بوابة الوفد:
2025-08-16@21:36:45 GMT

احتراماً لآدميتهم

تاريخ النشر: 16th, August 2025 GMT

تجاوز بنيامين نتنياهو بإجرامه وكذبه النادر أساطير الإبادة والقتل رصاصاً وقنابل وجوعاً وعطشاً والذبح البطىء الأعظم جُرماً وبشاعة، وباتت تصريحاته « الأكثر شذوذاً» سلاحاً نفسياً فعّالاً يشغل به محيطه لتحقيق أهدافه.

يُطل فى توقيتات حساسة على الشاشة ليلقى بقنبلة كما يلقى بقنابله على الجبهات المحيطة فى حرب العامين، يتمتع بالذكاء السياسى والقدرة على المناورة وإدارة الأزمات محلياً ودولياً بحنكة، مستغلاً ظروف تسهم فى نجاحاته بوجود ترامب الحليف غير المسبوق، وحكومة متطرفة، جعلت من شيطنته نُدرة، ومن ضعف الآخرين نُصرة، مغتراً بتفوق وهمى لمحيطه فى الحلقات الأضعف.

وخلال 24 ساعة أطلق تصريحان كاشفاً عن القدرة فى شغل الجميع بأوراقه فى حرب نفسية لا تقل عن إدارته للمعارك الحربية والسياسية! بعد أن أحدثت ردود فعل غاضبة وأعادت حسابات البعض لخطورتها وتأثيرها، بصرف النظر عن جدواها.

تصريحات مخطط لها بمغزاها وأهدافها لاتأتى عفوية فى وقتها ومكانها ومدلولاتها.

الأول، خاطب نتنياهو ود الشعب الإيرانى بعد تصريحات رئيس البلاد مسعود بزشكيان عن أزمة المياه والكهرباء، خاصة العاصمة طهران التى تعانى شحاً وتفكير المواطنين فى الرحيل، ومطالبة بزشكيان المواطنين بالترشيد.

لم يترك نتنياهو الفرصة وخاطب الإيرانيين قائلاً: فى هذا الصيف الحار لا توجد مياه نظيفة وباردة لأطفالكم.. هذا قمة النفاق وعدم الاحترام لشعب إيران.. أنتم لا تستحقون هذا الوضع...

تصريحات نتنياهو رغم رد بزشكيان تركت تأثيراً نفسياً ووجهت صفعة قوية لإيران لاتقل عن الضربة العسكرية، فى توجيه استنكار توبيخى «فى مثل هذا الصيف الحار ولا توجد مياه نظيفة قمة النفاق وعدم الاحترام» وهى رسالة عامة لإيران، وخاصة لكل بلد محيط لايهتم بمواطنيه لأسباب مختلفة، ليتساءل المواطن الإيرانى ولسان حاله: المليارات التى صُرفت على» محور المقاومة» فى البلدان العربية الأربعة ماذا كان الوضع لو تم إنفاقها على البنية التحتية للبلاد؟!

وبعد سويعات، لمّح نتنياهو إلى «إسرائيل الكبرى» وتشمل الأراضى الفلسطينية، ومناطق بسوريا ولبنان والأردن ومصر، تصريح أهدافه سياسية ونفسية وديموغرافية، لشغل المهتمين بالدولة الفلسطينية لتشتيت الفكر والوقت للإفلات من الضغط، وزيادة الدول المؤيدة للدولة الفلسطينية يوماً بعد يوم والترتيب للإعلان الرسمى فى أكتوبر المقبل.

حلم إسرائيل الكبرى يستهدفه كل إسرائيلى وخاصة نتنياهو ضمن العقيدة الصهيونية، وكأجندة «المدى البعيد» كلما ساعدت الظروف، رغم استحياء السياسيين قبل سنوات فى الإعلان عنه، وجاءت تصريحات ترامب بحق إسرائيل فى اتساع مساحتها وجغرافيتها، والانتصارات المتتالية «الوهمية» لتل أبيب على جيرانها فى لبنان وسوريا وحماس، فتح شهية نتنياهو بأن إسرائيل يمكنها المغامرة مستغلاً المساندة الترامبية وإطلاق يده، وفتح خزائن المال والسلاح على مصراعيها له.

وليس غريباً أن يأتى توقيت الإعلان مع مؤتمر ألاسكا بين ترامب وبوتين، وتمسك الأخير بالأراضى التى احتلتها من أوكرانيا بسبب ضعف الأخيرة واستسلام زيلينسكى واعترافه بإمكانية التنازل عن بعض الأراضى لروسيا!.

تصريحات نتنياهو لها مغزاها وتكشف ما تنتظره كل المنطقة من أطماع بعد أن تحول ما كان مضمراً لإشهار، وما كان خجولاً أصبح جرأة ووقاحة وبجاحة، ولن يبقى سوى الأقوى سلاحاً وعلماً واقتصاداً وتطويراً والأكثر ارتباطا بمواطنيه احتراما لآدميتهم!

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تسلل بنيامين نتنياهو الشاشة حرب نفسية الشعب الإيراني

إقرأ أيضاً:

بيان مشترك لـ31 دولة عربية وإسلامية تدين تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"

مسقط- الرؤية

أفادت وزارة الخارجية بيان مشترك صادر عن وزراء خارجية 31 دولة عربية وإسلامية والأمناء العامين لكل من جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية.


 

مقالات مشابهة

  • نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى | تصريحات خطيرة تهدد استقرار المنطقة.. وخبير: طرح يلغي الدولة الفلسطينية
  • 31 دولة عربية وإسلامية تدين تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"
  • بيان مشترك لـ31 دولة عربية وإسلامية تدين تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"
  • 31 دولة عربية وإسلامية تدين تصريحات نتنياهو بشأن ما يُسمى بـ إسرائيل الكبرى
  • فصائل المقاومة الفلسطينية تؤكد أن تصريحات “نتنياهو” تُظهر الوجه الحقيقي والنوايا الخبيثة للكيان الصهيوني
  • تونس: تصريحات نتنياهو عن إسرائيل الكبرى محاولة لتصفية القضية الفلسطينية
  • الخارجية الفلسطينية: أوهام نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى" تهديد للمنطقة بأكملها
  • العراق يدين تصريحات نتنياهو بشأن إسرائيل الكبرى
  • بزشكيان يسخر من دعوة نتنياهو الإيرانيين للانتفاض على حكومتهم