هنو: جناح مصر ببينالي فينيسيا صورة مشرقة لعراقة الحضارة المصرية
تاريخ النشر: 9th, May 2025 GMT
افتتح الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، الجناح المصري ببينالي فينيسيا الدولي للعمارة في دورته التاسعة عشر، وذلك بحضور المهندس محمد أبو سعدة، رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، والدكتورة رانيا يحيى، رئيس الأكاديمية المصرية للفنون بروما، إلى جانب نخبة من الشخصيات الثقافية والفنية الدولية.
وأكد وزير الثقافة أن مشاركة مصر في هذا الحدث الثقافي والمعماري العالمي تأتي انطلاقًا من حرص الدولة على إبراز ريادتها في مجالات العمارة والفنون البصرية، كما تعكس رؤيتها في دعم الإبداع المستدام وتعزيز التبادل الثقافي مع مختلف شعوب العالم.
وأعرب الوزير عن تطلعه لأن يحظى الجناح المصري بتقدير دولي، لما يحمله من رسالة معمارية وإنسانية راقية، تواكب تحديات الحاضر وتستلهم عراقة الماضي ويحرص على مفاهيم الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة.
من جانبه، أوضح المهندس محمد أبو سعدة أن مشاركة مصر تأتي تتويجًا لجهود مكثفة بُذلت منذ إطلاق المسابقة المعمارية لأختيار العمل الذي يمثل مصر في البينالي هذا العام، والتي أسفرت عن اختيار مشروع معماري متميز يُبرز التوازن البيئي كمدخل للحفاظ على الموارد الطبيعية، بما يتسق مع شعار الدورة الحالية للبينالي. وأشار إلى أن التنفيذ تم بإشراف مباشر من فريق المعماريين الفائز، وبدعم فني وتقني من فريق متخصص بالجهاز القومي للتنسيق الحضاري، لضمان تقديم تصميم يُجسد الهوية المصرية المعاصرة.
فيما أعربت الدكتورة رانيا يحيى عن فخرها بالمستوى الذي خرج به الجناح المصري هذا العام، والذي يعكس قدرة الكفاءات المصرية على الإبداع والمنافسة عالميًا، مشيرة إلى أن مشاركة الأكاديمية المصرية للفنون في هذا الحدث تعكس حرص الدولة على دعم الفن والثقافة خارج حدودها، وتعزيز حضورها في المشهد الدولي من خلال فعاليات نوعية مؤثرة.
وانتهى الجهاز القومي للتنسيق الحضاري من إعداد وتجهيز الجناح المصري، الذي نُفذ بناءً على المشروع الفائز بالمسابقة المعمارية التي أُطلقت نهاية العام الماضي، وفاز بها فريق متميز ضم: الدكتور صلاح زكي، والمهندس إبراهيم زكريا، والمهندس عماد فكري. وارتكز المشروع على مفهوم “التوازن البيئي كمدخل أساسي للحفاظ على الموارد الطبيعية”، وهو ما يعكس التوجه العالمي في العمارة المستدامة ويتناغم مع دعوة بينالي هذا العام. وقد سافر فريق العمل إلى فينيسيا للإشراف على تنفيذ المشروع، بدعم من فريق فني متخصص من الجهاز.
جدير بالذكر أن “بينالي فينيسيا الدولي للعمارة”، تأسس عام 1980، ويُعد من أهم الفعاليات المعمارية الدولية، ويُقام كل عامين بمشاركة واسعة من دول العالم، ويُشكل منصة رائدة لعرض الأفكار والاتجاهات الجديدة التي تُسهم في تشكيل مستقبل العمران عالميًا.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو بينالي فينيسيا جناح مصر الجناح المصری
إقرأ أيضاً:
على غرار الرومان والإغريق.. هل الحضارة الأميركية آيلة للسقوط؟
بينما تستعد الولايات المتحدة للاحتفال بمرور 250 عاما على تأسيسها، يتجدد السؤال القديم حول مصير الإمبراطوريات: هل يقترب العصر الأميركي من نهايته؟
وفي مقال بصحيفة واشنطن بوست للباحث يوهان نوربرغ، يقارن الكاتب بين صعود وسقوط الحضارات القديمة وتجربة أميركا الحديثة، محذرا من أن أخطر تهديد تواجهه الولايات المتحدة اليوم لا يأتي من الخارج، بل من داخلها ويتجلى ذلك في تراجع الثقة والانقسام الحاد وفقدان الروح “الأثينية” التي تصنع العصور الذهبية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب إسرائيلي: نتنياهو متخوف من وقف المساعدات الأميركيةlist 2 of 2طبيب غزاوي للوموند: هذه هي المعركة التي تنتظرنا بعد انتهاء الحربend of listويستهلّ نوربرغ -الزميل الأقدم في معهد كاتو للأبحاث في العاصمة واشنطن– مقاله بالتذكير بأن سقوط الإمبراطورية الرومانية ظل شبحاً يطارد المخيلة الغربية، لافتا إلى أنه حتى أكثر المجتمعات قوة يمكن أن تنهار.
