أقام الأزهر الشريف احتفالية كبرى بالجامع الأزهر، بمناسبة الذكرى الـ 53 لانتصارات العاشر من رمضان، بحضور الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر الشريف، نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، واللواء محمد العتريس مساعد مدير الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف السابق، والدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، والدكتور عباس شومان الأمين العام لهيئة كبار العلماء، والدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء، والسيد: محمود الشريف نقيب الأشراف، والسيد: عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية، والشيخ أيمن عبد الغني رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، ولفيف من كبار العلماء والمسؤولين، وسط حضور كثيف من طلاب الأزهر وجموع المصلين في الجامع الأزهر.

الجامع الأزهر كامل العدد في ختام الثلث الأول من شهر رمضانالطالب النابغة.. كفيف يؤم المصلين في الجامع الأزهر ويصبح حديث الملايين |فيديو

استُهِلَّ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلاها القارئ الطبيب أحمد نعينع، ثم ألقى الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، كلمته، مشيرًا إلى أن مصر تحتفي اليوم بانتصار العاشر من رمضان عام ١٣٩٣هـ، الموافق السادس من أكتوبر ١٩٧٣م، وهو الانتصار الذي لا يُنسى، والذي سطَّر فيه أبناء مصر أروع البطولات.

رؤيا النصر

وقال: «لا ننسى ذلك اليوم الذي وقف فيه فضيلة الإمام الأكبر عبد الحليم محمود، رحمه الله، على هذا المنبر، وقص على الرئيس الراحل محمد أنور السادات رؤيا رآها، إذ قال له: "رأيت رسول الله ﷺ يعبر القناة، ووراءه العلماء والجيش المصري، فَسر يا سيادة الرئيس، فإنك منصور بإذن الله". وقف الشيخ على المنبر وأعلنها حربًا في سبيل الله، مؤكِّدًا أن من مات فيها فهو شهيد، ومن فرّ منها وهو قادر عليها فهو على شعبة من النفاق».

وأضاف: «مصر كنانة الله في أرضه، والكنانة هي جعبة السهام التي يحملها الفارس، أي أن مصر مستودع القوة في العالم الإسلامي، كما أن الكنانة مستودع قوة الفارس. لقد ذقنا مرارة الانكسار في عام ١٩٦٧، ثم ذقنا حلاوة الانتصار في عام ١٩٧٣، والفترة بينهما كانت عصيبة جدًّا، استطاع خلالها شعب مصر وعلماء الأزهر أن يحطموا اليأس في النفوس، ويزيلوا الهزيمة النفسية من القلوب، فانتشروا في كل مكان، حتى في ميادين القتال والمعسكرات».

واستشهد بقول الشاعر: «إذا الشعبُ يومًا أراد الحياةَ، فلابد أن يستجيبَ القدرُ، ولابدَ لليل أن ينجلي، ولابدَ للقيد أن ينكسرَ». وأوضح أن المحتل الغاشم كان يُروّج لأسطورة جيشه الذي لا يُقهر، ولكن الحقيقة ظهرت عندما سمع العالم كله صوت جنودنا وهم يرددون "الله أكبر"، فانهارت أوهام الاحتلال، وسقط خط بارليف الذي كانوا يظنونه حصنًا منيعًا، وذاق أبطال قواتنا المسلحة جيش الاحتلال الصهيوني هزيمةً ساحقةً ستظل وصمة عار في تاريخه العسكري.

وأشار إلى أن جنود مصر البواسل كانوا يكتبون على خوذهم عبارات مثل «الله أكبر! لا إله إلا الله»، وكتبوا على عرباتهم العسكرية «عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله»، وكانوا يؤمنون بأنهم يخوضون معركة الحق ضد الباطل، وكان ذلك من أسباب النصر الكبير الذي أكرمهم الله به.

وقوف الأزهر ضد الغزاة

من جانبه، تحدَّث الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، عن هذا الانتصار العظيم، مؤكدًا أن الأزهر الشريف كان دائمًا في طليعة المؤسسات الداعمة للوطن في جميع معاركه ضد الغزاة والمحتلين، وأنه كان له دور محوري في حشد همم المصريين للوقوف في وجه كل معتدٍ.

