تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تعد التغيرات المناخية من أبرز التحديات التي تواجه العالم في العصر الحديث، حيث تؤثر بشكل مباشر على مختلف القطاعات الحيوية، وعلى رأسها الزراعة والري ومع تزايد الظواهر المناخية القاسية مثل ارتفاع درجات الحرارة، وندرة الموارد المائية، والجفاف، أصبح من الضروري تبني استراتيجيات شاملة للتعامل مع هذه التحديات وفي هذا السياق، ناقشت لجنة الزراعة والري بمجلس الشيوخ آثار التغيرات المناخية على قطاعي الزراعة والري، مستعرضةً التحديات التي تواجه المزارعين وصانعي السياسات، بالإضافة إلى الحلول المقترحة للتخفيف من تلك الآثار وضمان استدامة الموارد الزراعية والمائية.

ناقشت لجنة الزراعة والري بمجلس الشيوخ، برئاسة الدكتور جمال أبو الفتوح، تأثير التغيرات المناخية على قطاعي الزراعة والري، واستعرضت أهم التحديات التي تواجه هذين القطاعين والحلول المقترحة للتعامل معها وأوضح النائب أبو الفتوح أن التغيرات المناخية أثرت سلبًا على زراعة المحاصيل الزراعية، خاصة الخضر والفاكهة، مما يتطلب العمل على تخفيف آثار هذه التغيرات لضمان استدامة الإنتاج الزراعي.

وخلال الاجتماع، شدد الأعضاء على ضرورة اتخاذ مجموعة من الإجراءات، منها التوسع في زراعة الغابات لتحسين البيئة، ورفع الوعي العام بقضية التغيرات المناخية وتأثيراتها. 

كما طالبوا وزارة الزراعة باستصلاح الأراضي بترشيد استخدام الطاقة التقليدية واستبدالها بالطاقة المتجددة في أنشطة استخراج المياه وتحليتها كذلك أكد الأعضاء أهمية استنباط أصناف زراعية جديدة تتسم بقصر فترة نموها، وتتحمل درجات الحرارة المرتفعة، والملوحة، والجفاف، بما يتناسب مع الظروف المناخية الجديدة.

وفيما يتعلق بمواعيد الزراعة، أوصى النواب بضرورة تعديلها لتتماشى مع التغيرات المناخية، مع زراعة المحاصيل المناسبة في المناطق ذات الظروف المناخية الملائمة لها بهدف زيادة الإنتاجية، مؤكدين أهمية الاعتماد على نظم الري الحديث مثل الري بالتنقيط لتقليل استهلاك المياه والحفاظ على الموارد المائية.

من جانبه، استعرض الدكتور محمد القرش، معاون وزير الزراعة، استراتيجية الوزارة للتصدي للتغيرات المناخية، والتي تتضمن استنباط أصناف تقاوي تتحمل الظروف المناخية القاسية، ومراجعة سياسات استخدام الأراضي وبرامج التوسع الزراعي، بالإضافة إلى بناء نظام مؤسسي لإدارة الأزمات والكوارث الزراعية.

وأشار ممثل وزارة الموارد المائية والري إلى أن تحدي تغير المناخ يؤثر على جميع القطاعات، و يتفاقم مع محدودية الموارد المائية في مصر وأوضح أن الوزارة تتبنى استراتيجيات لإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي كحل لسد الفجوة بين الموارد والاحتياجات المائية.

كما أوضح ممثلو وزارة البيئة أن تغير المناخ يزيد من مخاطر نقص المياه في المناطق الفقيرة بالمياه، مما يؤدي إلى تفاقم ظاهرة الجفاف وتأثيراتها السلبية على المحاصيل الزراعية والبيئة بشكل عام.

وفي ختام الاجتماع، أُوصى بضرورة وضع سياسات زراعية مرنة تتكيف مع التغيرات المناخية، وتعزيز تقنيات الزراعة المستدامة، إلى جانب تكثيف الجهود في مجال تدوير المياه لدعم استمرارية القطاع الزراعي ومواجهة التحديات المناخية الحالية.

