بوابة الفجر:
2025-05-21@01:44:39 GMT

«لا طال بلح الشام ولا عنب اليمن»

تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT

«لا طال بلح الشام ولا عنب اليمن».. مثل عربي شهير، يُجسد حال مَن يخسر كل شيء، ويبدو وكأنه وُجد ليعبر عن الوضع العربي الراهن الذي فقد سوريا، ويقترب من خسارة اليمن السعيد.

بلح الشام

بلح الشام، رمز سوريا الحبيبة، أرض الخير والبركة، وأرض المحشر والمنشر، التي تظلها أجنحة الملائكة، أصبحت اليوم في مهب الريح.

تقسيم سوريا بات واقعًا مريرًا، شمالها تحت أطماع تركيا التي تراها ولاية عثمانية ضمن مخططات تاريخية لا تخفى على أحد، وجنوبها تحت هيمنة إسرائيلية بدعم أمريكي، حيث النفط والبعد الاستراتيجي عاملان رئيسيان في تحريك الأطماع.

سوريا، مهد الحضارة ومنارة الفكر العربي، تُعاني أزمة وجودية بعد عقد من الحرب.

الملايين هُجِّروا، ومدنها العريقة دُمِّرت، واقتصادها بات في حالة انهيار.

ومع رحيل النظام السابق، يلوح في الأفق مستقبل غامض تحت إدارة متهمة بتبني أفكار متطرفة، ما يثير القلق حول قدرة سوريا على النهوض كدولة مدنية موحدة.

موقع سوريا الجغرافي يجعلها محورًا استراتيجيًا للاستقرار أو الاضطراب في المنطقة، وتدخلات القوى الإقليمية والدولية جعلتها مسرحًا لتنافس مصالح متشابكة، ما يُنذر بإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط على حساب وحدتها.

عنب اليمن

أما عنب اليمن، فهو رمز اليمن الذي انهكته الصراعات الداخلية والخارجية، فالحوثيون، بدعم إيراني، تمكنوا من السيطرة على مناطق حيوية، وجعلوا اليمن منصة لنفوذ فارسي.

وفي المقابل، تتزايد الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية على ممر باب المندب، أهم الطرق الموصلة إلى قناة السويس، والمدخل الجنوبي المهم لها، ومن خلاله يمكن السيطرة عليها وقتلها بالبطيء.

اليمن، مهد الحضارة العربية، يرزح تحت وطأة الفقر والجوع، وسط انقسامات داخلية وصراعات إقليمية، وهذا الوضع المأساوي يحول اليمن إلى ساحة لتصفية الحسابات، ما يهدد وحدة أراضيه ويزيد من معاناة شعبه.

ضياع سوريا واليمن ليس مجرد فقدان لدولتين عربيتين، بل هو خسارة ثقافية واستراتيجية للعالم العربي بأسره، فسوريا، برصيدها الحضاري، واليمن، بموقعه الجغرافي الحيوي، يشكلان ركيزتين أساسيتين للأمن القومي العربي.

واستمرارهما كليهما في دائرة الفوضى سيؤدي إلى موجات متزايدة من اللجوء، انتشار الجماعات المتطرفة، وزيادة التدخلات الخارجية.

لكن الأمل ما زال قائمًا.، فاستعادة سوريا واليمن للحاضنة العربية ليس مجرد ضرورة إنسانية، بل مسؤولية جماعية للحفاظ على الكرامة والهوية العربية، والدول العربية بحاجة إلى رؤية موحدة، تعزز العمل المشترك بعيدًا عن الخلافات الضيقة.

إن نجاح العرب في إعادة بناء سوريا واليمن سيشكل نقطة تحول، ليس فقط لهاتين الدولتين، بل للمنطقة بأسرها. 

وسيصبح ذلك رمزًا لوحدة الصف العربي وقدرته على مواجهة الأطماع الإقليمية والدولية، وكما نهضت أمم أخرى من تحت الركام، فإن سوريا واليمن يمكن أن تعودا مركزين للإشعاع الحضاري والثقافي في المنطقة.

وعلى الدول العربية أن تدرك أن التحديات الراهنة تُحتم تجاوز الانقسامات والعمل على بناء مستقبل مشترك، وإعادة الإعمار والاستقرار ليست مسؤولية دولة واحدة، بل هي مشروع عربي شامل يعكس طموح أمة تستحق حياة أفضل.

