كما شددوا على أهمية العودة للأخلاق والقيم لتجاوز الأزمات الاقتصادية وتحقيق البركة في الحياة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء أسباب قلة البركة المزيد تقوى الله على النبی البرکة فی النبی ﷺ

إقرأ أيضاً:

هل يجوز التعوذ من العذاب عند سماع أو قراءة آية فيها وعيد أثناء الصلاة؟.. الإفتاء تجيب

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه: ما مدى مشروعية الاستعاذة من العذاب عند المرور بآية عذاب أو وعيد أثناء الصلاة؟

وأجابت الإفتاء عبر موقعها الرسمى عن السؤال قائلة: يستحب للإنسان مطلقًا الاستعاذة من العذاب عند المرور بآية عذاب أو وعيد أثناء الصلاة.
 

حكم قراءة القرآن الكريم في الصلاة
واوضحت أن قراءة القرآن في الصلاة ركن من أركان الصلاة المتَّفق عليها بين الفقهاء على اختلاف بينهم وتفصيل فيما يجب من القراءة فيها؛ لما رواه الشيخان في "صحيحيهما" في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال للمُسيء صلاته: «إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ»؛ قال الإمام ابن دقيق العيد في "إحكام الأحكام" (1/ 260، ط. مطبعة السنة المحمدية): [قوله: "ثمَّ اقرأ ما تيسَّر معك من القرآن": يدلُّ على وجوب القراءة في الصلاة] اهـ.

شيخ الأزهر يحكي قصة حفظه القرآن وهو صغير.. ماذا قال؟هل تأخير صلاة الظهر إلى قبل أذان العصر بسبب العمل فيه إثم؟بعد الفجر ودون إفطار..شيخ الأزهر يستذكر تجربته مع حفظ القرآن في الكُتَّابالطريقة الرفاعية تمنع استخدام الأدوات الحادة والزواحف في احتفالات المولد النبوي

حكم الاستعاذة من العذاب عند المرور بآية عذاب في الصلاة
أما الاستعاذة عند المرور بآية عذاب في الصلاة، وكأن المؤمِّن يستجير بالله تعالى من العذاب إذا مرَّ بآية وعيد؛ فقد اختلف فيها الفقهاء:

فذهب الحنفية والمالكية، وهي إحدى الروايات عن الحنابلة: إلى كراهة الاستعاذة عند المرور بآية عذاب في صلاة الفريضة، وإلى جوازه في غير الفريضة. وزاد الحنفية الاستحباب للمنفرد.

وذهب الشافعية، والحنابلة في رواية: إلى أنَّ ذلك مستحب لكل قارئ مطلقًا، سواء في الصلاة وخارجها وسواء الإمام والمأموم والمنفرد.

قال الإمام السرخسي في "المبسوط" (1/ 198-199، ط. دار المعرفة): [قال: (وإذا مرَّ المصلي بآية فيها ذكر الجنة فوقف عندها وسأل، أو بآية فيها ذكر النار فوقف عندها وتعوذ بالله منها فهو حسن في التطوع إذا كان وحده)... فأمَّا إذا كان إمامًا كرهت له ذلك؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يفعله في المكتوبات، والأئمة بعده إلى يومنا هذا، فكان من جملة المحدثات، وربما يملّ القوم بما يصنع وذلك مكروه، ولكن لا تفسد صلاته؛ لأنه لا يزيد في خشوعه، والخشوع زينة الصلاة، وكذلك إن كان خلف الإمام، فإنه يستمع وينصت] اهـ.

وقال الإمام الحطاب في "مواهب الجليل" (1/ 544، ط. دار الفكر): [(فرع) قال في المسائل الملقوطة: إذا مرَّ ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قراءة الإمام فلا بأس للمأموم أن يصلِّي عليه، وكذلك إذا مرَّ ذكر الجنة والنار فلا بأس أن يسأل الله الجنة ويستعيذ به من النار، ويكون ذلك المرة بعد المرة] اهـ.