التغيرات المناخيه واسبابها

وفي هذا السياق يقول الدكتور طارق محمود أستاذ بمركز البحوث الزراعية، إن التغيرات المناخية هي ظاهرة بيئية عالمية تتمثل في التحولات طويلة الأمد في درجات الحرارة وأنماط الطقس، موضحًا أن أسباب هذه التغيرات تعود إلى الأنشطة البشرية مثل حرق الوقود الأحفوري، وإزالة الغابات، والصناعات الثقيلة، التي تؤدي إلى زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون و الميثان خاصة وأن هذه الغازات تسبب الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية وما يترتب عليه من آثار على مختلف النظم البيئية والاقتصادية.

وأضاف  أن القطاع الزراعي يعتبر من أكثر القطاعات تأثرًا بالتغيرات المناخية حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تغيير مواسم الزراعة وانخفاض إنتاجية المحاصيل الحساسة للحرارة، مثل القمح والأرز ثانيًا، يؤدي الجفاف ونقص المياه إلى تقليل الموارد المائية اللازمة لري المحاصيل، مما يحد من الإنتاج الزراعي بالإضافة إلى ذلك، تساهم الظواهر الجوية المتطرفة، مثل الأعاصير والفيضانات، في تدمير المحاصيل الزراعية والبنية التحتية، مما يسبب خسائر اقتصادية كبيرة كما أن انتشار الآفات الزراعية والأمراض نتيجة التغيرات المناخية يزيد من ضعف المحاصيل وجودتها.

التأثيرات غير المباشرة للتغيرات المناخية

وفي نفس السياق يقول الدكتور جمال صيام الخبير الزراعي، إن التغيرات المناخية تسبب تأثيرات غير مباشرة على الزراعة والمجتمعات مثل انخفاض الإنتاج الزراعي الذي يؤدي بدورة إلى ارتفاع أسعار الغذاء، مما يزيد من الضغوط الاقتصادية والدول النامية كما تؤثر التغيرات المناخية على التنوع البيولوجي، حيث يؤدي فقدان الموائل الطبيعية إلى تهديد الأنواع التي تلعب دورًا هامًا في الزراعة، مثل الملقحات علاوة على ذلك، قد تجبر الأسر الزراعية على الهجرة بسبب تدهور الأراضي الزراعية، مما يخلق تحديات اجتماعية واقتصادية جديدة.

التكيف مع التغيرات المناخية وتخفيف آثارها

وأشار إلى أنه لتقليل من تأثيرات التغيرات المناخية على الزراعة، يجب اعتماد استراتيجيات فعالة يمكن تحقيق ذلك من خلال تبني ممارسات الزراعة المستدامة، مثل استخدام تقنيات الري الحديث والزراعة الدقيقة، كما أن الاستثمار في تطوير محاصيل مقاومة للجفاف والحرارة يمكن أن يحسن من الإنتاجية في ظل الظروف المناخية المتغيرة إضافةً إلى ذلك، يعد التشجير والحفاظ على الغابات ضروريًا لتقليل انبعاثات الكربون وتعزيز استقرار المناخ التعاون الدولي، مثل الالتزام باتفاقية باريس للمناخ، وزيادة الوعي بأهمية التحول إلى ممارسات صديقة للبيئة، يعدان من الركائز الأساسية في مواجهة التحديات المناخية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الزراعة التغييرات المناخية القطاع الزراعي التغيرات المناخية الظواهر المناخية لجنة الزراعة والري بمجلس الشيوخ التغیرات المناخیة على الموارد المائیة الظروف المناخیة الزراعة والری درجات الحرارة

إقرأ أيضاً:

وزير الزراعة: تعزيز كفاءة استخدام الموارد الطبيعية لمواجهة تغير المناخ

أكد علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أهمية تعزيز كفاءة استخدام الموارد الطبيعية، مثل المياه والأراضي الزراعية، لضمان استدامة الإنتاج الزراعي، في ظل التغيرات المناخية، لافتا إلى أن وزارة الزراعة تُدرك تمامًا الأبعاد البيئية والاقتصادية للمناخ.

وزير الزراعة يكلف مديرا تنفيذيا جديدا للهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعيةالوزير: ملتزمون بمنع إقامة أي مشروعات صناعية على أراضٍ زراعية أو داخل الكتلة السكنية

وأشار "فاروق"، إلى أن الوزارة تعمل على تطبيق تقنيات الزراعة الذكية، والحد من الانبعاثات الضارة، والتكيف مع التغيرات المناخية من خلال تطوير أساليب الزراعة المستدامة، وتعزيز استخدام التقنيات الحديثة في الري والزراعة.

