صحيفة صدى:
2025-06-26@18:35:45 GMT

عجائب الأدب وغرائبه

تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT

عجائب الأدب وغرائبه

يشكل الأدب بكافة فروعه إنتاج فكري مميز يتم تدوينه بعدة تصنيفات يلتقطه الباحث عن الفائدة والمتعة الأدبية التي تطرب النفوس بكل مكوناتها من مفردات وصور وتراكيب وضعها الأديب وفق سرد أدبي شيق جادت به موهبته و قدراته وصقلتها ثقافته المنماة بالاطلاع على الإنتاج الغزير للأدباء في عصره و العصور التي شهدت نهضات أدبية استحقت التدوين لتنقل للأجيال المتلاحقة ويبقى أثرها وصورها الأدبية عالقة في الأذهان وتحملها صفحات الكتب الورقية والرقمية مشكلة أرتال من الصفحات الجميلة للأدب بمعناه الرفيع ومتفرعة بأقسامه الرائعة والتي تجذب كل قارئ محب للشعر والنثر والرواية والقصة والمقال وكل مايمس الحس الإنساني بالتأثير والعاطفة.

ومن فروع الأدب التي طرقها الأديب في كتاباته المتنوعه أدب العجائب ليجذب القارئ ويثير دهشته لما يكتبه بكل كلمة ومعنى وبكل قصة ورواية وحتى بيوت الشعر نظمت فوق قدرة الإنسان وماسواه من المخلوقات حوله وبكتابته الأدبية يوضح لنا ومن خلال السرد المتتالي بأن أدبه التعجبي تفرع من الأصل المكتوب به يتجاوز القدرة الطبيعية للشخوص ومرتكزات الطبيعة حوله بفكر يحاول الوصول لمبتغاه وبأسلوب تعجبي يتتبعه المطلع بكل كلمة وجملة للوصول لما يريده المؤلف والذي اتبع منهجا مغايرا لمن سبقه ليبتعد عن النمطية المملة وظهر هذا النوع الأدبي في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي عند الأدباء الغربيين في روايات أدبية كثيرة وقصص استنطقوا في كتاباتهم كل من لا يستطيع البوح ولكنهم أوجدوا له المنطق المؤثر على المتصفح للرواية والقصة وأوصلوه بأفكارهم التي حطمت قيود الطبيعة إلى شواطئ مبتغاة ومرجوة و كانت هي الموانئ التي أضاءت عقولهم وأنجبت الحلول المؤرخة بمجرد العبور إليها .

لقد جنح العديد من الكتاب قديما وحديثا إلى ممارسة نوع الأدب التعجبي لكسر قيود الواقع المشاهد وكل ما رسخ بالذهن البشري من حقائق لا تقبل النقاش أو التشكيك بالثبوت الكلي والجزئي الدائم وإن تعددت البيئات البشرية والمكونات المجاورة له تحديثا وتغييرا في معالجة الأحداث المتناولة من الكاتب ورغبة منه إطلاق كامل الحرية للعقل البشري لتصوير كل ماحوله من أحداث ومشاهد وفق مايمليه عليه فكره الأدبي المتقد وليأخذ المثقف المتابع إلى مساحات جديدة وحديثة لم يسبقه أحد للتطرق إليها أو بالطريقة التي استخدمها لتقديم محتواه الأدبي .

وعندما ننظر للأدب التعجبي نجده أنه صناعة أدبية من فكر الأديب المتحرر من قيود واقعه تناول اللامعقول وجعله من المدركات العقلية على صفحات الكتب ليقنع الجميع بأن النتائج هي الواقع المأمول وإن دارت أحداثها بما خرج عن المألوف البشري لأن البشر منهم أولي الألباب كما وصفهم بذلك رب العالمين وليخرج الكاتب عن المألوف ويبدع بخيال خصب دون معصية لمن وهبه هذا العقل وجعله مكرما به حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي

تظل التعبيرية في الأدب على اختلاف المكان والزمان تشكل نزعة شمولية صارخة تطمح إلى الكشف بطريقة درامية ومؤثرة عن معاناة الإنسان المعاصر، وتنعكس آثارها على النتاج الأدبي بشتى أنواعه، وتمتد لتشمل الفنون الأخرى كالرقص والرسم والموسيقى.