الأمل في غد مشرق يبدأ بالعمل اليوم.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الشام اليمن سوريا تركيا مخططات تاريخية هيمنة إسرائيلية اسرائيل النفط الحوثيون فارسي باب المندب قناة السويس التجارة العالمية سوریا والیمن

إقرأ أيضاً:

ورشة عمل حول التواصل أثناء المخاطر والمشاركة المجتمعية في بصرى الشام

درعا-سانا

اختتمت اليوم فعاليات ورشة العمل التي أقامتها المنطقة الصحية في مدينة بصرى الشام بريف درعا، بالتعاون مع منظمة “ميدير” الدولية حول التواصل أثناء المخاطر، وضرورة المشاركة المجتمعية.

كما تناولت الورشة، التي شهدت حضوراً شعبياً ورسمياً، طبيعة عمل المركز الصحي في المدينة والخدمات المقدمة فيه، وسبل دعمه وإعادة تأهيله وترميمه، وافتتاح العيادات التخصصية فيه.

رئيس المنطقة الصحية في مدينة بصرى الشام، الدكتور يحيى العلي، أشار في تصريح لمراسل سانا، إلى أهمية التعاون مع المنظمات الدولية لتطوير عمل المشافي العامة والمراكز الصحية، وبين أن الورشة وضعت خطة عمل لإعادة تأهيل وترميم المركز الصحي اعتباراً من الأسبوع القادم، ليكون جاهزاً لاستقبال الدعم من المنظمة بالأجهزة والأدوية اللازمة.

ولفت إلى أنه تم افتتاح عيادات داخل المركز للنسائية والأطفال والداخلية، والتعاقد مع أطباء باشروا عملهم باستقبال المرضى مجاناً، بما يسهم في تخفيف الأعباء المادية عنهم.

مسؤولة الإنذار المبكر والرصد في المنطقة الصحية، داليدا ريا، أشارت إلى أن عمل المراكز الصحية مرتبط بالتعاون الهادف مع المجتمع المحلي، لتحقيق نتائج إيجابية، وضرورة الإبلاغ عن أي حالة لمرض سارٍ، دون خجل من الأهل، ونشر الثقافة الصحية، وتحديد الصعوبات التي تواجه منع انتشار العدوى المرضية، وإعداد الخطط لمكافحتها والتخفيف من آثارها.

الشيخ فايز الشحمة، من المجتمع المحلي، بين أن هذه الورشات تمثل حالة صحية يجب تكثيفها، والاستفادة من نتائجها لتطبيقها على الواقع، واعتبر أن مشاركة عمل المنظمات الصحية والإنسانية دليل على بداية التعافي المجتمعي من ويلات الحرب الظالمة التي فرضت على شعبنا طوال السنوات السابقة، مؤكداً أن الوقوف خلف المؤسسات والهيئات واجب شرعي وأخلاقي للنهوض بالمجتمع.

من جهتها أوضحت رشا سقر، مسؤولة التواصل في منظمة “ميدير”، ضرورة التقصي الوبائي للأمراض السارية والمعدية، وتحديد المناطق ذات الأولوية والخطورة، مؤكدة أهمية الورشة لوضع خطط تسهم في تحسين البنية التحتية، ومكافحة الأمراض التي تنتقل عبر التلامس والاختلاط ومياه الشرب، لتحقيق الأمن الصحي.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • اليمن في كفة والمال العربي في كفة
  • الصفدي: الأردن هو بوابة سوريا إلى الخليج العربي والعالم العربي وسوريا بوابة الأردن إلى أوروبا
  • من اليمن إلى السودان.. كيف تغذي الإمارات نار تفتيت العالم العربي؟
  • قمة بغداد العربية والحاجة للمّ الشمل العربي !
  • وزيرة البيئة: تحفيز الاستثمارات الخضراء بتعاون القطاعين العام والخاص.. المعرض العربي للاستدامة فرصة لإتاحة الشراكات المختلفة في المنطقة العربية
  • ورشة عمل حول التواصل أثناء المخاطر والمشاركة المجتمعية في بصرى الشام
  • صواريخ اليمن إلى عمق العدوان.. استثناء في زمن الصمت العربي
  • ورشة عمل حول تمويل المشاريع الصغيرة في بصرى الشام بدرعا
  • السفير حسام زكي: الموقف العربي الجماعي لا يزال متمسكا بجوهر المبادرة العربية للسلام
  • كاتب صحفي: بيان القمة العربية في بغداد يؤكد ثبات الموقف العربي تجاه عدوان إسرائيل