جامعة المنصورة تفوز بأول مشروع لبرنامج ماجستير في الشرق الأوسط وألمانيا لذوي الهمم في علم النفس الرياضي
تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT
أعلن الدكتور شريف خاطر، رئيس جامعة المنصورة، فوز الجامعة بأول مشروع دولي من نوعه في الشرق الأوسط وألمانيا، لإنشاء برنامج ماجستير متخصص في علم النفس الرياضي لذوي الهمم، بتمويل قدره 400 ألف يورو من الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي (DAAD)، ويأتي هذا المشروع تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بالاهتمام بذوي الهمم، ودمجهم الكامل في المجتمع، ومنحهم فرصًا متكافئة تُتيح لهم المشاركة الفاعلة جنبًا إلى جنب مع باقي أفراد المجتمع، وفي إطار توجيهات الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وخطة الوزارة في هذا الشأن.
ويمتد تنفيذ المشروع من عام 2025 حتى عام 2028، بالشراكة مع جامعتي مارتن لوثر وريجنسبورج الألمانيتين، تحت قيادة الدكتور طارق غلوش، نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، وإشراف الدكتور عمرو رشدي سعد، أستاذ علم النفس الرياضي بكلية التربية الرياضية.
وأكَّد الدكتور شريف خاطر أن البرنامج يُعد أول درجة ماجستير معتمدة في تخصص علم النفس الرياضي لذوي الهمم تُمنح بالتعاون مع جامعتي مارتن لوثر وريجنسبورج، كما يُعد الأول من نوعه في مصر والشرق الأوسط وألمانيا، مما يعكس مكانة جامعة المنصورة كمؤسسة تعليمية رائدة تسعى إلى الابتكار ومواجهة التحديات المجتمعية.
وأشار رئيس الجامعة إلى أن تنفيذ المشروع يأتي في إطار جهود الجامعة الرامية إلى تحقيق توجيهات القيادة السياسية بشأن تمكين ذوي الهمم، وتفعيل استراتيجية الدولة المصرية للتنمية المستدامة "رؤية مصر 2030"، من خلال دعم الشباب وتنمية قدراتهم، وتوفير سبل الدعم الكامل للطلاب من ذوي الهمم لدمجهم في المجتمع الجامعي.
من جانبه، أكَّد الدكتور طارق غلوش أهمية البُعد الدولي للمشروع، مشيرًا إلى أن فوز الجامعة به يعكس ثقة الجهات البحثية الدولية في قدرات جامعة المنصورة، ويعزز فرص تطوير البحث العلمي وربطه باحتياجات المجتمع، لا سيما في المجالات الإنسانية كعلم النفس الرياضي لذوي الهمم.
ويشارك في تنفيذ المشروع البروفيسور أوليفر شتول، عميد كلية علوم الرياضة بجامعة مارتن لوثر، والبروفيسور راينر شيليرمان، أستاذ العلوم الاجتماعية والصحية بجامعة ريجنسبورج.
يُذكر أن جامعة المنصورة سبق أن حصلت على تمويل من هيئة DAAD خلال الفترة من 2021 حتى 2023، من خلال مشروع قدّمه الدكتور عمرو رشدي سعد، مكّن 48 عضو هيئة تدريس ومعاونيهم من حضور ورش عمل في ألمانيا، وأسفر عن تأسيس أول معمل متخصص في علم النفس الرياضي لذوي الهمم بالجامعة، وهو ما مهّد الطريق للحصول على هذا المشروع الأكبر.