ويقول إن الآباء المؤسسين لأميركا صاغوا "بوعي" دولتهم الجديدة، بل وحتى طراز عمارتها، على غرار أثينا وروما القديمتين. ومنذ ذلك الحين، ظل الأميركيون يخشون تكرار نفس المصير الذي آلت إليه كل من أثينا وروما.
واليوم، فإن مزيجا من العوامل، من بينها تصاعد الديون وعدم الاستقرار العالمي والانقسام السياسي، تضافرت جميعها لتجدد تلك المخاوف، مما حدا بالبعض إلى عقد مقارنات بين أميركا المعاصرة وروما القديمة في مراحلها المتأخرة قبل أن تنهار عام 476 قبل الميلاد، وفقا للكاتب.
نوربرغ: صعود اليمين القومي واليسار غير الليبرالي على حد سواء يعبر عن نزعة مشتركة لقمع الرأي المخالف وفرض التجانس الأيديولوجي، وهو ما يهدد جوهر الديمقراطية نفسها
ويرى نوربرغ أن الحضارات العظيمة في التاريخ -من أثينا وروما إلى بغداد العباسية، وإيطاليا عصر النهضة، والصين في عهد أسرة سونغ ما بين 960 و1279، والجمهورية الهولندية- لم تسقط بفعل الحروب أو الأوبئة أو الكوارث وحدها، بل نتيجة تآكل داخلي أعمق متمثل في فقدان الثقة والفضول اللذين كانا مصدر حيويتها.
فالعصور الذهبية، كما يقول، تميّزت بـ"الروح الأثينية" المنفتحة على التجارة والهجرة والابتكار والحوار. أما التراجع فبدأ حين تبنّت تلك المجتمعات "العقلية الإسبرطية" المهووسة بالسيطرة والتشابه والخوف من الاختلاف، في إشارة إلى إسبرطة الدولة المدينة في اليونان القديمة عندما كانت القوة العسكرية المهيمنة بين عامي 650 و371 قبل الميلاد.
ويُسقِط نوربرغ هذا النموذج على الصين والولايات المتحدة معا. فصعود الصين السريع في عهد رئاسة دينغ شياو بينغ بين عامي 1978 و1992 كان ثمرة الانفتاح، لكن تحوّلها في ظل حكم الرئيس الحالي شي جين بينغ نحو السلطوية يعكس ما حدث في الإمبراطوريات التي جنحت نحو الانغلاق.
إعلانوبالمثل -وفق المقال- شهد الغرب في العقود الأخيرة تراجعا في التسامح بفعل الإرهاب وجائحة كورونا والاضطرابات الاقتصادية، مما غذّى الانقسام الداخلي.
ويرى نوربرغ أن صعود اليمين القومي واليسار غير الليبرالي على حد سواء يعبر عن نزعة مشتركة لقمع الرأي المخالف وفرض التجانس الأيديولوجي، وهو ما يهدد جوهر الديمقراطية نفسها.
ومع ذلك، يؤكد نوربرغ أن الانحدار ليس قدرا محتوما، إذ يمكن للحضارات أن تجدد نفسها بالإرادة والشجاعة، كما فعلت الصين في عهد سلالة سونغ وأوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
ولا تزال الولايات المتحدة -بحسب المقال- تمتلك المؤسسات والحريات اللازمة للنهوض من جديد، إذا ما قاومت النزعة القَبَلية واستعادت روح التجريب والانفتاح.
ويختتم نوربرغ مقاله مستعيدا كلمات الرئيس الأميركي الــ16 أبراهام لينكولن "إن كان دمارنا قدرنا، فسيكون من صنع أيدينا. وكأمة من الأحرار، إما أن نعيش عبر كل الأزمنة، أو نموت انتحارا".