«الرقابة النووية» تناقش أنشطة البحث والتطوير بالهيئة
تاريخ النشر: 18th, April 2025 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
عقد مجلس إدارة الهيئة الاتحادية للرقابة النووية اجتماعه مؤخراً حيث أطلع على آخر المستجدات الخاصة بأنشطة الهيئة الرقابية ومشاريع البحث والتطوير، من بين جوانب أخرى.وأطلع المدير العام للهيئة، كريستر فيكتورسون، أعضاء المجلس على أنشطة التعاون الدولي، مثل المشاركة في مؤتمر المعلومات الرقابية لمفوضية الرقابة النووية الأميركية، واستضافة الهيئة لورشة عمل تقييم الأمان الاحتمالي متعدد الوحدات التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية ضمن أنشطة أخرى.
واطلع المجلس على مستجدات الهيئة في الاجتماع الثامن للأطراف المتعاقدة في الاتفاقية المشتركة بشأن سلامة إدارة الوقود المستهلك وسلامة إدارة النفايات المشعة، حيث أشادت مختلف الدول المشاركة بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة ولاسيما الإشادة بإصدار الدليل الإرشادي حول «عملية التدقيق والتفتيش - الجهة الرقابية النووية»، والتي صاغتها الهيئة بالتعاون مع المفوضية الكندية للسلامة النووية، وأصدرتها في عام 2024.
علاوةً على ذلك، اطلع أعضاء المجلس على دور الهيئة في الإشراف على أنشطة التشغيل والصيانة في محطة براكة للطاقة النووية، بالإضافة إلى مشاركة الهيئة في القمة العالمية للحكومات 2025، حيث نظمت الهيئة ووكالة الطاقة النووية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية حلقة نقاش رفيعة المستوى حول دور الذكاء الاصطناعي في تطوير التكنولوجيا النووية.
و اطلع المجلس على أنشطة البحث والتطوير في مركز الإمارات للتكنولوجيا النووية، وقام بجولة في معرض المركز حيث تم عرض مشاريعه الرئيسية. تشمل أنشطة المركز أربعة مجالات: السلامة النووية والنظم، المواد والكيمياء، السلامة الإشعاعية والبيئة، والتكنولوجيا النووية المتقدمة. ينفذ المركز حالياً 17 مشروعاً بحثياً في مختلف المجالات الخاصة بالقطاع النووي والإشعاعي.
بالإضافة إلى ذلك، وافق مجلس الإدارة على إنشاء لجنة التطوير والتحسين، والتي ستعمل مباشرةً تحت إشراف المجلس لمراجعة الخطط والتقارير الاستراتيجية والتشغيلية للهيئة بالإضافة إلى دعم التنسيق مع الجهات الحكومية الاتحادية الأخرى في الدولة، وغيرها من الأنشطة. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
إقرأ أيضاً:
الناجون من القنبلة النووية (2)
أ. د. حيدر أحمد اللواتي
بعد مرور ما يقارب من ثلاثين يوما من إلقاء القنبلة النووية بدأ بعض المرضى الناجين يعانون من فقدان شبه كامل لجميع أنواع خلايا الدم وبدأوا يموتون بسبب جميع المضاعفات الطبية المرتبطة بهذه الحالة.
إن سبب ظهور هذه المشاكل الدموية في وقت متأخر، هو أن خلايا نخاع العظم -وهي الخلايا التي تصنع جميع مكونات الدم- تنقسم بسرعة مما يجعلها أكثر حساسية للإشعاع، فكلما زادت سرعة انقسام الخلايا زاد تأثير الإشعاع عليها ومع ذلك، لا تسبق هذه المتلازمة متلازمة الجهاز الهضمي لأن خلايا الدم الناضجة لها عمر متوسط أطول في الدورة الدموية مقارنة بخلايا الجهاز الهضمي؛ ثلاثون يومًا مقابل ثمانية أيام، لذلك، يمكن للدم أن يستمر في أداء وظائفه لفترة أطول قبل أن يُلاحظ نقص الخلايا الجديدة، ومع ذلك، بحلول اليوم الثلاثين، تصبح الخلايا الناضجة قديمة وتبدأ في الموت، وغياب الخلايا البديلة يؤدي إلى فقر دم شديد.
