تشكيل تحالف اقتصادي آسيوي كبير ردًا على قرارات ترامب
تاريخ النشر: 30th, March 2025 GMT
أبرمت الصين وكوريا الجنوبية واليابان، اليوم الأحد، على إجراء مفاوضات "سريعة" بهدف إبرام اتفاقية تجارة حرة ثلاثية لمواجهة تداعيات قرارات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وفق ما أفاد بيان مشترك صادر عن لقاء جمع مسؤولين كبارا من الدول الثلاث في سيول.
اذ كان اللقاء، هو الأول على هذا المستوى منذ 5 سنوات، ويأتي بعد ما أحدثه الرئيس الأميركي دونالد ترامب من اضطراب في مجال التجارة العالمية بفرضه رسوما جمركية عقابية على مجموعة واسعة من السلع، بما في ذلك السيارات والشاحنات.
فيما تعتبر كوريا الجنوبية واليابان من كبار مصدري السيارات في العالم، كما أن الصين تضررت بشدة من الرسوم الأمريكية الجديدة, وحضر الاجتماع وزير الصناعة الكوري الجنوبي آن دوك غون ونظيره الياباني يوجي موتو ووزير التجارة الصيني وانغ وينتاو.
ودعت الدول الثلاث في بيانها المشترك إلى تسريع مفاوضاتها بشأن إبرام اتفاقية تجارة حرة ثلاثية شاملة، إضافة إلى تهيئة "بيئة تجارية واستثمارية مستقرة".
كما أكد وزير صناعة كوريا الجنوبية على ضرورة استجابة الدول الثلاث "بشكل مُشترك" للتحديات العالمية المُشتركة.
وقال "تتميز البيئة الاقتصادية والتجارية الحالية بتزايد تشرذم الاقتصاد العالمي".
كلمات دالة:تجارة حرةابرام عقوداتفاقية تجارة حرةالصينرسوم جمركيةالاقتصاد العالمياليابانكوريا الجنوبيةدونالد ترامبالتجارة الصينيةقرارات ترامب الجمركيةاقتصاد© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: تجارة حرة ابرام عقود اتفاقية تجارة حرة الصين رسوم جمركية الاقتصاد العالمي اليابان كوريا الجنوبية دونالد ترامب التجارة الصينية قرارات ترامب الجمركية اقتصاد
إقرأ أيضاً:
الجزر المحتلة ومشاريع الهيمنة: اختبار الصدق في زمن الشعارات
#سواليف
#الجزر_المحتلة و #مشاريع_الهيمنة: اختبار الصدق في زمن الشعارات
بقلم: الأستاذ الدكتور محمد تركي بني سلامة
في زمن تتكاثر فيه الشعارات الرنانة عن “المقاومة” و”الصمود” و”الممانعة”، وتُرفع فيه رايات الدفاع عن الأمة وقضاياها، تبقى الأسئلة الكبرى معلّقة على جدران الصمت الانتقائي والمواقف مزدوجة المعايير.
أحد هذه الأسئلة، وربما أكثرها وضوحًا وإحراجًا، يتعلق بجزر الإمارات العربية المتحدة الثلاث المحتلة من قبل إيران: أبو موسى، طنب الكبرى، وطنب الصغرى.
مقالات ذات صلة مسؤول أممي من غزة: ما يجري مذبحة تُنفذ ببطء.. والمجاعة تستخدم كسلاح 2025/06/23الجغرافيا لا تنسى
تعود جذور النزاع حول هذه الجزر إلى عام 1971، عندما انسحبت القوات البريطانية من الخليج العربي، فسارعت إيران، بقيادة الشاه آنذاك، إلى احتلال الجزر الثلاث عشية إعلان استقلال دولة الإمارات. ومنذ ذلك الحين، تمارس طهران سيادتها المفروضة على هذه الأراضي، رافضة أي حل تفاوضي أو تحكيم دولي، في تجاهل صارخ لمبادئ حسن الجوار وميثاق الأمم المتحدة.
