جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-04@14:22:17 GMT

السلطان هيثم والمفتاح الذهبي!

تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT

السلطان هيثم والمفتاح الذهبي!

 

د. محمد بن عوض المشيخي **

 

هناك أيام خالدة في حياة الشعوب يعتز فيها الوطن والمواطن، لأنها ارتبطت بإنجازات شامخة صنعها وخطط لها قادة عظام، انطلاقًا من مسؤولياتهم تجاه المجتمعات التي وضعت ثقتها بتلك القيادات والتي تعمل على مضاعفة الجهود الوطنية لتحقيق الرخاء والاستقرار من أجل الارتقاء بالأوطان وجعلها في مُقدمة الأمم التي تبحث لنفسها عن مكان بارز تحت الشمس.

ومن أصعب المعضلات التي تواجه من يتولى القيادة والزعامة في أي بلد في هذا الكوكب، وعلى وجه الخصوص، أن تكون على رأس هرم السلطة التنفيذية هو القدرة على إدارة شؤون الدولة بحكمة ورشد في اتخاذ القرارات، وقبل ذلك اختيار البطانة الصالحة التي يُفترض لها أن تكون مُخلِصة وصادقة وتمتلك مهارات إدارة أمور الوطن. ويجب التأكيد هنا أن القائد لا يُصنع؛ بل تتوافر فيه صفات القيادة بالفطرة. ومن حسن الطالع أن تقترن عُمان بثقلها التاريخي وتراثها العريق وشعبها العظيم بزعيم تكتمل فيه كل الصفات القيادية الرشيدة التي نادرًا ما تتوفر بزعيم في هذا الزمن الذي يُظهر لنا بين وقت وآخر دولًا فاشلة، ليس بسبب قلة مواردها، بل بسبب سوء الإدارة لتلك الموارد من الذين يتولون الأمر والسلطات في تلك الدول.

هنيئًا لنا في عُمان ذكرى يوم الحادي عشر من يناير، يوم تولي جلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في سلطنة عُمان، وقد اقترن هذا اليوم بفيض النهضة العُمانية المُتجدِّدة التي نجني ثمارها في مختلف الميادين، وناقلة بلادنا إلى مصاف الدول المتقدمة من خلال الرؤية الثاقبة للحكومة الرشيدة التي تبذل جهودًا جبارة لتحسين حياة المواطن وتوفير الاحتياجات الضرورية وتطوير مُختلف القطاعات الصحية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية لهذا البلد.

في مثل هذا اليوم من أيام يناير قبل خمس سنوات، كتبتُ مقالا بعنوان "عُمان بين عهدين: من السلطان قابوس إلى السلطان هيثم"؛ حيث تحقق ما حمله ذلك المقال من طموحات وآمال لمستقبل مُشرق لعُمان وشعبها؛ بل زاد على توقعاتنا بكثير، من خلال الإنجازات الكبيرة التي تحققت لأبناء هذا الشعب خلال سنوات قليلة. وهنا أقتبس من المقالة السطور الآتية: "السلطان هيثم يملك مفاتيح النجاح التي تؤهله لتحقيق طموحات الوطن والمواطن في عُمان؛ فهو يحمل شهادة علمية عُليا من أعرق وأفضل جامعة في العالم: جامعة أكسفورد البريطانية، كما إنه كان الأقرب للسُّلطان الراحل؛ مما أتاح له ذلك الاطلاع على مختلف الأسرار والقضايا الكبرى التي مرَّت بالسلطنة منذ عدة عقود. وهذا هو المفتاح الذهبي الذي يفتح كل القلوب حول السلطان الجديد".

وبالفعل على الرغم من التحديات التي ألقت بظلالها على المشهد العُماني في ذلك الوقت؛ كالأزمة الاقتصادية العالمية المتمثلة في هبوط أسعار النفط إلى ما دون قيمة تكلفة البرميل النفطي وبالتحديد في النصف الأول من عام 2020، وكذلك مديونية السلطنة التي تخطت العشرين مليار ريال عُماني، وكذلك جائحة كورونا التي ضربت شرقًا وغربًا وأكلت الأخضر واليابس. وبفضل من الله وحكمة جلالة السلطان وبُعد نظره، أصبحت تلك التحديات خلفنا، وهذا ليس بغريب على هذا القائد العظيم الذي تفتخر به عُمان من أقصاها لأقصاها؛ بل أصبح من الواجب أن تُفاخِر الأمة العربية قاطبةً من بغداد شرقًا إلى طنجة غربًا بمواقف السلطان هيثم الشجاعة والشعب العُماني في الدفاع عن ثوابت الأمة وقضيتها الأولى فلسطين في المنابر الدولية.

