يتمادَى كيان الاحتلال الإسرائيليِّ في ممارساته الإرهابيَّة ضدَّ الشَّعب الفلسطينيِّ الأعزل، فلَمْ يكتفِ بما يمارسه من قمع وإعدام ميدانيٍّ، يستهدف الفلسطينيِّين، بما في ذلك الأطفال، دُونَ أيِّ رادع أو خوف من العواقب، بالإضافة إلى هدم منازل الفلسطينيِّين، وإطلاق قطعان مستوطنيه على الفلسطينيِّين يقتلون ويحرقون ويدنِّسون المُقدَّسات.

فذلك الكيان المارق تخطَّى كُلَّ الحدود فيما يرتكبه من جرائم ضدَّ الإنسانيَّة، وسعيٍّ دؤوب إلى تدمير أيِّ فرصة للسَّلام القائم على قرارات الشرعيَّة الدوليَّة وحلِّ الدولتَيْنِ، مواصلًا سرطانه الاستيطاني المتغوِّل، السَّاعي لفرض حلول أحاديَّة، وسط صَمْتٍ دوليٍّ مُريب، يُمهِّد الطريق لآلة البطش الصهيونيَّة، ويُعفيها من أيِّ محاسبة على ما تقترفه من جرائم ستظلُّ وصمة عارٍ في جبينِ الإنسانيَّة جمعاء.
إنَّ الجرائم التي ترتكبها الحكومة الصهيونيَّة الحاليَّة لَمْ تكتفِ بما يعيشه الفلسطينيون من حاضر تعيس، لكنَّها مدَّت الأيادي المجرمة لِتسرقَ المستقبل عَبْرَ استهداف الأطفال ومنعهم من حقِّهم الذي تقرُّه كافَّة الأعراف والمواثيق الدوليَّة والإنسانيَّة في التعلُّم، حيث يسعى الكيان الغاصب المجرم إلى هدم أكثر من (50) مدرسةً فلسطينيَّة في الضفَّة الغربيَّة المحتلَّة بالتزامن مع انطلاق العام الدراسيِّ الجديد، بما يُهدِّد مصير أكثر من ألف طالب وطالبة، حيث قامت الحكومة الأشد تطرُّفًا في التاريخ الصهيونيِّ بإرسال إخطارات نهائيَّة بالهدم لـ53 مدرسةً، فيما هدَمَت فعليًّا ثلاث مدارس منذ بداية العام الحاليِّ، ما يُعدُّ انتهاكًا لأبسط قواعد حقوق الإنسان التي كفلت الحقَّ في التعلُّم، والحقُّ في ضمان طفولة صحيَّة سليمة للأطفال، لا سيما الأطفال الذين يخضعون تحت الاحتلال.
وتؤكِّد هذه الخطوات ومساعي هدم المدارس استهداف الكيان الصهيونيِّ للمستقبل الفلسطينيِّ عَبْرَ استهداف الأطفال وحقوقهم. فقَدِ استهدفت آلة الإرهاب الإسرائيليِّ المجرمة الأطفال وأوقعت (41) طفلًا فلسطينيًّا شهيدًا خلال عام 2023 وحْدَه، وعلى الرغم من ذلك الإرهاب الجليِّ لا يزال كيان الاحتلال الإسرائيليِّ وقوَّاته التابعة محذوفةً بشكلٍ غير منطقيٍّ من قائمة المنتهِكِين الدَّائمين لحقوق الطفل ما يزيد من تهرُّبهم من المساءلة. لذا فعلى المُجتمع الدوليِّ احترام سيادة القانون والكفُّ عن إعفاء الكيان الإسرائيلي الغاصب من المسؤوليَّة عن انتهاكاته، واتِّخاذ كافَّة الإجراءات اللازمة، وفق القانون الدوليِّ، لمحاسبته على جرائمه بحقِّ الشَّعب الفلسطينيِّ.
ولعلَّ الوضع الجديد الذي تسعى حكومة نتنياهو إلى فرضه يتطلب تدخلًا دوليًّا لضمان حماية الشَّعب الفلسطينيِّ الأعزل، حتَّى الوصول إلى حلٍّ عادل يضْمَنُ له حقوقه غير القابلة للتصرُّف، ويضْمَنُ له الحُريَّة والكرامة التي طالما حُرم مِنْها. فالمتابع للشَّأن الفلسطينيِّ يعْلَمُ أنَّ هناك تسارعًا صهيونيًّا ممنهجًا يسعى لتحويل حياة أبناء فلسطين إلى جحيم لَمْ ترَهُ الإنسانيَّة طوال تاريخها، وهو تأكيد لا يخطئه مُنصِف بأنَّ ما يجري ليس مجرَّد استيطان وقمع وإرهاب فقط، بل هو عقاب جماعيٌّ، يرتكن على مُخطَّط تهجير واضح يستهدف تهجيرًا جديدًا لأهل فلسطين، خصوصًا سكَّان القدس والضفَّة الغربيَّة.

