العلاقات المصرية الفرنسية بقطاع التعليم العالي تشهد تطورا ونقلة نوعية بالفترة الأخيرة
تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT
تشهد العلاقات المصرية الفرنسية في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي تطورًا ملحوظًا ونقلة نوعية خلال الفترة الأخيرة، مدفوعة بإرادة سياسية قوية من كلا البلدين؛ لتعزيز التعاون المشترك وتبادل الخبرات والمعرفة، وقد تجسد هذا في العديد من الاتفاقيات والمبادرات المشتركة التي تهدف إلى الارتقاء بمستوى التعليم والبحث العلمي في مصر، والاستفادة من التجربة الفرنسية الرائدة في هذا المجال.
ويسجل المؤتمر الفرنسي المصري للتعاون العلمي والجامعي، والذي سينعقد في القاهرة اليوم الإثنين؛ بمناسبة الزيارة الرسمية للرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، خطوة حاسمة في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين فرنسا ومصر بمجالي التعليم العالي والبحث العلمي.
وطموح البلدين، الذي تحمله معًا وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من خلال قطاع العلاقات الثقافية والبعثات والمكتب الثقافي المصري في فرنسا وسفارة فرنسا في مصر، يكمن في تغيير نطاق التعاون الثنائي، من أجل نقل ما يقرب من 50 شهادة فرنسية إلى مصر.
ومن المقرر أن يوقع وزيرا التعليم العالي والبحث المصري والفرنسي الدكتور أيمن عاشور وفيليب باتيست، إعلان نوايا بين الوزارتين؛ توثيقًا لهذا الطموح الجديد، في ظل الحرص على أن يخرج إلى النور جيل جديد من الشراكات العلمية والأكاديمية، وهو ما يتطلب عملا شبكيًا من خلال الشروع في إقامة ديناميكية تعاونية بين الأنظمة البيئية الجامعية والعلمية في البلدين، وتستند هذه الديناميكية إلى إعادة تأسيس الجامعة الفرنسية في مصر التي تحتل مكانة مركزية في التعاون الجامعي والعلمي الثنائي، وهذه الحقبة الجديدة التي انطلقت في 2019 هي نتاج جهد مشترك بين الحكومتين المصرية والفرنسية، فالحرم الجامعي للجامعة الفرنسية الجديد العصري والبيئي قيد الإنشاء الآن، ومن المتوقع افتتاحه العام الدراسي المقبل.
وهناك ما يقرب من 70 مشروع تعاون ثنائي بين مصر وفرنسا جديد قيد الدراسة، وتغطي هذه المشروعات تنوعًا كبيرًا في المجالات من بينها الصحة، والصيدلة، والهندسة، والتكنولوجيات الرقمية، والعلوم الاجتماعية والسياسية، والسياحة والفندقة، وهناك ما يقرب من 30 مشروعًا تتناول نقل شهادات فرنسية إلى مصر.. كما أن هناك 3 منشآت جامعية فرنسية تدرس إنشاء حرم جامعي في مصر من بينها المدرسة المركزية المتوسطية (Ecole Centrale Mediterranée) ويمكن أن تحظى هذه المشروعات جميعًا بدعم من وزارة أوروبا والشؤون الخارجية من خلال صندوق مخصص لهذا الأمر.
والمؤتمر الفرنسي المصري للتعاون العلمي والجامعي من شأنه تقديم بيان أولي، وسوف يجتمع فيه حوالي 100 منشأة للتعليم العالي والبحث العلمي من بينها ما يقرب من 40 منشأة فرنسية؛ ليحولوا التطلع المشترك لإحياء إطلاق التعاون الثنائي إلى التزامات ملموسة من خلال توقيع ما يقرب من 40 اتفاقًا ثنائيًا بين المنشآت الجامعية.
ويهدف هذا المؤتمر إلى وضع التعاون العلمي والجامعي في قلب العلاقة الفرنسية المصرية، وهو يسجل نقطة تحول ويفتح الطريق أمام تعاون ذي اتساع غير مسبوق في خدمة الابتكار والتدريب.