والتعبيرية بمعناها اللغوي تعني تصوير ما يعتمل في النفس الإنسانية من مشاعر محيطة، وإحساسات مقهورة واعية وغير واعية، يتضح من خلالها جوهر الإنسان وحقيقة ذاته الحية بأنماطها الغريزية والخلقية، ولا يعني ميلنا إلى التفسير اللغوي المبسط للتعبيرية أنها نزعة انطوائية مرتدة إلى الداخل، وإنما هي من أرحب الحركات الفنية استيعاباً لأعباء الأنا الجماعية، واستقطاباً لما يحيط بها من إرهاصات وتحديات يجتمع على تجسيد انعكاساتها أكثر من كاتب وفنان.

التعبيرية أواخر القرن الـ19 دعوة للاهتمام باختزانات النفس الاجتماعية والسياسية (الذكاء الاصطناعي-الجزيرة) نشأة التعبيرية ومصادرها الفكرية

ولتوضيح هذه الظاهرة المرحلية الغامضة في الأدب العالمي، لا نجد أنسب من هذه الفقرة التي يسوقها الدكتور عبد الغفار مكاوي على لسان الناقد "هرمان بار" الذي كان من أبرز المعاصرين للحركة التعبيرية ومن أكثر الداعين لها حماساً، بقول بار "الإنسان في هذه الفترة يصرخ بحثاً عن نفسه، والعصر كله أصبح صرخة واحدة تنطق بالمحنة، والفن كذلك يصرخ معه ويطلق صيحته في أعماق الظلام، يستغيث يستنجد بالروح" وهذه هي التعبيرية.

لقد اختلف النقاد ومؤرخو الأدب في تحديد مكان نشأة التعبيرية وزمانها كحركة فنية قائمة بذاتها، إلا أن معظمهم يقر بأن ألمانيا هي المنبع الأول لهذا النهج الفكري الوجداني الصارخ، والذي يرفض جميع المعالجات السطحية لخلفية القضايا الإنسانية ومكوناتها الداخلية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2التشادي روزي جدي: الروایة العربية طریقة للاحتجاج ضد استعمار أفريقياlist 2 of 2“أسرار خزنة” ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولوجياend of list

فبعد أن ظهرت نظريات فرويد ونضجت تجاربه في ميدان التحليل النفسي، أخذ نفر من الكتاب الساخطين يلتقطون باهتمام لاهف هذه الاستكشافات الباطنية ليوظفوها في كتاباتهم، كما أخذوا يغوصون في أعماق النفس البشرية، ويحيلون انطباعاتهم المضطربة والمتوترة إلى صرخات واحتجاجات معبرة تتصدى بعنف لانجراف الحضارة التكنولوجية المادية، هذه الحضارة التي أحالت القيم والمثل الأخلاقية إلى أرقام ومعادلات مدرجة في جداول الربح والخسارة من وجهة نظر الأفكار النفعية.

إعلان

وبهذا فقد ظهرت التعبيرية أواخر القرن الـ19 دعوة إلى الاهتمام باختزانات النفس الاجتماعية والسياسية، ثم تحددت هذه الحركة بشكل أقوى وأعم في الربع الأول من القرن العشرين، حيث اندفع المزيد من الشباب الألمان ما بين 1915 و1925 ليرفعوا أصواتهم عالياً، وليحشدوا صيحاتهم التعبيرية في جو دخاني فاسد زاخر بالصراعات القومية الطاحنة، والتيارات المادية الضاغطة، والويلات الناجمة عن الحرب العالمية الأولى.

فرانز كافكا كان على اتصال وثيق بالروائيين التعبيريين (غيتي) التعبيرية في الشعر والرواية والقصة القصيرة

ففي مجال الشعر ظهرت في ألمانيا 3 أصوات شابة جعلت من القصيدة لوحة صارخة الألوان، متسمة بالإيحاء، مليئة بالاحتجاج على زخمة الواقع، غنية بالشوق إلى عالم يوتوبي جديد يتسم بالمثالية والنقاء المنشود.