وقال الإمام النووي في "المجموع" (2/ 165، ط. دار الفكر): [ويستحبُّ إذا مرَّ بآية رحمة أن يسأل الله تعالى من فضله، وإذا مرَّ بآية عذاب أن يستعيذ من العذاب أو من الشَّرِّ ونحو ذلك، وإذا مرَّ بآية تنزيه لله تعالى نزَّه، فقال: "تبارك الله" أو "جلَّتْ عظمة ربنا" ونحو ذلك، وهذا مستحبٌ لكلِّ قارئ سواء في الصلاة وخارجها، وسواء الإمام والمأموم والمنفرد] اهـ.

وقال الإمام المرداوي في "الإنصاف" (2/ 109-110، ط. دار إحياء التراث): [قوله: (وإذا مرَّت به آية رحمة أن يسألها، أو آية عذاب أن يستعيذ منها) هذا المذهب، يعني يجوز له ذلك وعليه الأصحاب. ونص عليه، وعنه: يستحب.. وعنه: يكره في الفرض، وذكر ابن عقيل في جوازه في الفرض روايتين، وعنه: يفعله وحده، وقيل: يكره فيما يجهر فيه من الفرض، دون غيره] اهـ.

المختار للفتوى في هذه المسألة
وأكدت بناء على ما سبق: استحباب الاستعاذة من العذاب عند المرور بآية عذاب أو وعيد أثناء الصلاة مطلقًا على ما قرَّره فقهاء الشافعية والحنابلة في رواية؛ لفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقد روى مسلم في "صحيحه" عن حذيفة رضي الله عنه قال: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ، ثُمَّ مَضَى، فَقُلْتُ: يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ، فَمَضَى، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ بِهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ، فَقَرَأَهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ، فَقَرَأَهَا، يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا، إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَجَعَلَ يَقُولُ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ»، فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، ثُمَّ قَالَ: «سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ»، ثُمَّ قَامَ طَوِيلًا قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ، فَقَالَ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى»، فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ. قَالَ: وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ مِنَ الزِّيَادَةِ، فَقَالَ: «سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ».

قال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" (6/ 62، ط. دار إحياء التراث): [قوله: "يقرأ مترسِّلًا إذا مرَّ بآية فيها تسبيح سبَّح، وإذا مرَّ بسؤال سأل، وإذا مرَّ بتعوذ تعوَّذ" فيه استحباب هذه الأمور لكلِّ قارئ في الصلاة وغيرها] اهـ.

طباعة شارك الصلاة الاستعاذة من العذاب قراءة القرآن حكم قراءة القرآن الكريم في الصلاة حكم الاستعاذة من العذاب عند المرور بآية عذاب في الصلاة

مقالات مشابهة

  • حكم إمامة الصبي لمثله في الصلاة.. رأي دار الإفتاء والأزهر
  • الإفتاء توضح ثواب السعي على طلب الرزق في اليوم شديد الحر
  • حكم قول سيدنا على النبي في الأذان والتشهد خلال الصلاة.. الإفتاء تجيب
  • 3 كلمات من سنة النبي تمحو ذنب عدم الخشوع في الصلاة.. لا تفوتها
  • هل الاستعجال في الصلاة يبطلها؟ الإفتاء تجيب
  • هل يجوز التعوذ من العذاب عند سماع أو قراءة آية فيها وعيد أثناء الصلاة؟.. الإفتاء تجيب
  • حكم تشغيل القرآن الكريم وعدم الاستماع إليه.. الإفتاء تجيب
  • هل قيام الليل يعوّض الصلاة الفائتة؟.. انتبه خطأ شائع يقع فيه كثيرون
  • هل أؤدي الصلاة الفائتة أم الحاضرة عند ضيق الوقت؟ .. دار الإفتاء تجيب
  • حكم الصلاة عند إمامة المحدث للناس ناسيًا.. مفتى الجمهورية يجيب