بعد ختام الدورات الكروية الخليجية وبالتحديد كرة القدم يدور فـي البال سؤال محدد حول تطوير البطولة الرياضية واستدامتها، لتنسجم مع رسالتها وتحقيق أهداف البطولة، وكانت بطولة كأس الخليج تسير وفق خطوات ثابتة ومعقولة رغم كل العقبات والعراقيل. ودخول الرياضة فـي حلبة التسويق التجاري وشروط الاستهلاك، وما ترتب على ذلك من عمليات مصاحبة للبطولة كوجود منصات تحليلية للمباريات تبثها العديد من القنوات الرياضية الخليجية، التي ساهمت أحيانا فـي تمييع ثقافة كرة القدم التي تتجسد فـي عدة عمليات مرتبطة بالمباريات فعلي سبيل المثال لو نظرنا إلى التعليق على المباريات فإن صوت المعلق يرتفع بالصراخ والعويل والمدائح والهجاء، وإلقاء الحكم والأمثال، فـيشعر المشاهد بأنه فـي حلبة صراع وصدام وليس منافسة كروية، وهذا ما لا تجده فـي المباريات الدولية والاستماع إلى المعلق الأجنبي الذي يُحلل مجريات المباريات ويستعرض خطط المدربين، وينقل للمشاهد ثقافة وأصول كرة القدم، ويضيف متعة إلى متعة.
إذا انتقلنا من التعليق إلى التحليل سنجد أن بعض الجلسات تبتعد كثيرا عن ثقافة التحليل لتنحو إلى إثارة المتابعين وتجييش مشاعر المشاهدين لحصد عدد أكثر من المشاهدات والمتابعات، لتستلم وسائل التواصل بعد ذلك مهمة نشر المقاطع وحشد صفوف المتابعين لتتحول إلى أخذ ورد بين الجماهير.
وبالانتقال إلى المقابلات الرياضية التي تجريها بعض وسائل الإعلام المرئية مع الجماهير، فإنها تبحث عن الإثارة أكثر من الرسالة، بمعني أن وسائل الإعلام لا تركز على رسالة الرياضات فـي التقريب بين الشعوب والثقافات علاوة على قيمة اللعبة فـي توفير الفرح والشغف وترسيخ الأخلاق الرياضية فـي تقبل معني الفوز والخسارة، والأمر فـي المقابلات التي يجريها بعض المنتسبين لقنوات التلفزة أنها تخرج أحيانا عن اللباقة وعن الميثاق الإعلامي الذي يفترض أن يلتزم به كل إعلامي. ومنذ يومين تقريبا نشر أحد الكتاب
الخليجيين على حسابه الشخصي فـي الفـيسبوك:
«ما هكذا يورد الفرح يا قناة الكأس:
فـي غمرة الطرب قد ينسى كثيرون الأدب، وهو ربما مشروع لعموم الناس لكن ليس لقناة إعلامية مرموقة ومحترمة.
شدت انتباهي أمس لقطة المواطن العماني وهو فـي رده على سؤال مقدم قناة الكأس يريد أن يتجاوز هزيمة منتخبه ويبلع جرحه بأن يغني لوحدة وفرح الخليجيين عامة بالدورة وهنا فاجأه المقدم بسؤاله عن لهجته وكلما قال العماني هذا ليس مهما كان المقدم مصرا على الاستفسار عن اللهجة ثم ختم المقدم تعليقه بإشارة بما معناه أن لهجتك ليست خليجية!!!!!!!
