صحيفة روسية: لماذا بدأ الغرب يتحدث عن هدنة مع أوكرانيا؟
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
نشرت صحيفة إزفستيا الروسية تقريرا عن أن الغرب بدأ يتحدث بشكل متزايد عن هدنة محتملة وعن خيارات لمناقشتها بين موسكو وكييف.
وقال التقرير إن السبب في ذلك أن الهجوم الأوكراني المضاد مستمر منذ شهرين ولم يحقق إلا نتائج محدودة، وإن أحد الخيارات التي تتم مناقشتها أن كييف ستتخلى عن الأراضي التي أصبحت جزءا من روسيا، وفي المقابل سينضم الجزء المتبقي من أوكرانيا إلى حلف الناتو.
وأضاف أنه -ومنذ بداية أغسطس/آب الجاري- كانت هناك إشارات متزايدة على أن الغرب يشعر بخيبة أمل من الوضع في الجبهة، ويسعى إلى تسوية الصراع مؤقتا على الأقل.
أوكرانيا قد تضطر للتنازلوأشار التقرير إلى أن أبرز هذه الإشارات هو بيان ستيان جنسن رئيس مكتب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي قال إن أوكرانيا قد تضطر إلى التنازل عن جزء من أراضيها لروسيا، مقابل أن بقية البلاد ستكون قادرة على الانضمام إلى الناتو.
وكذلك إدلاء الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي ببيان صاخب قال فيه إن معظم سكان شبه جزيرة القرم يشعرون بأنهم روس، لذا فإن رغبة أوكرانيا في إعادة شبه الجزيرة وهمية، وإن الدبلوماسية هي الوسيلة الوحيدة لإيجاد حل مقبول. وبدون حل وسط، لن ينجح شيء و"نحن نخاطر بأن كل شيء سوف ينحرف في أي لحظة. يمكن أن يكون لبرميل البارود هذا عواقب وخيمة".
ومن ضمن الإشارات -يقول التقرير- إن نتائج المشاورات التي عقدت الفترة من 5 إلى 6 أغسطس/آب الجاري بمدينة جدة السعودية كانت مثيرة للاهتمام أيضا، إذ لم يطالب ممثلو كييف بانسحاب القوات الروسية والعودة لحدود عام 1991. ووفقا لمعلومات من الداخل، اختار الوفد الأوكراني هذا السلوك بإصرار من جيك سوليفان مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي.
خسائر أوكرانية فادحة
كما تنشر الصحافة الغربية الكثير من المنشورات حول هدنة محتملة. فقد أشارت صحيفة دي فيلت الألمانية إلى أن هجوم أوكرانيا المضاد يستمر لأكثر من 60 يوما، لكنه لم يحقق نجاحا كبيرا بعد، بينما تكبدت قواتها المسلحة خسائر فادحة. وفي مثل هذه الظروف، ستضطر أوكرانيا إلى التفاوض مع روسيا، ونتيجة لذلك قد تظهر حدود جديدة مؤقتة بين البلدين.
وفي أوكرانيا، يحاول المسؤولون وقف المناقشات حول الهدنة، ويردون بالرفض على من يتحدثون عنها في الغرب.
وقال التقرير إن من السهل فهم دوافع القيادة الأوكرانية. فالهدنة ستشكل انهيار السياسة الخارجية، التي اعتمدت على "استعادة الأراضي" والوصول إلى حدود عام 1991. بالإضافة إلى ذلك، في حالة الهدنة، يجب رفع الأحكام العرفية، مما يعني إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية قد تفقد فيها القيادة الحالية السلطة.
وأشار إلى أن كييف تدرك، في الوقت نفسه، أن الحاجة إلى هدنة تتم مناقشتها بشكل متزايد في الغرب، إذ حذر وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا من أن الموسم السياسي القادم سيكون صعبا للغاية، مضيفا "هذه الأصوات تزداد صوتا. سنفعل كل شيء في إطار القانون الدولي والتشريعات الجنائية لضمان تلاشي هذه الأصوات".
ماذا يقول الخبراء؟وأورد التقرير أن بعض الخبراء يقولون إنه إذا بدأت بعض المفاوضات بعد كل شيء، فهناك احتمالان: الأول أن الغرب وأوكرانيا سوف يدخلان في الحوار، وسيظل نظام كييف معاديا لروسيا. وفي وقت مناسب لواشنطن وبروكسل، ستبدأ الأعمال العدائية مرة أخرى. والثاني أن المفاوضات ستجري على أساس الوقائع الموضوعية، وسيبدأ البحث الحقيقي عن حل وسط، لكن الخيار الأول هو المرجح أكثر.
