وائل الدحدوح: الاحتلال سيمعن في القتل خلال اليومين المقبلين
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
قال مدير مكتب الجزيرة في قطاع غزة وائل الدحدوح إن ما يقوم به الاحتلال من قصف بعد إعلان وقف إطلاق النار ليس جديدا، مؤكدا أن إسرائيل اعتادت رفع وتيرة القتل قبل دخول أي اتفاق حيز التنفيذ.
وأكد للجزيرة أن حالة الفرح التي عاشها سكان القطاع عقب الإعلان عن الاتفاق مساء الأربعاء لم تكن نابعة من شعورهم بأن آلة القتل الإسرائيلية ستتوقف ولكن من رغبتهم في تجاوز حالة الحزن التي فرضتها الحرب.
وتوقع الدحدوح أن يمعن الإسرائيليون في قتل المدنيين خلال اليومين المقبلين قبل دخول الاتفاق حيز التنفيذ يوم الأحد المقبل لأن الاحتلال "لم يغير من سياسته بعد إعلان الصفقة"، مشيرا إلى استشهاد 3 صحفيين ومؤثرين في قصف استهدف وسط القطاع.
وحاليا، يكثف جيش الاحتلال قصفه المدفعي الذي يربك حياة الناس ويفسد فرحتهم بالاتفاق، كما يقول الدحدوح.
المآسي ستظهر بعد الحرب
وأكد مدير مكتب الجزيرة في غزة أن كثيرا من المآسي سوف تتكشف بعد وقف الحرب لأن الصحفيين كانوا يحاولون تسليط الضوء على أهم ما يجري وليس كل ما يجري، مضيفا "هناك تفاصيل موجعة لا تستطيع الكاميرا تسجيلها".
وقال إن الكاميرات لم تسجل الواقع الأكثر صعوبة وخصوصا ما يتعلق بلحظات النزوح التي كانت أكثر اللحظات قسوة خلال الحرب حيث عاش الناس في خيام غارقة بالمطر مع غياب الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية.
إعلانوتوقع الدحدوح أن الغزيين سيدخلون حربا أخرى بعد توقف حرب الطائرات والصواريخ التي عششت في عقولهم، متسائلا "أين سيذهب الناس الذين خسروا كل شيء؟".
وأشار إلى أن 80% من البيوت قد تهدّمت، فضلا عن آلاف الجثث التي ما زالت تحت الركام والتي تتطلب إمكانيات ضخمة جدا لإخراجها.
كما لفت إلى أن بعض من دفنوا ذويهم في الشوارع سيحاولون نقلهم مجددا وهو ما سيعيد حالة الحزن والوجع على النحو الذي كانت عليه في السابق، وقال إن هذا الأمر يتطلب وقتا.
وقتلت إسرائيل أكثر من 70 فلسطينيا وأصابت أكثر من 200 آخرين في غارات استهدفت مناطق متفرقة من القطاع بعد إعلان الاتفاق على وقف إطلاق النار.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
تقرير أممي: اليمن ضمن أكثر البلدان التي تعاني من ندرة المياه في العالم
قال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (undp)، إن اليمن يعد من أكثر البلدان التي تعاني من ندرة المياه في العالم، في ظل الصراع الذي تشهده البلاد منذ عقد من الزمن.
وقال البرنامج الأممي في تقرير حديث له إن حصة الفرد من موارد المياه المتجددة لا تتجاوز ال80 مترًا مكعبًا سنويًا، وهي أقل بكثير من العتبة العالمية البالغة 1000 متر مكعب التي تُعرّف الإجهاد المائي.
وأضاف "بما أن اليمن لا يمتلك أي أنهار دائمة، فإنه يعتمد بشكل كبير على هطول الأمطار والمياه الجوفية التي تتناقص بسرعة".
وأكد التقرير أن المجتمعات الريفية تتأثر بالأزمة المائية بشكل غير متناسب. يفتقر أكثر من 14.5 مليون شخص في اليمن إلى خدمات مياه الشرب المأمونة والصرف الصحي، ويعيش معظمهم في المناطق الريفية والتي يصعب الوصول إليها.
وقال "في قرى مثل صبر في تعز، حيث تعيش رنا، لا يزال الناس يجلبون المياه من الآبار التقليدية، وكثيرًا ما يمشون مسافات طويلة في ظل ظروف قاسية. وبدون بنية تحتية موثوقة، تواجه هذه المجتمعات خسائر متكررة في المحاصيل، وتدهور الأراضي، وفرص اقتصادية محدودة. تدفعهم هذه العوامل إلى المزيد من الفقر وتزايد الهشاشة".
