أكد المستشار السياسي لرئيس مجلس النواب، فيصل بورايقة، أن زيادة الهجرة غير الشرعية تؤثر بشكل كبير على الهوية الوطنية في ليبيا، مشيرا إلى أن العمالة الوافدة للخدمات المنزلية أصبحت سوقاً منتشراً في ليبيا.

وقال بورايقة، في مداخلة تلفزيونية مع قناة «الوسط»: “نتحدث عن الضغوطات التي يتعرض لها المجتمع الليبي في موضوع سوق العمل، ونحن نحتاج إلى طرح رؤية توضح ما هي الاحتياجات المطلوبة في السوق الليبي، ولكن في ظل الانقسام القائم، لا توجد هذه المعلومات التي نستطيع طرحها”.

وأضاف “ولا توجد محددات مطلوبة لكل قطاع، فهل الاحتياجات الأكثر في مجال المقاولات العامة، هل في الخدمات المنزلية؟، الذي أصبح سوقا منتشرا في أغلبية المدن، حيث نرى مكاتب لاستقدام العمالة للخدمات المنزلية عن طريق استجلاب الوافدين”.

وتابع “نتيجة للحروب التي حدثت في السودان الشقيق، نرى انتقال كبير للكفاءات السودانية كهجرة غير شرعية عبر الحدود، وهذه التحديات يجب أن تكون ضمن رؤية واضحة وشاملة للجهاز التنفيذي ومربوطة ببقية القطاعات للحفاظ على الهوية الوطنية في ليبيا، حيث أصبح الوافدين محمولين بمشاكلهم وبتعقيدات وأزمات وهذا أمرا خطيرا”.

الوسومالخدمات المنزلية العمالة الوافدة ليبيا

المصدر: صحيفة الساعة 24

كلمات دلالية: الخدمات المنزلية العمالة الوافدة ليبيا فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

هل أصبحت منابر الوعظ بلا بوصلة.. وميادين الفهم بلا حكمة؟!..

صراحة نيوز-محمود الدباس

قبل أن نخوض في هذا الحديث.. لا بد من توضيحٍ لا يحتمل التأجيل.. إن المقصود هنا.. ليس تلك الجماعات التي انحرفت عن جادة الفكرة.. ولا التي حملت السلاح باسم الدين.. لتُبرر الدم والدمار.. بل الحديث عن الحركات والتنظيمات الإسلامية.. التي وُلدت من رحم النقاء والإخلاص.. وسعت إلى إصلاح الواقع بمنطق الدعوة.. لا الفوضى.. لكنها حين دخلت ميدان السياسة.. تعثّرت بين الطهر والدهاء..

فما بين المنبر والواقع.. ضاعت لغة التوازن.. صارت الكلمة تلهث خلف النية.. وصار النقاء بلا حيلةٍ.. هدفاً يُذبح على عتبات السياسة.. فكم من مخلصٍ خسر ميدانه.. لأنه ظن أن الصدق وحده يكفي.. وكم من واعظٍ ظن أن الحق يُنتصر له بالبلاغة.. لا بالحنكة.. حتى تحولت ميادين السياسة إلى مسارحٍ بلا حكماء.. والمنابر إلى قلاعٍ بلا بوصلة.. فلا الدين حفظ مكانته في الدنيا.. ولا الدنيا فهمت لُغته في الدين..

فمنذ أن قررت الحركات الإسلامية بمختلف أطيافها.. أن تُغادر منابر الدعوة إلى ميدان الدولة.. وُلد سؤالٌ كبير ما زال يتردد حتى اليوم.. لماذا تفشل التنظيمات الأيديولوجية في ميدانٍ.. تظن أنها تملك فيه الحق والمنهج؟!.. والجواب لا يكمن في العقيدة.. ولا في الإخلاص.. بل في الفجوة بين منطقة الوعظ.. التي تنتمي إلى عالم النقاء الروحي.. ومنطقة الفهم.. التي تنتمي إلى عالم البراغماتية السياسية.. حيث لا ينتصر صاحب النية الطيبة.. بل مَن يُحسن قراءة الخرائط.. قبل أن تُرسم له..