وتتمثل هذه الأصوات البارزة في أشعار كل من "جورج هايم" و"جورج تراكل" و"جو تغريدبن" ونكتفي في هذه العجالة أن نورد مقطعاً من قصيدة "هايم" قام بترجمتها ملكاوي في كتابه "التعبيرية" وذلك للتدليل على طبيعة الشعر التعبيري في مقطع يصف فيه الشاعر آلهة الحرب في الطغيان والجبروت، فيقول:

"نهض من رقاده
من طال نومه
نهض من الأقباء المنخفضة العميقة
يقف في الشفق ضخماً ومجهولاً
يسحق القمر في اليد السوداء"

أما في مجال الرواية والقصة القصيرة، فمع أن الإبداع التعبيري كان أقل أثراً من غيره وأبطأ نظراً لما تحتاجه طبيعة العمل القصصي من أناة وتدبر، ومع ذلك فقد برز في هذا الميدان عدد لا بأس به من كتاب القصة بتقدمهم كل من "ألفريد دوبلين" و"كاريل آينشتاين" و"فرانز كافكا" الذي كان على اتصال وثيق بالروائيين التعبيريين، بالإضافة إلى "روبروت موزيل" و"توماس مان".

المسرح التعبيري

أما على صعيد المسرح، فقد كانت الحركة التعبيرية أكثر بروزاً وتبلوراً، حيث أعلن رواد المسرح التعبيري ثورتهم على الدراما الكلاسيكية المقتدية بكل من "ليسنج" و"غوته" و"شيلر" كما رفضوا المذهب الطبيعي المتمثل في المنهج الواقعي عند "إبسن".

وإن كان للتعبيريين دور ظاهر في حقل الشعر والقصة، فإن دورهم على خشبة المسرح كان أعظم أثراً في بث روح الحيوية والإثارة في طبيعة الأداء المسرحي الذي طالما سيطرت عليه الرتابة المملة، والقيود التقليدية المتحكمة في التأليف والإخراج، فجاء حصاد الكتاب التعبيريين في حقل الدراما فائضاً بكل دفعات الاحتجاج المنتصرة لإرادة النفس الإنسانية، ولمعاناته العاطفية والذهنية.

ولم يبدأ هؤلاء المسرحيون المجددون من الفراغ، فقد وجدوا في أعمال الكاتب المسرحي "جورج بوشنر" ما يغذي طموحهم كما وجدوا في إنتاج "سترند برغ" و"فرانك ديكند" الكثير من الصراعات الداخلية والاتجاهات التحليلية الزاخرة بالرموز التعبيرية والمونولجات المتعددة الطويلة.

وقد جاءت المسرحية التعبيرية مستمدة من دوي الحرب وصخب التقدم التكنولوجي وحمى التعصبات القومية المتصاعدة، ومن الطبيعي أن يتميز هذا اللون من المسرحيات بالرفض الصارخ والتمرد على الواقع المعاش، والحنين الجارف إلى عالم هادئ جديد يستعيد فيه الإنسان جوهره المفقود.

إن قراءة أولية لبعض المسرحيات التعبيرية تجعلنا نتوصل إلى أن المسرحية التعبيرية قد تشكلت على خشبة المسرح بسمات فنية جديدة تقوم على التجريب، وبوسعنا أن نلمس هذا التجديد والتجريب في بعض المسرحيات التي تركها "بروتولد برخت" لعشاق المسرح التعبيري رغم انشغاله بالشعر الملحمي والمسرح الذهني، وهي "طبول الليل" و"أحراش المدن" و"القروش الثلاثة".

إعلان

كما يشير الدكتور مكاوي -في دراسته للمسرح التعبيري في ألمانيا- إلى أن المسرحية الثلاثية "غاز" للكاتب "جورج كايزر" تعتبر نموذجاً فريداً للمسرحية التعبيرية الغنية بالمواقف المتصارعة والإيحاءات العميقة الموحية.

