فلسفة العيد التي علينا البحث عنها
تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT
ينتظر المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها وهم يحيون العشر الأواخر من رمضان يوم الجائزة وهو يوم العيد. والعيد في الفكر الإسلامي لحظة وجودية بالغة العمق، تتجلّى فيها روح الإنسان بعد أن تُصقل بالتهذيب والتطهر المعنوي طوال شهر كامل من الصيام والقيام، يخرج الصائم منها كيوم ولدته أمه؛ لذلك تبدو فكرة عيد الفطر السعيد أكبر من كونها مناسبة تأتي بعد أن أكمل المسلم صوم شهره الذي هو أحد أركان الإسلام الخمسة فهي أقرب إلى الولادة المعنوية للإنسان بعد أن يكون قد نجح في مجاهدة النفس، وتكون العبادة قد نقته من شوائب العادة، فأصبح أكثر صفاء وطهرا، والصوم هو ثورة داخلية على شهوات الإنسان وترسيخ لحالة السمو النفسي، وقرب من الذات العليا للإنسان.
وفي فلسفة العيد، يتلاقى البعد الفردي مع الجماعي، إذ يخرج الناس من حالة الاعتكاف والعبادة التي يبدو عليها في الكثير من الأوقات البعد الفردي إلى حالة الفرح الجماعية وكأن العيد يقول لهم: أنتم أكثر نقاء الآن وأكثر تسامحا وأقل أنانية، وبهذا البعد وهذه الفلسفة تتجلّى عبقرية الإسلام في مزجه بين الروح والواقع، بين الإيمان والسلوك، بين الذات والآخر.
ويتجاوز العيد بمنطقه الإنساني الحدود الجغرافية وأسوار اللغة واللون ليتحول إلى رمز كوني تبدو فيه حاجة الإنسان أكثر وضوحا للحظة يتوقف فيها الزمن ليستطيع تأمل ذاته ويعاهد نفسه على أن يبدأ من جديد. وتبدو هذه الفرصة/ المناسبة مواتية للصفح، وموعدا لمحو الضغائن، وإعلانا للخروج على العادات السيئة، يبدأها الفرد من ذاته، وينسجها في علاقاته مع من حوله.
والعيد كما يربي الإسلام أفراده عليه أكبر بكثير من فرحة تعاش في يوم واحد ولكنه معنى يُبنى وسؤال يُطرح في وجدان الجميع: هل خرجت من رمضان كما دخلت؟ أو أنك الآن أكثر صفاء، وأكثر قربا من حقيقتك الكبرى؟ هنا، تبدأ صفحة جديدة تسطر بالنوايا الصادقة والأعمال الخيرة التي تتعالى فوق الضغائن وفوق الأحقاد وفوق المصالح الفردية المؤقتة؛ لذلك يكون المجتمع بعد العيد أكثر تماسكا وأكثر قدرة على فهم بعضه البعض والعمل في إطار واحد.
وهذه المعاني التي على الإنسان أن يستحضرها وهو مقبل على أيام العيد السعيد، حتى يستطيع أن يعيش العيد في معناه العميق لا في لحظته الآنية التي قد يبدو فيها الاحتفاء أقرب إلى احتفاء مادي بعيدا عن العمق المعنوي المقصود من فكرة بناء الإسلام للمسلمين في يوم العيد.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
نصر الدين: تحول جذري في فلسفة التعامل مع المستثمر.. والربط الإلكتروني يختصر وقت التراخيص
قال علاء نصر الدين، عضو مجلس إدارة غرفة الأخشاب والأثاث باتحاد الصناعات وعضو لجنة التعاون العربيبالاتحاد، إن إطلاق المنصة الموحدة لتراخيص الاستثمار يمثل نقلة نوعية في مسار الإصلاح الإداري والتشريعي، مؤكدًاأنها خطوة طال انتظارها نحو توحيد جهة التعامل مع المستثمر، وتخليصه من دوامة المكاتب والتواقيع والطوابير التيكانت تُضعف مناخ الأعمال وتطيل دورة اتخاذ القرار الاستثماري.