والمحصلة النهائية لهذه القنبلة المدمرة، مقتل 200 ألف شخص، بالإضافة إلى تدمير شبه كامل لمدينة هيروشيما، لكن ذلك لا ينقل لنا الصورة بكاملها، فالناجون من الموت كانت لهم معاناتهم الخاصة بهم، فمع مرور الوقت، بدأت تظهر أمراض مزمنة، مثل فقر الدم، وضعف الجهاز المناعي، والالتهابات المتكررة التي كانت تصعب معالجتها بسبب ضعف قدرة أجسامهم على التعافي، كما ظهرت مشاكل صحية في القلب والرئة، مرتبطة أيضًا بالتعرض للإشعاع.
الأمر الأكثر إثارة للقلق كان ارتفاع معدل الإصابة بالسرطان بين الناجين، وخاصة سرطان الدم، أو اللوكيميا، كان الأكثر شيوعًا، كما زادت معدلات الإصابة بسرطانات الغدة الدرقية، والرئة، والمعدة، وهي أمراض مرتبطة بالتعرض الطويل للإشعاع النووي.
لقد ظل هؤلاء الناجون يكافحون هذه الأمراض طوال حياتهم، بينما توفي آخرون بسبب السرطان وأمراض أخرى بعد عقود من الحادثة، وبعض هذه الآثار لم تقتصر على الناجين فقط، بل امتدت لتشمل الأجيال التالية، حيث أظهرت بعض الدراسات زيادة في الأمراض الوراثية بين أطفال الناجين.
إلى جانب الأمراض التي فتكت بأجسادهم، فإن الآثار النفسية والاجتماعية كانت عميقة أيضًا، فالناجون عاشوا في ظل صدمة نفسية كبيرة، فقدوا عائلاتهم ومنازلهم، وواجهوا وصمة اجتماعية مرتبطة بالتعرض للإشعاع.
ماذا نفعل حين التعرض لهجوم نووي؟
اتضح لنا أن التهديد الأكبر فور وقوع الانفجار النووي ليس فقط الانفجار نفسه، بل هو الإشعاع الناتج من انفجار القنبلة النووية، ولذا علينا تفادي التعرض لهذا الاشعاع سواء من خلال استنشاق الهواء الملوث أو التعرض الجسدي.
ويعد السرداب أو القبو من أكثر الأماكن التي يمكن أن توفر حماية من الإشعاع، فوجودك تحت الأرض يعني أنك محمي بطبقات من الخرسانة والتربة والجدران التي تحجب الكثير من الإشعاع، ولذا فكلما كان السرداب أعمق وأكثر صلابة، كانت الحماية أفضل، هذا الحجب يقلل بشكل كبير من تعرضك للإشعاع مقارنة بالبقاء في أماكن فوق الأرض أو في غرفة بها نوافذ كثيرة.
ميزة أخرى يوفرها السرداب وهي الحماية من موجة الانفجار، فالانفجار الأولي ينتج موجة صدمة قوية يمكن أن ترسل الحطام بسرعة قاتلة، والسرداب، المخبأ تحت السطح، يوفر بعض الحماية ضد هذه القوة التدميرية.
وتعد الساعات الـ48 الأولى بعد الحدث النووي حاسمة، فمستويات الإشعاع من السقوط الإشعاعي تصل إلى ذروتها فور الانفجار ثم تنخفض بسرعة مع تحلل الجسيمات المشعة، ولذا فالبقاء في مأمن خلال هذه الفترة يقلل من خطر الإصابة بالتسمم الإشعاعي وغيرها من التأثيرات الصحية الفورية، بنسبة تصل الى 100 مرة.
لكن من المهم الالتفات إلى أن الحماية من الاشعاع تعتمد على نوع السرداب، إذ يجب أن يكون السرداب محكم الإغلاق لمنع دخول الغبار الإشعاعي والهواء الملوث، ومن الأفضل أن يحتوي على نوافذ أو فتحات قليلة.
وللحديث بقية...
رابط مختصر