وزاد "النساء والفتيات يتحملن العبء الأكبر، لأنهن المسؤولات عادةً عن جمع المياه. ففي بعض المناطق الريفية من اليمن، تمشي النساء والفتيات لساعات في كل اتجاه لجلب المياه. لا يؤثر هذا العمل الذي يستغرق وقتًا طويلاً على صحتهن وسلامتهن فحسب، بل يساهم أيضًا في ارتفاع معدلات التسرب من المدارس بين الفتيات ويقيد قدرة النساء على المشاركة في التعليم أو الأنشطة الاقتصادية أو صنع القرار المجتمعي.
وتابع التقرير أن "عبء جمع المياه هو عبء جسدي واجتماعي واقتصادي. وإدراكًا لذلك، يعمل مشروع الإدارة المتكاملة للموارد المائية لتعزيز الصمود في قطاع الزراعة والأمن الغذائي (IWRM-ERA)، الممول من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ) من خلال بنك التنمية الألماني (KfW)، على ضمان الإدماج الهادف للنساء في جميع أنشطته. تشارك رنا قائلة: "نحن كنساء، نشارك في كل شيء. بدءًا من تحديد احتياجات المجتمع وصولاً إلى التخطيط وحضور الأنشطة".
ونقل التقرير عن رنا قائلةً: "تحدث صراعات أحيانًا على الوصول إلى المياه، خاصة عندما تكون المصادر شحيحة".
وطبقا للتقرير فإن الأبحاث تشير إلى أن 70-80 بالمائة من جميع الصراعات الريفية في اليمن مرتبطة بالمياه. ويؤكد هذا الانتشار الكبير للنزاعات المتعلقة بالمياه على هشاشة المجتمعات التي تعاني بالفعل من مصادر مياه محدودة وغير ثابتة. وتزيد عوامل مثل النزوح وتحول أنماط هطول الأمطار من الضغط على شبكات إمدادات المياه في اليمن، مما يؤدي إلى تفاقم الصراع المستمر منذ عقد من الزمان.
وأكد التقرير الأممي أن الأمن الغذائي في اليمن يرتبط ارتباطًا عميقًا أيضًا بالوصول إلى المياه. منذ عام 2024، يواجه أكثر من 17 مليون يمني انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي وفقًا لتقارير الأمم المتحدة الأخيرة. يرتفع هذا العدد خلال فترات الجفاف أو الصراع.
ولفت إلى أن سوء الوصول إلى المياه يؤدي إلى الحد مما يمكن للمزارعين زراعته وكميته. وقال "تفشل المحاصيل بشكل متكرر، وتتأثر الثروة الحيوانية، مما يؤدي إلى انخفاض توافر الغذاء وارتفاع الأسعار. ويزيد الاعتماد على أنظمة الري غير المستدامة والمحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه مثل القات من تفاقم المشكلة".
ويرى المزارعون مثل رنا تقدمًا ملحوظاً في جهود حصاد مياه الفيضانات وتحسينات البنية التحتية، ولكن البلاد بحاجة ماسة إلى حلول مائية مستدامة لتحقيق استقرار في الإنتاج الغذائي.
توضح رنا: "نفذ مشروع IWRM-ERA التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي العديد من التدخلات في منطقتنا، مثل بناء الجدران الاستنادية وتحسين الوصول إلى المياه. تساعد هذه الجدران على التحكم في مياه الفيضانات، مما يمنعها من إتلاف الأراضي الزراعية. كما أنها تساعدنا على جمع مياه الأمطار التي نستخدمها لري الأشجار والمحاصيل. وقد أدى هذا إلى نمو ملحوظ في أشجارنا وزيادة إنتاج المحاصيل".
ويرى التقرير أن الفقر يعد سببًا ونتيجة لأزمة المياه في اليمن. حيث يعيش حوالي 80% من سكان اليمن تحت خط الفقر، ويعتمد معظمهم على الزراعة والموارد الطبيعية من أجل البقاء.
في المناطق التي تعاني من ندرة المياه -وفق التقرير- تواجه الأسر خيارات مستحيلة بين شراء الطعام، أو الوصول إلى المياه، أو إرسال الأطفال إلى المدرسة.