وشدد الوزير على أهمية تسليط الضوء على التحديات البيئية التي تؤثر على القطاع الزراعي بشكل خاص، الذي يُعد ركيزة أساسية للأمن الغذائي في مصر، مؤكدا أن دور الشباب والشابات في هذا السياق محوري وأن هذه ليست مجاملة بل واقع نراه في إبداعاتهم في مجالات التكنولوجيا وغيرها.

وأعرب وزير الزراعة عن أمله في تحفيز الشباب والشابات على المشاركة الفاعلة في قضايا البيئة، وتعزيز الوعي حول أهمية حماية الموارد الطبيعية لضمان استدامة الحياة على كوكبنا، داعيا جميع الشباب والشابات إلى التفاعل بشكل مسؤول للمساهمة في تحقيق حلول مستدامة للحاضر والمستقبل.

وفي سياق متصل أناب وزير الزراعة،  الدكتور نعيم مصيلحي، مستشار الوزير للتوسع الأفقي، للمشاركة نيابة عنه في حفل انطلاق برنامج العمل الرسمي للمؤتمر.

وأكد مستشار وزير الزراعة أن هذا المحفل الهام والحيوي يجمع بين نخبة من الشباب الطموح والواعي بقضايا المناخ والتنمية، ويجمع بين الطاقات الشابة والأفكار الخلاقة والاهتمام المشترك نحو حماية كوكبنا وضمان مستقبل أكثر استدامة وعدالة للأجيال القادمة، كما توجه بالشكر إلى أعضاء مؤسسة الشباب المنظمة للمؤتمر وجهودهم القيمة لتوفير هذه المساحة الحوارية الثرية للشباب للتعبير عن رؤاهم وطموحاتهم في مواجهة أحد أعقد التحديات التي تواجه البشرية.

وأضاف مصيلحي أن قضية تغير المناخ لم تعد مسألة بيئية فحسب، بل أصبحت تحديًا تنمويًا شاملاً يمس كل القطاعات، وعلى رأسها القطاع الزراعي الذي يُعد من أكثر القطاعات تأثرًا بتغير المناخ، وفي الوقت نفسه يعتبر القطاع الزراعي من أكثر القطاعات قدرة على إحداث فارق إيجابي، لافتًا إلى أن القطاع الزراعي يُعد ركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني، وأحد أهم القطاعات المرتبطة بالأمن الغذائي وسبل العيش والتنمية الريفية.

وأوضح أنه رغم ذلك فقد واجه في السنوات الأخيرة تحديات جسيمة نتيجة التأثيرات السلبية لتغير المناخ، من ارتفاع درجات الحرارة وتغير نمط سقوط الأمطار وتزايد معدلات الجفاف والملوحة وتزايد شدة وحدة الأحداث المناخية المتطرفة وارتفاع مستوى سطح البحر، الذي يؤثر على جودة وكفاءة الأراضي الزراعية في شمال الدلتا، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على إنتاجية المحاصيل وعلى استقرار المجتمعات الزراعية، وبخاصة الفئات الأكثر هشاشة مثل صغار المزارعين والنساء والأطفال.

وقال إن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي تُدرك تمامًا حجم هذا التحدي وتضع مواجهة آثار التغير المناخي على رأس أولوياتها، كما تعمل بجدية على التوسع في استخدام التقنيات الزراعية الحديثة وممارسات الزراعة الذكية مناخيًا، وتشجيع التوسع في استخدام التكنولوجيا والميكنة الزراعية الحديثة، وتبني أساليب الري المرشدة للمياه، وتحسين إدارة الموارد الطبيعية، والتعاون مع مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني لتعزيز صمود المجتمعات الريفية وتطوير سبل العيش المستدامة، فضلاً عن دعم صغار المزارعين، وبخاصة النساء والشباب، ليكونوا في قلب العمل المناخي.

وأكد مستشار وزير الزراعة أن الشباب هم القوة الحقيقية والأقدر على الابتكار والتأثير والربط بين المعرفة والعمل على أرض الواقع، مؤكدًا على ضرورة دعم المبادرات الشبابية في مجال الزراعة المستدامة والعمل البيئي، فضلاً عن إشراكهم في البرامج التدريبية والمشروعات القومية والمبادرات التنموية لبناء قطاع زراعي مرن قادر على التكيف مع تغير المناخ وخدمة أهداف التنمية المستدامة والقدرة على تمكين الشباب من لعب دور فاعل في وضع وتنفيذ السياسات المناخية.