ومن المُفارقات العجيبة أن تكشف لنا الأحداث التاريخية الكبرى في أنظمة الحكم في العالم، أنه بين كل عهد وعهد جديد هناك أزمات طاحنة تُعد اختبارًا للقادة الجُدد، وتكشف لنا الأيام مدى قدرتهم على إدارة شؤون الدولة، على الرغم من وجود تلك الأزمات. وبالفعل نجح سلطان الفكر في تجاوز كل التحديات بحكمة واقتدار، ودافعه الأول هو حبه لشعبه وإخلاص أبناء عُمان له وولائهم المطلق لهذا الزعيم الذي يملك إرادة وعزيمة عظيمة لإسعاد شعبه وتحقيق غايات الوطن ورفع راياته إلى عنان السماء.

وفي الختام.. كم هي عظيمة عُمان بسُلطانها الهُمام صاحب المشروع الوطني الطموح الذي جعل من هذا البلد عنوانًا للمُنجزات العملاقة التي تُعانق السماء، وبهذه المناسبة العزيزة على قلب كل مواطن نزف أحر التهاني من القلب إلى مقام قائد النهضة العُمانية المتجددة حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- أعزه الله- بمناسبة هذا اليوم المجيد الذي تولى فيه حكم البلاد، وكل عام وعُمان في سعادة وخير.

** أكاديمي وباحث مختص في الرأي العام والاتصال الجماهيري

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

سوريا تكشف عن هويتها البصرية الجديدة برمز العقاب الذهبي

صراحة نيوز-

أطلق الرئيس السوري أحمد الشرع، أمس الخميس، الهوية البصرية الجديدة للجمهورية العربية السورية، مؤكداً أنها تمثّل وحدة البلاد وترفض أي شكل من أشكال التقسيم، وتعكس في الوقت ذاته التنوع الثقافي والعرقي لسوريا.

وخلال الاحتفالية التي أقيمت في قصر الشعب بدمشق، أوضح الشرع أن الهوية الجديدة تعبّر عن مشروع لبناء الإنسان السوري، وتقطع مع منظومة القهر والاستبداد، مشيراً إلى أنها تمهّد لمرحلة جديدة عنوانها دولة قوية وحياة كريمة لجميع السوريين، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”.

وتوجه الرئيس السوري بكلمة إلى المواطنين قال فيها: “هذا الاحتفال اليوم يُمثل انطلاقة لهوية سوريا وأبنائها في مرحلة تاريخية جديدة، تستمد عناصرها من العقاب الذهبي؛ ذلك الطائر الجارح الذي يجمع بين القوة والعزم والسرعة والدقة والابتكار. هو رمز للمناورة والبراعة، والتحليق في الأعالي، والمهارة في الصيد، والقدرة على الحماية، تمامًا كما يجب أن يكون أبناء سوريا في عصرهم القادم”.

وأضافت “سانا” أن الهوية البصرية الجديدة تتخذ من “العقاب الذهبي السوري” شعارًا جديدًا للبلاد، وقد جرى تصميمه بأسلوب معاصر يجمع بين رمزية الماضي وتطلعات المستقبل، ليعكس استعادة الدولة لعافيتها ونظرتها المتجددة في ظل التغيرات الأخيرة.

مقالات مشابهة

  • المدفع العثماني الذي غير التاريخ.. هدم سور القسطنطينية وهزم الأسطول الإنجليزي
  • سوريا تكشف عن هويتها البصرية الجديدة برمز العقاب الذهبي
  • هيثم فارق: اعتزال شيكابالا صدمة للكرة المصرية وتكريمه واجب من الجميع
  • هيثم فاروق: شيكابالا أيقونة وتأثرت بشدة بعد إعلانه خبر اعتزاله
  • هيثم فاروق: شيكابالا أيقونة.. وتأثرت بشدة بعد إعلانه الاعتزال
  • الملاكمة تدشن العصر الذهبي بالأزياء والنزالات الدامية والألعاب الافتراضية
  • ٣٠/ يونيو، ليلة القبض علی جَمْرَة!!
  • هيثم نبيل يدعم شيرين عبد الوهاب: "ذنبها في رقبة اللي يقدر يساعد ويسكت!"
  • «هذا عصركم الذهبي».. توقعات برج الثور لشهر يوليو 2025| خاص
  • تأييد حكم الإعدام على المتهمة بقتل الطفلة يارا وسرقة قرطها الذهبي بالشرقية