الصورة تعبيرية

أدانت مصادر حقوقية تكريس ثقافة العنصرية في أوساط المجتمع اليمني، والتي تصاعدت وتيرتها خلال السنوات الأخيرة، منذ انقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية على النظام في سبتمبر/ أيلول 2014.

جاء ذلك على خلفية إصدار قبيلة آل السباعي وثيقة تبرؤ من ابنها (يحيى علي منصر السباعي) بزعم زواجه من ابنة المواطن (حمود حمود العوامي)، باعتباره –من وجهة نظرهم– "مُزيناً"، أي مصنف أنه ينحدر من طبقة اجتماعية دنيا.

ويُعد "المُزين" توصيفاً عنصرياً يُطلق على أبناء العائلات التي تمتهن الحلاقة أو الجزارة أو دق الطبول في الأفراح والمناسبات وغيرها من المهن التي يُنظر إليها بازدراء من قِبل بعض فئات المجتمع.

وبحسب الوثيقة الصادرة عن قبيلة السباعي بتاريخ 6 مايو/أيار، والتي حصلت "خبر" على نسخة منها، فقد أعلنت القبيلة تبرؤها من ابنها، معتبرة هذا الزواج مخالفاً لعاداتها وتقاليدها، وأسقطت عنه حق الأخوّة القبلية، مشيرة إلى أنه لم يعد مرحباً به في أفراحها أو مناسباتها أو في ديوانها القبلي، وطالبته باحترام هذا القرار.

وأكدت المصادر الحقوقية لوكالة خبر، أن هذا القرار يعكس حالة العنصرية المتفاقمة في المجتمع اليمني، نتيجة التحريض الطائفي والمناطقي الذي ترعاه مليشيا الحوثي منذ انقلابها، تحت مزاعم "الاصطفاء" وتفضيل سلالتها على بقية الناس، في واحدة من أعلى أشكال العنصرية في العالم، وهي من المعتقدات الجاهلية التي جاء الإسلام لمحاربتها.

الوثيقة، التي تداولها ناشطون على نطاق واسع، قوبلت بإدانات واسعة، وسط دعوات لمحاربة هذه الظاهرة التي تشكل تهديداً بالغاً على التعايش والسلم المجتمعي.

وحذرت المصادر من خطورة هذه الظاهرة التي تستهدف النسيج الاجتماعي اليمني بشكل ممنهج، وتسعى إلى تمزيقه لإعادة تشكيله على أسس طائفية وعرقية، ما من شأنه إشغال المجتمع في صراعات داخلية تُسهّل على المليشيا تنفيذ مشروعها التوسعي بعيداً عن أي مقاومة حقيقية.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

اعتبارات قبل اتخاذ القرارات

 

 

 

 

◄ بعض القرارات- وإن كانت مُهمة- تحتاج إلى عدم الاستعجال في اتخاذها، والعجلة في اتخاذ بعض القرارات قد يؤدي إلى عواقب وخيمة

 

خلفان الطوقي

 

 

ردود فعل مُجتمعية عديدة ظهرت خلال الأيام القليلة الماضية بسبب البيان الذي صدر من وزارة العمل الذي يقضي بتوظيف مُواطن عن كل سجل تجاري، وظهرت هذه الردود في صور عديدة منها تعليقات في وسائل التواصل الاجتماعي، وفي نشر مقاطع مصورة، ووصلت إلى مقاطع تمثيلية، وهذا القرار وبعده البيان التوضيحي مثالان فقط، ولكن يمكن أن نقف من خلاله، بأن نضع مجموعة من الاعتبارات قبل اتخاذ قرارات أو تبني تشريعات أو تنفيذ إجراءات، وأهم هذه الاعتبارات ما يلي:

- المجتمع: وذلك من خلال طرح سؤال جوهري وهو: ما ردة فعل المجتمع تجاه هذا القرار أو ذاك؟ وكيف يُمكننا التعامل مع هذه الردود؟ وهل هذه الردود مقبولة أو أنها سوف تؤدي لعواقب غير محمودة؟

- التهيئة الميدانية: بعض القرارات تعتبر حساسة وتلامس فئات عديدة في المجتمع، وقد تغير واقعاً لم يُعتد عليه، لذلك لابد من تهيئة ميدانية تكون ذكية ومقنعة، وتخطط من عقول محنكة ذات خبرة طويلة تستطيع قراءة التوقعات بشكل دقيق.

- التدرج في التطبيق: بعض القرارات والمؤلمة منها تحتاج إلى مدد طويلة إلى تطبيقها، وفائدة هذه المدد هو تصحيح أوضاع ما يمكن تصحيحه، أو التقبل النفسي للوضع الجديد، فإما التصحيح أو الاستسلام.

- جلسات العصف الذهني: وهي مُهمة، وتبدأ بالقسم، ثم الدائرة، ثم المديرية، إلى أن تصل لمستويات الإدارة العليا، ويجب عدم الاكتفاء في الجهة الحكومية ذاتها، بل من الأفضل الاستعانة بالخبراء والمفكرين والجمعيات التخصصية والمراكز البحثية، والغرف التجارية، ولم لا، خاصة إن كانت القرارات مصيرية، وتمس العديد من فئات المجتمع.

- دراسة وتحليل الأرقام والإحصائيات: لا تعني الأرقام شيئاً مالم يتم تحليلها بشكل دقيق، وربطها بالحقائق الميدانية، ومن ثم سوف يسهل اتخاذ القرار المناسب، لذلك وجدت في بعض الهيئات والوحدات الحكومية وحدة مختصة لدعم القرار.

- وجود أمثلة مشابهة: سواء كانت محلية، ويمكن معرفة كيف تم اتخاذ القرار المناسب حينها، أو كانت إقليمية، وخاصة على المستوى الخليجي الذي يتشابه مع ظروف السلطنة إلى حد كبير، ولا يمنع الاستفادة من تجاربهم والسياسات التي تم تبنيها، والتي بدورها سوف تقلل من أي انعكاسات سلبية ومؤلمة.

الخلاصة.. إن بعض القرارات وإن كانت مُهمة، لكنها تحتاج إلى عدم الاستعجال في اتخاذها، والعجلة في اتخاذ بعض القرارات قد تُؤدي إلى عواقب وخيمة، والتأني والحكمة والنظر إلى جميع الجوانب في بعض القرارات، ووضع مجموعة من الاعتبارات محل أهمية وتقدير قبل اتخاذ القرارات المصيرية هو الملاذ الآمن والمحمود.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • وزارة التعليم العالي تحظر نشر أو تداول أو ترويج أي محتوى يتضمن تحريضاً على الكراهية أو الطائفية أو العنصرية
  • تصفية جريح بعد اختطافه.. مليشيا الحوثي تزعم مساندة أبناء حمة صرار لها
  • مليشيا الحوثي تُفجّر منزلاً لمواطن في منطقة الشقب جنوبي تعز
  • اعتبارات قبل اتخاذ القرارات
  • مليشيا الحوثي تختطف محاميًا من مكتبه في صنعاء
  • عاجل : مصادر دبلوماسية تكشف عن بنود سرية لإتفاق واشنطن مع الحوثيبن .. أبرزها  تسليم مليشيا الحوثي لأسلحتهم والانخراط في العمل السياسي..  تفاصيل
  • مليشيا الحوثي تنشر تفاصيل وأرقام العمليات العسكرية التي نفذتها تجاه القوات الأمريكية وما تعرضت له من غارات جوية
  • مقتل وإصابة شقيقتين برصاص مليشيا الحوثي في البيضاء
  • مليشيا الحوثي تفرض زيادة جديدة في تعرفة الكهرباء