وبهذا الإنجاز، تُواصِل جامعة المنصورة تعزيز ريادتها الأكاديمية، وانخراطها الفعّال في تطوير التعليم الجامعي والبحث العلمي، بما يخدم فئات المجتمع المختلفة، ويتماشى مع رؤية الدولة المصرية والتوجهات العالمية لدعم وتمكين ذوي الهمم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: وزير التعليم العالى رئيس جامعة المنصورة الرئيس عبد الفتاح السيسي الهيئة الألمانية الدراسات العليا والبحوث توجيهات القيادة السياسية أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي وبة رئيس عبد الفتاح السيسي توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي جامعة المنصورة تنفیذ ا
إقرأ أيضاً:
الشرق الأوسط بين مشاريع التفكيك وإعادة التموضع
25 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: ناجي الغزي
يمر الشرق الأوسط اليوم بمرحلة إعادة تشكيل عميقة لا تُشبه أي مرحلة سابقة في تاريخه الحديث. نحن لا نشهد مجرد تنافس نفوذ بين قوى تقليدية وإقليمية، بل عملية إعادة هندسة شاملة للخرائط الجيوسياسية والبنى العسكرية والاصطفافات الاستراتيجية، تقودها الولايات المتحدة بغطاء خليجي وأدوات متعددة الوظائف، وعلى حساب مفاهيم السيادة والدولة الوطنية التي كانت تشكل ركائز النظام العربي لعقود.
أولاً: اختلال التحالفات الكلاسيكية
المؤشر الأبرز في المشهد الإقليمي اليوم يتمثل في اهتزاز التوازن التقليدي الذي حكم العلاقة بين مصر والسعودية لعقود. الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الإيراني إلى القاهرة، والتي وُوجهت باستياء خليجي مبطّن، كشفت عن مفارقة استراتيجية: بينما تحتج الرياض على أي تقارب مصري إيراني، فإنها – في الوقت ذاته – تقود طفرة في العلاقات التجارية والدبلوماسية مع طهران، في مسار تصالحي تتداخل فيه حسابات النفط والأمن والتهدئة اليمنية.
إن ما يبدو من تباعد مصري-خليجي ليس مجرد تباين في التكتيك، بل يعكس تصدعاً في الرؤية الاستراتيجية للمنطقة. القاهرة، التي طالما لعبت دوراً مركزياً في القضايا السورية والليبية والسودانية، تجد نفسها اليوم مُستبعدة من ملفات جوهرية، في الوقت الذي تتقاسم فيه الرياض وأبو ظبي و الدوحة وواشنطن وأنقرة النفوذ الميداني والسياسي في هذه الساحات.
ثانياً: سوريا كنموذج للتفكيك العسكري الممنهج
أخطر ما يُعاد إنتاجه اليوم هو المشروع الأميركي الناشئ في سوريا، والذي يقوده دونالد ترامب من موقعه في الولاية الثانية عبر أدوات جديدة، يتصدرها “الجيش السوري الجديد” بقيادة أحمد الشرع. هذا التكوين العسكري ليس فقط وليد التحالف مع المعارضة المسلحة أو الفصائل المحلية، بل يقوم على دمج مقاتلين أجانب من الشيشان والتركستان والروس والإيغور ضمن هيكل وظيفي عسكري عابر للهوية الوطنية.
إن هذا التحول يشير إلى انتقال المشروع الأميركي في سوريا من منطق “تغيير النظام” إلى “إعادة تشكيل الدولة”، ليس عبر المفاوضات أو إعادة الإعمار، بل من خلال خلق بديل عسكري – مرتزق، يقف على النقيض من الجيش السوري النظامي، ويملك ولاءه لمعادلات الخارج لا الداخل.
ما يثير القلق في هذا النموذج هو التشابه مع تجربة تأسيس إسرائيل وجيشها: الذي أعتمد على تجميع عناصر مهاجرة ومقاتلين متعددي الجنسيات في جيش عقائدي يخدم مشروعاً جيوسياسياً وظيفياً، يُعيد رسم الحدود ويقلب توازنات الردع الإقليمي. وهو ما قد يُمهّد لتعميم النموذج في ساحات هشّة مثل ليبيا أو السودان، حيث تسعى واشنطن وحلفاؤها إلى بناء قوى أمنية موازية للجيوش الرسمية.