وحين دخلت القوى الأيديولوجية إلى الميدان السياسي.. حملت معها نقاء الدعوة.. وحماسة الإيمان.. لكنها رفضت أن تتلطخ بالطين.. الذي لا مفر منه في عالم المصالح.. أرادت أن تبقى ناصعة في معتركٍ.. لا يعرف البياض الكامل.. فكان أن خسرت النقاء والقدرة معاً.. لأنها ظنت أن الدفاع عن الطهر.. لا يكون إلا بالعزلة.. وأن المساومة خيانة.. بينما هي في بعض المواضع.. فن الحفاظ على الفكرة من الاحتراق..

إن مَن يدخل السياسة بثوبٍ أبيضٍ.. ثم يغضب إن تلطخ.. يشبه مَن يزرع في أرضٍ موحلةٍ.. ويرفض أن يمد يده بالطين.. فلا الزرع نجا.. ولا الثوب بَقِي.. تلك هي المعضلة التي لم تُدركها التنظيمات الإسلامية.. سواء كانت سلمية في كنف الأنظمة.. أم مقاومة في ميادين المواجهة.. كلاهما خسر حين تعامل مع السياسة كمنبرٍ للدعوة.. لا كمساحةٍ للصراع المعقد بين المصالح والمبادئ..

فالحركات الإسلامية السلمية التي نشأت داخل الدول.. حاولت أن تُقدم نفسها بديلاً.. لا مكملاً.. فتعاملت بعقلية الإحلال.. لا التعاون.. وظنت أنها حين تمتلك الصواب الشرعي.. تمتلك تلقائياً حق القيادة السياسية.. فاستفزت الأنظمة دون أن تُدرك طبائعها.. واصطدمت بالمؤسسات دون أن تفهم لغتها.. حتى صارت تُرى كتهديدٍ وجوديٍ.. لا شريكٍ إصلاحي.. فحوصرت.. ثم حُيدت.. لأنها لم تتقن لغة التماهي المرحلي.. ولا فن بناء الثقة بالتدرج..

لقد فاتها أن النظام السياسي ليس ميدان فتوى.. بل حقل توازناتٍ دقيقةٍ.. تحكمها المصالح لا النوايا.. وأن الدولة لا تتعامل مع المبدأ المجرد.. بل مع ما ينعكس منه على أمنها واستقرارها.. ومَن لم يُدرك ذلك.. دخل المواجهة بنيةٍ طاهرةٍ.. لكنه خرج منها بلا أدوات.. ولم تخسر التنظيمات الأيديولوجية لأنها كانت قليلة الإيمان.. بل لأنها كانت ضعيفة الفهم.. فجهل الخصم.. لا يغفره نقاء النية.. وعدم قراءة موازين القوى.. لا تُعوضه حرارة الدعاء..

لقد جلست هذه التنظيمات على موائد التفاوض بقلوبٍ مثقلةٍ بالإخلاص.. لكنها خاليةٌ من أدوات المناورة.. فكانت تتحدث بلغة الحق.. أمام مَن يتحدث بلغة المصالح.. وشتان بين مَن يرى النصر في العدل.. ومَن يراه في التوقيت.. فالسياسة لا تكرّم الأنقياء.. بل تحترم الأذكياء الذين يُخفون سيوفهم في أغماد الحكمة.. والذين يُجيدون الصمت في اللحظة التي يُنتظر منهم الانفعال.. فالكلمة في السياسة سلاحٌ قاتل.. ومَن لم يعرف متى يُشهرها.. قُتل بها..

والخروج من منطقة الوعظ إلى منطقة الفهم.. لا يعني بيع المبادئ.. بل إعادة صياغتها في لغةٍ يفهمها الواقع.. فليس الصدق أن تُعلن كل ما تؤمن به.. بل أن تُبقي نيتك صادقةً.. وإن أخفيت تفاصيلها عن خصمٍ يتربص بك.. والمكر حين يكون لحماية الحق ليس خديعة.. بل ذكاءً مشروعاً.. والغموض أحياناً هو حصن النقاء.. لا نقيضه..

