التغير المناخي يشكل الخطر الأكبر لانقراض الحياة على الأرض
تاريخ النشر: 2nd, May 2025 GMT
أظهر بحث نُشر حديثا في مجلة "بيوساينس" أن التغير المناخي بات يشكل التهديد الأكبر للأنواع المدرجة ضمن قانون الأنواع المهددة بالانقراض المدرج عام 1973 في الولايات المتحدة، متفوقا بذلك للمرة الأولى على بقية الأسباب المألوفة لفقدان التنوع البيولوجي في هذه القائمة.
اعتمد الباحثون في دراستهم على تحليل معطيات مستمدة من وثائق إدراج الأنواع المهددة في تلك القوائم، وتقييمات الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، إلى جانب بيانات تقييمية جديدة لمدى حساسية الأنواع الحية للتغير المناخي.
وشمل التحليل 2766 نوعا مهددا عبر الولايات المتحدة وأقاليمها، وقد كشفت النتائج أن التغير المناخي يؤثر الآن على 91% من هذه الأنواع.
كما ركزت الدراسة على 5 مسببات رئيسة لفقدان التنوع البيولوجي بفعل الإنسان، هي: التغير المناخي، وتغير استخدام الأراضي والبحار، والاستغلال المفرط للأنواع الحية، والتلوث، والكائنات الحية الدخيلة.
وأوضحت الدراسة أن الغالبية العظمى من الأنواع الحية بنسبة 86% تواجه مزيجا من هذه الأخطار في آن واحد، مع الإشارة إلى أن مجموعات معينة كالشعاب المرجانية والرخويات والبرمائيات تتعرض لعدد أكبر من التهديدات مقارنة بغيرها.
تشير نتائج الدراسة إلى أن الوثائق الرسمية لتقييم المخاطر قد تكون قللت من شأن التأثير الحقيقي للتغير المناخي على هذه الأنواع. ولهذا، يوصي الباحثون بضرورة إدراج "حساسية الأنواع تجاه التغير المناخي" بشكل صريح في قرارات الإدراج ضمن قوائم الحماية وخطط الإدارة البيئية ذات الصلة.
إعلانويؤكد الباحثون في هذا السياق أن تجنّب فعل ذلك قد يؤدي إلى تجاهل حجم الخطر المحدق بالحياة البرية، في ظل تغيّر مناخي متسارع. كما لفتوا إلى أن العديد من الأنواع تعاني من نقص في التقييمات المحدثة، مما قد يخفي تهديدات أوسع نطاقًا لم تُرصد بعد.
وإلى جانب ذلك، أبرزت الدراسة الحاجة إلى مراجعات علمية شاملة وحديثة لتقييم قابلية الأنواع للتأثر بالتغيرات المناخية، خصوصا تلك التي تفتقر إلى بيانات كافية.
وعلى الرغم من أهمية سد الفجوات المعرفية، يؤكد الباحثون أن انتظار توفر بيانات كاملة ليس مبررًا للتقاعس عن التحرك، إذ يقولون بوضوح في دراستهم: "لسنا بحاجة إلى مزيد من الأبحاث كي ندرك أن التنوع البيولوجي يواجه تهديدات متكررة ومستدامة"، داعين إلى استجابة فورية تشمل جميع مسببات فقدان التنوع البيولوجي للحد من موجات الانقراض المتسارعة.
وفي هذا السياق، تكشف النتائج عن ترابط وثيق بين مختلف مصادر التهديد، فالتغير المناخي لا يعمل بمعزل عن بقية العوامل، بل يزيد من حدتها. فعلى سبيل المثال، تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى زيادة معدلات ابيضاض الشعاب المرجانية، وتغير تركيبة النظم البيئية البحرية، بينما تؤثر على اليابسة من خلال تغيير أنماط الهجرة وتوافر الغذاء. هذا التداخل يستدعي إستراتيجيات تدخل متعددة المستويات لمواكبة حجم التحدي البيئي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات التنوع البیولوجی التغیر المناخی
إقرأ أيضاً:
باحثون: النوم في غرفة باردة يعزز حرق دهون الجسم
كشفت دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين الأوروبيين عن أن النوم في غرفة باردة قد يكون له تأثير مفيد على عملية الأيض وحرق الدهون في الجسم، خاصة الدهون البنية التي تُعرف بقدرتها على إنتاج حرارة طبيعية للجسم والحفاظ على الوزن الصحي.
وتشير الدراسة إلى أن الدهون البنية تختلف عن الدهون البيضاء التقليدية، فهي أكثر نشاطًا وتحرق الطاقة لإنتاج الحرارة، وهو ما قد يساعد في الوقاية من السمنة ومشاكل التمثيل الغذائي، وقد لاحظ الباحثون أن التعرض لدرجات حرارة منخفضة أثناء النوم، حتى حوالي 18 درجة مئوية، يحفز نشاط هذه الدهون ويزيد من معدل استهلاك السعرات الحرارية أثناء الراحة.
وشملت الدراسة أكثر من 60 مشاركًا، تم تقسيمهم إلى مجموعتين: الأولى نامت في غرف باردة، والثانية في غرف معتدلة الحرارة، وبعد أسبوعين، أظهرت الفحوصات أن المجموعة التي نامت في الغرف الباردة سجلت زيادة في نشاط الدهون البنية بنسبة 15% مقارنة بالمجموعة الأخرى، بالإضافة إلى تحسن طفيف في حساسية الأنسولين وتنظيم السكر في الدم.
وأوضح الباحثون أن النوم في بيئة باردة يساعد الجسم على الحفاظ على حرارة الجسم الداخلية بشكل طبيعي، مما يزيد من استهلاك الطاقة.
ومع ذلك، حذروا من انخفاض درجات الحرارة بشكل مفرط، لأنه قد يؤدي إلى مشاكل صحية مثل اضطرابات النوم أو اضطراب الدورة الدموية.
كما نوه الفريق بأن هذا الأسلوب يمكن أن يكون جزءًا من روتين يومي صحي لتعزيز فقدان الوزن بطريقة طبيعية، مع الحفاظ على التغذية المتوازنة والنشاط البدني المنتظم.
وأكدوا أن دمج النوم في غرفة باردة مع نمط حياة صحي يمكن أن يعزز النتائج ويزيد من فعالية الحرق الطبيعي للطاقة.
وأشار الباحثون إلى أن تعديل درجة حرارة الغرفة يعد طريقة بسيطة وغير مكلفة لتحفيز الدهون البنية، دون الحاجة إلى مكملات أو أدوية، ويمكن دمجه بسهولة مع العادات الصحية اليومية.