ثالثاً: مصر خارج معادلة إنتاج القرار الإقليمي
الرفض المصري المتكرر لمقابلة الرئيس الأميركي، والتصريحات المصرية غير المسبوقة بحق المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، لا يمكن قراءتها إلا في إطار إدراك القاهرة المتزايد بأنها أصبحت خارج معادلة “إنتاج القرار” الإقليمي. فواشنطن تُدير هندسة المنطقة اليوم دون المرور عبر القاهرة، وتُعيد تأهيل معارضة سورية بديلة، وتدعم بنيات عسكرية موازية في دول الطوق، بينما تُفرغ الأمن الإقليمي من مضمونه العربي لصالح تحالفات “متعددة الجنسيات”.
في المقابل، يبدو أن مصر تحاول الآن انتهاج سياسة “التموضع المتقاطع”، عبر فتح خطوط مع طهران وموسكو، ليس بهدف خلق محور بديل، بل لمراكمة أوراق ضغط تسمح لها باستعادة بعض الوزن الاستراتيجي في ملفات كانت تقليدياً من اختصاصها.
رابعاً: الطاقة كسلاح سياسي
في موازاة ذلك، يبدو أن الخليج يتجه نحو عسكرة السوق النفطية، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، من خلال تصعيد إنتاجي يستهدف تقويض قدرة روسيا على تمويل حربها في أوكرانيا. السعودية التي لطالما دعمت توازن أسعار النفط، بدأت تنخرط في لعبة كسر العظم مع موسكو، مستغلة فائضها المالي والسياسي، في إطار صراع موازٍ للصراع العسكري في أوروبا.
هذا التكتيك ليس منعزلاً عن التحركات الأميركية في سوريا، حيث تسعى واشنطن أيضاً لتجفيف منابع النفط التي تموّل المحور الروسي-الإيراني، سواء في الحسكة أو دير الزور. وبينما تحاول موسكو التمسك بموقعها في المعادلة السورية، تدفعها واشنطن نحو إعادة تموضع قسري عبر الخنق الاقتصادي، والتطويق السياسي من الداخل السوري.
خامساً: المآلات الاستراتيجية وخيارات الردع والاحتواء
تُواجه القاهرة اليوم تحدياً وجودياً يتجاوز مسألة التهميش الدبلوماسي، إلى خطر التحول من “فاعل مؤسس” إلى “مراقب قلق”. فكلما توسعت المشاريع العسكرية البديلة – المدعومة من قطر وتركيا وأميركا – تقلّصت المساحة أمام الجيش المصري كمرجعية عربية للأمن. وكلما تطورت ديناميات “البديل الأمني الوظيفي” في سوريا وليبيا، ازدادت احتمالات توسيعه ليطال مناطق جوار مصر، خصوصاً السودان.
في هذا الإطار، يبقى الرد الاستراتيجي المصري مرهوناً بقدرتها على صياغة سياسة خارجية هجومية، لا دفاعية، قادرة على:
1. خلق تحالفات مرنة مع قوى دولية (مثل الصين والهند ) دون الانزلاق إلى محور مضاد.
2. إعادة تفعيل الدور المصري في المسارات السورية والسودانية عبر مبادرات مدنية ومخابراتية تتجاوز البعد التقليدي.
3. تعزيز القوة الناعمة والدبلوماسية الاقتصادية المصرية كمداخل لاستعادة التأثير في المشهد الإقليمي.
4. بناء سردية جديدة للأمن العربي ترتكز على الدولة الوطنية لا التكوينات الميليشياوية العابرة.
ومن الملاحظ أن الشرق الأوسط يُدار اليوم من خارج الخرائط الرسمية، ومن داخل غرف عمليات استراتيجية عابرة للحدود. وتبدو كل دولة في المنطقة أمام اختبار وجودي: إما أن تعيد تموضعها على أسس جديدة تحفظ سيادتها وعمقها الأمني، أو تذوب تدريجياً في لعبة المحاور، كمجرد ورقة في يد الكبار. في هذا السياق، لم يعد التهديد هو الحرب الشاملة، بل التفكيك البطيء الذي يبدأ من الجيش وينتهي بالدولة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts