يمانيون – متابعات
نقترب من إتمام 10 أشهر كاملة من هدنة غير موقعة رسميا بين اليمن والتحالف الذي تقوده السعودية ، تماما منذ اكتوبر 2022 ،

هذا الزمن اعطي للجهود العمانية ولوساطة ” سرية ” لدولة اقليمية لترتيب ما يمكن ان يسمى بناء الثقة، لكن من الواضح انه انتهى دون نتائج وبالتالي عاد التلويح يمنيا باستئناف الحرب خاصة بعد ان أعلن قائد الثورة في اليمن السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي باطلاق تحذير اخير في خطابه في الـ12 من الشهر الجاري اغسطس.

في الوقت الحالي تعكف لجنة الوساطة العمانية التي وصلت إلى العاصمة اليمنية صنعاء أول أمس الخميس لبحث ما اذا أمكن احتواء المخاوف السعودية من عودة شبح الحرب وتلبية شروط صنعاء في الملفين الإنساني والاقتصادي ومن المتوقع ان تظهر نتائج هذه الجولة بعد غد الاثنين.

في أحسن الأحوال يمكن الاتفاق على تمديد الهدنة لستة اشهر قادمة وستكون 6 أشهر اخيرة ونهائية مقابل توسيع الرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء الدولي وفتح أكبر لموانئ الحديدة ودفع رواتب الموظفين المدنيين ، والعودة مجددا للمفاوضات التي تم تعليقها بعد وصولها إلى طريق مسدود.

هذا يعني أن الأمر لا يتجاوز تمديد الحوار وفرملة أي عمليات عسكرية كان يمكن أن تحدث في الأسابيع المقبلة ، مع بقاء تعقيدات الحل السياسي الشامل دون أي اختراق.

كل المؤشرات غير ايجابية بالنسبة للوصول إلى سلام في اليمن وأنه مثلما كانت الحرب صعبة ومعقدة فأن السلام أيضا لا يزال صعب ومعقد وشائك وتفكيك عقده يحتاج إلى اعتراف اقليمي ودولي بأن المشهد في اليمن لا يمكن إعادة تركيبه مجددا كما كان قبل الحرب التي جاءت نتائج على غير ما تشتهي الرباعية الامريكية البريطانية السعودية والاماراتية.

من غير الواضح انه يمكن للتحالف ان يعيد تشكيل اليمن سياسيا على طريقة المبادرة الخليجية التي فرضت في العام 2012 وكانت أحد أسباب الحرب في 2015 وبالتالي يتطلب الخروج من الحرب في اليمن الاعتراف الامريكي السعودي أنهم دون حلفاء في اليمن ،

هذه نتيجة لا تريد واشنطن والرياض الاعتراف بها وهي واحدة من تعقيدات الحل السياسي في اليمن ، اذ ان الولايات المتحدة تريد ما تسميه ” توازن ” بحيث يشترك في السلطة ، المؤقتة أو حتى الدائمة في المستقبل، قوى حليفة لواشنطن والرياض وقوى مناهضة لها، على غرار النموذج اللبناني.

تحديدا كان يمكن ان يكون هذا النموذج قائم إذا تحقق للتحالف نصف انتصار، على أن الذي حدث هو مختلف تماما ، فصنعاء تشعر بأنها حققت انتصارا عسكرية حين منعت سقوط المحافظات الشمالية والوسطى والغربية وجزء كبير من المحافظات الشرقية، يعيش 80% من سكان الجمهورية اليمنية في هذه المحافظات، بالاضافة إلى امتلاكها قوة عسكرية تستطيع ان تعيد ما سيطر عليه التحالف في المحافظات الجنوبية وبعض الشرقية عندما تعود الحرب ،

والأهم من ذلك أن صنعاء تملك القدرة على تهديد استقرار السعودية طالما بقيت في الحرب، وهذا التهديد هو العنصر المركزي الذي يبحث مع كل تفاوضات.

دعونا نقول تاليا ، ان المركزي بالنسبة لمعركة صنعاء يسير باتجاه تفكيك الحصار ودفع الدول التي تشكل التحالف وأولها السعودية التي تقوده خارج الأهداف التي كانت تعلنها ومن ضمنها إسقاط ما تسميه انقلاب ، ونسميه نحن ثورة، وقد نجحت صنعاء في ذلك بنسبة كبيرة اذ ان النقاشات لا تتضمن أي اشارة إلى ما كان التحالف يسميه عودة ” الشرعية ” هذا ماض وموضوع الآن ومستقبلا ومن هنا فإن التعاطي مع هدن طويلة مرنا لكنه ليس مفتوح .

المسيرة / طالب الحسني

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فی الیمن

إقرأ أيضاً:

الجارديان: وقوف السعودية مع السودان وراء تصعيد الإمارات ضد السعودية في اليمن (ترجمة خاصة)

قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن استحواذ القيادات العسكرية المدعومة من دولة الإمارات العربية المتحدة في جنوب اليمن على السلطة في كامل محافظات الجنوب خطوة تفتح المجال أمام احتمال أن يعلن الجنوب استقلاله، ليعود اليمن إلى دولتين للمرة الأولى منذ ستينيات القرن الماضي.