وفي السياق، عملت مصر - التي تعد مركزًا تاريخيًا للتميز الثقافي والعلمي - على تعزيز نظام التعليم العالي الحديث منذ قيام الجمهورية في عام 1953، وقد أسس المجلس الأعلى للجامعات في عام 1954 إطارًا مؤسسيًا قويًا مدعومًا بمؤسسات رائدة مثل: جامعة الأزهر "أقدم جامعة في العالم"، وجامعة القاهرة التي تم تأسيسها في عام 1908، وقد تمكنت هذه الجامعات التاريخية من الحفاظ على مكانتها العالمية؛ مما جذب المزيد من الطلاب المحليين والدوليين.
وفي مجال البحث العلمي، تواصل مصر ريادتها على المستوى الدولي، حيث تصدرت الدول الإفريقية في مجال البحث العلمي، مع أكثر من نصف نشرها العلمي الذي تم إنتاجه بالتعاون مع مؤلفين دوليين.
واليوم، بلغ عدد سكان مصر أكثر من 110 ملايين نسمة، مع تسجيل أكثر من 3.5 مليون طالب في مؤسسات التعليم العالي؛ مما يعكس زيادة مستمرة في الطلب على برامج تعليمية عالية الجودة وشهادات معترف بها دوليا.
وفي السياق، تزداد الحاجة للتخصصات بمجالات العلوم والتكنولوجيا والتعليم العالي الفني، ويأتي ذلك انعكاسًا لرؤية القيادة السياسية في تطوير ودعم التعليم، وكذلك وجود استراتيجية وطنية للتعليم العالي والبحث العلمي ترتكز علب مبادئ تدعم مفاهيم التكامل والتدويل والتميز والابتكار.
وإزاء هذه التحديات، أطلقت مصر "رؤية 2030" كخطة وطنية تهدف لجعل المعرفة والابتكار محركين رئيسيين للتنمية في البلاد، كما تهدف إلى تعزيز رأس المال البشري، وزيادة الإنتاجية، وتحديث القطاع الصناعي ضمن إطار مستدام، وتحسين قابلية التوظيف.
كما سهلت قوانين مثل القانون رقم 162 لعام 2018 إنشاء فروع للجامعات والمؤسسات التعليمية الأجنبية في مصر، كل هذه الخطوات تعكس طموح مصر في أن تصبح مركزًا إقليميًا للتعليم العالي والبحث العلمي، على وجه الخصوص، لصالح الدول الإفريقية الناطقة بالفرنسية.
وأسست "الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي 2030" على ثلاثة محاور أساسية أهمها فهم خطط التنمية الشاملة، وكيفية دمج التعليم من الجيل الرابع للجامعات والمؤسسات البحثية لتكون قاطرة التنمية الإقليمية بما يدعم أهداف التنمية المستدامة.
وكانت المبادئ السبعة الأساسية في الاستراتيجية هي محرك هذه المقاربة من خلال مبدأ التكامل، والذي يسعى جوهره إلى تكامل المؤسسات التعليمية والبحثية مع الصناعة والحكومة لعمل منظومة متكاملة للتنمية، فيما يعتمد المبدأ الثاني للاستراتيجية على التخصصات البيئية المتصلة بسوق العمل، من خلال دعم مبدأ الاتصال سواء المحلي أو الدولي؛ بما يتيح مبدأ المشاركة الفعالة للجامعات مؤسسات البحثية في خدمة المجتمع وتنمية البيئة وبناء الإنسان والاقتصاد.
وتمتلك مصر - التي تعد الأولى إفريقيًا في مجالات التعليم والبحث والابتكار - مؤسسات تعليمية قوية ومتنوعة وتجذب الطلاب الوافدين بما يتعدى عشرات الآلاف سنويا، كما تعتبر إحدى الدول الرائدة دوليًا في إنشاء "بنك المعرفة المصري" الذي يحظى الآن باهتمام دولي واسع من كبرى دور النشر العلمي العالمية، بالإضافة إلى إشادة اليونسكو به لما يقدمه من تجربة فريدة تخدم التعليم العالي والبحث العلمي في مصر وإفريقيا، وحاليًا يقوم بنك المعرفة بدعم الأبحاث الناطقة بلغات غير الإنجليزية، على رأسها الفرنسية، لتكون ضمن مكتبته الدولية.
