جنبلاط في دمشق: التوترات الطائفية تقلقه
تاريخ النشر: 3rd, May 2025 GMT
كتبت" الاخبار": تحرّك النائب السابق وليد جنبلاط يوم أمس نحو دمشق، في محاولة للمساهمة في لملمة التوترات الطائفية المستمرة في سوريا، والمواجهات العسكرية الدامية التي حصلت بين قوات من النظام السوري الجديد وأهالي مناطق جرمانا وصحنايا والسويداء وسقط على إثرها عشرات القتلى والجرحى. جنبلاط التقى الرئيس السوري المؤقّت أحمد الشرع الذي دعاه إلى مائدة العشاء بحسب بيان الحزب التقدّمي الاشتراكي.
وبحسب المعلومات فإن اللقاء حصل بدعمٍ من السعودية التي كان جنبلاط قد أوفد إلى سفارتها في بيروت قبل يومين النائب وائل أبو فاعور لوضع السفير وليد البخاري في الأجواء، وطلب دعم السعودية في مسعى للتهدئة بين جماعة الشرع والدروز السوريين. ونقل بيان الاشتراكي مواقف كل من الشرع وجنبلاط في اللقاء، ووصفها بأنها اتّسمت بالودّية والصراحة.
ويسرّع جنبلاط من حركته للوصول إلى تهدئة، خصوصاً أن التوتر الطائفي على خلفية ما تعرّض له الدروز من اعتداءات على أيدي جماعات متطرفة وبعض مجموعات الأمن العام السوري وقيام مجهولين بحرق راية للدروز في لبنان، دفع بمجموعة غوغائية إلى مهاجمة إمام جامع الشبانية الشيخ حسين حمزة على طريق بلدة بعلشميه والاعتداء عليه وعلى عائلته، في حادث يعبّر عن مدى خطورة الاحتقان الطائفي.
وسريعاً تحرّكت استخبارات الجيش اللبناني وقبضت على المعتدين على الشيخ حمزة. لكنّ جنبلاط والأجهزة الأمنية قلقان من أن استمرار أعمال العنف الطائفي في سوريا وتأثيرها على لبنان. وبات واضحاً أن المزاج العام في طائفة الموحّدين الدروز في لبنان يتأثّر بما يحصل في سوريا مع استمرار أعمال العنف بحق الدروز والدخول الإسرائيلي العسكري والسياسي والإعلامي على خط التحريض، ما يضعف موقف جنبلاط، خصوصاً أن الانحياز الديني وأعمال العنف يدفعان بالمشايخ إلى التجاوب مع مواقف الشيخ موفق طريف، الأمر الذي ظهر في أكثر من مناسبة أخيراً من مناسبة 16 آذار إلى لقاء عبيه قبل يومين. مواضيع ذات صلة المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة: غوتيريش يجدد التأكيد على قلقه إزاء تصاعد التوترات في سوريا Lebanon 24 المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة: غوتيريش يجدد التأكيد على قلقه إزاء تصاعد التوترات في سوريا
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: ماریتا الحلانی فی لبنان فی سوریا
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي يرفع كل العقوبات عن سوريا
أحمد مراد (دمشق، القاهرة)
أخبار ذات صلةقرر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، حسبما أعلنت كايا كالاس مسؤولة السياسة الخارجية في التكتل.
وقالت كالاس في تدوينة على موقع (إكس): «نريد مساعدة الشعب السوري في بناء سوريا جديدة سلمية تشمل جميع السوريين»، مضيفة أن «الاتحاد الأوروبي وقف دائماً بجانب السوريين على مدار السنوات الـ14 الماضية، وسوف يستمر في القيام بذلك».
ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى الاضطلاع بدور رئيسي في تعافي سوريا وإعمارها في المستقبل.
وفي وقت سابق أمس، قالت مسؤولة السياسة الخارجية، إنها تأمل أن يتمكن وزراء التكتل المجتمعون في بروكسل من التوصل إلى اتفاق بشأن رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، مضيفة «من الجلي أننا نريد توفير الوظائف وسبل المعيشة لشعب سوريا، كي يصبح بلداً أكثر استقراراً». وذكر مسؤولون أن الوزراء قرروا رفع العقوبات الاقتصادية، والإبقاء في الوقت نفسه على العقوبات المرتبطة بالنظام السابق، وفرض إجراءات ضد انتهاكات حقوق الإنسان.
يذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن مؤخراً رفع العقوبات عن سوريا، مما أدى إلى حالة استنفار داخل أروقة الحكومة الأميركية لتنفيذ القرار.
من ناحيته، اعتبر وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن قرار رفع العقوبات يعبر عن «إرادة إقليمية ودولية» لدعم سوريا، مؤكداً أن لدى الشعب السوري اليوم فرصة تاريخية ومهمة جداً لإعادة بناء بلده.
وقال الشيباني خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأردني أيمن الصفدي في دمشق: «الخطة اليوم أن نستفيد من رفع العقوبات، من يريد أن يستثمر في سوريا فالأبواب مفتوحة، من يريد أن يتعاون مع سوريا فليس هناك من عقوبات».
وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر لمنطقة الشرق الأوسط من دمشق، سهير زقوت، إن سوريا بحاجة لتعاون مستدام بين القوى الإقليمية والدولية والشركاء الإنسانيين لتقديم مجموعة واسعة من البرامج الصحية، ودعم المستشفيات ومراكز الرعاية الطارئة، وتعزيز خدمات إعادة التأهيل، مع التركيز على الفئات الضعيفة، مثل النساء وكبار السن والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة.
وأضافت زقوت في تصريح لـ«الاتحاد» أن الوصول الموثوق للكهرباء والمياه النظيفة أصبح تحدياً كبيراً في معظم أنحاء سوريا، ما يتطلب دعماً والتزاماً واستثماراً طويل الأمد، موضحة أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر قامت بإعادة تأهيل مرافق المياه والصرف الصحي والنظافة في طرطوس واللاذقية، بالإضافة إلى مراكز الامتحانات في الحسكة.
وذكرت زقوت، أن النظام الصحي في سوريا لا يزال هشاً، وبحاجة لدعم فوري لضمان استمرارية خدمات الرعاية الصحية لملايين السوريين.
وأشارت زقوت إلى تقديم منح نقدية لدعم المشاريع الصغيرة في عدة محافظات بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري، ما مكن آلاف العائلات من إعادة تشغيل وتعزيز أنشطتها المدرة للدخل، واستفادت أكثر من 163 ألف أسرة تعتمد على الزراعة والثروة الحيوانية من هذه التدخلات، واستفاد 3400 مزارع صغير من مبادرات تعزيز سبل العيش الزراعية.
وحذرت متحدثة الصليب الأحمر من مخاطر الألغام والذخائر غير المنفجرة التي تودي بحياة المدنيين يومياً، وتُعيق الوصول للخدمات الأساسية وسبل العيش.
وأوضحت أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعمل بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري على رفع الوعي بالمخاطر، وتعزيز السلوك الآمن في المجتمعات القريبة من المناطق الملوثة، وتنفيذ مسوحات غير تقنية في المناطق المتأثرة بالأسلحة، وشارك أكثر من 379 ألف شخص في 13 محافظة في جلسات توعية، وتم إرسال 4.5 مليون رسالة نصية لتحذير السكان المعرضين للخطر.