ماذا عن العراق؟ .. الأمواج التركية تدفع الإيرانيين بعيدا عن سوريا - عاجل
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
بغداد اليوم - بغداد
في عالم السياسة المتقلب، حيث تتشكل التحالفات وتتغير موازين القوى بسرعة، تبرز تركيا كواحدة من أكثر الدول تأثيرًا في الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بالقرارات السياسية للبيت السني.
في ظل التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة، بدءًا من التغييرات الجذرية في سوريا، مرورًا بالعلاقات الإستراتيجية مع الولايات المتحدة، ووصولًا إلى صعود نفوذ حركة الإخوان المسلمين، أصبحت أنقرة لاعبًا رئيسيًا في تشكيل التوجهات السياسية للقوى السنية.
في حديث خاص لـ"بغداد اليوم"، أكد الباحث السياسي عبد الله الحديدي أن التأثير التركي حاليًا هو الأكبر في قرارات البيت السني.
وأوضح الحديدي أن التغييرات الجيوسياسية الأخيرة، خاصة في سوريا، والعلاقة الوثيقة بين أنقرة وواشنطن، ساهمت بشكل كبير في تعزيز هذا النفوذ.
قال الحديدي: "البيت السني متأثر بأوضاع المنطقة والشرق الأوسط بالكامل، وتركيا أصبحت الآن صاحبة النفوذ الأكبر، خاصة بعد التغييرات التي حصلت في سوريا، والعلاقة القوية لأنقرة مع واشنطن".
وأضاف أن تركيا استفادت من الفراغ الناتج عن تراجع أدوار أخرى، مثل إيران ودول الخليج، لتصبح القوة الأكثر تأثيرًا في صناعة القرارات السياسية للقوى السنية. وفقًا للحديدي، كانت هناك ثلاث دول رئيسية تؤثر في البيت السني سابقًا، وهي إيران وتركيا ودول الخليج، مع تركيز خاص على الإمارات العربية المتحدة. إلا أن الدور الإيراني تراجع بشكل كبير في الفترة الأخيرة، بينما حافظت تركيا على حضورها القوي، مدعومة بصعود نفوذ حركة الإخوان المسلمين في المنطقة.
وتشهد المنطقة تحولات كبيرة في موازين القوى، خاصة بعد التطورات في سوريا والعلاقات التركية الأمريكية. تركيا، التي تعتبر نفسها حامية للقضايا السنية، استفادت من هذه التحولات لتعزيز نفوذها، بينما تراجعت أدوار أخرى بسبب التوترات الإقليمية والخلافات السياسية. بعد سنوات من الحرب الأهلية في سوريا، استطاعت تركيا تعزيز وجودها في شمال سوريا، مما منحها نفوذًا كبيرًا في المنطقة. هذا الوجود العسكري والسياسي ساعد تركيا في التأثير على القوى السنية المحلية والإقليمية.
العلاقات الوثيقة بين أنقرة وواشنطن لعبت دورًا كبيرًا في تعزيز النفوذ التركي. الدعم الأمريكي لتركيا في عدة ملفات إقليمية، بما في ذلك ملف سوريا، ساعد في ترسيخ مكانة تركيا كقوة إقليمية رئيسية. بالإضافة إلى ذلك، حركة الإخوان المسلمين، التي تتمتع بعلاقات قوية مع تركيا، شهدت صعودًا في نفوذها في عدة دول عربية. هذا الصعود ساهم بشكل غير مباشر في تعزيز النفوذ التركي في المنطقة.
كانت إيران لاعبًا رئيسيًا في التأثير على البيت السني، خاصة من خلال دعمها للقوى الشيعية في المنطقة. إلا أن التوترات الإقليمية والعقوبات الدولية أدت إلى تراجع الدور الإيراني، مما فتح المجال لتركيا لتعزيز نفوذها. دول الخليج، خاصة الإمارات العربية المتحدة، كانت ذات تأثير كبير في السابق. إلا أن الانقسامات الداخلية بين دول الخليج، بالإضافة إلى التوترات مع تركيا، أدت إلى تراجع دورها في التأثير على البيت السني.