وفي السياق، تدعم مصر - من خلال المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية" - بيئة الابتكار وريادة الأعمال نحو منحنى جديد، وكذلك مبادرتي "مصر الرقمية و"كن مستعدا لسوق العمل" وغيرها مما يعكس التناغم القائم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: العلاقات المصرية الفرنسية التعليم العالي البحث العلمي المزيد للتعلیم العالی والبحث العلمی التعلیم العالی والبحث العلمی ما یقرب من من خلال فی مصر
إقرأ أيضاً:
محافظة أسيوط تشهد انطلاق «المؤتمر العلمي الأول للتغذية العلاجية» لمستشفيات الصحة
شهد اللواء دكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، فعاليات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العلمي الأول للتغذية العلاجية لمستشفيات الصحة بالمحافظة، والذي أقيم بقاعة الاجتماعات بديوان عام المحافظة، تحت رعايته، وبمشاركة نخبة من الأساتذة والخبراء في مجال التغذية العلاجية والطب.
حضر المؤتمر، الدكتور مينا عماد نائب المحافظ، والدكتور محمد زين حافظ، وكيل وزارة الصحة بأسيوط، والدكتورة هدى مخلوف وكيل كلية الطب لشئون خدمة المجتمع، وتنمية البيئة، والدكتور محمد جمال، وكيل المديرية للطب العلاجي، والدكتور أشرف عثمان، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد، والدكتور أسامة العشيري، أستاذ طب الأطفال ورئيس جمعية صعيد مصر للتغذية العلاجية والميتابوليزم، الدكتور مدحت العربي، أستاذ طب المجتمع ونائب رئيس الرابطة العامة للأطباء للتغذية العلاجية، والدكتورة مروة مخلوف، مدرس الجهاز الهضمي ورئيس لجنة التغذية العلاجية بمستشفيات الصحة بأسيوط، والدكتورة أميرة السيد، زميل الجهاز الهضمي والتغذية العلاجية ونائب رئيس اللجنة.
بدأت الجلسة الإفتتاحية بالسلام الوطني، تلاها تلاوة آيات من الذكر الحكيم ثم أعقبها كلمات الحضور حيث رحبت الدكتورة مروة مخلوف والدكتوره اميره السيد رئيستي المؤتمر بالحضور، وتم التوضيح أن المؤتمر يهدف أهمية التغذية العلاجية في دعم المنظومة الصحية وتحسين جودة الخدمات الطبية المقدمة للمرضى.
في مستهل كلمته أشاد محافظ أسيوط بالمؤتمر، والذي تناول أحدث ما تم التوصل إليه في مجال التغذية العلاجية، مضيفًا أن تخصص التغذية العلاجية أصبح من التخصصات الهامة، لدوره في تقوية المناعة، والمساهمة في لحد من الإصابة بالكثير من الأمراض، موجهًا الشكر للقائمين على تنظيم المؤتمر.
وأكد المحافظ، أن المؤتمر يسهم في التوعية بأهمية الوقاية من الأمراض، والحفاظ على الوزن المثالي، ومساعدة أصحاب الأمراض المزمنة مثل: "مرضى السُكري، والقلب، والضغط" في السيطرة على المرض من خلال اتباع نمط صحي سليم، مشيراً الى أهمية انعقاد المؤتمرات العلمية، وورش العمل، التي تسعى إلى تطوير وتنمية الخبرات، والكفاءات الطبية، ومواكبة أحدث المستجدات العلمية، وذلك لتحسين وتطوير المنظومة الطبية، والبحثية، والتعليمية لخدمة المرضى.
وأشار وكيل وزارة الصحة إلى الزخم العلمي الذي شهده المؤتمر، مؤكداً أنه يمثل منصة مهمة لتبادل الرؤى وتعزيز التعاون بين المؤسسات الصحية والجامعات، فيما عبر الدكتور أسامة العشيري عن سعادته بنجاح المؤتمر، مؤكداً أن تخصص التغذية العلاجية أصبح يحظى باهتمام متزايد، بفضل جهود الأساتذة والمتخصصين من مختلف الجامعات والمؤسسات.
وفي ختام الفعاليات، تم تكريم عدد من المشاركين والقيادات الطبية تقديراً لمساهماتهم في إنجاح المؤتمر ودعم جهود تطوير مجال التغذية العلاجية بمحافظة أسيوط.