لجريدة عمان:
2025-08-13@13:11:25 GMT

حتى لا يتحول الحل إلى مشكلة أكبر

تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT

هناك قضيتان رئيستان ما زالتا عالقتين تبحثان عن حلول جذرية وناجعة، وهما قضيتا: الباحثون عن عمل، والمسرّحون، واللتان تراوحان مكانهما لأسباب معروفة وجوهرية، تتعلقان إما بالتشريعات التي تضعها وزارة العمل، والتي يتم اختراقها من قبل الشركات الكبرى، التي تعوّل عليها الدولة لمساعدتها فـي حل هذه القضية الاجتماعية الحساسة، وإما بسبب الحلول المؤقتة التي تطلقها الوزارة، والتي لا ترقى لإغلاق هذا الملف أو التقليل من آثاره، وفـي كلتا الحالتين يخسر المواطن سنوات شبابه، وزهرة تجربته، وهو يبحث عن مكان له ليبني مستقبله، كما يخسر الوطن كذلك هذه الطاقات المهدرة التي لا يمكن التفريط فـيها، التي يجب استثمار حماسها، وفورة قوتها لبناء الوطن بسواعد أبنائه.

ولعل تلك الحلول الوقتية التي وضعتها الوزارة كالعقود المؤقتة، والعقود بالساعات، وغيرها، لا توفر الرضى، والراحة النفسية للموظف على الدوام، فهو يعمل بعين واحدة، بينما العين الأخرى على ساعة انتهاء العقد، حيث يتحول الاستقرار المرحلي إلى توتر وقلق على مستقبل العلاقة بين طرفـي العقد، ولذلك كان لا بد من الإحلال الوطني فـي الشركات الكبرى، ووضع تشريعات وقوانين صارمة، وواضحة لا تعطي الشركات الحق بإنهاء أي عقد، دون الرجوع للوزارة، ودون أسباب واقعية قاهرة، لا يمكن معها إلا إنهاء العلاقة التعاقدية، إضافة إلى إلزام تلك الشركات على تعيين العماني فـي مواقع وظيفـية ما زال الوافد يشغلها.

غير أن إلزام الوزارة أصحاب الأعمال الصغيرة، والمتوسطة التي تجاهد فـي سبيل بقائها بتعيين عماني، فذلك ليس حلًا بالمرة، لأن الحكومة لا يمكن أن تعوّل على هذه الفئة من القطاع الخاص ـ فـي هذه المرحلة المبكرة من عمرها ـ على إنهاء أو حل قضية الباحثين عن عمل، لأن هذه المؤسسات أولاً لا تملك رأس المال الحقيقي الذي يمكنها من الوفاء بالتزاماتها تجاه الغير، وفـي المقابل ينظر إليها الباحث عن عمل كملاذ غير آمن، بسبب ضعف قوتها السوقية، وضعف مواردها المالية، لذلك هي لا تشكل تلك العلامة الفارقة فـي الاقتصاد المضاف فـي وضعها الآني، بل ربما تكون حسنتها الكبيرة فـي أنها مشاريع تستوعب شبابًا يديرون أعمالهم الخاصة، وتخفف العبء عن كاهل الدولة، وتقلل من طوابير الباحثين عن عمل، أو المسرّحين، وهذا فـي حد ذاته يجب أن يُقابل بالتشجيع، والدفع به إلى الأمام كي تتحقق فـي مرحلة لاحقة بعد سنوات، رؤية الحكومة فـي الاستفادة من معطيات هذه المؤسسات فـي حل المشكلة الرئيسية وهي تشغيل المواطن، دون أن يكون هناك ضغط، أو حد من طموحاتها فـي البداية.

ومن زاوية أخرى فإن بعض القطاعات ما تزال غير قابلة للتعمين أو الإحلال فـي المرحلة الحالية على أقل تقدير، مثل قطاع المقاولات الصغيرة، حيث لن يجد صاحب العمل أي مواطن يرضى بالعمل كبنّاء، أو مساعد بنّاء، أو غير ذلك من أعمال مقاربة، كما أن هذه المؤسسات لا تحتاج إلى محاسب كون عملها محدودًا للغاية، ولا ننسى أن معظم هذه المؤسسات الصغيرة يديرها مواطن متفرّغ، وهو بالتالي يعتبر موظفًا كفى الدولة فرصة التوظيف، وأسهم فـي حل قضية الباحثين عن عمل، وهو بالتالي يحتاج إلى الدعم، والتشجيع كي يعول أسرته ونفسه، ولذلك على الحكومة أن تترك هذا القطاع يعمل بحرّية أكبر، ودون ضغوط مالية أو إدارية، حتى لا يتحول الحل إلى مشكلة أخرى، أكبر، وأعظم أثرا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هذه المؤسسات عن عمل

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي: لو كان الحل العسكري ممكنا في غزة لانتهت الحرب بالفعل

أكدت كايا كالاس، الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، يوم الاثنين، أن الوضع في غزة يزداد سوءًا "ساعة بعد ساعة".

طائرة حربية إسرائيلية تخترق أجواء دمشق وتحلق فوق ريفهاالاتحاد الأوروبي: إعداد الحزمة الـ19 للعقوبات على روسيا

كتبت كالاس على حسابها على منصة "إكس": "لا تزال أولويات الاتحاد الأوروبي هي الدعم الإنساني، بما في ذلك وصول المنظمات غير الحكومية، مع وقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن المتبقين". 

وأضافت: "لو كان الحل العسكري ممكنًا، لكانت الحرب قد انتهت بالفعل".

وفي سياق آخر، أعلنت كالاس اليوم أن الاتحاد الأوروبي يحضر لفرض الحزمة الـ19 من العقوبات الأوروبية ضد روسيا بسبب رفضها وقف الحرب الأوكرانية.

وقالت كالاس في بيان: "فيما لم توافق روسيا على وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط، فلا ينبغي لنا حتى مناقشة أي تنازلات".

ترامب: حماس لن تفرج عن الرهائن الإسرائيليين في غزةطلب عاجل من ألمانيا إلى إسرائيل بعد استشهاد أنس الشريف

وحددت كبيرة الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي سلسلة محددة من الخطوات التي ينبغي اتباعها، مع إعطاء الأولوية لالتزام روسيا بإنهاء الأعمال العدائية قبل بدء أي مفاوضات.

طباعة شارك الاتحاد الأوروبي الحل العسكري غزة كايا كالاس أولويات الاتحاد الأوروبي إطلاق سراح الرهائن

مقالات مشابهة

  • العزلة الأمريكية تتسع.. والبحر الأحمر يتحول إلى ساحة مواجهة بين اليمن والكيان الصهيوني
  • المفتي: ثورة الذكاء الاصطناعي من أكبر التحديات التي عرفها العصر الحدي
  • هل الانفصال الأحادي هو الحل؟.. كوسوفو انموذجاً
  • الاتحاد الأوروبي: لو كان الحل العسكري ممكنا في غزة لانتهت الحرب بالفعل
  • الاتحاد الأوروبي: لو كان الحل العسكري ممكنا بغزة لكانت الحرب انتهت بالفعل
  • حين يتحول الأثاث إلى وقود.. حكايات الغزيين بين نار الحصار ولهيب الجوع
  • الشركات الأمريكية الصغيرة تواجه خسائر سنوية 202 مليار دولار بسبب رسوم ترامب
  • ألمانيا تسجل أكبر زيادة في حالات إفلاس الشركات منذ أكتوبر
  • محمد كركوتي يكتب: ديون الأثرياء
  • هل اليمن الاتحادي هو الحل؟