 

وذكرت في تقرير لها ترجمه الموقع بوست إن نحو ما يقرب من 10 آلاف مقاتل من قوات المجلس الانتقالي دخلوا الأسبوع الماضي إلى محافظة حضرموت الغنية بالنفط، قبل أن يتقدموا نحو محافظة المهرة الواقعة على الحدود مع سلطنة عُمان، والتي لم تكن خاضعة لسيطرتهم سابقًا.

 

وتعلق بالقول: وبهذا التوسع، بات الانتقالي يفرض سيطرته على جميع المحافظات الجنوبية الثماني التي شكّلت في السابق دولة جنوب اليمن، وهو إنجاز لم يسبق أن حققه، وكشف بأن سلطنة عمان طالبت في البداية بإنزال علم الجنوب على حدةدها لكنها اضطرت للتراجع.

 

وتشير الصحيفة إلى أن السعودية لاقت انتكاسة بعد سحب قواتها من قصر المعاشيق في عدن ومن مطار عدن، في خطوة تُظهر حجم التراجع الذي مني به حلفاؤها في الحكومة المعترف بها دوليًا.

 

وتوضح الصحيفة قائلة: "ورغم أن إعلان دولة الجنوب من طرف واحد قد يبدو خيارًا ممكنًا، إلا أنه يحمل مخاطر سياسية كبيرة، على غرار تجارب سابقة مثل قضية الصحراء الغربية التي اعتقدت بأنها تمتلك دعمًا دوليًا لاستقلالها عن المغرب قبل أن يتلاشى هذا الدعم".

 

ونقلت عن مراقبين ترجيحهم أن يدفع المجلس الانتقالي نحو استفتاء على تقرير المصير في المدى المتوسط، في حين سيظل مستقبل الجنوب مرتبطًا بالقرارات التي تتخذها أبوظبي الداعم الأبرز له.

 

وأوضحت الصحيفة أن الزبيدي رغم وجوده داخل مجلس القيادة الرئاسي إلا أنه ظل يمتلك القوة العسكرية الأكبر، بينما غادر العليمي إلى الرياض والتقى دبلوماسيين فرنسيين وبريطانيين وأمريكيين، ودعا الانتقالي العودة إلى الثكنات العسكرية، مؤكدًا رفضه لأي إجراءات أحادية تمس بشرعية الدولة أو تفرض واقعًا موازيًا.

 

وتستدرك الصحيفة بالقول:" لكن قوات الزبيدي، وبعد حصولها على ضوء أخضر أو صريح، سيطرت الأسبوع الماضي على شركة بترومسيلة، أكبر شركة نفطية في اليمن، ما منح الانتقالي موقعًا قويًا لإعادة رسم مستقبل البلاد".

 

وذكرت إن دول غربية طالما عارضت ومعها الأمم المتحدة تقسيم اليمن، متمسكة بخارطة طريق سعودية تهدف لتشكيل حكومة اتحادية تضم الحوثيين وقوى الجنوب، وقال إن دبلوماسيين غربيين أجروا اتصالات متكررة مع الزبيدي مؤخرًا لمعرفة نواياه، بما في ذلك علاقاته مع روسيا وتأثير ذلك على المعركة ضد الحوثيين المدعومين من إيران، وحتى الآن لم يصدر أي تعليق علني من الدول الغربية، ولا من الولايات المتحدة، وفقا للصحيفة.

 

وتشير إلى أن تبقى محافظتا تعز ومأرب خارج سيطرة الحوثيين، وقد يعرض المجلس الانتقالي عليهما حماية خاصة لمنع وقوعهما في قبضة الجماعة.

وتكشف الصحيفة البريطانية إن الإمارات منحت الانتقالي الضوء الأخضر للتحرك، بعد غضبها من طلب السعودية من إدارة ترامب التدخل لإنهاء الحرب في السودان، وهي أزمة لطالما سبّبت للإمارات ضغوطًا دولية بسبب اتهامات بدعم قوات الدعم السريع، وقالت وفد السعودية في حضرموت يتعرض لضغط شديد من حكومته لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المشهد المتسارع.


مقالات مشابهة

  • وزيرا خارجية السعودية وأميركا يناقشان السلام في السودان والتطورات في اليمن
  • عاجل: الشرعية تكسر الصمت: لا مكان لخطوات الانتقالي خارج قرارات مجلس الأمن وإعلان نقل السلطة ولا يمكن القبول بها كأمر واقع ولن نقبل بأي خطوات أحادية
  • «حاملة الطائرات التي لا تغرق: إسرائيل، لماذا تخشى السعودية أكثر مما تخشى إيران؟»
  • الجارديان: وقوف السعودية مع السودان وراء تصعيد الإمارات ضد السعودية في اليمن (ترجمة خاصة)
  • اليمن يطلق نداء عاجلاً لرفع الحصار عن مطار صنعاء
  • اليمن يطلق نداء عاجلاً لرفع الحصار عن مطار صنعاء في اليوم العالمي للطيران المدني
  • ندوة في صنعاء بعنوان اليمن والقرن الأفريقي.. الأواصر التاريخية ومآلات التحولات الراهنة
  • خطابات تصعيدية غير مسبوقة.. الخونة يقرعون طبول الحرب!
  • طبيب يكشف الحالات التي يمكن فيها خفض ضغط الدم دون الحاجة إلى أدوية
  • زيلينسكي: أوكرانيا وأمريكا ناقشتا القضايا الرئيسية التي قد تضمن إنهاء الحرب