وأشار مصيلحي إلى أن أهمية هذا المؤتمر تأتي باعتباره منصة شبابية محلية ذات تأثير دولي، تعزز من دور الشباب في مواجهة هذه التحديات وتفتح الباب أمام مشاركة فعالة في صياغة السياسات والحلول على المستويين الوطني والدولي.

وأكد على أن الشباب لا يمثلون فقط المستقبل، بل هم شركاء اليوم، وصوتهم مهم، ومبادراتهم وحلولهم المبتكرة محل تقدير واعتزاز، لافتًا إلى أننا لا نملك رفاهية الانتظار، حيث أن تغير المناخ يفرض علينا التحرك العاجل والتعاون الوثيق والعمل بروح الفريق الواحد، وأن هناك ضرورة لمواصلة العمل من أجل أرض خضراء وموارد مصونة ومجتمعات قادرة على الصمود.

وشدد مستشار وزير الزراعة على أن مواجهة التغير المناخي تتطلب من كافة الشركاء: الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص والشباب، التكاتف وتبادل المعرفة والخبرة.

وتضمن برنامج المؤتمر جلسة حوارية هامة حول تحديات التغير المناخي في مصر أدارها الدكتور يوسف ورداني، وشارك فيها نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجالات السياسات المناخية والتنمية المستدامة والزراعة والاقتصاد الأخضر وهم: الدكتور محمد حسان فلفل، مدير الإدارة العامة لدراسات مخاطر تغير المناخ - مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء، والدكتور فضل هاشم، المدير  التنفيذي لمركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، الدكتورة ريهام عبدالحميد؛ مدير برنامج دراسات التنمية المستدامة بمكتبة الإسكندرية.

واستعرض المدير التنفيذي لمركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة، الجهود التي تبذلها وزارة الزراعة ومراكزها البحثية في مجال تغير المناخ، والحد من التأثيرات السلبية له، على القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، بهدف حماية المزارعين والمربين خاصة الصغار منهم، كذلك حماية الثروة النباتية والحيوانية في مصر، كما استعرض أيضا الأدوار الهامة التي يقوم به الشباب، ومؤسسات المجتمع المدني في هذا الشأن.

جاء ذلك خلال كلمة مسجلة، ألقاها في افتتاح فعاليات مؤتمر الشباب المحلي للتغير المناخي، والذي اٌقيم تحت رعايته، بمكتبة الاسكندرية،  ونظمته مؤسسة شباب المتوسط بالتعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، حيث يُقام المؤتمر في 110 دولة بالتوازي بحضور عدد من الشخصيات الحكومية والميدانية والدولية الهامة، في إطار استعداد الشباب لرسم سياسات المناخ محليًا ودوليًا، حيث يُنفذ للمرة الأولى بقيادة المجتمع المدني وبالشراكة مع القطاع الخاص.

طباعة شارك علاء فاروق وزير الزراعة الموارد الطبيعية الإنتاج الزراعي الزراعة

مقالات مشابهة

  • هل ما حدث في الإسكندرية له علاقة بالتغيرات المناخية؟.. وزيرة البيئة تكشف التفاصيل
  • ثروت إمبابي يكتب: الزراعة دون تربة.. مستقبل الأمن الغذائي في ظل التغيرات المناخية
  • وزيرة البيئة تكشف استراتيجيات الحكومة للتعامل مع التغيرات المناخية
  • وزير الزراعة يؤكد أهمية تعزيز كفاءة استخدام الموارد الطبيعية
  • وزير الزراعة يبحث مع عدد من الجهات المعنية وضع خطة إسعافية لإدارة حالة الجفاف والحد من هدر المياه
  • طارق رسلان: التغيرات المناخية أثرت بشكل كبير علي المحاصيل الزراعية
  • فيبي فوزي: الحكومة نجحت في اتخاذ خطوات فعالة لمواجهة تداعيات التغيرات المناخية
  • وزير الزراعة: تعزيز كفاءة استخدام الموارد الطبيعية لمواجهة تغير المناخ
  • تهدد المحاصيل الزراعية.. أسوأ موجة جفاف تضرب بريطانيا منذ 173 عامًا
  • زراعة حماة تبحث مع “الفاو” سبل دعم القطاع الزراعي بالمحافظة