استكشاف جذور العلوم الإسلامية وعلاقتها بالنهضة الأوروبية
تاريخ النشر: 7th, March 2025 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةفي كتابه «العلوم الإسلامية وقيام النهضة الأوروبية»، يأخذنا د. جورج صليبا، أستاذ العلوم العربية والإسلامية بجامعتي كولومبيا ونيويورك، في رحلة تاريخية لاستكشاف جذور العلوم الإسلامية وعلاقتها بالنهضة الأوروبية.
يبدأ الكتاب بمناقشة السردية الكلاسيكية التي يروِّج لها بعضهم في الغرب، والتي تفترض أن الحضارة الإسلامية اعتمدت في نهضتها العلمية على نقل العلوم من الحضارات السابقة، لكن المؤلِّف يفنِّد هذا الطرح، مؤكداً أن العلوم الإسلامية لم تكن مجرد امتداد للمعرفة القديمة، بل شهدت تطورات وإضافات جوهرية جعلتها أساساً للثورة العلمية في أوروبا، وأن العلماء المسلمين لم يكونوا مجرد ناقلين للمعرفة الإغريقية، بل كانوا ناقدين لها، إذ قاموا بإعادة صياغة النظريات وتصحيحها، ما أدى إلى ظهور ابتكارات علمية جديدة تجاوزت حدود الفكر اليوناني.
ويعتمد د. صليبا على تحليل أعمق لمراحل تطور العلوم الإسلامية، موضحاً أن النقل العلمي لم يبدأ في العصر العباسي فحسب، بل كانت هناك إرهاصات مبكرة منذ العصر الأموي، وتحديداً في عهد عبد الملك بن مروان، مستنداً في ذلك إلى مصادر تاريخية موثوقة، منها كتاب «الفهرست» لابن النديم، الذي يوثِّق نشأة العلوم في الحضارة الإسلامية وعلاقتها بالحضارات الأخرى.
وفي سبيل إثباته أن تأسيس علم فلك إسلامي مستقل أسهم لاحقاً في الثورة العلمية الأوروبية، يركِّز الكتاب بشكل خاص على علم الفلك، حيث يستعرض تطور هذا العلم من ترجمة كتاب «المجسطي» لبطليموس إلى تطوير نظريات أسهم بها علماء الفلك المسلمون، مثل ابن الشاطر ونصير الدين الطوسي، الذين قدَّموا نماذج رياضية متطورة أسهمت في تصحيح الأخطاء الموجودة في النظريات البطلمية، أدَّت إلى اكتشافات مؤثرة، مثل حركة القمر ونماذج ابن الشاطر لحركة الكواكب.
يختتم د. جورج صليبا كتابه بالتأكيد على أن النهضة الأوروبية لم تكن لتتحقق دون الأسس التي أرستها الحضارة الإسلامية في مجالات العلوم والفلسفة. ويوضح أن العلماء المسلمين لم يكونوا مجرد حلقة وصل بين المعرفة اليونانية والفكر الأوروبي، بل كانوا رواداً في تطوير منهجيات علمية جديدة أثرت بشكل مباشر في تشكيل النهضة العلمية الحديثة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: العلوم الإسلامية العلماء مشروع كلمة مشروع كلمة للترجمة مركز أبوظبي للغة العربية الحضارة الإسلامیة العلوم الإسلامیة
إقرأ أيضاً:
بتقنية جيوفيزيائية فرنسية.. بحوث الصحراء يُعزز جهود استكشاف الموارد المائية والتوسع الزراعي
شهد مركز بحوث الصحراء، بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، تجربة تشغيل ناجحة لأحد أحدث أجهزة الاستكشاف الجيوفيزيائي متعددة الأبعاد (Syscal Pro)، فضلا عن كابل متطور لدراسات التربة، من إنتاج كبرى الشركات الفرنسية المتخصصة.
يأتي ذلك في إطار توجيهات علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، باستمرار جهود تطوير القدرات البحثية والتطبيقية لمركز بحوث الصحراء، وتعزيز دوره الوطني في استكشاف الموارد المائية وتحديد صلاحية الأراضي الصحراوية للتنمية.
وشهدت عملية التشغيل التجريبية حضور كل من الدكتور حسام شوقي، رئيس المركز، والدكتور محمد عزت، نائب رئيس المركز للمشروعات، والدكتور عمرو عبد الجواد، رئيس شعبة المياه والأراضي الصحراوية، إلى جانب فريق من الباحثين المتخصصين بقسم الاستكشاف الجيوفيزيائي.
ويأتي هذا الإنجاز التقني ليعزز من قدرات المركز الوطنية في استكشاف وتحديد الموارد المائية الجوفية بدقة متناهية، وتقييم مدى صلاحية الأراضي الصحراوية الشاسعة لأغراض التنمية الزراعية والعمرانية، بما يتوافق مع التوجهات الاستراتيجية للدولة المصرية.
ويُعد هذا الدعم التقني، الذي شمل أيضاً أنظمة قياس جيوكهربائية رأسية (VES) وأجهزة تصوير مقطعي ثنائي وثلاثي الأبعاد، إضافة نوعية لقسم الاستكشاف الجيوفيزيائي، حيث يتيح تحليل الطبقات تحت السطحية وتحديد مواقع الخزانات الجوفية الضحلة والعميقة بكفاءة أعلى.
ومن جانبه أكد الدكتور حسام شوقي، رئيس المركز، أن اقتناء هذا الكابل المتقدم يُعد خطوة مفصلية نحو تطوير القدرات التقنية للمركز، وسيسهم بشكل مباشر في دعم دراسات استصلاح الأراضي وتحديد أفضل المواقع للزراعة والتغذية الجوفية، بما يخدم استراتيجية الدولة في التوسع الأفقي وتحقيق الأمن الغذائي.
وأشار إلى ان هذا التحديث التكنولوجي المستمر لمنظومته البحثية، يؤكد التزام المركز الراسخ بدعم خطط الدولة نحو تحقيق التنمية الزراعية المستدامة والاستفادة القصوى من الموارد المائية غير التقليدية، ومواصلة دوره الريادي كصرح بحثي وطني متقدم.
ومن جهته، أوضح الدكتور محمد عزّت نائب رئيس المركز، أن دمج هذه الأجهزة في العمل الميداني سيمكن الباحثين من إنتاج خرائط ثلاثية الأبعاد دقيقة للتربة والخزانات الجوفية، مما يقلل بشكل كبير من الزمن اللازم لتقييم صلاحية الأراضي الجديدة للاستصلاح.
فيما أشار رئيس شعبة المياه والأراضي الصحراوي، إلى أن تبني المركز لهذه التقنية المتقدمة ضمن منظومة شعبة المياه والأراضي الصحراوية، يعكس التزام مركز بحوث الصحراء بتوظيف التكنولوجيا الحديثة لخدمة أهداف التنمية الزراعية وتحسين كفاءة إدارة الموارد المائية والتربة، خصوصاً في المناطق الصحراوية والمستصلحة حديثًا.