من أهم ما يجب تدريب الإعلامي عليه فـي قناة يشاهدها الملايين فـي هذه اللحظات الاستثنائية ألا يفقد تحكمه فـي لغته اللفظية والجسدية. والأهم أن يعيش لحظة الحدث فقط دون القفز إلى ما وراءها بأسئلة عن الماضي واللهجة والجنسية والأصل والعرق ولا القفز إلى المستقبل بأسئلة عن مصير المدرب أو مصير الفريق أو... الخ. عش لحظتك فقط مع الناس واستمتع بها بكل بساطة. ثانيا الخليج عموما إقليم يعج بعشرات اللهجات وعمان نفسها مليئة بلهجات عديدة فلم الاستغراب؟ أم ترى أن المقدم كان يعتقد أن لهجته هي اللهجة الخليجية الوحيدة؟ ثم لنفرض حتى مع أبعد احتمال أن يكون من تتحدث معه هو غير عماني أصلا بل تجنسا وليكن أصله إفريقيا أو بنجاليا أو بلجيكيا فهل أنت معني بالتحقيق والتدقيق فـي جنسيته وأصله ولهجته؟
أعتقد القناة عليها مراجعة هذه اللقطة والاعتذار إلى هذا المواطن العماني. لذلك نأمل ونترقب صدور تشريعات وقوانين إعلامية تحد من ظاهرة استعداء الشقيق والآخر أيا كان موقفه، فالرأي الفردي يعبر عن قائله، وإن كان الرأي حادا فـيتوجب على كافة وسائل الإعلام تجاهله كأنه لم يكن، نعم للإعلام رسائل ومهام وواجبات عليه أداؤها كما ينبغي، ولكن ليس لتأجيج المشاعر وصب الزيت على النار، فأي بطولة ستنتهي وتأتي أخرى، ونحن كجماهير وشعوب خليجية ننتظر الفرح ونترقب لقاء الأشقاء المتجدد.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: کرة القدم
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء لـ لجنة الاقتصاد الكلي: نتابع الأحداث الإقليمية أولاً بأول
التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم، أعضاء اللجنة الاستشارية للاقتصاد الكلي، حيث تم استعراض عددٍ من السيناريوهات والتوصيات والإجراءات المهمة التي من شأنها التحوط ضد مخاطر الظروف الجيوسياسية الإقليمية.
وفي مستهل الاجتماع، أكد رئيس الوزراء حرصه على الاستماع إلى كل الرؤي والمقترحات بشأن التعامل مع الأحداث الإقليمية الدائرة والتي تشهد تصعيدًا ملحوظًا.
رئيس مجلس الوزراءوقال الدكتور مصطفى مدبولي: نحن كحكومة نتابع الأحداث الإقليمية أولاً بأول، ونُقيم كل تأثيراتها على الوضع الداخلي، خاصةً الأوضاع الاقتصادية، مشيرًا إلى أنه تم تشكيل لجنة أزمة لمتابعة تداعيات الأحداث، هذا بخلاف ما تقوم به المجموعة الوزارية الاقتصادية، من متابعة للموقف.
وأكد رئيس الوزراء، أن المخزون لدينا من السلع المختلفة آمن ومُطمئِن، مُضيفا أن هناك توافقا مع الجهاز المصرفي على توفير كل الاحتياجات المطلوبة من العملة الأجنبية للقطاعات الصناعية المختلفة، وكل مستلزمات الإنتاج.
وخلال الاجتماع، استعرض أعضاء اللجنة الاستشارية للاقتصاد الكلي المخاطر والتحديات والسيناريوهات المطروحة منهم للتعامل مع الأحداث الإقليمية الجيوسياسية الحالية، لاسيما فيما يتعلق بملفات مهمة مثل أمن الطاقة، وسلاسل الإمداد، والموازنة العامة، واستقرار سعر الصرف، وإيرادات قناة السويس، ومعدل التضخم، وغيرها من الملفات.
وأوضح أعضاء اللجنة الاستشارية للاقتصاد الكلي، أن الأزمة الجيوسياسية الإقليمية تتطلب مراقبة دقيقة للأسواق ومحاربة التضخم الخفي، وتحسين كفاءة الطاقة واستمرار سياسات الانضباط المالي وتنويع مصادر توريد الطاقة، وترشيد الاستهلاك، وتعزيز صيانة المحطات.
وأكد أعضاء اللجنة ضرورة التنسيق المحكم بين الحكومة والبنك المركزي بما يُسهم في الإبقاء على سعر صرف مستقر والحفاظ على مرونة سعر الصرف، وذلك في إطار عمل اللجنة التنسيقية للسياسة النقدية والمالية.
وأشار أعضاء اللجنة، إلى ضرورة الاستمرار والتعجيل بإجراءات الإصلاحات الهيكلية لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ودعم المنصات الرقمية للتصدير نحو أفريقيا والخليج.