وقال: «بعد الخامس من يونيو ١٩٦٧، ظن المحتل الغاشم وداعموه أنهم تمكنوا من القضاء على الجيش المصري تمامًا، وأنه لن يتمكن في المستقبل من مواجهتهم. وربما كان لهذا الظن بعض المبررات، فقد مُنينا بهزيمة قاسية، وقُصفت الطائرات والدبابات قبل أن تتحرك. لكن خلال ست سنوات فقط، استطاعت مصر أن تُعيد بناء جيشها من جديد، رغم ضعف الإمكانات، وقلة الموارد، ورفض بعض الدول تزويدنا حتى بقطع غيار للأسلحة المتقادمة. لم يكن الجيش المصري يُبنى فقط، بل كانت هناك عمليات فدائية وحرب استنزاف أضعفت العدو، حتى جاءت اللحظة الحاسمة».

وأضاف: «ظن العدو المحتل أنه في مأمن، فأنشأ خط بارليف، وقال قادته: "لا يمكن للجيش المصري اختراق هذا الحاجز إلا باستخدام قنبلة نووية". ولكن المفاجأة الكبرى للعالم كله كانت في العاشر من رمضان، حين عبرت القوات المصرية قناة السويس في ساعات معدودة، وسقط خط بارليف ليس بقنبلة نووية، بل بفكرة مصرية غير مسبوقة: استخدام مدافع المياه. لقد سقطت أسطورة الجيش الذي لا يُقهر، وحرر رجالنا جزءًا كبيرًا من أرضنا، وبفضل قوتهم وتوفيق الله لهم، أُجبر العدو على الرضوخ للسلام، فاستعدنا أرضنا، وستظل مصر حرة أبية إلى يوم القيامة».

وأشار إلى دور الأزهر وعلمائه خلال تلك المرحلة، مؤكدًا أن شيوخ الأزهر لم يتخلوا يومًا عن دورهم الوطني. وأوضح أن الشيخ حسن مأمون كان أول من نادى باستخدام سلاح البترول، وخاطب رؤساء الدول العربية، مطالبًا إياهم باستخدام هذا السلاح، قائلًا: «إن مصر لا تحارب إسرائيل وحدها، وإنما تتصدى للعدوان الموتور الذي تدعمه أمريكا وبريطانيا». وبعد السادس من أكتوبر، تم قطع سلاح البترول، وكان لهذا القرار أكبر الأثر في حراسة النصر الذي حققه رجال القوات المسلحة على الأرض.

وأكد أن الشيخ محمد الفحام، رغم ضعف قوته، كان دائم الذهاب إلى جبهة القتال، معتبرًا نفسه جنديًا مقاتلًا، وكان يقول: «أريد أن أعفِّر قدميَّ في سبيل الله»، فشارك في شحذ همم الجنود وتشجيعهم. وكذلك الشيخ محمد متولي الشعراوي، الذي قسّم المهام بينه وبين قواتنا المسلحة، قائلًا: «أنا بالحرف، وأنتم بالسيف. أنا بالكتاب، وأنتم بالكتائب، أنا باللسان، وأنتم بالسنان». هؤلاء هم علماء الأزهر، الذين لم يتخلوا يومًا عن وطنيتهم، ولم يقعدوا عن نصرة بلادهم».

وفي ختام كلمته، وجّه الدكتور عباس شومان رسالة إلى الشباب، قائلًا: «المخاطر ما زالت تحيط بنا، وأعداؤنا يعلنون عداءهم لنا جهارًا، ويؤكدون أنهم ماضون في خصومتهم معنا، لكننا نشكر لدولتنا وقيادتنا السياسية والعسكرية أنها مدركة لهذه التحديات، وأن جيشنا دائم التطوير والتحديث. وأعتقد جازمًا أن جيشنا اليوم أقوى مما كان عليه في حرب أكتوبر، بفضل الله، ثم بفضل الإعداد المستمر والتحديث الدائم». وختم حديثه بالتأكيد على أن «مصر ستظل حرة أبية بإذن الله، ولن ينال منها أحد، كائنًا من كان، ومهما امتلك من القوة، لأننا نمتلك قوة الإيمان، ونتوكل على الرحمن».

وفي ختام الاحتفالية، ألقى المبتهل حسام الأجاوي ابتهالات دينية مميزة، تضرع فيها إلى الله بالدعاء لمصر وأهلها، وبالنصر والعزة للأمة الإسلامية، فحملت كلماته معاني الإيمان والتوكل على الله، واستحضرت روح الانتصار والعزة التي تجسدها ذكرى العاشر من رمضان.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الجيش المصري العاشر من رمضان انتصارات أكتوبر شهر الانتصارات الأزهر الشريف الجامع الأزهر المزيد العاشر من رمضان الأزهر الشریف کبار العلماء

إقرأ أيضاً:

العاشر من رمضان ترفع كفاءة أحيائها ضمن خطة شاملة لتحسين البيئة العمرانية والخدمات

يواصل جهاز تنمية مدينة العاشر من رمضان تنفيذ خطة متكاملة تستهدف رفع كفاءة الأحياء وتحسين مستوى الخدمات في مختلف مناطق المدينة، تنفيذًا لتكليفات وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية بضرورة الارتقاء بالمدن الجديدة وتعزيز جودة الحياة للمواطنين.

