تصعيد خطير في لبنان.. حزب الله يرفض نزع سلاحه وأميركا تسخر من تصريحاته
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
تشهد الأجواء اللبنانية توترًا سياسيًا متصاعدًا مع تصاعد التصريحات النارية من قيادات حزب الله، في ظل رفض قاطع لفكرة نزع السلاح، ما يفتح باب التساؤلات حول مستقبل الاستقرار الداخلي في البلاد. وقد أثارت هذه التصريحات ردود فعل دولية، خاصة من الجانب الأميركي، وسط تحذيرات من أن تعيد هذه التوترات سيناريوهات الحرب الأهلية إلى الواجهة.
التطور اللافت جاء على لسان نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، الذي رفض بشكل صريح أي محاولة لنزع سلاح الحزب، قائلًا بلهجة حادة: "بدكن تشيلوها من القاموس... فكرة نزع السلاح"، في إشارة واضحة إلى تمسك الحزب بقوته العسكرية. التصريح استفز نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، التي علقت بسخرية على منصة "إكس"، ووصفت كلام قاسم بأنه "ممل وغير مؤثر"، مما أضفى بُعدًا دوليًا جديدًا على الأزمة.
ردود فعل داخلية وخارجيةتصريحات قاسم أعادت إلى الأذهان حالة الشلل السياسي التي تعيشها البلاد، وأثارت تساؤلات حول مستقبل الحوار الوطني، في ظل تشدد حزب الله وتمسكه بخيارات السلاح كجزء من معادلته السياسية. في المقابل، عبّر عدد من الشخصيات اللبنانية عن مخاوفهم من التصعيد، معتبرين أن مثل هذه اللهجة لا تخدم مسار التهدئة الذي تنشده معظم القوى الداخلية، ولا تساهم في معالجة الانهيار الاقتصادي والفراغ الرئاسي.
دوليًا، قرأ مراقبون تعليق أورتاغوس على أنه إشارة ضمنية إلى تململ واشنطن من تعنت حزب الله، خاصة في ظل المفاوضات الجارية في المنطقة لإيجاد تسويات شاملة تتضمن تقليص نفوذ التنظيمات المسلحة المدعومة من طهران، والتي تعتبرها الولايات المتحدة مصدر تهديد دائم لأمن حلفائها في الشرق الأوسط.
مخاوف من عودة مشهد السلاحالتلويح بالسلاح داخل الخطاب السياسي اللبناني، يُنذر بإعادة تفعيل خطوط التماس الطائفية، ويهدد بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء. فالخلافات السياسية تحولت إلى تهديدات ضمنية باستعمال القوة، وسط غياب سلطة مركزية قادرة على فرض الحلول أو حتى ضبط الخطاب السياسي.
ويرى خبراء أن تمسك حزب الله بسلاحه يُفقد الدولة اللبنانية هيبتها ويضعف مؤسساتها، ما قد يزيد من عزلة لبنان دوليًا، في وقتٍ تحتاج فيه البلاد إلى دعم اقتصادي عاجل وإصلاحات هيكلية تفتح أبواب الإنقاذ.
لبنان اليوم يقف على مفترق طرق حساس، بين من يسعى لبناء دولة مدنية خالية من الميليشيات، ومن يتمسك بمنطق السلاح كخيار استراتيجي. فهل تستطيع القوى السياسية لجم التصعيد وإعادة مسار التهدئة؟ أم أن البلاد على موعد مع موجة جديدة من الصراع؟ الإجابات قد تكون رهينة الأسابيع المقبلة، التي يُتوقع أن تشهد تطورات إقليمية ومحلية حاسمة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: نعيم قاسم حزب الله تهديد جريدة الفجر حزب الله
إقرأ أيضاً:
تصعيد خطير.. طائرات أوكرانية تضرب الداخل الروسي وموسكو تردّ بهجوم جوي شامل
في تصعيد لافت وغير مسبوق منذ اندلاع الحرب، نفذت القوات الأوكرانية عملية عسكرية منسقة باستخدام الطائرات المسيّرة، استهدفت أربع قواعد جوية روسية تُعد من أبرز منصات إطلاق القاذفات الاستراتيجية.
وبحسب ما نقلته صحيفة فاينانشيال تايمز، فإن العملية التي نُفذت في عمق الأراضي الروسية وصفت بأنها “الأجرأ” منذ بداية النزاع.
ويشير توقيت الهجوم وعمقه الجغرافي، الذي امتد إلى آلاف الكيلومترات من خطوط التماس إلى تطور كبير في قدرات أوكرانيا الاستخباراتية والتكتيكية، إضافة إلى جرأة واضحة في ضرب عمق البنية العسكرية الروسية.
وأكدت المصادر الأوكرانية أن الهجوم استهدف قواعد “بيلايا” في سيبيريا، و”أولينيا” في شبه جزيرة كولا، و”دياجيليفو” قرب موسكو، و”إيفانوفو” شمال شرقي العاصمة، ما أسفر عن اندلاع النيران وتضرر أكثر من 40 طائرة عسكرية، ووفقاً لمسؤول أمني أوكراني، فإن نحو 34% من حاملة صواريخ كروز الاستراتيجية الروسية تضررت.