وفي كتابه "أشهر المذاهب المسرحية" يتعرض الناقد دريني خشبة لأبرز السمات الفنية التي تمتاز بها المسرحية التعبيرية عن غيرها، ويهمنا أن نزاوج بهذا الصدد بين ما أورده خشبة وبين ما تكوَّن لدينا من انطباعات واستنتاجات قرائية لنماذج من المسرح التعبيري على صعيد العمل الدرامي الذي أصبح في مقدمة الفنون الأدبية.

في المسرحية التعبيرية يستريح البطل لالتقاط الأنفاس ثم يواصل السير في طريق الخلاص (الجزيرة) السمات الفنية للمسرحية التعبيرية

تدور أحداث المسرحية التعبيرية عادة حول شخصية محورية تحمل في ذاتها مشكلة تنعكس آثارها السيكولوجية على حركات البطل ومنطوقاته. أما بقية الشخصيات فهي بعيدة عن الضوء متحركة في الظل، وإذا ظهرت فهي تظهر ظهوراً جانبياً، يأتي مساعداً لدور الشخصية المحورية وخادماً للفكرة العامة.

وفي المسرحية التعبيرية يستريح البطل لالتقاط الأنفاس، ومن ثم يواصل الحركة في الطريق المرسومة والمؤدية إلى الخلاص من الأزمة الحادة والتي يكون البطل المحوري قد طرح أبعادها على الجمهور منذ البداية، وبشكل عاطفي مثير يهدف إلى إيجاد الاندماج بين المسرح والجمهور.

ولا يعني هذا أن المسرحية التعبيرية -لدى محاولاتها لامتلاك وجدان الجمهور- تعتمد على بهرجة شكلية أو تصنُّع ميلو درامي في الأداء، وإنما تأتي بطبيعتها مشحونة بالصرخات العميقة المتزنة والإيماءات الصادقة المصحوبة بإيقاع معبر إلى جانب الحيل المسرحية والأقنعة والتحولات الضوئية من جانب إلى آخر، حيث يشكل عنصر الإضاءة ركيزة أساسية في إخراج المسرحية التعبيرية، فيتعاون كل من المؤلف والمخرج ومهندس الإضاءة على تسليط الأضواء على البطل المحوري، وذلك بما يتناسب مع الحالة النفسية التي يمر بها، فنرى المشاهد حافلة بالإنارة والتعتيم، ورسم الخيالات والظلال والأشباح، حيث يساعد ذلك كله في الإيحاء بأسرار النفس وخلجاتها المكبوتة.

وفي معرض التمرد الحر على الكلاسيكية الرتيبة، ونتيجة للاحتجاج الشامل على المدرستين الطبيعية والرمزية الغامضة، لم يكن كتاب المسرح التعبيري في حاجة إلى شخصيات فردية خاصة وتقديمها بأسمائها المحددة وبصورتها الطبيعية، ولذلك نراهم قد مالوا إلى رسم الصورة النموذج للشخصية، واكتفوا بإسداء الألقاب عليها كالأب والابن والرجل والشبح والرئيس وهكذا.

مقالات مشابهة

  • متى يُعد استخدام الذكاء الاصطناعي سرقة أدبية؟
  • قرار جمهوري بإضافة كلية الطب البشري إلى كليات جامعة الحياة الخاصة
  • قبل ساعات من الامتحان.. نصائح ذهبية لطلاب الشعبة الأدبية لاجتياز اختبار التاريخ
  • طيارو القاذفات B-2 الشبح يروون لـCNN كواليس عملياتهم: تختبر حدود التحمل البشري
  • هيئة الأدب والنشر والترجمة تطلق برنامج التدريب الدولي للوكلاء الأدبيين والوكالات الأدبية
  • قيود الاحتلال تلقي بظلالها على طلبة التوجيهي بالقدس
  • إسرائيل تعلن رفع قيود الحرب مع إيران واستئناف الرحلات الجوية
  • رويترز: ديب سيك تساعد الجيش الصيني وتتفادى قيود الصادرات الأميركية
  • بسبب الغش الإلكتروني.. إلغاء امتحان «النحو والصرف والإملاء» لطلبة القسم الأدبي
  • التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي