الرياض

تُعد أزمة منتصف العمر المهنية من المراحل الحرجة التي يمر بها كثير من العاملين في مختلف القطاعات، حيث يعيد الفرد خلالها النظر في مسيرته المهنية، ويطرح تساؤلات عميقة حول ما حققه من إنجازات، وما إذا كانت حياته المهنية تسير في الاتجاه الصحيح.

وفي هذا السياق، يسلّط الدكتور مهدي الفارس، باحث الدكتوراه في علم النفس الصناعي والاجتماعي، الضوء على هذه المرحلة وتداعياتها، موضحًا أبرز الفئات المتأثرة بها، وأهم الآليات المقترحة لتجاوزها.

يشير الدكتور الفارس خلال حديثه على برنامج “صباح السعودية”، إلى أن أكثر الفئات عرضة لأزمة منتصف العمر المهنية هم العاملون في المناصب الإدارية والمهنية، وخاصة من تتراوح أعمارهم بين الأربعين والخمسين عامًا.

ويعود ذلك إلى ارتفاع سقف الطموحات، وتزايد حجم المسؤوليات، في مقابل محدودية التقدير والترقي الوظيفي، كما تُظهر الدراسات أن الرضا المهني يشهد انخفاضًا ملحوظًا في منتصف العمر، وتحديدًا في العقد الخامس، قبل أن يبدأ بالتحسن تدريجيًا مع مرور الوقت.

ويؤكد الفارس أن هذه الأزمة لا تنبع فقط من العوامل المهنية التقليدية كالأجور أو الترقيات، بل تعود في كثير من الأحيان إلى غياب المعنى في المهام اليومية، وتحول العمل إلى روتين خالٍ من التحديات أو القيمة الذاتية.

كما أن التركيز على الإنجازات اللحظية دون وجود رؤية مستقبلية واضحة، يدفع بالكثيرين إلى الشعور بالتشبع أو الفراغ المهني، وهو ما يفتح الباب أمام مشاعر القلق أو عدم الرضا.

ولمواجهة هذه المرحلة، يقترح الدكتور مهدي مجموعة من الخطوات العملية التي يمكن أن تساعد الأفراد على استعادة التوازن المهني والنفسي، من أبرزها: تحديد أهداف قابلة للتحقيق، والنظر إلى الأزمة كفرصة لإعادة التقييم والنمو، إلى جانب ممارسة الأنشطة التي تُنعش الشغف، واللجوء إلى الدعم الاجتماعي أو النفسي عند الحاجة. كما يشدد على أهمية تبني نمط حياة صحي ومتوازن يعزز من الاستقرار الذهني والجسدي.

أما على مستوى المؤسسات، فيرى أن دور القادة والإدارات العليا أساسي في احتواء هذه المرحلة، من خلال تعزيز التواصل الشخصي مع الموظفين، وربطهم بأهداف المؤسسة بشكل يلامس تطلعاتهم الشخصية، إضافة إلى تقديم فرص تطوير حقيقية، وتقدير الكفاءات ذات الخبرة التي غالبًا ما يتم تجاهلها في هذه المرحلة العمرية.

ويختم الدكتور مهدي الفارس حديثه بالتأكيد على أن أزمة منتصف العمر المهنية لا تعني نهاية الطموح، بل قد تكون نقطة انطلاق جديدة أكثر نضجًا ووعيًا. ويشجع المختصين في علم النفس الصناعي والاجتماعي على تكثيف الدراسات والبرامج الإرشادية التي تستهدف دعم الأفراد خلال هذه المرحلة، بما يسهم في رفع مستوى الرضا والاستقرار داخل بيئات العمل.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/07/7iFjBn8GjGiEgicG.mp4 https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/07/YaLYlgmuoxZ-lPr9.mp4 https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/07/Zi3szw1LwJautAMb.mp4

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: الأعمال الإدارية هذه المرحلة

إقرأ أيضاً:

فيديو.. مباراة تنس بلا نهاية بين روبوتات غوغل لتدريب الذكاء الاصطناعي

في صيف 2010، خاض لاعبا التنس جون إيسنر ونيكولا ماهو واحدة من أكثر المواجهات استنزافًا في تاريخ ويمبلدون، فقد استمرت المباراة 11 ساعة على مدار 3 أيام. وبعد أكثر من عقد، يخوض خصمان من نوع آخر مباراة لا تقل عنادًا، لكن هذه المرة داخل مختبرات ديب مايند التابعة لغوغل، وبلا جمهور.

فبحسب تقرير لموقع بوبيلار سينس (Popular Science)، تتحرك ذراعان روبوتيتان في مباراة تنس طاولة بلا نهاية في مركز الأبحاث جنوب لندن، ضمن مشروع أطلقته ديب مايند عام 2022 لتطوير قدرات الذكاء الاصطناعي عبر التنافس الذاتي المستمر. الهدف لا يقتصر على تحسين مهارات اللعب، بل يتعداه إلى تدريب خوارزميات قادرة على التكيف مع بيئات معقدة، مثل تلك التي تواجهها الروبوتات في المصانع أو المنازل.

من مناوشة بلا فائز إلى تدريب بلا توقف

في بدايات المشروع، اقتصر التمرين على ضربات تبادلية بسيطة بين الروبوتين، من دون سعي لتحقيق نقاط. ومع الوقت، وباستخدام تقنيات التعلم المعزز، أصبح كل روبوت يتعلم من خصمه ويطوّر إستراتيجياته.

وعندما أُضيف هدف الفوز بالنقطة، واجه النظام صعوبة في التكيف، إذ كانت الذراعان تفقدان بعض الحركات التي أتقنتاها سابقًا. لكن عند مواجهة لاعبين بشريين، بدأت تظهر بوادر تقدم لافت، بفضل تنوع أساليب اللعب التي وفّرت فرص تعلم أوسع.

ووفق الباحثين، فازت الروبوتات بنسبة 45% من أصل 29 مباراة ضد بشر، وتفوقت على لاعبين متوسطين بنسبة بلغت 55%. فالأداء الإجمالي يُصنّف في مستوى لاعب هاوٍ، لكنه يزداد تعقيدًا مع الوقت، خصوصًا مع إدخال تقنيات جديدة لمراقبة الأداء وتحسينه.

عندما يعلّم الفيديو الذكاء الاصطناعي

التحسينات لم تتوقف على التمرين الفعلي، إذ استخدم الباحثون نموذج جيمناي (Gemini) للرؤية واللغة من غوغل لتوليد ملاحظات من مقاطع الفيديو الخاصة بالمباريات.

ويمكن للروبوت الآن تعديل سلوكه بناء على أوامر نصيّة، مثل "اضرب الكرة إلى أقصى اليمين" أو "قرّب الشبكة". هذه التغذية الراجعة البصرية اللغوية تعزز قدرات الروبوت على اتخاذ قرارات دقيقة خلال اللعب.

إعلان تنس الطاولة بوابة لروبوتات المستقبل

تُعد لعبة تنس الطاولة بيئة مثالية لاختبار الذكاء الاصطناعي، لما فيها من توازن بين السرعة والدقة واتخاذ القرار. وهي تتيح تدريب الروبوتات على مهارات تتجاوز مجرد الحركة، لتشمل التحليل والاستجابة في الوقت الحقيقي، وهي مهارات ضرورية للروبوتات المستقبلية في البيئات الواقعية.

ورغم أن الروبوتات المتقدمة ما زالت تتعثر في مهام بسيطة بالنسبة للبشر، مثل ربط الحذاء أو الكتابة، فإن التطورات الأخيرة -كنجاح ديب مايند في تعليم روبوت ربط الحذاء، أو نموذج "أطلس" الجديد الذي قدّمته بوسطن ديناميكس- تشير إلى تقارب تدريجي بين أداء الآلة والإنسان.

نحو ذكاء عام قابل للتكيف

يرى خبراء ديب مايند أن هذا النهج في التعلم، القائم على المنافسة والتحسين الذاتي، قد يكون المفتاح لتطوير ذكاء اصطناعي عام متعدد الاستخدامات. والهدف النهائي هو تمكين الروبوتات من أداء مهام متنوعة، ليس فقط في بيئات صناعية بل أيضًا في الحياة اليومية، بأسلوب طبيعي وآمن.

حتى ذلك الحين، ستبقى ذراعا ديب مايند في مباراة مفتوحة، تتبادلان الكرات والمهارات، في طريق طويل نحو مستقبل روبوتي أكثر ذكاء ومرونة.

مقالات مشابهة

  • مختص يوضح العوامل التي ساهمت في جعل سوق اللوحات المميزة استثماري ضخم.. فيديو
  • الزعاق يكشف تسميات الشهور الهجرية المتداولة بين العامة..فيديو
  • فيديو.. مباراة تنس بلا نهاية بين روبوتات غوغل لتدريب الذكاء الاصطناعي
  • أستاذ فسيولوجيا: النوم ليلاً والغذاء الصحي يطيلان العمر .. فيديو
  • الزعاق: اليوم بداية المرزم أول نجوم جمرة القيظ.. فيديو
  • ليست نهاية المطاف.. خبير يوجه نصائح لطلاب الثانوية العامة: اختر مستقبلك بذكاء| فيديو
  • فيديو الكارثة.. سقوط طائرة على طريق سريع مزدحم في إيطاليا
  • كم خطوة يجب أن تمشي يوميا للمحافظة على صحتك؟ دراسة جديدة تقول إنها ليست 10 آلاف خطوة
  • نهاية حبهم.. قصة طلاق أحمد فهمي وأميرة فراج التي أبكت الجمهور
  • «بداية جديدة».. أحمد فهمي يعلق على انفصاله من أميرة فراج