ولكي يخرج السياسي الأيديولوجي من دائرة الوعظ.. إلى فضاء الفهم.. عليه أن يتسلح بالعقل البارد.. الذي يضبط حرارة الإيمان.. حتى لا تُحرق الخطط قبل أن تثمر.. وأن يعرف خصمه معرفةً دقيقة.. لأن مَن يجهل عدوه.. يصبح أداته دون أن يدري.. وأن يُتقن الغموض النظيف.. وهو برأيي القدرة على إخفاء الخطط.. دون تلوث النية على قول ما يخدم الموقف.. لا ما يُرضي الجمهور..

لقد أُنهكت التنظيمات الجهادية والمقاومة.. لأنها لم تُحسن الوقوف عند الحد المقبول في المواجهة.. ولم تتقن فن الانسحاب.. حين كان الانسحاب أشرف من المكابرة.. ثم جلست على موائد التفاوض.. دون أنيابٍ حادةٍ.. ولا قراءةٍ واعيةٍ لمآلات الاتفاقات التي وُقّعت باسم النصر.. بينما كانت إعلان هدنةٍ دائمةٍ مع العجز..

وليس المقصود من هذا النقد جلد الذات.. بل إنقاذ الفكرة من براءةٍ قاتلةٍ.. جعلتها تتعامل مع السياسة كأخلاقٍ مجردةٍ.. لا كفنٍ للمناورة.. فالفهم السياسي ليس خصماً للإيمان.. بل خادماً له.. والعقيدة التي لا تُدرك مكر الواقع.. تُصبح عاجزةً عن صيانتها من الداخل.. والسياسي الذي لا يعرف كيف يُخفي سيفه في غمدٍ من الحكمة.. سيجد نفسه يوماً يقاتل بلسانه فقط.. واللسان لا يوقف زحف المكر مهما علا صدقه..

إن ما نحتاجه اليوم ليس تنظيماً أكثر.. بل وعياً أعمق.. لا مزيداً من الحماسة.. بل إدراكاً بأن الله لا ينصر النية دون خطة.. ولا يحمي المبدأ إن لم يُدار بدهاءٍ يحفظه.. فالدهاء في ميدان السياسة ليس خيانةً للفكرة.. بل درعها الأخير حين تسقط الأقنعة.. ويبدأ زمن الصراع الحقيقي.. بين مَن يفهم ومَن يعظ..

فالطهارة لا تُحفظ في القوارير.. بل أحياناً في الوحل.. حين يعرف صاحبها كيف يخرج منه أبيض كما دخل.. عندها فقط.. يصبح الفهم عبادة.. والسياسة طريقاً إلى الحق.. لا بديلاً عنه..

فحين نفهم أن الطهر لا يناقض الدهاء.. ندرك أن الدعوة والسياسة.. وجهان لمعركةٍ واحدة.. غايتها أن يبقى الحق قائماً.. لا أن يبقى الواعظ واقفاً على المنبر وحده..

 

مقالات مشابهة

  • هل أصبحت منابر الوعظ بلا بوصلة.. وميادين الفهم بلا حكمة؟!..
  • إيطاليا: أوشكنا على الاعتراف بدولة فلسطين
  • وزير المالية السعودي: لا توجد نية لزيادة الأعباء الضريبية
  • البريد الأردني يسهل تجديد تصاريح العمل للعمالة الوافدة .. تفاصيل
  • غباشي: نزع سلاح حركة حماس كلمة مهينة لأنه لا توجد مقاومة تتخلى عن سلاحها
  • إطلاق روبوت بشري متطور قادر على أداء المهام المنزلية والتجارية بذكاء ودقة
  • قبل إصدار الإقامة أو بعدها.. مساند توضح جهة الإبلاغ عن تغيب العمالة المنزلية
  • الثروة الزراعية بشمال الشرقية تنظم محاضرة أساسيات الزراعة المنزلية
  • مستثمرو جنوب سيناء: قمة شرم الشيخ للسلام تدعم السياحة الوافدة لمصر بشكل كبير
  • مصر وألمانيا تبحثان سبل زيادة الحركة السياحية الألمانية الوافدة إلى القاهرة