في ذكرى رحيل أم كلثوم.. عباقرة الكلام كتبوا قصة نجاح كوكب الشرق
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
"كل أغنية عظيمة تحمل وراءها قصة مليئة بالمشاعر والمواقف التي تظل محفورة في الذاكرة"، هذه العبارة التي سعت إليها أم كلثوم خلال مشوارها الغنائي.
تحل علينا ذكرى رحيل أم كلثوم، التي تعاونت مع عباقرة الكلام خلال مسيرتها الغنائية الحافلة، حيث غنت لاثنين وخمسين شاعرًا، وكان النصيب الأكبر للشاعر أحمد رامي الذي كتب لها ما يقرب من 147 أغنية يليه بيرم التونسي الذي كتب لها 39 عملًا فقط.
عرفت أم كلثوم الشاعر أحمد رامي عام 1924 عن طريق الشيخ أبو العلا، والذي يعد شريكًا هامًا وفارقًا في حياتها الفنية، حيث كتب لها الآتي: "البعد طال، إن حالي في هواها، زارني طيفك في المنام، سكت والدمع تكلم، افرح يا قلبي، جددت حبك ليه، عودت عيني، هجرتك، أنت الحب، يا مسهرني".
كونت أم كلثوم ثنائيات رائعة مثل أحمد رامي ومحمد القصبجي، ولكن تفوق بيرم التونسي وزكريا أحمد من خلال أعمال غنائية متميزة مثل: "القلب يعشق كل جميل، الحب كده، يا صباح الخير ياللي معانا، هو صحيح الهوى غلاب، شمس الأصيل، أنا في انتظارك".
كلاسيكيات الموسيقى العربية.. أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب
تعاون وحيد جمع بين أم كلثوم والملحن محمد عبدالوهاب بأغنية "انت عمري"، بعد أن طالب الجمهور بهذا التعاون، واستلهم عبد الوهاب هذا اللحن من قصة حب قديمة عاشها في شبابه، حيث كان يمزج بين الحنين والحب الممزوج بالألم.
أما كلمات الأغنية، التي كتبها الشاعر أحمد شفيق كامل، فكانت تعبيرًا عن لقاء جديد يمحو آلام الماضي ويشعل نور الأمل، إلى أن تظل هذه الأغنية أيقونة فنية تجاوزت حدود الزمن، فهي ليست مجرد أغنية، بل شهادة على لقاء تاريخي بين اثنين من أعظم فناني العصر، وكلماتها ولحنها وأداء أم كلثوم يجعلها تعيش في وجدان الأجيال، حيث تتجدد مع كل استماع، وتعيد إحياء مشاعر الحب والأمل.
قصة نجاح بليغ حمدي و أم كلثوم.. بدأت صدفة على أنغام حب إيهكشف الملحن بليغ حمدي عن اللقاء الأول الذي جمعه مع كوكب الشرق أم كلثوم حيث قال: "كان الفنان محمد فوزي تعاقد مع أم كلثوم لتسجل أغنياتها لشركة مصر فون وفي ذلك الحين رأى الفنان الراحل أنه يمكننى لعب دور في تسجيلات أم كلثوم فرتب لقاء في منزل أحد الأصدقاء وكان كل شيء مجهز لهذا اللقاء الذي بدأ وكأنه صدفة وحضره أنور منسى وعبد الغني السيد وهما من أصدقاء السيدة أم كلثوم".
وأضاف خلال لقاء نادر له: "سمعت منى السيدة أم كلثوم في ذلك اليوم مطلع لحن أغنية حب إيه ولم أكن قد جهزت الصيغة النهائية للحن لكنها سمعت المذهب فقط فأعجبها ومنذ ذلك الحين بدأ التعاون بين وبين أم كلثوم".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: رحيل أم كلثوم ام كلثوم أم كلثوم أحمد رامي أم كلثوم محمد عبدالوهاب أم كلثوم بليغ حمدي أم کلثوم
إقرأ أيضاً:
في ذكرى رحيله.. عاطف الطيب مخرج الواقعية الذي وثق هموم البسطاء وصراع الإنسان مع السلطة
تحلّ اليوم ذكرى وفاة المخرج المصري الكبير عاطف الطيب، أحد أبرز رواد الواقعية الجديدة في السينما المصرية، والذي نجح خلال مسيرته القصيرة نسبيًا في أن يترك بصمة لا تُمحى في تاريخ الفن السابع بأفلامه التي نبضت بالصدق والهم الإنساني، استطاع أن يحول الشاشة إلى مرآة تعكس وجع المواطن البسيط وأحلامه المهدورة في زحام الحياة.
في هذا التقرير، نعيد تسليط الضوء على حياة عاطف الطيب وأعماله الخالدة، التي لا تزال تُعرض وتُناقش بعد ما يقرب من ثلاثة عقود على رحيله.
النشأة والبدايات
وُلد عاطف الطيب في 26 ديسمبر عام 1947 في مركز المراغة بمحافظة سوهاج. نشأ في بيئة صعيدية بسيطة ساهمت في تشكيل وعيه الاجتماعي والسياسي، وظهر ذلك لاحقًا في أعماله السينمائية. التحق بالمعهد العالي للسينما، قسم الإخراج، وتخرج منه عام 1970، ليبدأ رحلة طويلة من العمل خلف الكاميرا كمساعد مخرج مع أسماء لامعة مثل مدحت بكير وشادي عبد السلام ويوسف شاهين.
بدايته في الإخراج وتأسيس واقعية جديدة
في عام 1982، أخرج عاطف الطيب أول أفلامه الطويلة "الغيرة القاتلة"، ثم تلاه مباشرة فيلم "سواق الأتوبيس"، الذي شكّل بداية حقيقية لتكوينه السينمائي.
تميزت أفلام الطيب بأنها تناولت قضايا اجتماعية وسياسية بأسلوب جريء وإنساني، وساهم في ترسيخ ما عُرف بـ "الواقعية الجديدة"، التي تحررت من الرومانسية الزائفة وواجهت الواقع بوجهه القاسي.
قائمة بأهم أعماله
رغم قصر مشواره الفني، الذي لم يتجاوز 15 عامًا، قدم عاطف الطيب أكثر من 20 فيلمًا من علامات السينما المصرية. من أبرزها: سواق الأتوبيس (1982)، التخشيبة (1984)، الزمار (1985)، البريء (1986)، الحب فوق هضبة الهرم (1986)، ملف في الآداب (1986)، الهروب (1991)، ضد الحكومة (1992)، ناجي العلي (1992)، ليلة ساخنة (1995)، جبر الخواطر (عُرض بعد وفاته في 1998).
كل عمل من هذه الأعمال لم يكن مجرد فيلم، بل شهادة اجتماعية وسياسية على مرحلة كاملة في تاريخ مصر الحديث.
زواجه وحياته الخاصة
ارتبط عاطف الطيب بزوجته "أشرف" التي تعرف عليها أثناء عمله، وكان اللقاء الأول بينهما بداية لعلاقة حب نادرة في الوسط الفني.
عرف عنه التزامه العائلي وهدوءه في حياته الشخصية، وكان يرى في زوجته سندًا وشريكًا في الحياة والصورة.
رحيله المفاجئ وصدمة الوسط الفني
في 23 يونيو 1995، رحل عاطف الطيب عن عمر 47 عامًا بعد مضاعفات صحية إثر جراحة قلب، ليُخيم الحزن على الوسط الفني والثقافي.
وقد عُرض فيلمه الأخير "جبر الخواطر" بعد وفاته، كتحية وداعية لمخرج حمل هموم الناس على كتفه حتى لحظة رحيله.