وفي هذا الإطار، تابع المهندس علاء عبد اللاه مصطفى، رئيس جهاز تنمية مدينة العاشر من رمضان والمشرف على جهاز مدينة حدائق العاشر، عددًا من الجولات الميدانية لمتابعة أعمال التطوير ومستوى الخدمات المقدمة للأهالي. وشملت الجولات الأحياء والمناطق الخدمية التي يجري تنفيذ أعمال الرفع الكفاءة بها، بهدف الوقوف على الاحتياجات الفعلية بكل منطقة ومتابعة سير العمل على أرض الواقع.

وخلال جولاته، وجه رئيس الجهاز بتكثيف أعمال النظافة العامة داخل الأحياء، ورفع كفاءة الأرصفة وصيانة صناديق القمامة، مع تشغيل اللوادر مرتين أسبوعيًا لإزالة المخلفات والردش الناتج عن أعمال البناء والصيانة حفاظًا على المظهر الجمالي للمدينة. 

كما شدد على ضرورة تهذيب الأشجار وتنسيق المسطحات الخضراء بما يحقق بيئة نظيفة ومنظمة تليق بمكانة المدينة.

وشملت الجولات المرور على مركز تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة لمتابعة أعمال الزراعة والتجميل داخل المركز، حيث وجه بسرعة استكمال أعمال التطوير الداخلي والخارجي بما يعزز من جاهزية المركز لخدمة المستفيدين. 

كما تفقد مجمع الإدارة التعليمية الأزهرية ووجّه بمراجعة موقف الإنارة أمام المجمع لتسهيل حركة المواطنين وضمان سلامتهم.

وأكد رئيس الجهاز خلال جولاته أهمية الالتزام بتطبيق معايير السلامة والصحة المهنية أثناء تنفيذ الأعمال، ومتابعة أداء الشركات المنفذة لأعمال النظافة والزراعة والطرق لضمان الالتزام بالمواصفات الفنية والجودة في التنفيذ. 

وأوضح أن الجهاز يعمل على المتابعة اليومية لجميع قطاعات العمل لتحقيق الانضباط وتقديم خدمات مستدامة لأهالي المدينة.

وأشار إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من المتابعة الميدانية والتفتيش الدوري على مواقع العمل لضمان تنفيذ الأعمال وفق البرامج الزمنية المحددة، إلى جانب تكثيف الرقابة على الشركات المنفذة لأعمال التطوير للحفاظ على المظهر الحضاري لمدينة العاشر من رمضان كواحدة من أبرز المدن الجديدة في مصر.

وتأتي هذه الجهود في إطار خطة وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية لرفع كفاءة المدن الجديدة وتحسين بيئتها العمرانية، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية نحو بناء مدن عصرية مستدامة تقدم خدمات متكاملة للمواطنين وتعكس صورة حضارية تليق بمستقبل العمران في مصر.

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة الأزهر يلقي محاضرة بعنوان «أثر اللغة العربية في فهم النص الشريف»
  • جهاز العاشر من رمضان يواصل تطوير الطرق ورفع كفاءة النظافة
  • استرداد 5 وحدات سكنية بالعاشر من رمضان لمخالفة النشاط والحفاظ على الطابع العمراني
  • محافظ سوهاج يشهد احتفالية كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بجامعة الأزهر الشريف
  • العاشر من رمضان ترفع كفاءة أحيائها ضمن خطة شاملة لتحسين البيئة العمرانية والخدمات
  • استمرار أعمال رصف ورفع كفاءة طريق العاشر من رمضان بجنوب بورسعيد|| صور
  • إصابة 7 أشخاص في حادث تصادم ميكروباص بعمود إنارة بمدينة العاشر من رمضان
  • إصابة 11 شخصا في اصطدام ميكروباص بعمود إنارة بالعاشر من رمضان
  • مكافحة المخدرات تحبط ترويج 100 طربة حشيش بمدينة العاشر من رمضان
  • تجديد حبس المتهم باستدراج طفلة الشرقية بعصير به مادة مخدرة والتعدى عليها