وأوضح نصر الدين، في تصريحات صحفية، أن إطلاق المنصة الإلكترونية الشاملة يهدف إلى تسهيل حصول المستثمرينعلى التراخيص والموافقات من خلال جهة واحدة، عبر مسار رقمي متكامل يُقلل من التداخل بين الجهات، ويُعززمستويات الشفافية والكفاءة في بيئة الأعمال.
وأشار إلى أن تطوير المنصة تم بقيادة الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، بالتعاون مع وزارة الاتصالات، وبالشراكةمع 41 جهة حكومية مصدّرة للتراخيص، وهو ما يعكس الجدية في توحيد النوافذ ودمج البيانات، لتصبح المنصة بالفعلهي المرجع الرئيسي والوحيد للمستثمر عند بدء أي نشاط اقتصادي في مصر.
وأكد نصر الدين أن أبرز ما يميز المنصة هو قدرتها على تقديم 389 خدمة استثمارية تشمل التراخيص، والموافقات،والتصاريح، وكلها متاحة في واجهة استخدام رقمية موحدة وسهلة، تُتيح رفع المستندات وسداد الرسوم إلكترونيًا،ومتابعة حالة الطلب لحظيًا، مما يختصر رحلة التراخيص من شهور إلى أقل من 20 يوم عمل حال استيفاء المستندات.
وأضاف أن المنصة تُعد نقلة في الفلسفة الحكومية للتعامل مع المستثمرين، حيث تُقدم نموذجًا رقميًا حديثًا يستند إلىأدوات ذكية وسهلة الاستخدام، وتُوفر مستوى من الشفافية لم يكن موجودًا من قبل، من خلال إتاحة كافة الإجراءاتوالمتطلبات والمستندات المطلوبة بشكل مُسبق وواضح.
وتابع: "بدلًا من اضطرار المستثمر للتنقل بين عدة جهات لمعرفة الاشتراطات المطلوبة، أصبحت المنصة تُحدد له من البدايةما يحتاج إليه وفقًا لنوع النشاط، وتُرشده إلى الجهة المختصة، وتتيح له سداد الرسوم ورفع المستندات ومتابعة الطلببالكامل بشكل إلكتروني"، مؤكدًا أن المنصة تُعد بمثابة "كابينة قيادة رقمية" تُوفر للمستثمر سيطرة كاملة على إجراءاتالتراخيص منذ بدء التقديم وحتى استلام الترخيص النهائي.
وأوضح نصر الدين، أن استخدام بوابة الدفع الإلكترونية المدمجة مع المنصة، بالتعاون مع شركة e-finance، يسمحبسداد آمن وفوري لرسوم التراخيص، كما يجري التوسع في هذه الخدمة لتشمل كافة الإجراءات تدريجيًا، ضمن خطةشاملة للتحول الرقمي، مشيرًا إلى أن الربط مع الجهات الحكومية المصدرة للتراخيص، يعزز من دقة المراجعة وسرعةالموافقات، ويُقلل من التدخلات البشرية التي كانت تمثل إحدى نقاط الضعف الكبرى في منظومة الاستثمار.
وأكد علاء نصر الدين، أن إطلاق هذه المنصة لا يُعد مجرد خطوة إجرائية، بل هو تحول جذري في بيئة الأعمال المصرية،يُعيد بناء العلاقة بين المستثمر والحكومة على أسس جديدة قوامها الشفافية، والوضوح، والسرعة، والعدالة، مضيفًا أنما تم إنجازه في هذه المنصة يُمثّل البنية التحتية الرقمية لمنظومة الاستثمار في مصر، مشيرًا إلى أن التحدي الحقيقيفي المرحلة المقبلة يتمثل في التطبيق الحازم، والتأهيل الجيد للكوادر لضمان نجاح هذه التجربة وتحقيق أهدافها