تُصر دولة الإمارات على أن هذه الجزر جزء لا يتجزأ من أراضيها، وتطالب باستعادتها عبر السبل السلمية، بينما يُصر جيرانها في الشمال على التعامل مع الجغرافيا وكأنها ملكية خاصة، وليست حقًا تاريخيًا لشعب ودولة ذات سيادة.
يتصدّر الخطاب الإيراني في المنطقة شعارات المقاومة والدفاع عن المستضعفين، ويرفع رايات الدفاع عن القضايا العربية، من فلسطين إلى اليمن. ولكن، إذا كانت طهران صادقة في هذا التوجه، فلماذا لا تبدأ أولًا بتصحيح ما بين يديها؟ لماذا لا تبادر بانسحاب واضح وصريح من الجزر الإماراتية كبادرة حسن نية تجاه العرب والمسلمين؟
إن هذا الاحتلال الصامت لا ينسجم بأي حال مع خطاب دعم حقوق الشعوب، ولا مع دعوات احترام السيادة، التي كثيرًا ما تُكرَّر في المنابر والمحافل الدولية.
العراق ولبنان واليمن… متى تتركون الشعوب تُقرر؟
يتكرر المشهد ذاته في بلدان عربية أخرى، حيث تتداخل السياسات الإيرانية في القرار السيادي لدول مثل العراق، ولبنان، واليمن. وليس من باب المبالغة القول إن هذه التدخلات تعمّق الأزمات وتطيل أمد الصراعات. فكيف يمكن الحديث عن دعم الاستقرار، بينما تُسند المليشيات وتُغذى الانقسامات الطائفية وتُدار الدول بالوكالة؟
الازدواجية لا تقف عند حدود التدخل السياسي، بل تمتد إلى الداخل الإيراني ذاته. ففي الوقت الذي تتمتع فيه قوميات كالأكراد في العراق بالحكم الذاتي، يُحرم العرب الأحواز – وهم أصحاب أرض وتاريخ وهوية – من أبسط حقوقهم الثقافية والسياسية. تُفرض عليهم القيود في التعليم والإعلام، وتُقمع لغتهم وتُختزل هويتهم، وكأن حقوق الإنسان تُمنح بالتجزئة، وفق الجغرافيا والانتماء.
ليست إيران وحدها التي تحاول إعادة رسم خرائط النفوذ، فهناك أيضًا مشاريع إقليمية أخرى من دول كتركيا، تُروَّج تحت مسميات عثمانية جديدة، ومشاريع اقتصادية صاعدة من قِبل الصين، تمرّر عبر “طريق الحرير” ولكن بأثمان سياسية لاحقًا.
كلها، رغم اختلاف أدواتها، تشترك في محاولة إخضاع القرار العربي وإضعاف الدولة الوطنية، تحت شعارات التنمية أو الأخوة أو المقاومة.
لقد آن الأوان لأن تخرج الأمة العربية من دائرة التبعية لمشاريع غير عربية، ترتدي عباءات مذهبية أو قومية أو اقتصادية. وآن أوان التصدي الصريح لكل أشكال الهيمنة، أكانت إيرانية أم تركية أم غيرها، وإعادة بناء خطاب عربي مستقل، قائم على السيادة الوطنية والمصالح المشتركة لا على الانخراط في حروب بالوكالة أو خنادق الآخرين.
احتلال الجزر الإماراتية الثلاث ليس مسألة إماراتية فقط، بل هو قضية عربية بامتياز، واختبار حقيقي لصدق الشعارات.
فمن أراد أن يكون صادقًا في مقاومته، فليبدأ بإزالة احتلاله، ومن أراد أن يدافع عن كرامة الأمة، فليتركها تقرر مصيرها دون وصاية.
فالكرامة لا تتجزأ، والسيادة لا تُقسم، وحقوق الشعوب لا تُمنح مشروطة بولاءات ومصالح خارجية.