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

خبراء أمميون يدينون تجدد هجمات الاحتلال الإسرائيلي على مدارس الأونروا في غزة والقدس

الثورة نت/..

أدان خبراء الأمم المتحدة الهجمات الأخيرة على مدارس “الأونروا” في غزة، واقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدارسها في مدينة القدس المحتلة وإغلاقها قسرًا.

وقال الخبراء الأمميون في بيان لهم اليوم الثلاثاء، إن “الهجمات على المدارس هي اعتداء على الأطفال، واعتداء على الحق في تعليم آمن، وانتهاك صارخ للقانون الدولي، لا سيما في سياق احتلال غير قانوني”.

وتعرض ما يقرب من ثلاثة أرباع المباني المدرسية في غزة لقصف من طيران الاحتلال منذ أكتوبر 2023، بما في ذلك حوالي ثلث مدارس “الأونروا”، ما جعل الغالبية العظمى منها غير صالحة للاستخدام.

وشدد الخبراء إلى أن هذا التدمير يُظهر الأثر المدمر والدائم على تعليم جيل كامل من الأطفال الفلسطينيين، فقد انقطع تعليمهم بالفعل لأكثر من 19 شهرًا، وبمجرد توقف الأعمال العدائية، لن يكون لديهم مدارس يعودون إليها.

وتابعوا: “يُعرّض جميع الأطفال للإخلاء المسلح مع صدمة لا رجعة فيها، تتطلب سنوات من الدعم النفسي والاجتماعي، وهي غير متاحة لهم، قُتل ما لا يقل عن 300 موظف من موظفي الأمم المتحدة، معظمهم من عمال الإغاثة في الأونروا”.

وأكدوا، “لا تملك “إسرائيل” سلطة القيام بهذه الأعمال، في حين أن محكمة العدل الدولية قد قررت أن “إسرائيل” مُلزمة بتفكيك احتلالها”.

وأضافوا: “في الوقت نفسه، فهي مُلزمة بالقانون الإنساني الدولي، الذي يحمي المدارس من الهجمات المباشرة، خاصة في ظل عدم وجود أعمال عدائية في المنطقة تُبرر الإخلاء”.

كما شدد الخبراء “على أنه يُحظر تماما شنّ
هجمات مُستهدفة ضد المدنيين والأهداف المدنية بموجب القانون الإنساني الدولي، وتُشكل جرائم حرب. في السياق الحالي، قد ترقى هذه الإجراءات إلى مستوى العقاب الجماعي”.

مقالات مشابهة

  • أول تعليق لمخطوف الدمام بعد الحكم على خاطفي الأطفال
  • بعد استهداف الوفد الدبلوماسي في جنين.. إيطاليا تستدعي السفير الإسرائيلي
  • إيطاليا تستدعي السفير الإسرائيلي بعد استهداف دبلوماسيين في جنين
  • طبيب يحصل على الميدالية الذهبية في معرض جنيف الدولي للاختراعات.. فيديو
  • الجرائم الحوثية تتصاعد: استهداف ممنهج للمدنيين في تحدٍ سافر للقانون الدولي
  • صنعاء ترد على الاتحاد الأوروبي: حماية الكيان الصهيوني جريمة والتضامن مع غزة موقف لا تراجع عنه
  • خبراء أمميون يدينون تجدد هجمات الاحتلال الإسرائيلي على مدارس الأونروا في غزة والقدس
  • الكويت تدين بشدة استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمستشفى حمد في غزة
  • الهلال الأحمر الفلسطيني: الأوضاع الصحية في غزة كارثية والمجاعة واقع حقيقي
  • الإمارات تدعو لحل مستدام لمستقبل غزة والصراع الفلسطيني - الإسرائيلي