ومع استمرار تركيا في تعزيز نفوذها في المنطقة، يبقى السؤال: كيف ستتعامل القوى الأخرى مع هذا الصعود التركي؟ من المتوقع أن تحاول إيران استعادة بعض نفوذها المفقود، خاصة في العراق وسوريا، مما قد يؤدي إلى تصاعد التوترات بين أنقرة وطهران. قد تحاول دول الخليج، خاصة الإمارات والسعودية، إعادة توازن علاقاتها مع تركيا، إما من خلال تحالفات جديدة أو من خلال دعم قوى محلية لمواجهة النفوذ التركي. ستظل الولايات المتحدة لاعبًا رئيسيًا في المنطقة، ودورها في دعم أو تقليل النفوذ التركي سيكون حاسمًا في تشكيل المستقبل السياسي للشرق الأوسط.
يبدو أن تركيا قد نجحت في ترسيخ نفسها كقوة إقليمية رئيسية في التأثير على البيت السني، متجاوزة بذلك أدوارًا تاريخية لدول مثل إيران ودول الخليج. مع استمرار التطورات في المنطقة، يبقى السؤال: كيف ستتعامل القوى الأخرى مع هذا الصعود التركي، وما هي الآثار المترتبة على هذا التحول في موازين القوى؟
المصدر: بغداد اليوم+ وكالات
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: فی التأثیر على النفوذ الترکی البیت السنی دول الخلیج فی المنطقة فی سوریا فی تعزیز
إقرأ أيضاً:
تحولات استراتيجية تؤثر على العراق بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا
17 يونيو، 2025
بغداد/المسلة: يتسارع انسحاب القوات الأمريكية من قاعدتين عسكريتين إضافيتين في شمال شرق سوريا، ويثير هذا التحرك قلقاً متزايداً في العراق بشأن تداعياته الأمنية والسياسية.
وأكدت مصادر ميدانية أن القوات الأمريكية أخلت قاعدتي حقل العمر النفطي ومعمل كونيكو للغاز في دير الزور، وسلمت مواقعها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يقودها الأكراد، في خطوة وُصفت بـ”الإعادة الاستراتيجية للتموضع”، لكنها أثارت مخاوف من فراغ أمني قد يعزز نفوذ تنظيم داعش.
وأفادت تقارير أن أكثر من 500 جندي أمريكي غادروا المنطقة منذ مايو 2025، مع خطط لتقليص الوجود إلى أقل من ألف بحلول نهاية العام، وفقاً لتصريحات مسؤولين أمريكيين.
ويعكس هذا الانسحاب تحولاً في السياسة الأمريكية تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، التي تسعى لتقليص التكاليف العسكرية الخارجية، مع التركيز على مواقع استراتيجية مثل قاعدة الشدادي.
ويخشى قادة قسد، بقيادة مظلوم عبدي، أن يؤدي هذا التحرك إلى تهديدات من تركيا أو النظام السوري، مما قد يدفع القوات الكردية إلى مفاوضات مع دمشق لدمج قواتها في الجيش السوري.
وأشار العقيد محمد الفرحات في تصريح إلى أن قسد قد تلجأ إلى تحرير معتقلي داعش كورقة ضغط إذا شعرت بضغوط عسكرية.
ويستحضر هذا المشهد ذكريات انسحاب القوات الأمريكية من العراق عام 2011، عندما أدى الفراغ الأمني إلى صعود داعش، الذي سيطر على الموصل ومناطق واسعة بحلول يونيو 2014.
وشهد العراق آنذاك نزوح أكثر من مليون شخص ومقتل آلاف المدنيين. يحذر خبراء من تكرار هذا السيناريو، خاصة مع تصاعد المقاومة، التي استهدفت القوات الأمريكية بأكثر من 150 هجوماً بين 2020 و2023، وفقاً لتقارير المراصد .
ويتوقع محللون أن يؤثر الانسحاب على إقليم كردستان العراق، حيث تعتمد قوات البيشمركة على الدعم الأمريكي في التدريب والتسليح.
ويبرز الانسحاب تحديات إقليمية معقدة، حيث تسعى واشنطن إلى إعادة صياغة وجودها العسكري، مع الحفاظ على شراكات مع دمشق وأنقرة فيما يشدد خبراء على ضرورة التنسيق الإقليمي لمنع عودة داعش، خاصة مع وجود 14 ألف مسلح محتمل في سوريا والعراق، وفق تقارير أمريكية حديثة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts