حذر الدكتور وليد رشاد، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، من الانتشار الواسع لظاهرة تنمر الإنترنت، مؤكدًا أنها لم تعد تقتصر على فئة عمرية أو اجتماعية بعينها، بل قد يتعرض لها أي شخص في أي وقت، ما يتطلب وعيًا وطرقًا ذكية للتعامل معها.

تجاهل المتنمر أفضل وسيلة لحمايتك

قال الدكتور رشاد، خلال تصريحات تلفزيونية، إن المتنمر يسعى دائمًا إلى استفزاز الضحية والحصول على رد فعل، لذا فإن التجاهل التام يعتبر من أقوى وسائل الرد، إلى جانب استخدام خاصيتي الحظر والإبلاغ عبر منصات التواصل الاجتماعي.

لا تنشر معلوماتك الشخصية على الإنترنت

نبه رشاد إلى خطورة نشر الصور أو المعلومات الخاصة، موضحًا أن هذه البيانات قد تُستخدم من قِبل المتنمرين في الإساءة، داعيًا المستخدمين إلى التواصل فقط مع أشخاص موثوقين وتجنب إضافة الغرباء على حساباتهم الشخصية.

أهمية تأمين الحسابات الشخصية

شدد أستاذ علم الاجتماع على ضرورة تأمين الحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال جعلها "خاصة" وعدم قبول أي طلبات صداقة من أشخاص غير معروفين، مؤكدًا أهمية التأكد من وجود أصدقاء مشتركين قبل قبول أي طلب.

انشر الإيجابية وابتعد عن السلبية

واختتم الدكتور رشاد حديثه بتشجيع الناس على نشر المحتوى الإيجابي الذي يضيف قيمة لحياتهم، وتجنب التفاعل مع الأخبار أو المنشورات السلبية المسيئة للآخرين، قائلاً: "احمي نفسك، وخلّي دايمًا تركيزك على اللي يفرّحك ويطوّرك، مش اللي يزعّلك".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الإنترنت المركز القومي للبحوث الجنائية وليد رشاد تصريحات تلفزيونية المزيد

إقرأ أيضاً:

كيف تنجو من العلاقات دون أن تخسر نفسك؟

 

 

 

خالد بن حمد الرواحي

في حياة كلِّ إنسان، تُشكِّل العلاقات شبكةً خفيّة من الخيوط التي تصنع ملامح سعادته أو تعاسته. فليست السنوات التي نعيشها هي ما يُرهقنا؛ بل تلك العلاقات التي لم نحسن إدارتها على دروب الحياة. فكم من علاقةٍ بدأت بصدقٍ وانتهت بخيبة، وكم من علاقةٍ قصيرةٍ خلّفت أثرًا طويلًا، بينما أخرى امتدّت لسنوات وظلّت بلا جدوى أو حضور حقيقي.

والنجاة في العلاقات لا تأتي بالحذر الزائد ولا بالتعلّق المُفرط؛ بل بالفهم العميق لأنفسنا قبل الآخرين. فحين نفهم ذواتنا بوضوح، نعرف متى نقترب، ومتى نبتعد، ومتى نصمت لحماية سلامنا الداخلي دون أن نخسر جزءًا من أنفسنا.

وحين نتأمّل تفاصيل يومنا، ندرك أنّ العلاقات ليست متشابهة؛ فلكل علاقةٍ طريقتها وحدودها واحتياجها. فهناك علاقاتٌ تُبنى لتبقى، مثل روابط العائلة والأصدقاء، وهذه تحتاج إلى صبرٍ وتقدير وصدق، لا إلى كثرة الكلام. وفي المقابل، هناك علاقاتٌ مؤقّتة تمرّ بنا كضيوفٍ في فصول الحياة، وهنا يكون المطلوب أن نمنحها قدرها دون أن نُثقلها بتوقّعاتٍ زائدة أو أحمالٍ ليست لها.

أمّا العلاقات المهنية فهي الأكثر حساسية؛ لأنها تجمع بين المشاعر والمصالح. وهنا يكون التوازن بين القلب والعقل خطّ النجاة: فلا انغلاقًا يقطع الجسور، ولا اندفاعًا يستنزف الطاقات. إنّها مساحة دقيقة تتطلّب وعيًا يحفظ احترام الذات، دون أن يلغِي احترام الآخرين.

ومع تشابك العلاقات، تأتي الحكمة كفنٍّ ضروري لإدارتها. فالحكمة ليست انسحابًا ولا برودًا؛ بل معرفة متى نعطي، ومتى نتوقّف، ومتى تكفي ابتسامةٌ عن الشرح الطويل. فكثيرٌ من الألم يأتي من توقّعاتٍ لم نُفصح عنها، وحدودٍ لم نضعها، ومشاعر تُهدر لأننا لم نعرف وقت إطفائها.

وليس من الضعف أن تبتعد عن علاقة تُتعبك، ولا من الأنانية اختيار سلامك الداخلي على حساب استمرارٍ لا يشبهك. فكل علاقة تحتاج إلى وعيٍ يخلّصها من التعلّق الزائد، وإلى شجاعةٍ تُنهيها حين تتحوّل إلى عبء. فالقدرة على الوقوف عند نقطة الاكتفاء حمايةٌ للنفس، لا خسارة.

ومهما تعددت العلاقات، تبقى العلاقة بالذات هي الأهم. فحين يتصالح الإنسان مع نفسه، يصبح أكثر قدرة على التعامل مع الآخرين باتزان، دون أن يطلب منهم ما ينبغي أن يمنحه لنفسه أولًا. أمّا من يعيش صراعًا داخليًا، فلن يجد سلامه في أي علاقة، لأنه يبحث عنه في عيون الآخرين لا في داخله.

إدارة العلاقات الحقيقية تبدأ من الداخل؛ من فهم احتياجاتنا وحدودنا قبل كل شيء. فحين نُمسك بزمام ذواتنا، يصبح التعامل مع الآخرين أيسر وأوضح. فالسلام مع النفس هو البوصلة التي تُرشدنا إلى العلاقات الصحية، وتحفظ لنا التوازن بين العطاء والاحتفاظ بما يُبقينا بخير.

والعلاقات التي تستحق البقاء تحتاج إلى رعاية مُختلفة. فالعلاقات الدائمة لا تُبنى بالعاطفة وحدها؛ بل بالوعي الذي يحميها من التآكل. فالصداقة تُقاس بقدرة الطرفين على تجاوز العثرات دون فقدان الاحترام، والعائلة يحفظها أن يشعر كل فرد فيها بالأمان والقبول.

وحين نتعلم أن نحبّ بقدر، ونسامح بقدر، ونبتعد بقدر، ندرك أنّ العلاقات الناجحة ليست تلك الخالية من الخلاف؛ بل تلك التي تتجاوزه دون أن تنكسر. فالرعاية الحقيقية ليست في تجنّب المشكلات؛ بل في عبورها بأقلّ خسارة ممكنة.

وفي النهاية، تبقى العلاقات مرآة نرى فيها نضجنا الإنساني. فنحن لا نُقاس بعدد العلاقات التي نملكها؛ بل بجودة ما نحياه داخلها؛ فالعلاقة التي تمنحك توازنًا نفسيًا أثمن من مئة علاقة تُرهقك، والرفقة التي تُنير طريقك خيرٌ من الزحام الذي يُطفئك.

إنَّ النجاة من العلاقات لا تعني الهروب منها؛ بل أن نكون حاضرين دون أن نُرهق أنفسنا، وأن نمنح دون أن نفرّط، وأن نمضي بسلام حين يُصبح البقاء مؤلمًا. فالحكمة ليست في كثرة الارتباطات؛ بل في العلاقات التي تُضيف إلى روحك قيمة، وتترك على الطريق أثرًا لا عبئًا.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • “الإمارات للدواء” تنظم المنتدى الأول للبحوث السريرية في دبي
  • حظر السوشيال ميديا على الأطفال رد فعل مبالغ أم تربية ذكية.. إليك كيفية حمايتهم؟
  • رقابة الإنترنت تشتد.. حجب الأطفال دون سن 16 عامًا من وسائل التواصل.. فهل تستطيع منع طفلك؟
  • إزاي تحفاظ على دفئك وصحتك.. نصائح مهمة لمواجهة البرد في ليالي الشتاء
  • لأول مرة هتسمعها.. اعرف من عمرو الليثي إزاي موسيقى رأفت الهجان اتعملت في 5 دقايق
  • إزاي أعمل المكرونة الكريمية بدون كريمة؟
  • كيف تنجو من العلاقات دون أن تخسر نفسك؟
  • القومي للمرأة يناقش حماية المرأة من مخاطر الإنترنت في عصر الذكاء الاصطناعي
  • خبير اقتصادي: خفض الفائدة شبه مؤكد وسوق العمل يمارس ضغوطًا قوية
  • عاجل| زلزال بقوة 5.24 درجة قرب أنطاليا ويشعر به المصريون