الخطر الصامت عندما تصبح الأفلام والمسلسلات مربية للأسر
تاريخ النشر: 27th, August 2025 GMT
في وقت باتت فيه الشاشات حاضرة في كل بيت، تحوّلت المسلسلات والأفلام من وسيلة ترفيه إلى مُربّية غير مباشرة للأسرة*، توجه السلوك، وتؤثر على القيم، وتشكّل أنماط التفكير، دون وعي من الآباء أو رقابة حقيقية.
ومكمن الخلل ليس في المشاهدة بحد ذاتها ، بل في المحتوى الذي يقدم.
مسلسلات تروّج للتمرد على الأسرة، وتمجد الطلاق ، والخلع وتزرع بذور الفتنة في البيوت المطمئنة إيحاءات تبث وتُصور الأمومة كعبء، ، شخصيات نسوية سامة تُقدَّم كقدوة.
ترى مالذي سوف ينتج بعد متابعة مثل هذه المسلسلات الملغومة ؟
سوف يستشربونها، فيظنون أن الرجل المحافظ على بيته متسلط ، وأن المرأة المتمردة هي المرأة القوية ومع الأيام وتدريجيا تصبح هذه المناظر ، جزءًا من تصورهم عن الحياة.
بل إن بعض الأمهات والآباء باتوا يتأثرون بتلك النماذج في قراراتهم الشخصية، فيرفضون الصبر أو التسامح، ويظنون أن القوة تكمن في الانفصال أو الندية.
الخاتمة
حين تتخلى الأسرة عن دورها التربوي، وتترك المجال للشاشات لتقوم به، فإن النتائج لن تكون مجرد ترفيه، بل *تشويه للقيم، وتفكيك للأسرة من الداخل . لا بد من وعي، ومراقبة، وانتقاء، وتوجيه. فالتربية ليست ترفًا، بل مسؤولية.
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً:
خميس تكتب: يوسف العيسوي.. الأب الصامت لكل أردني
صراحة نيوز- في وطن تتبدل فيه الوجوه، وتبقى الثوابت قليلة، هنالك رجال يولدون من ضوء الواجب، لا من وهج المناصب. رجال يمشون بخطى هادئة، لكن الأرض تعرفهم، وتدين لهم بالثبات.هم لا يحتاجون إلى إعلان ليُعرفوا، لأن أثرهم هو تعريفهم، وصمتهم هو لغتهم الأصدق.
هو الأب الذي لا يرفع صوته، لكنه يسمع نبض كل بيت في الوطن. رجل جعل من الديوان الملكي بيتا للأردنيين جميعا، ومن مكتبه بابا مفتوحا للقلوب قبل الأوراق. لم يكن يوما موظفا في منصب رفيع فحسب، بل روحا تحمل الوطن كما يحمل الأب أبناءه، بخشية، وحنان، وحرص لا ينام.
هنا فقط يبرز اسم يوسف حسن العيسوي كأنموذج للرجل الذي تحوّل موقعه العام إلى رسالة شخصية. فالعيسوي ليس مجرد رئيسٍ للديوان الملكي، بل هو أشبه بربّان يعرف تفاصيل البحر الذي يبحر فيه شعبه، ويحمل وجوه الناس في ذاكرته قبل ملفاتهم. لقد أصبح الديوان، بوجوده، أقرب إلى “بيت المواطن” منه إلى مؤسسة رسمية، بيتًا مفتوحًا يشعر فيه الأردني أنّ أحدًا يصغي وأحدًا يتحرّك معه ومن أجله…
فمنذ بداياته في القوات المسلحة، مرورا بالمؤسسات التنموية، ووصولا إلى المطبخ الإداري والسياسي للديوان، كان عمله ثابتا أن تكون الدولة في خدمة الناس لا فوقهم. فأصبح قلب ثقة جلالة الملك عبدالله الثاني واعتماداً عليه في أكثر الملفات حساسية وتعقيداً، من مبادرات “ وصولًا إلى زيارات المناطق النائية ومتابعة التفاصيل التي غالباً لا ينتبه إليها إلا من يشعر تجاه الناس بشيء يشبه الأبوة الحانية..
هو حاضرٌ في كل لحظة تتطلب سرعة وحنكة وضميراً يقظاً. حين اطلق وادار مشاريع إنسانية وتنموية تمسّ بيوت الأردنيين مباشرة، فقد رُمّمت منازل، ودُعمت أسر، ووُلدت فرص عمل، وتحركت مؤسسات الدولة كأنها يد واحدة. فجعل المواطن يرى في الرجل ليس موظفاً رفيعاً، بل سنداً يرافقه من لحظة الشكوى حتى لحظة الحل، فأثبت ان الثقة أهم من المنصب، والأمانة أثقل من السلطة.
وهكذا، لم يُعرف يوسف العيسوي في الأردن كرئيس ديوان فحسب، بل كصوت بلسان حال الناس، وكذراع يمدها الملك بثقة، وكأب حاضرٍ في تفاصيل حياة مواطنيه، وفي بلد يؤمن بأن الرجال يُختبرون في المواقف لا في المواقع و أن القيادة الحقيقية تُبنى على القرب، وعلى الإنصات، وهذا بالضبط ما جعل الديوان الملكي، بوجوده، بيتاً يشعر فيه الأردني أنه ليس ضيفاً… بل صاحب دار..