وختم بقول نسبه إلى ديمتري سولونيكوف مدير المعهد الروسي للتنمية المعاصرة، ذكر فيه أن الغرب سيحاول بالفعل بدء مفاوضات، وسيتم استخدام فترة الراحة الناتجة لبناء الإمكانات الصناعية وإعداد أوكرانيا لحرب جديدة "لقد رأينا خدعة مماثلة أكثر من مرة. على سبيل المثال، خلال 2014-2015، كانت أوكرانيا على وشك الهزيمة، ولكن تم إنقاذها من خلال اتفاقيات مينسك. ربما، في الغرب يتوقعون تكرار هذه التقنية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أن الغرب
إقرأ أيضاً:
ميلان تحتفي بـ«مهرجان اللغة والثقافة العربية»
ميلان (الاتحاد)
أخبار ذات صلةتحت رعاية هيئة الشارقة للكتاب، تحتفي مدينة ميلان الإيطالية باللغة العربية وتاريخ نتاجها المعرفي والإبداعي، حيث تقام على مدار أربعة أيام فعاليات الدورة الثامنة من المهرجان الدولي للغة والثقافة العربية، مستضيفة 30 باحثاً وأكاديمياً ونخبة من الأدباء العرب في المهجر من 18 دولة، تحت شعار «اللسان المهاجر: اللغة العربية بلا حدود».
وانطلقت فعاليات المهرجان، الذي ينظمه معهد الثقافة العربية في الجامعة الكاثوليكية للقلب المقدس بميلان، وبالتعاون مع مركز أبحاث اللغة العربية، بحضور ومشاركة كل من أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، والدكتور جيوفاني غوبر، عميد كلية العلوم اللغوية والأدب الأجنبي في الجامعة الكاثوليكية، والدكتور وائل فاروق، مدير معهد الثقافة العربية، والمنسق العلمي للحدث.
ويستضيف المهرجان أعلام الأدب والثقافة العربية في المهجر، منهم الكاتب الليبي إبراهيم الكوني، ومن العراق الكاتب سنان أنطون، والروائية إنعام كجه جي، ومن مصر الكاتب عزت القمحاوي، والروائية مي التلمساني، إضافة إلى الكاتب اليمني علي المقري. ومن خبراء اللغويات وتعليم العربية، يشارك في المهرجان كل من الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية في الشارقة، وزينب طه من الجامعة الأميركية بالقاهرة، ومخرجون وكتّاب مسرحيون من بينهم أحمد فوزي صالح وصالح زمانان، إلى جانب نقاد أدب وأكاديميين مثل فرانشيسكا كوراو وصبحي حديدي.
وعاء حضاري
وفي كلمته خلال حفل الافتتاح، نقل أحمد بن ركاض العامري، تحية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وأكد أن «شعار هذا المهرجان (اللسان المهاجر: اللغة العربية بلا حدود) يلخّص رحلةً عمرها قرون، لغة كانت معطاء، كريمة، وفيّة لمن أخذت عنهم، ومساهمة في بناء الحضارة الإنسانية، حين حملت المعارف والعلوم من الشرق إلى الغرب، ومن أطراف الجزيرة العربية إلى قلب أوروبا».
وقال العامري: «ونحن نلتقي اليوم، نستحضر تلك الرحلة التي بدأت قبل أكثر من ألف عام، حين قصد الطبيب قسطنطين الإفريقي إيطاليا حاملاً معه كتباً طبية باللغة العربية، لتبدأ بذلك مرحلة جديدة فتحت فيها العربية أبواب علومٍ لم تكن معروفة بعد. ومن تلك الرحلة إلى لحظتنا هذه، ظل التفاعل مستمراً، متجسداً في رؤى وجهود صاحب السمو حاكم الشارقة، صاحب الرؤية والريادة، الذي لطالما أكد أن اللغة ليست أداة تواصل فحسب، بل هي وعاء حضاري وجسرٌ يعبر بنا من التباعد إلى التفاهم، ومن العزلة إلى الحوار».
تحول في العلاقة بين الثقافتين العربية والغربية
قال الدكتور وائل فاروق مدير المهرجان: «في العقدين الأخيرين، ومع الهجرات الواسعة من العالم العربي باتجاه الغرب، أصبحنا نقف على أعتاب تحول جديد في العلاقة بين الثقافتين العربية والغربية، حيث تلعب اللغة العربية وأدبها دوراً مركزياً فيها، فبجانب ملايين المهاجرين الذين أصبحوا من أصحاب اللسانين، هناك عدد كبير من المبدعين والأدباء العرب الذين انتقلوا للحياة في الغرب، يكتب عدد لا بأس به منهم إبداعه بلغة من اللغات الأوروبية، لتتشكل تجربة جديدة من أدب المهجر التي تميزت بها بدايات القرن الماضي، ويتزامن مع ذلك اتساع كبير في تدريس اللغة العربية المعاصرة، ودراسة أدبها الحديث والمعاصر في الجامعات الغربية».
ويتطلع المهرجان في دورته الثامنة إلى استكشاف حضور اللغة والثقافة العربية في السياقات الغربية، وتعزيز فهمها وتفاعلها في بيئات جديدة، من خلال محورين رئيسين: الأول يتناول قضايا تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها، مع التركيز على تطوير مناهج النحو والصرف والبلاغة بما يواكب متطلبات تعلّم العربية في المجتمعات الغربية. فيما يركّز المحور الثاني على الأدب العربي المعاصر في بلدان المهجر، عبر شهادات وقراءات نقدية لأعمال كتّاب عرب مقيمين في الغرب، ومناقشة قضايا الترجمة، وتلقي النص العربي بلغات أخرى، وعلاقته بهويات الكتّاب واندماجهم الثقافي والاجتماعي.