وفي دلالة على حجم التحضير للعملية، أوضح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الهجوم تم التخطيط له على مدى عام ونصف، وأنه نُفذ دون أي تنسيق خارجي، قائلاً: “كانت نتيجة عبقرية، حققتها أوكرانيا وحدها”.
هذا التأكيد على “الاستقلالية العملياتية” من جانب كييف جاء في ظل تقارير أشارت إلى أن الولايات المتحدة لم تكن على علم مسبق بالهجوم، وهو ما أكده أيضاً مسؤولون أميركيون تحدثوا إلى شبكة CBS، حيث امتنع البيت الأبيض عن التعليق رسمياً.
وبحسب تقرير فاينانشيال تايمز، حملت العملية اسمًا رمزيًا هو “شبكة العنكبوت” (Spiderweb)، ونفذتها طائرات مسيّرة صغيرة من نوع “FPV”، تم تهريبها إلى داخل الأراضي الروسية في شاحنات تحتوي على كبائن خشبية أخفيت تحت أسقف قابلة للفتح عن بُعد.
كما أشار التقرير إلى أن جهاز الأمن الأوكراني (SBU) أشرف على التنفيذ، ونشر لاحقًا مقاطع فيديو تُظهر لحظة استهداف القواعد الجوية، فيما سُمع صوت رئيس الجهاز، فاسيل ماليوك، يعطي الإذن النهائي بالهجوم.
رداً على الضربة الأوكرانية، شنّت روسيا فجر الأحد هجوماً جوياً واسعاً، وصُف بأنه الأكبر منذ بداية الحرب، ووفقاً لسلاح الجو الأوكراني، أطلقت موسكو 472 طائرة مسيرة، بالإضافة إلى 7 صواريخ، استهدفت مدناً بينها خاركيف وزابوريجيا، حيث فعّلت الدفاعات الجوية فوق العاصمة كييف.
الهجمات الروسية خلفت خسائر بشرية، بينها مقتل 12 جندياً في معسكر تدريب شرق أوكرانيا وإصابة أكثر من 60، بينما أودت ضربات أخرى بحياة 4 مدنيين في جنوب البلاد، وأعقب ذلك إعلان القائد الأعلى للقوات البرية الأوكرانية، ميخايلو دراباتي، استقالته، قائلاً إن “غياب المحاسبة” داخل الجيش كان عاملاً رئيسياً في تكرار هذه المآسي.
في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها اعتقلت عدداً من المتورطين في الهجوم على القواعد الجوية، مشيرة إلى أن الطائرات المسيّرة أُطلقت من أراضٍ قريبة من المطارات المستهدفة، غير أن جهاز الأمن الأوكراني نفى تلك الادعاءات، مؤكداً أن جميع عناصر العملية انسحبوا من روسيا قبل التنفيذ بوقت طويل.
وفي خطوة مفاجئة على المستوى السياسي، أعلنت كييف نيتها طرح مقترح سلام خلال جولة مفاوضات مقررة الاثنين في مدينة إسطنبول التركية، ووفق ما نقلته فاينانشيال تايمز، تتضمن المسودة وقفاً شاملاً وغير مشروط لإطلاق النار بإشراف أميركي، تليه خطوات مثل تبادل الأسرى، وإعادة الأطفال الأوكرانيين المرحّلين قسراً إلى روسيا، والتمهيد للقاء مباشر بين الرئيسين زيلينسكي وبوتين.
الوثيقة الأوكرانية شددت على أن أي اتفاق يجب أن يتضمن ضمانات أمنية لمنع تكرار الغزو، وعدم الاعتراف بسيادة روسيا على الأراضي الأوكرانية المحتلة، كما اقترحت آلية لرفع العقوبات تدريجياً، مع إمكانية إعادة فرضها حال إخلال موسكو بالاتفاق.
بموازاة ذلك، أفادت لجنة التحقيق الروسية بأنها أحبطت “هجوماً إرهابياً” كان يُعد له عميل تابع لأوكرانيا في إحدى حدائق الغابات غرب موسكو، وتم العثور على عبوة ناسفة محلية الصنع، وألقت السلطات القبض على المشتبه به، مشيرة إلى أن بحوزته مراسلات تؤكد تلقيه تعليمات من جهاز أمني أوكراني.
تعليقاً على التطورات، اعتبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوكراني، أولكسندر ميريزكو، أن “الهجوم الأخير هو بالضبط ما تحتاجه أوكرانيا لكسب هذه الحرب غير المتكافئة”، بينما قال ضابط أوكراني سابق إن العملية قد لا تغيّر المعادلة الميدانية مباشرة، لكنها تضرب العمق الاستراتيجي لروسيا وتحد من قدرتها على تنفيذ عمليات بعيدة المدى، بما في ذلك تلك ذات الطابع النووي.
ويبدو أن عملية “شبكة العنكبوت” تمثل نقلة نوعية في الأسلوب الأوكراني، مستفيدة من التكنولوجيا والتخطيط بعيد المدى، وهو ما قد يعيد رسم قواعد الاشتباك بين الجانبين في المرحلة المقبلة.